المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌براءة الإمام البخاري من القول بخلق القرآن - شرح عقيدة السلف وأصحاب الحديث - الراجحي - جـ ٥

[عبد العزيز بن عبد الله الراجحي]

فهرس الكتاب

- ‌[5]

- ‌اعتقاد استواء الله على عرشه فوق سماواته

- ‌الأدلة الدالة على إثبات استواء الله على عرشه

- ‌ذكر الأدلة الدالة على علو الله تعلى على خلقه

- ‌أقوال علماء السلف في إثبات استواء الله على عرشه

- ‌قول أم سلمة في إثبات استواء الله على عرشه

- ‌قول الإمام مالك في إثبات استواء الله على عرشه

- ‌قول ابن المبارك في إثبات استواء الله على عرشه

- ‌قول ابن خزيمة في إثبات استواء الله على عرشه

- ‌قول الإمام الشافعي في إثبات استواء الله على عرشه

- ‌الفرق بين أهل السنة وأهل البدع في باب الصفات

- ‌الأسئلة

- ‌بيان حكمة طرد الإمام مالك للرجل الذي سأله عن الاستواء

- ‌المعتزلة في هذا العصر

- ‌قول السلف في تكفير الجهمية

- ‌براءة الإمام البخاري من القول بخلق القرآن

- ‌معنى الإرجاء

- ‌الله في كل مكان بعلمه

- ‌نسبة ابن القيم إلى القول بفناء الجنة والنار

- ‌حكم القول بأن الصوت والألحان قول القاري

- ‌معنى الحلولية والاتحادية

- ‌حكم دراسة القوانين الوضعية

- ‌الفرق بين الزيادة والنقصان من القرآن وبين اختلاف القراءات

- ‌معنى قول: (القرآن قديم)

الفصل: ‌براءة الإمام البخاري من القول بخلق القرآن

‌براءة الإمام البخاري من القول بخلق القرآن

‌السؤال

الذين قالوا: إن اللفظ بالقرآن مخلوق منهم الإمام البخاري كما ذكر ذلك ونقله عنه الذهبي رحمه الله، واستدلوا على ذلك بأن الله خالق كل شيء، وألفاظنا مخلوقة؟

‌الجواب

البخاري لم يقل: اللفظ بالقرآن مخلوق، وإنما فصل بين ما يقوم به العبد وما يقوم به الرب، فقال: إن العباد مخلوقون أقوالهم وأفعالهم وألفاظهم، ولم يقل هذه المقالة:(لفظي بـ) لكن حصلت فتنة في صفوف المحدثين وسببها أمران: الأمر الأول: الشبهة التي حصلت من القول المجمل للإمام أحمد حينما قال: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال: غير مخلوق فهو مبتدع.

الأمر الثاني: الشهوة، وهي الحسد الذي حصل لبعض الناس، فاجتمع هذا الأمران؛ فروي للإمام البخاري رحمه الله بأنه يقول في مسألة اللفظ، وهجره من هجره، وإلا فإنه لا منافاة بين قول الإمام البخاري وبين قول الإمام أحمد، فأئمة أهل السنة لا منافاة بين أقوالهم، كما ذكر ذلك العلامة ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة، قال: إن الإمام أحمد رحمه الله أجمل وسد الباب فقال: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال: غير مخلوق فهو مبتدع، أما الإمام البخاري رحمه الله فقد فصل وبين ما يقوم به الرب وما يقوم به العبد، والإمام أحمد لا يخالف البخاري، والبخاري لا يخالف الإمام أحمد، بل هما متفقان؛ لكن الفتنة التي حصلت سببها أمران: الأمر الأول الشبهة التي نشأت من فهم التفسير المجمل لكلام الإمام أحمد.

والأمر الثاني: الشهوة التي سببها الحسد للإمام البخاري رحمه الله؛ لما نشر الله له من الصيت ورفع شأنه حسده بعض الناس وتعلقوا بالقول المجمل، وحصلت لهم شبهة من القول المجمل للإمام أحمد، فحصلت هذه الفتنة، وإلا فإن كلاً من الإمامين البخاري والإمام أحمد متفقان رحمة الله عليهما.

ص: 16