الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل دينه هدى للمتهدين
، ومعاذًا للمسترشدين، والصلاة والسلام على النبي الرَّحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه سادة المؤمنين.
وبعد:
أخي المسلم:
قليل أولئك الذين يتذكَّرُون تلك الرحلة الأبديَّة في عالم الغيب! الموت! وما بعد الموت!
وقليل أولئك الذين يعملون لهول تلك اللحظات! (رحلة الجسد الضعيف في عالم آخر! ).
وأقلُّ من القليل أولئك الذين يحاسبون أنفسهم في الليل والنهار!
ويسألونها دومًا: كيف يهنأ لك قرار يا نفس وأنت لا تدرين هل أنت من أهل الجنَّة؟ ! أم من أهل النار؟ !
أخي: أتذكر آخر مرة تذكرت فيها الموت؟ !
أتذكر آخر مرة تذكرت فيها القبر؟ !
أتذكر آخر مرة تذكرت فيها ضغطة القبر؟ ! فيا لله ما أفظعها من ضغطة! !
أخي: أتذكر آخر مرة تذكرت فيها يومًا تقف فيه بين يدي الله تعالى؟ !
أخي: أتذكر آخر مرة تذكرت فيها الصراط وأهواله؟ ! والنار وشهيقها وزفيرها؟ !
أخي في الله: هل سألت نفسك يومًا هذا السؤال: يا تُرى إذا كان يوم نزول ملك الموت عليَّ! أتُرى يبشرني يومها بالجنة؟ ! أم بالنار؟ !
أخي: هل حاسبتَ نفسك يومًا فقلت لها: يا نفس إنها جنة أو نار! فماذا أعددت لذاك اليوم؟ !
أخي: إن رحلة المؤمن الحقيقية في هذه الدنيا هي رحلة (العمل الصالح! ) لا يزال فيها المؤمن حتى الممات! {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران].
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: (ما رأيت يقينًا أشبه بالشك من يقين الناس بالموت! ثم لا يستعدون له! ).
أخي: إن من عمل ليوم لقاء ربه تعالى أتاه ذلك اليوم وهو من السعداء بقدومه.
ومن وصية العباس بن عبد المطلب في مرض موته لابنه عبد الله رضي الله عنهما: (وإني موصيك بحب الله، وحب طاعته، وخوف الله، وخوف معصيته، فإنك إذا كنتَ كذلك لم تكره الموت متى أتاك).
أخي: كم هو مُرَوِّعٌ أن تُخْفَى على العباد خواتيمُهم! ! فلا يدري العبد على أي حال يقدم على ربه تعالى؟ ! ولا يدري أين كتابه؟ ! مع أصحاب اليمين؟ ! أم مع أصحاب الشمال؟ ! ! أخي: قف قليلاً .. بل قفْ كثيرًا! وأنا أسوق لك هذا الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليعمل الزَّمن الطويل بعمل أهل الجنَّة ثم يُخْتَم له عمله بعمل أهل النار! وإن الرجل ليعمل الزَّمن الطويل بعمل أهل النَّار ثم يُخْتَم له عمله بعمل أهل الجنَّة! » رواه مسلم.
أخي المسلم: إنهما منزلتان لا ثالث لهما: (خاتمة حسنة) أو (خاتمة سيئة! ) جعلني الله وإياك أخي من أهل الخواتم السعيدة.