الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقدمة
بِحَمْدِكَ يَا مَوْلَايَ أَبْدَأُ في أَمْرِي
…
وَمِنْكَ أَرُوْمُ الْعَوِْنَ في كُلِّ ذي عُسْرِي
وَمِنْكَ صَلَاة ٌ مَعْ سَلَام ٍ عَلَى النَّبِيِّ
…
وَآلٍ وَصَحْبٍ مَا شَدَا في رُبًا قُمْرِي
أَمَا بَعْدُ:
فَإِنَّ الْجَمَال مَحْبُوبٌ على كُلِّ حَال؛ فَقَدْ أَجْمَعَتِ الْقُلُوْبُ عَلَى مَحَبَّتِهِ، وَفُطِرَتْ عَلَى اسْتِحْسَانِهِ.
قَالَ تَعَالَى: {يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} [فاطر: 1].
وَفُسِّرَتِ الْزِّيَادَةُ بِالْجَمَالِ.
وَعَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُوْلَ الله، إِنَّ الْرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنًا. فَقَالَ:«إِنَّ اللهَ جَمِيْلٌ يُحِبُ الْجَمَالَ» رواه مسلمٌ (1)
فَالْجَمَالُ فِطْرَه، يَبْحَثُ عَنْهَا الْنِّسْوَه، وَمِنَ الْقَبِيْح أَنْ يُخَالِفَ الْفِطْرَةَ الْمَلِيْحُ.
قَالَ تَعَالَى: {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً} [فاطر: 8].
وَقاَلَ الْشَاعِرُ:
يُقْضَى عَلَى الْمَرْءِ في أَيَّام ِ مِحْنَتِهِ
…
حَتَّى يَرَى حَسَنًا مَا لَيْسَ بِالْحَسَنِ
وَقَالَ آخَرُ:
قُلْ لِلْجَمِيْلَةِ أَرْسَلَتْ أَظْفَارَهَا
…
إِنِّي لِخَوْفٍ كِدْتُ
…
أَمْضِي هَارِبَا
إِنَّ الْمَخَالِبَ
…
لِلْوحُوْشِ نَخَالُهَا
…
فَمَتَى رَأَيْنَا للظِّبَاءِ
…
مَخَالِبَا
مَنْ عَلَّمَ الْحَسْنَاءَ أَنَّ
…
جَمَالَها
…
في أَنْ تُخَالِفَ مَالَهُ
…
وَتُجَانِبَا
وَالْمَلِيْح لَمْ يَتَجَمَّلْ بِالْقَبِيْح؛ إلا بَعْدَ أَنْ رَأَى الْمَظَاهِر التي زَاغَ بِهَا الْنَّاظِرُ؛ ظَنًّا مِنْهُنَّ أَنَّ الْجَمَالَ فِيْهِنَّ.
كَمْ عَاشَتِ الْنِّسَاءُ في هَذَا الْبَلَدِ
…
عَلَى حَيَاءٍ وَعَفَافٍ وَرَشَدْ
حَتَّى أَتَتْنَا هَذِهِ الْمَظَاهِرُ
…
مَظَاهِرُ الْشَّرِّ فَزَاغَ الْنَّاظِرُ
فَصَارَتِ الْطَّائشَةُ الْمَجْنُوْنَه
…
مَفْتُوْنَة ً بِالْحَالَةِ الْمَلْعُوْنَه
وَمَا خَدَعَ الْمَرْأةَ الْقَوْم بِمِثْلِ الْزِّيْنَةِ الْيَوْم.
خَدَعُوْهَا بِأنَّهَا حَسْنَاءُ
…
وَالْغَوَانِي يَغُرُّهُنَّ الْثَّنَاءُ
(1) صحيح مسلم رقم131 ج1ص247 باب تحريم الكبر وبيانه
فَمَازَالَ الأَعْدَاءُ؛ يَدْعُوْنَ الْنِّسَاء؛ حَتَّى أَلْقَيْنَ اللِّبَاس وَتَعَرَّيْنَ أَمَامَ الْنَّاسِ.
كُلُّ ذَلِكَ بَحْثٌ عَنِ الْجَمَالِ هُنَالِكَ.
وَقَدْ حُذِّرَ الإِنْسَانُ أَنْ يُعَرِّيَهُ الْشَّيْطَانُ. قال تعالى {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 27]
وَمَا غَيَّرَ الْنِّسَاءُ خَلْقَهُنَّ إلا امْتِثَالًا لأَمْرِ عَدُوِّهِنَّ.
قال تعالى: {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ} [النساء: 119].
وَمَنْ تَوَلَّتِ الشَّيْطَان؛ خَسِرَتْ رِضَا الْرَّحْمَن.
وَالْشَّيْطَانُ يَعِدُ الْمَرْأَةَ وَيُمَنِّيْهَا؛ حَتَّى في الْنَّارِ يُلْقِيْهَا.
قال تعالى: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَاّ غُرُوراً} [النساء: 120].
