الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما أسندته فاطمة بنت علي بن أبي طالب، عن فاطمة رضي الله عنها
-.
الحديث الخامس والأربعون من مسند فاطمة
169.
[45] قال الحافظ أبو عبداللهِ الحاكم رحمه الله: أخبرنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه بالطَّابَرَان
(1)
،
قال: حدثنا
…
أبو سعيد عُبيد بن كثير بن عبدالواحد العامري، قال: حدثنا محمد بن مروان القَطَّان
(2)
، قال: حدثنا زيد بن المعدل النَّمري، قال: حدثنا أبان بن عثمان البَجَلي، قال: حدثني سليمان بن أبي المغيرة، عن فاطمة بنت الحسين بن علي ـ وهي الصُّغْرى ـ عن فاطمة بنت علي بن أبي طالب
…
(1)
قال ياقوت في «معجم البلدان» (4/ 3): (طابَرَانُ، إحدى مدينتي طوس، لأن طُوس عبارة عن مدينتين: أكبرهما طابران، والأخرى نوقان، وقد خرج من هذه جماعة من العلماء نُسِبوا إلى طوس، وقد قيل لبعض مَن نُسِبَ إليها الطبراني، والمحدِّثون ينسبون هذه النسبة إلى طَبِريَّةَ الشام
…
).
وقال السمعاني في «الأنساب» (9/ 1): (
…
وقد تُخَفَّفْ ويُسقَطُ منها الألف، ولكن النسبةَ الصحيحةَ إليها «الطابرانى» ، دخلتُها غيرَ مَرَّةٍ، وأقمتُ بها مُدَّة .. ).
(2)
تصحَّفت في المطبوعة إلى (القصَّار)، ولم أجد له ترجمة، والذي يروي عنه عبيد بن كثير هو القطان، كما في:«سنن الدارقطني» (5/ 82) رقم (4024)، و «إتحاف المهرة»
…
(18/ 470).
وهي الوسطى ـ عن فاطمة بنتِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالت: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ نَفْسَ المؤمنِ تخرج كالرَّشْحِ، وإنَّ نَفْسَ الكافِر تخرُج مِن شِدْقِهِ كمَا تخْرُجُ نَفسُ الحِمَارِ» .
[«فضائل فاطمة» لأبي عبداللَّه الحاكم، (ص 151)، حديث رقم (229)]
دراسة الإسناد:
ــ محمد بن محمد بن يوسف بن الحجاج بن الجراح بن عبيداللَّه،
…
أبو النضر الطوسي الفقيه الشافعي.
ثقة.
أثنى عليه الحاكمُ في «تاريخه» ، وغيرُه من العلماء.
وقال الخليلي: كان الحاكمُ يُسمِّيه العدلَ الرِّضا.
وقال عنه ابن عبدالهادي: الإمام، الحافظ، الفقيه، شيخ الشافعية، خرَّجَ «الصحيح على كتاب مسلم» ، وكان أحدَ الأعلام.
قال الذهبي في «السير» : الإمام، الحافظ، الفقيه، العلامة، القدوة، شيخ الإسلام، وشيخُ المذهب بخراسان، وجمعَ وصنَّف، وكان مِن أئمة خراسان بلا مُدَافَعَة.
قال ابن كثير: كان فقيهاً، عالماً، ثقة، عابداً.
(ت 344 هـ).
(1)
ــ عُبيد بن كثير بن عبدالواحد بن كثير بن العباس التمار، أبو سعيد الكوفي.
متروك.
قال ابن حبان: (روى عن يحيى بن الحسن بن الفرات، عن أخيه زياد بن الحسن، عن أبان بن تغلب بِنُسْخَةٍ مَقلوبَةٍ؛ ليس يُحْفَظُ من حديث أبان، أُدخِلَت عليه، فحدَّثَ بها؛ ولم يَرجِعْ حيثُ بُيِّنَ لهُ؛ فاستَحَقَّ تركَ الاحتجاج به).
قال الأزديُّ، والدارقطنيُّ: مَتروك.
(2)
ــ محمد بن مَروان القطان.
مَترُوكٌ.
(1)
. ينظر: «الإرشاد في معرفة علماء الحديث» للخليلي (3/ 849)، «طبقات علماء الحديث» لابن عبدالهادي (3/ 88)، «سير أعلام النبلاء» (15/ 490)، «البداية والنهاية» لابن كثير ـ ط. هجر ـ (15/ 224)، «الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم» للمنصوري
…
(2/ 1251) رقم (1082).
