المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الحكمة من خلق الله سبحانه للحيات والأفاعي والعقارب والهوام والسباع - شرح كتاب الإبانة من أصول الديانة - جـ ٤٢

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ ما جاء من الآثار في كراهة الخوض والكلام في القدر

- ‌الأحاديث والآثار في كراهة الخوض والكلام في القدر

- ‌الكتاب والسنة يخرجان من مشكاة واحدة

- ‌بيان ما يجوز فيه ذكر النجوم وما لا يجوز فيه ذكر النجوم

- ‌بيان ما يجوز فيه أن يقال عن الصحابة إذا ذكروا وما يجب الإمساك عنه عند ذكرهم

- ‌ما يجوز الكلام فيه في القدر وما لا يجوز الكلام فيه

- ‌حكم من قال: (لم خلق الله إبليس وهو يعلم أنه سيعصيه)

- ‌حكم مقولة: لم جعل الله لإبليس وذريته سلطاناً أن يأتوا بني آدم

- ‌حكم من قال: لم سلط الله الكفار على الرسل والمؤمنين وهو قادر على إبادتهم

- ‌حكم من قال: لم مكن الله لأعدائه في البلاد بالقوة والعتاد وأمر أولياءه أن يقاتلوهم

- ‌الحكمة من خلق الله سبحانه للحيات والأفاعي والعقارب والهوام والسباع

- ‌حكم من قال: لم ترك الله العباد يشركون ويجحدون وهو قادر على هدايتهم

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الاستثناء في الإيمان

- ‌الفرق بين الشيطان والعفريت

- ‌حكم زواج الإنسان من الجن

الفصل: ‌الحكمة من خلق الله سبحانه للحيات والأفاعي والعقارب والهوام والسباع

‌الحكمة من خلق الله سبحانه للحيات والأفاعي والعقارب والهوام والسباع

قال: [ومما لا ينبغي كذلك لأحد أن يتفكر فيه أنه لا ينبغي أن يضمر في نفسه فيقول: لم خلق الله الحيات والعقارب والهوام والسباع التي تضر بني آدم ولا تنفعهم وسلطها عليهم؟]، الحية أو الثعبان قد ملئت سماً، لكن الله خلقها، مع أن الله قبل أن يخلقها يعلم أن سمها يضر بني آدم، وأنها عدو من أعدائه، لكن العبد حين يذكر جهنم يقول: لو لم يكن في جهنم إلا الحيات والعقارب لكفى! ومعلوم أن نار الدنيا جزء من سبعين جزءاً من نار الآخرة، فلو لم يكن في النار إلا ثعبان واحد يدور على أهل النار لكفى، فيقول هذا السائل: لم خلق الله الحيات والعقارب والهوام والسباع التي تضر بني آدم ولا تنفعهم، وسلطها على بني آدم، ولو شاء ألا يخلقها ما خلقها؟ ولا يجوز أن يوجه هذا السؤال لله عز وجل.

قال: [ولو كان هذا من فعل ملوك العباد لقال أهل مملكته: هذا غش لنا ومضرة علينا بغير حق؛ حيث جعل معنا ما يضر بنا، ولا ننتفع نحن ولا هو به، فمن تفكر في نفسه فظن أن الله لم يعدل حيث خلق الحيات والعقارب والسباع، وكل ما يؤذي بني آدم ولا ينفعه؛ فقد كفر، ومن قال: إن لهذه الأشياء خالقاً غير الله فقد كفر.

وهذا قول الزنادقة والمجوس وطائفة من القدرية، فهذا مما يجب على المسلمين الإيمان به، وأن يعلم أن الله خلق هذه الأشياء كلها، وعلم أنها تضر بعباده وتؤذيهم هو عدل من فعله، وهو أعلم بما خلق:{لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء:23]].

ص: 11