فَلْتَحْذَرِ الْحَسْنَاءُ مِنْ كَيْدِ الأَعْدَاءِ.
إِذَا أَنْتِ لَمْ تَرْعَي الْبُرُوْقَ اللَّوَامِحَا
…
وَنِمْتِ جَرَى مِنْ تَحْتِكِ الْسَّيْلُ سَائِحَا
وَقَدْ جَمَعْتُ عَشْرًا مِنَ الْخِصَال للبَاحِثَاتِ عَنِ الْجَمَالِ.
بِهَا تَقُوْمُ الْمَرْأَةُ مَقَامَ الْبَدْرِ إِنْ أَفَلَ، وَالْشَّمْسِ إِنْ تَزُل.
أَقِيْمِي مَقَامَ الْبَدْرِ إِنْ أَفَلَ الْبَدْرُ
…
وَقُوْمِي مَقَامَ الْشَّمْسِ إِنْ أَمَّهَا الْفَجْرُ
فَقَلِيْلٌ مِنَ الْمَالِ يَكْفِي لِهَذِهِ الْخِصَالِ. خِصَالٌ جَمِيْلَةٌ؛ للغَنِيَّةِ ، وَالْفَقِيْرَة.
تَجَمُّلٌ بِمَا أَحَلَّ الله؛ يُغْنِي عَمَّا حَرَّمَ اللهُ.
الْخَصْلَةُ الأُوْلَى: الْنَّظَافَة ُفي الْبَدَن ِ، وَالْثِّيَاب؛ لِتَتَجَمَّلَ للأَحْبَاب.
وَتَرْفُلُ فِي بَزِّ الْعِرَاق ِ وَفِي الْعِطْرِ
…
هَضِيمُ (1) الْحَشَا حَوْرَاءُ آلفةُ الخدرِ
(1) هضيم الحشا لطيف الخصر و الحشا البطن
فَمَنْ لِثَوْبِهَا نَظَّفَتْ؛ فبِهِ قَدْ تَجَمَّلَتْ. قال تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} المدثر4:
مَغِيْرِيَّةٌ كَالْبَدْرِ سُنَّةُ وَجْهِهَا
…
مُطَهَّرَة ُ الأَثْوَابِ وَالْعِرْضُ وافرُ
لَهَا حَسَبٌ زَاكٍ وَعِرْضٌ مُهَذَّبٌ
…
وَعَنْ كُلِّ مَكْرُوْهٍ مِنَ الأَمْرِ زاجرُ
مِنَ الْخَفِرَاتِِ الْبِيْضِ لَمْ تَلْقَ رِيْبةً
…
وَلَمْ يَسْتَمِلْهَا عَنْ تُقَى اللهِ شَاعِرُ
وَمَنْ كَانَتْ فِي الْبَدَنِ نَظِيْفَة؛ كَانَتْ للزَّوْج ِ أَلِيْفَة.
وَيَأْلَفُ الْزَّوْجُ مِنَ الْنِّسَاء
…
طاَهِرَة َ الْثِّيَابِ وَالأَعْضَاءِ
فَمَا تَنَظَفَتِ الْمَرْأَةُ؛ بِمِثْلِ خِصَالِ الْفِطْرَة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْفِطْرَةُ خَمْسٌ؛ الْخِتَانُ وَالاسْتِحْدَادُ وَقَصُّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ وَنَتْفُ الْآبَاطِ» رواه البخاريُّ (1) ومسلمٌ (2).
وَمَا تَزَيَّنَتِ الْمَرْأَةُ لِبَعْلِهَا بِمِثْلِ نَتْفِهَا لإِبْطِهَا، وَاسْتِحْدَادِهَا، وَتَقْلِيْمِ أَظْفَارِهَا.
فَالْفِطْرَةُ نَظَافَةٌ وَجَمَالٌ، وَمُخَالَفَتُهَا قُبْحٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ.
وَمَنْ طَهَرَتْ للفَمِ؛ فَقَدْ طَيَّبَتْهُ للشَّمِّ.
عَنْ عَائشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «الْسِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ للفَمِ مَرْضَاةٌ للرَّبِّ» رواه أحمدُ (3) وصححه الألباني (4)
زَمَنُ الْسِّوَاكِ بِعُوْدِ الأَرَاكِ.
1 -
عِنْدَ كُلِّ وَضُوْءٍ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قال رَسَوْلُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ وَضُوء» رواه مالك (5) و البخاري (6) تعليقًا.
2 -
عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ» رواه
(1) صحيح البخاري رقم5441 (ج 18 / ص 248) باب تقليم الأظفار
(2)
صحيح مسلم رقم 378 (ج 2 / ص68) باب خصال الفطرة.
(3)
المسند رقم23072 ج49ص228
(4)
الجامع الصغير وزيادته 6008 (ج 1 / ص 601)
(5)
موطأ مالك رقم133ج1ص199باب ما جاء في السواك
(6)
صحيح البخاري ج7ص18باب سواك الرطب واليابس للصائم