المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌جواز إنشاد الشعر الذي لا فحش فيه - شرح صحيح مسلم - حسن أبو الأشبال - جـ ٣٨

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ كتاب الشعر - حكم الشعر والأناشيد والنرد

- ‌كتاب الشعر

- ‌شرح حديث الشريد بن سويد في طلب النبي صلى الله عليه وسلم منه إنشاده شعر أمية بن أبي الصلت

- ‌شرح حديث أبي هريرة: (أشعر كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد)

- ‌شرح حديث: (أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد)

- ‌شرح حديث: (أصدق بيت قاله الشاعر: (ألا كل شيء)

- ‌شرح حديث: (لأن يمتلئ جوف الرجل قيحاً يريه خير من أن يمتلئ شعراً)

- ‌شرح حديث: (خذوا الشيطان، لأن يمتلئ جوف رجل قيحاً)

- ‌كلام الإمام النووي في الأحاديث الواردة في الشعر

- ‌استحسان النبي صلى الله عليه وسلم لشعر أمية بن أبي الصلت

- ‌جواز إنشاد الشعر الذي لا فحش فيه

- ‌حكم هجاء النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الانشغال بالأناشيد الإسلامية

- ‌حكم حفظ اليسير من الشعر

- ‌حكم الشعر

- ‌باب تحريم اللعب بالنردشير

- ‌كلام النووي في باب اللعب بالنردشير

- ‌الأسئلة

- ‌حكم محادثة الخاطب لمخطوبته بواسطة التلفون

- ‌حكم التسبيح بأنامل اليد اليسرى

- ‌حكم إعطاء الصدقة لفقراء الأشراف

الفصل: ‌جواز إنشاد الشعر الذي لا فحش فيه

‌جواز إنشاد الشعر الذي لا فحش فيه

قال: [وفي هذا الحديث أيضاً: جواز إنشاد الشعر الذي لا فحش فيه، وكذلك سماعه، سواء شعر الجاهلية أو شعر الإسلام.

يعني: الشعر الذي يدعو إلى مكارم الأخلاق والفضائل والتوحيد وأركان الإيمان سواء كان شعراً جاهلياً قاله جاهليون كفار، أو قاله مسلمون، وعلى أية حال:(الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها التمسها).

حتى إن وجدتها عند كافر فهنيئاً لك.

وليس معنى: بأنه كافر أنه لا يتكلم قط بكلام حق، أو أنه لكفره يرد عليه كلما قال، وإنما يرد القول الباطل على من قال به وإن كان مسلماً موحداً، والقول الحق يقبل من قائله ولو كان كافراً.

وهذا الكلام أرجو ألا يكون شعارات نرددها، إذ إنه عند الاحتكاك العملي تظهر الترجمة العملية للإيمان بهذه القواعد التي نقر بها في أثناء الدرس، فلو قال لك رجل نصراني وأن تسرق: يا فلان! أليست السرقة حرام؟ قل له: نعم.

واشكره على ذلك، ولو قال لك ذلك أيضاً يهودي فاشكره على ذلك؛ لأنه أسدى إليك معروفاً، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول:(من لم يشكر الناس لم يشكر الله)، فشكر الناس من شكر الله عز وجل، أي: جزء من شكر الله عز وجل، ولذلك قال:(من لم يشكر الناس)، ولم يقل: من لم يشكر المسلمين ولا المؤمنين، وإنما الناس، ولفظ (الناس) عام يشمل المسلم والكافر، فمن أدى إليك نصيحة أو معروفاً أو قال حقاً يقبل منه ويحترم ويشكر عليه وإن كان كافراً، وأن من قال قولاً باطلاً يخالف دين الله عز وجل يرد عليه وإن كان إماماً من أئمة المسلمين.

وهذا الكلام لا غبار عليه، وأرجو أن يظهر هذا الكلام في ترجمة عملية عند الاحتكاك، ولذلك العلماء كلهم ذموا التعصب كله، إلا التعصب للنبي عليه الصلاة والسلام؛ لأن التعصب للنبي عليه الصلاة والسلام خير وبركة؛ لأنه معصوم، أما أن يتعصب المرء لمن هو دونه حتى وإن كان من أصحابه رضي الله عنهم أجمعين فلا يصح هذا؛ لأن ما دون النبي عليه الصلاة والسلام يؤخذ من قوله ويرد.

لكن من الذي يأخذ من قولهم ومن الذي يرد عليهم؟ أهل العلم؛ حتى لا تظن في نفسك أنه يحق لك أن تعترض على أبي بكر وعمر وعثمان، فإياك أن تظن ذلك، فالذي يأخذ من قول العلماء هم أهل العلم وطلاب العلم النابغين، والذي يرد على العلماء هم أهل العلم وطلاب العلم النابغين، لكيلا يأتي بعد ذلك من لا يقرأ ولا يكتب ولا يحسن أن يصلي ويصوم ويقول: من أبو بكر هذا؟ هو رجل وأنا رجل، من أبو حنيفة؟ من الشافعي؟ لا، بل إنك تستحق أن تعلق برجليك إلى السقف وتضرب على رأسك إلى أن يخرج هذا النتن من عقلك، حتى لا تسول لك نفسك أن كل شخص من حقه أنه يعترض على كل أحد، فهناك أصول علمية، بل إنك بنفسك تقول ذلك.

قال: (وفي هذا الحديث منقبة ل لبيد، وإظهار فضله رضي الله عنه.

ص: 11