المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

باب إعطاء الشيء حكم ما أشبهه في معناه، ولهذا تعدت - ظاهرة التقارض في النحو العربي - جـ ٥٩

[أحمد محمد عبد الله]

الفصل: باب إعطاء الشيء حكم ما أشبهه في معناه، ولهذا تعدت

باب إعطاء الشيء حكم ما أشبهه في معناه، ولهذا تعدت رضي بعلى في البيت المتقدم لما كان (رضي عنه) بمعنى أقبل عليه بوجه وده، وقال الكسائي:" إنما جاز هذا حملاً على نقيضه وهو سخط "1.

ومن مجيء (على) بمعنى (عن) قول عدي بن زيد:

في ليلة لا نرى بها أحداً

يحكي علينا إلا كواكبها

أي يحكى عنا إلا كواكبها، وقال بعضهم أن (يحكي) ضمن معنى ينم ولذلك عداه بعلي فهو من باب إعطاء الشيء حكم ما أشبهه في المعنى.

ب- (عن) تفيد (معنى المجاوزة) ولا تفيد سواه عند البصريين قد تخرج عن هذا المعنى فتفيد (معنى الإستعلاء) مقترضة إياه من (على) وذلك على رأي غير البصريين. يشهد لذلك قوله تعالى: {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِه} (محمد: 38) أي يبخل على نفسه. وقول ذي الأصبع العدواني:

لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب

عني ولا أنت ديانى فتخزوني

وقد فسر البيت ابن هشام بقوله: أي لله در ابن عمك لا أفضلت في حسب عَلَىَّ ولا أنت مالكي فتسوسني، وذلك لأن المعروف أن يقال: أفضلت عليه 2، ونحو قوله تعالى:{إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي} (ص: 32) أي قدمت الخير على ذكر ربي.

1راجع مغني اللبيب: 191-887.

2المغني: 196. وراجع الإيضاح العضدي: 259. والهمع: 2: 29. وابن عقيل: 2: 23. وشرح التصريح: 2: 15.

ص: 274

‌على- اللام:

أ- وإذا كان الإستعلاء في (على) هو أظهر معانيها فإنها أحياناً قد تأتي مفيدة معنى التعليل مقترضة هذا المعنى من (اللام) نحو قوله تعالى: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} (البقرة: 185) أي لهدايته إياكم، ومن ذلك قول عمرو بن معديكرب:

علام تقول الرمح يثقل عاتقي

إذا أنا لم أطعن إذا الخيل كرت

أي لم تقول الرمح يثقل عاتقي، (فعلى) في البيت بمعنى (اللام)3.

3مغنى اللبيب: 191. والمقرب لابن عصفور: ا: 201. والمطالع السعيدة: 2: 62.

ص: 274