المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث المغيرة في المسح بالناصية وجانبي العمامة - شرح سنن النسائي - الراجحي - جـ ٦

[عبد العزيز بن عبد الله الراجحي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الطهارة [6]

- ‌غسل الوجه

- ‌شرح حديث علي في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌عدد مرات غسل الوجه

- ‌شرح حديث علي في غسل الوجه ثلاثاً

- ‌غسل اليدين

- ‌شرح حديث علي في غسل اليدين ثلاثاً

- ‌صفة الوضوء

- ‌شرح حديث علي في صفة وضوء رسول الله

- ‌عدد مرات غسل اليدين

- ‌شرح حديث علي في غسل الذراعين ثلاثاً

- ‌حد الغسل

- ‌شرح حديث عبد الله بن زيد في غسل الوجه ثلاثاً

- ‌صفة مسح الرأس

- ‌شرح حديث عبد الله بن زيد في كيفية مسح الرأس

- ‌عدد مرات مسح الرأس

- ‌شرح حديث عبد الله بن زيد في مسح الرأس مرتين

- ‌مسح المرأة رأسها

- ‌شرح حديث عائشة في مسح الرأس

- ‌مسح الأذنين

- ‌شرح حديث ابن عباس في مسح الرأس والأذنين مرة ومسح برأسه

- ‌مسح الأذنين مع الرأس وما يستدل به على أنها من الرأس

- ‌شرح حديث ابن عباس في مسح الرأس ومسح باطن الأذنين بالساحتين وظاهرهما بالإبهامين

- ‌شرح حديث (فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه)

- ‌المسح على العمامة

- ‌شرح حديث بلال في مسح رسول الله على الخفين والخمار

- ‌شرح حديث بلال: (رأيت رسول الله يمسح على الخفين)

- ‌إسناد آخر لحديث بلال في مسح رسول الله على الخفين والخمار

- ‌المسح على الناصية مع العمامة

- ‌شرح حديث: (توضأ فمسح ناصيته وعمامته)

- ‌شرح حديث المغيرة في مسح النبي بناصيته وعلى العمامة

- ‌كيفية المسح على العمامة

- ‌شرح حديث المغيرة في المسح بالناصية وجانبي العمامة

الفصل: ‌شرح حديث المغيرة في المسح بالناصية وجانبي العمامة

‌شرح حديث المغيرة في المسح بالناصية وجانبي العمامة

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [باب كيف المسح على العمامة.

أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا يونس بن عبيد عن ابن سيرين قال أخبرني عمرو بن وهب الثقفي قال سمعت المغيرة بن شعبة قال: (خصلتان لا أسأل عنهما أحداً بعد ما شهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: كنا معه في سفر فبرز لحاجته، ثم جاء فتوضأ ومسح بناصيته وجانبي عمامته، ومسح على خفيه، قال: وصلاة الإمام خلف الرجل من رعيته، فشهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان في سفر فحضرت الصلاة، فاحتبس عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأقاموا الصلاة وقدموا ابن عوف فصلى بهم، فلما سلم ابن عوف قام النبي صلى الله عليه وسلم فقضى ما سبق به)].

هذا أخرجه البخاري في الصحيح، وفي الحديث الأول أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الناصية وعلى العمامة، أي: أكمل على العمامة.

وهذا الحديث فيه فوائد: ففيه جواز الاستعانة في الوضوء؛ لأن المغيرة صب عليه.

وفيه المسح على الخفين إذا لبسهما على طهارة.

وفيه المسح على العمامة.

وفيه أن الإمام إذا تأخر عن الوقت المعتاد فإن الناس يقدمون من يصلي بهم ولا يحبس الناس، فلهذا لما تأخر النبي صلى الله عليه وسلم لقضاء حاجته ومعه المغيرة - وكان هذا في غزوة تبوك- قدم الصحابة عبد الرحمن بن عوف يصلي بهم، فإذا تأخر الإمام فإن المأمومين يقدمون من يصلي بهم، ولا يحبس الناس.

وفيه أنه لا ينبغي للإمام أن يغضب إذا تأخر، فيجمع بين السيئتين كما يفعل بعض الجهال، فبعضهم يقول للمأموم: أعد، أعد.

والذي ينبغي للمأمومين هو أن ينتظروه بعض الوقت، فإذا غلب على الظن أنه لا يأتي فإنهم يقدمون من يصلي بهم، كما فعل الصحابة في غزوة تبوك، حيث قدموا عبد الرحمن بن عوف، وكما تأخر النبي صلى الله عليه وسلم لما ذهب للإصلاح بين بني عوف، حيث جاء بلال إلى أبي بكر فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حبس، وقد حانت الصلاة، فهل لك أن تصلي بالناس؟ قال: نعم إن شئت، فأقام بلال الصلاة وتقدم أبو بكر رضي الله عنه، فكبر للناس، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فتأخر أبو بكر، فأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يبقى لكنه تأخر.

ولهذا جاء في قصة عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم: أحسنتم أو أصبتم.

ففيه جواز صلاة الإمام خلف الرجل من رعيته؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلى خلف عبد الرحمن بن عوف وهو من رعيته، ومثله صلاة إمام الحي خلف واحد من المأمومين.

وفيه أن الأولى أن الإنسان إذا فاته شيء من الصلاة ومعه غيره لا يأتم أحدهما بالآخر، فكل واحد يقضي وحده، فإن النبي صلى الله عليه وسلم والمغيرة فاتتهما ركعة، حيث جاءا ليصليا الفجر وقد صلى عبد الرحمن بن عوف ركعة، فلما سلم عبد الرحمن قام النبي صلى الله عليه وسلم يقضي الركعة التي فاتت، وقام المغيرة، ولم يأتم المغيرة بالنبي صلى الله عليه وسلم، بل كل قضى وحده، وإن ائتم أحدهما بالآخر فلا حرج.

وفي القصتين أن الإمام إذا جاء ولم يفته شيء من الصلاة فلا بأس بأن يتقدم ويتأخر الإمام، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في قصة أبي بكر، وأما إذا فاته شيء من الصلاة فالأولى ألا يتقدم؛ حتى لا يشوش على الناس، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في قصة عبد الرحمن بن عوف؛ لأنه فاته ركعة، فلم يتقدم وصلى خلفه، وأما أبو بكر فإنه كان في الركعة الأولى، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 33