المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث (يا أبا ذر! فقلت لبيك وسعديك يا رسول الله وأنا فداك) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٥٩٣

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[593]

- ‌ما جاء في الرجل يقول: (جعلني الله فداك)

- ‌شرح حديث (يا أبا ذر! فقلت لبيك وسعديك يا رسول الله وأنا فداك)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (يا أبا ذر! فقلت لبيك وسعديك يا رسول الله وأنا فداك)

- ‌حكم تفدية غير الرسول وإجابته غيره بـ (لبيك وسعديك)

- ‌ما جاء في الرجل يقول أنعم الله بك عيناً

- ‌شرح حديث (كنا نقول في الجاهلية: أنعم الله بك عيناً وأنعم صباحاً)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (كنا نقول في الجاهلية أنعم الله بك عيناً وأنعم صباحاً)

- ‌ما جاء في الرجل يقول للرجل حفظك الله

- ‌شرح حديث (حفظك الله بما حفظت به نبيه)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (حفظك الله بما حفظت به نبيه)

- ‌ما جاء في قيام الرجل للرجل

- ‌شرح حديث (من أحب أن يمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (من أحب أن يمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار)

- ‌شرح حديث (لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضاً)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضاً)

- ‌الكلام على أحاديث القيام للرجل

- ‌ما جاء في الرجل يقول فلان يقرئك السلام

- ‌شرح حديث (إن أبي يقرئك السلام)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إن أبي يقرئك السلام)

- ‌شرح حديث (إن جبريل يقرأ عليك السلام)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إن جبريل يقرأ عليك السلام)

- ‌ما جاء في الرجل ينادي الرجل فيقول: لبيك

- ‌شرح حديث (لبيك وسعديك وأنا فداؤك)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (لبيك وسعديك وأنا فداؤك)

- ‌ما جاء في الرجل يقول للرجل أضحك الله سنك

- ‌شرح حديث (أضحك الله سنك)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (أضحك الله سنك)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم إقراء السلام

- ‌حكم من يُحمل السلام

- ‌تبيين المبهم في حديث (إن أبي يقرئك السلام)

- ‌الفرق بين تحية الأموات ورد السلام على حامله

- ‌حكم من تحمل السلام ولم يبلغه عمداً

- ‌حكم رد السلام على المرسل والمبلغ به

- ‌حكم الانحناء لتقبيل اليد أو السلام

- ‌حكم تفدية الرجل السيئ

- ‌حكم قول (زارتنا البركة) لمن زاره ضيف

- ‌حكم الألفاظ العامة المشتملة على الدعاء

- ‌حكم من قال (عاش من شافك)

- ‌الفرق بين الرعاية والحفظ

- ‌الفرق بين التفدية بالنفس والتفدية بالأب والأم

- ‌حكم القيام للنشيد الوطني

- ‌حكم القيام للداخل لإجلاسه في المكان

- ‌توجيه قول النبي لسعد (ارم فداك أبي وأمي)

- ‌حكم قول (الله يسلمك ويسلمه) لمبلغ السلام

- ‌حكم التوكؤ على العصا

- ‌حكم رد السلام على حامله

- ‌حكم القيام للسلام على الذمي

- ‌حكم القيام لمصافحة الداخل

- ‌حكم تقبيل يد غير ذوات المحارم

- ‌حكم الانحناء الزائد عن الحاجة للاحترام

- ‌حكم تخصيص زيارة القبور في أيام معينة

- ‌صحة حديث (الدنيا ملعونة)

- ‌صحة حديث (الدعاء هو العبادة)

- ‌حكم الدعاء بصيغة كثر الله من أمثالك

- ‌حكم قول هذا من بركاتك

- ‌تفضيل الرسول لأحد أصحابه في علم من الشريعة لا يدل على أن الصواب معه دائماً

- ‌عدم محرمية أم زوجة أبيه

- ‌جواز تفدية الرسول بالآباء والأمهات

- ‌حكم نهي الداخل القائمين للسلام عليه عن القيام

- ‌حكم قول (سلم على كل من لقيت والسلام قبل الكلام)

- ‌حالات القيام

الفصل: ‌شرح حديث (يا أبا ذر! فقلت لبيك وسعديك يا رسول الله وأنا فداك)

‌شرح حديث (يا أبا ذر! فقلت لبيك وسعديك يا رسول الله وأنا فداك)

قال الإمام أبو داود السجستاني رحمه الله تعالى: [باب في الرجل يقول جعلني الله فداك.

حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد ح وحدثنا مسلم حدثنا هشام عن حماد -يعنيان ابن أبي سليمان - عن زيد بن وهب عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (يا أبا ذر! فقلت: لبيك وسعديك يا رسول الله! وأنا فداك)].

قال أبو داود السجستاني رحمه الله تعالى: باب في الرجل يقول جعلني الله فداك.

أي: في بيان حكمه وأن ذلك سائغ.

وقد أورد أبو داود حديث أبي ذر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم دعاه، وقال له:(يا أبا ذر! فقلت: لبيك وسعديك يا رسول الله! وأنا فداك).

يعني: وأنا فداء لك.

وهذا جواب حسن من أبي ذر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما يناديهم يقول الواحد منهم:(لبيك يا رسول الله وسعديك)، كما جاء في حديث معاذ بن جبل لما كان رديفه على حمار، وبعد ذلك بين له حق الله على العباد وحق العباد على الله عز وجل.

وكلمة: (لبيك وسعديك) هي من الكلمات التي يجيب بها الإنسان بجواب حسن عندما ينادى ويدعى، وهي من الأدب في القول والأدب في الجواب عند النداء.

و (لبيك) تعني: إجابة بعد إجابة، وأنه مجيب له ومستمر على ذلك.

(وسعديك) أيضاً تعني: إسعاداً بعد إسعاد.

(وأنا فداؤك) تعني: أنا أفديك بنفسي.

هذا هو معنى هذه الكلمات التي أجاب بها أبو ذر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من الجواب الحسن، وكان أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام كثيراً ما يقولون:(فداك أبي وأمي)، أو (بأبي أنت وأمي)، أي: أنت مفدى بأبي وأمي، وهذا من أدبهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومحبتهم له عليه الصلاة والسلام.

وكونهم يفدونه بأرواحهم وأنفسهم ويرخصون كل شيء في محبته؛ وذلك أن النعمة التي ساقها الله عز وجل للمسلمين على يديه هي أعظم وأجل نعمة، وهي أعظم من النعمة التي حصلت من الوالدين وهي الإحسان إلى الإنسان وتنشئته وتربيته؛ لأن نعمة الإسلام لا تماثلها نعمة ولا تعادلها نعمة، وقد جاء الله تعالى بها للمسلمين على يدي الرسول صلى الله عليه وسلم.

ص: 3