المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌لا أسوة في الشر - شرح كتاب الإبانة من أصول الديانة - جـ ٣

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ ذكر الأخبار التي دفعت إلى تأليف الكتاب

- ‌التحذير من التلون في الدين

- ‌لا أسوة في الشر

- ‌فضيلة التمسك بالدين في هذا الزمان

- ‌بشارة النبي عليه الصلاة والسلام للغرباء في آخر الزمان

- ‌حديث: (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله)

- ‌منزلة العلماء وفضلهم على الناس

- ‌حديث (لا يزال على هذا الأمر عصابة)

- ‌حديث (لا تزال طائفة من أمتي)

- ‌حديث (من جاءه الموت وهو يطلب العلم)

- ‌أثر سفيان (أفضل الناس منزلة)

- ‌أثر ربيعة (الناس في حجور علمائهم)

- ‌أثر سلمة بن سعيد (العلماء سرج الأزمنة)

- ‌الالتزام على منهج صحيح من أعظم النعم على العبد

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل قادر

- ‌الأسئلة

- ‌ما يفعله من دخل المسجد أثناء الخطبة أو الدرس العلمي

- ‌حكم توزيع الإنسان تركته على ورثته قبل وفاته

- ‌حكم صيام الزوجة عن زوجها المتوفى

- ‌ما يجب على الرجل إذا دخل على المرأة وهي تصلي

- ‌الحكم على حديث (سبحانك اللهم وبحمدك)

- ‌حكم قراءة سورة العصر عند الانصراف من المجلس

الفصل: ‌لا أسوة في الشر

‌لا أسوة في الشر

[وعن ابن مسعود قال: إذا وقع الناس في الشر خيل لك في الناس أسوة في الشر]، أي: إذا استشرى الشر وانتشر حتى لم يكن في المجتمع غيره، تصور الناس أن الأسوة في هذا الشر، ولذلك إذا نقدت أي إنسان الآن في ضلالة هو عليها أو في بدعة هو عليها يقول: كل الناس هكذا، فهل يتصور أن هذه بدعة والناس يعملون بها، ومطبقون عليها منذ زمن بعيد؟ وهل يتصور أن يكون هذا هو الباطل، وأن ما تأتيهم به الآن هو الحق؟ نعم هذا متصور.

ولذلك أنكر مجتمع قريش دعوة النبي صلى الله عليه وسلم أول ظهورها؛ لتصورهم أنهم على الحق المبين.

قال: إذا وقع الناس في الشر فقل: لا أسوة لي في الشر، وإنه لا أسوة في الشر، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:(لا أسوة في الشر)، وإن أجمع الناس وأطبقوا على استمرار الباطل ورد الحق، فإن هذا لا يجعل الباطل حقاً، ولا يجعل الحق باطلاً.

[وعن عبد الله بن مسعود قال: ليوطنن المرء نفسه على أنه إن كفر من في الأرض جميعاً لم يكفر]؛ لأن كل واحد سيأتي ربه فرداً، ويسأل فرداً لا علاقة له بالناس، وأن الناس لا يدافعون عنه ولا يدفعون له بين يدي الله عز وجل.

قال: [ولا يكونن أحدكم إمعة، قيل: وما الإمعة؟ قال: الذي يقول: أنا مع الناس]، أي: إن أحسنوا أحسنت، وإن أساءوا أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس فأحسنوا، وإن أساءوا فلا تسيئوا، أي: وإن أساءوا فلا تتبعوا إساءتهم.

قال: [إنه لا أسوة في الشر]، وإن أطبق الناس على عمل الشر، وقول الشر، واعتقاد الشر، فإنه لا علاقة لك بالناس، وإنما علاقتك بالحق المبين، الذين نزل من السماء على قلب رسولنا الأمين صلى الله عليه وسلم.

ص: 3