المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌قول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى - شرح كتاب الإبانة من أصول الديانة - جـ ٤٠

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ سرد أقوال السلف في أن العمل ركن في الإيمان

- ‌أركان الإيمان بين أهل السنة وغيرهم من الفرق الضالة

- ‌سرد أقوال السلف في أن العمل المجرد ربما أدى بصاحبه إلى الردة أو الكفر

- ‌قول نافع رحمه الله تعالى

- ‌قول سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى

- ‌قول الشافعي رحمه الله تعالى

- ‌قول الحميدي رحمه الله تعالى

- ‌قول إسحاق بن راهويه رحمه الله تعالى

- ‌قول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى

- ‌قول محمد بن سحنون رحمه الله تعالى

- ‌قول أبي بكر الجصاص رحمه الله تعالى

- ‌قول محمد بن الوليد السمرقندي رحمه الله تعالى

- ‌قول ابن حزم رحمه الله تعالى

- ‌تفسير الهراسي لقوله تعالى: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب)

- ‌تفسير أبي بكر بن العربي لقوله تعالى: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب)

- ‌قول ابن عبد البر رحمه الله تعالى

- ‌قول الجويني رحمه الله تعالى

- ‌تفسير الرازي لقوله تعالى: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب)

- ‌قول الكاساني رحمه الله تعالى

- ‌قول فخر الدين الفرغاني رحمه الله تعالى

- ‌قول أبي الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى

- ‌قول جلال الدين بن نجم رحمه الله تعالى

- ‌قول برهان الدين محمد بن أحمد رحمه الله تعالى

- ‌قول ابن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى

- ‌قول النووي رحمه الله تعالى

- ‌قول شهاب الدين القرافي رحمه الله تعالى

- ‌قول ابن تيمية رحمه الله تعالى

الفصل: ‌قول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى

‌قول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى

وقال إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل في الرد على الجهم بن صفوان إمام الجهمية الذي يقول: العمل ليس من الإيمان؛ لأن الإيمان عند الجهم هو عبارة عن المعرفة، فإذا كان يعرف الله تعالى فهو مؤمن كامل الإيمان، ولا علاقة أبداً للعمل بالإيمان، ولذلك الإمام أحمد بن حنبل يقول له: يا جهم! إذا كنت تقول: إن الإيمان هو المعرفة، وأن العمل لا علاقة له بالإيمان، وليس داخلاً في مسماه، فيلزمك أن تقول: لو أن رجلاً أقر بالشهادتين، وشد على وسطه بالزنار، أو سجد للصليب، وأتى الكنائس والبيع وعمل الكبائر كلها، إلا أنه في ذلك مقر بالله، فيلزمه أن يكون مؤمناً؛ لأن كل هذه أعمال، وهو في حقيقة الأمر مقر بأن هذا باطل، قال: وهذه الأشياء من أشنع ما يلزمهم، أي: من أشنع ما يمكن أن يرد به عليهم.

وفي كتاب السنة لـ لخلال كلام كثير ربما نقلناه قبل ذلك، لكن الإمام أحمد بن حنبل قال: من قال هذا فقد كفر بالله، ورد على الله أمره، وعلى الرسول ما جاء به.

وقال الإمام عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل: سألت أبي عن رجل قال لرجل: يا ابن كذا وكذا أنت ومن خلقك، يعني: أنه يسب المخلوق وخالقه، فقال: هذا مرتد عن الإسلام، مع أن هذا قول، إذاً الردة تدخل في القول وإن لم يصحبه استحلال، والردة تدخل في العمل وإن لم يصحبه استحلال كمن سجد للصليب، أو ألقى المصحف في القاذورات، أو شد على وسطه بالزنار، أو دخل الكنائس من باب تأييد أهلها ومودتهم وموالاتهم وغير ذلك، فهذا كله كفر بالله تعالى، قال: فقلت لأبي: تضرب عنقه؟ قال: نعم تضرب عنقه، من باب الردة؛ لأنه قال له: هو مرتد.

ص: 9