المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌بيان ما يجوز فيه ذكر النجوم وما لا يجوز فيه ذكر النجوم - شرح كتاب الإبانة من أصول الديانة - جـ ٤٢

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ ما جاء من الآثار في كراهة الخوض والكلام في القدر

- ‌الأحاديث والآثار في كراهة الخوض والكلام في القدر

- ‌الكتاب والسنة يخرجان من مشكاة واحدة

- ‌بيان ما يجوز فيه ذكر النجوم وما لا يجوز فيه ذكر النجوم

- ‌بيان ما يجوز فيه أن يقال عن الصحابة إذا ذكروا وما يجب الإمساك عنه عند ذكرهم

- ‌ما يجوز الكلام فيه في القدر وما لا يجوز الكلام فيه

- ‌حكم من قال: (لم خلق الله إبليس وهو يعلم أنه سيعصيه)

- ‌حكم مقولة: لم جعل الله لإبليس وذريته سلطاناً أن يأتوا بني آدم

- ‌حكم من قال: لم سلط الله الكفار على الرسل والمؤمنين وهو قادر على إبادتهم

- ‌حكم من قال: لم مكن الله لأعدائه في البلاد بالقوة والعتاد وأمر أولياءه أن يقاتلوهم

- ‌الحكمة من خلق الله سبحانه للحيات والأفاعي والعقارب والهوام والسباع

- ‌حكم من قال: لم ترك الله العباد يشركون ويجحدون وهو قادر على هدايتهم

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الاستثناء في الإيمان

- ‌الفرق بين الشيطان والعفريت

- ‌حكم زواج الإنسان من الجن

الفصل: ‌بيان ما يجوز فيه ذكر النجوم وما لا يجوز فيه ذكر النجوم

‌بيان ما يجوز فيه ذكر النجوم وما لا يجوز فيه ذكر النجوم

قال: [أما النجوم فقد ورد فيها كلام بالإباحة وكلام بالمنع فأحدهما واجب علمه والعمل به، فأما ما يجب علمه والعمل به فهو أن نتعلم نحن من النجوم ما نهتدي به في ظلمات البر والبحر كما أمر الله عز وجل، ونعرف به القبلة والصلاة والطرقات، فبهذا العلم من النجوم نطق الكتاب ومضت السنة.

إذا نظرنا إلى الآيات المتعلقة بالنجوم في الكتاب والسنة لكان مدار هذه الآيات وهذه الأحاديث بأن نتعلم من النجوم ما نستنير به في طرقاتنا في البر والبحر، ونعرف به القبلة، ونعرف به مواقيت الصلوات وغير ذلك، فلا يجوز لنا بعد ذلك أن نتعلم من النجوم شيئاً غير الذي أمرنا الله تعالى به، وأمرنا به رسوله عليه الصلاة والسلام، وأن ما لا يجوز النظر فيه -أي: في النجوم والتصديق به- ويجب علينا الإمساك عنه من علم النجوم فهو ألا نحكم للنجوم بعمل، لا نقول: إن النجوم لها تأثير في الأعمال؛ لأن النجوم لا تعمل شيئاً.

أفل نجم في زمن النبي عليه الصلاة والسلام، فقال لأصحابه: ما كنتم تقولون في مثل هذا؟ قالوا: والله يا رسول الله! كنا نقول: لا يكون ذلك إلا لموت عظيم أو لميلاد عظيم، فبين النبي عليه الصلاة والسلام فساد هذه العقيدة، وقال:(إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل لا تنخسف لموت أحد ولا لميلاده) فالخسوف والكسوف آيتان من آيات الله تتم بقدر الله عز وجل، فلا تسأل: لماذا وكيف؛ لأن هذا مما نهيت عنه أيضاً، ولا يقضى لها بالحدود في أمره كما يدعي الجاهلون من علم الغيوب بعلم النجوم ولا قوة إلا بالله، فهذا الذي نهينا عن الكلام فيه].

ص: 4