المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌بين الحجاج ويحيى بن يعمر - شرح صحيح مسلم - حسن أبو الأشبال - جـ ٧٥

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ كتاب الإيمان - بيان أن القدر من أركان الإيمان - ترجمة وكيع بن الجراح

- ‌ترجمة وكيع بن الجراح

- ‌علم وكيع بن الجراح

- ‌موقف وكيع من السلطان

- ‌ثناء العلماء على وكيع وتوثيقهم له

- ‌طلب وكيع للحديث عند الأعمش

- ‌ترجمة كهمس بن الحسن البصري

- ‌ترجمة عبد الله بن بريدة

- ‌ترجمة يحيى بن يعمر البصري

- ‌بين الحجاج ويحيى بن يعمر

- ‌أمثلة من تصحيفات القراء

- ‌أول من أثبت حرف (ح) عند تحويل الإسناد

- ‌ترجمة عبيد الله بن معاذ العنبري

- ‌ترجمة معاذ بن معاذ العنبري

- ‌سبب عدم تحويل الإمام مسلم للإسناد قبل كهمس في حديث جبريل في مراتب الإيمان

- ‌إنكار معبد الجهني للقدر

- ‌وجوب سؤال الإنسان عما يشكل عليه حتى من عالم لمن هو أعلم منه

- ‌عدالة الصحابة، وسب الرافضة لهم

- ‌حكم زيارة المسجد النبوي، وقبر الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌حرص السلف على طلب العلم

- ‌الأسئلة

- ‌حكم العمل بالحديث المرفوع وغيره

- ‌الحكم على أثر: (لا يتعلم مستح ولا متكبر)، والمقصود بالحياء الوارد فيه

- ‌حكم تدريس الرجل للنساء

- ‌فضل العمرة في رمضان

- ‌مدى صحة الأحاديث الواردة في فضائل السور

الفصل: ‌بين الحجاج ويحيى بن يعمر

‌بين الحجاج ويحيى بن يعمر

أقبل الحجاج بن يوسف على يحيى بن يعمر بوجهه، وقال: يا يحيى! أتراني ألحن؟ يعني: أخطئ إذا تكلمت؟ قال: الأمير أجل من ذلك، أي: الأمير أجل من أن يلحن ويخطئ، فقال: عزمت عليك إلا أخبرتني، فقال: نعم تلحن، وعزائم الملوك كانت محل احترام عند السلف، قال: في أي شيء؟ قال: في كتاب الله تلحن.

والحجاج ليس له حسنة إلا أنه كان يكرم القراء ويحب القرآن، فقال: في كتاب الله؟ قال: نعم، قال: ائتني، قال: إنك تقول: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم) إلى (أحبُّ إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله)، وهي: أحبَّ، فقال: نعم، لقد أثبت لي أني ألحن، ثم قال: يا يحيى! والله لن تسمعني بعد ذلك ألحن، فاستبشر يحيى بن يعمر خيراً وقال: سيتعلم اللغة أو شيئاً من العلم من أجل ألا يلحن، فإذا به ينفيه إلى مرو، فاستقبله قتيبة بن مسلم وجعله قاضياً على مرو.

ثم أرسل الحجاج يزيد بن المهلب على رأس سرية إلى نيسابور ليقاتل هناك، فلما دارت المعركة قال الحجاج لـ يزيد: وافني بأخبار المعركة أولاً بأول، وكان يزيد بن المهلب جواداً سخياً، وهذا مشهور من سيرته، حتى قيل: إنه ذهب ليحج، وفي يوم النحر أعطى الحلاق الذي حلق رأسه ألف دينار، فقال الحلاق: والله لن أحلق لأحد بعدك، فقال: أعطوه ألفاً أخرى، قال: أذهب فأبشر أمي، قال: أعطوه ألفين، فأصبحت أربعة آلاف، فقال: امرأتي طالق إن حلقت لأحد بعدك، وكانت لغته ليست فصيحة، فلما وصف المعركة للحجاج كتب له أخبار المعركة كلها، وقال: والعدو في عرعرة من الجبل ونحن في الحضيض.

فلما قرأ الحجاج قوله: عرعرة تساءل من أين أتى بهذا الكلام؟ فـ يزيد معروف أنه لا يعرف شيئاً، فمن أين أتى بهذه الكلمة؟ فلما سأل، قالوا: إن يحيى بن يعمر هناك، فقال: هذا هو، يعني: أنه أتى بهذا الكلام من عند يحيى بن يعمر؛ لأنه كان بليغاً، ويحيى بن يعمر أخذ اللغة عن أستاذها وعن مصدرها أبي الأسود الدؤلي.

ص: 10