(2)
«المجروحون» لابن حبان (2/ 167) رقم (803)، «سؤالات الحاكم للدارقطني»
…
(ص 92) رقم (153)، «لسان الميزان» (5/ 360).
قال الدارقطني: (شَيخٌ من الشيعة، حَاطِبُ لَيلٍ، لايكادُ يحدِّثُ عن ثقة، مَتروكٌ).
(1)
ــ زيد بن المعدل النَّمَري.
لم أجدْ له ترجمةً، ويُحتَمَلُ أنه: زيد بن عبدالعزيز بن المعدِّل الموصلي، شيخٌ لابن المقرئ، كما في «معجمه» رقم (862)، وهو الآخر لم أجد له ترجمةً.
ــ أبان بن عُثمَان بن زَكَرِيَّا اللؤلُؤِي، أبو عبداللَّه، يُعرف بالأحمر الشيعيِّ البَجلِيِّ مَولاهم.
ضَعيفٌ، شِيعيٌّ.
ذكرَه ابنُ حبان في «الثقات» وقال: يُخطئ، ويَهِمُ.
قال الذهبي في «الميزان» : (عن أبان بن تغلب. تُكُلِّم فيه، ولم يُتْرَك بالكُلِّيَّة، وأما العُقَيْلي فاتَّهَمهُ).
تعقَّبَهُ ابنُ حجَر بقولِه: (ولم أرَ في كلامِ العقيليُّ ذلك، وإنما ترجَمَ له وساقَ من طريق أحمدَ بنِ محمد بن أبي نصر السكوني عنه، عن أبان بن
(1)
ينظر: «سؤالات البرقاني للدارقطني» (ص 128) رقم (461)، «المغني في الضعفاء» للذهبي (2/ 372)، «ذيل الميزان» للعراقي (ص 410) رقم (671)، «لسان الميزان»
…
(7/ 498).
تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس حدثني علي بن أبي طالب أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم عرضَ نفسَهُ على قبائلِ العَرَب
…
الحديثَ بِطُولِه.
قال العقيلي: ليس له أصلٌ، ولا يُروى من وجه يثبُتُ، إلا ما رواه داوودُ العطار، عن ابنِ خُثيم، عن أبي الزبير، عن جابر، بخلاف لفظِ أبان، ودُونَهُ في الطُّول.
وفي مَغازي الواقدي، وغيرِه شيءٌ من ذلكَ مُرْسَلٌ.
وقال الأزدي: لا يصحُّ حَديثُه.
وقال ياقوت في «معجم الأدباء» : (أبان بن عثمان بن يحيى بن زكريا اللؤلؤي البجلي مَولاهم يكنى أبا عبداللَّه.
ذكره الطوسي في مصنِّفِي الإمامية، وكان أصلُه من الكوفة، وتردَّد إلى البصرة؛ وأخذَ عنه: أبو عُبيدة، ومحمد بنُ سلام وأكثر عنه في طبقات الشعراء؛ ولم يُعرَف من مصنفاته إلا كتابُه الكبير في المبتدأ والبعثِ والمغازي والوفاةِ والسقيفة والرِّدَّةِ).
وذكرَه ابنُ حبان في «الثقات» وقال: يخطئ ويهِم ، وكان يتكنَّى
…
أبا عبداللَّه، سكَن البصرةَ والكوفة، وكان أديباً عالماً بالأنسابِ، أخذ عنه
…
أبو عُبيدة، ومحمد بن سلام الجُمَحِي، وغيرُهما.
وذكره الطوسي في «رجال الشيعة» وقال: حمَلَ عن جعفر بن محمد،
وموسى بن جعفر.
له كتاب المبتدأ.
وقال محمد بن أبي عمر: كان أبان من أحفظ الناس بحيث إنه يرينا كتابه فلا يزيد حرفاً مات على رأس المئتين). انتهى من «لسان الميزان» .
(1)
ــ سليمان بن أبي المغيرة العبسي، أبو عبداللَّه الكوفي.
صدوق.
(2)
ــ فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب القرشية الهاشمية.
ثقةٌ.
(3)
ــ فاطمة بنت علي بن أبي طالب القرشية الهاشمية.
ثقة، ولم تسمَعْ من أبِيها شيئاً.
ذكرَها ابنُ حبان في «الثقات» .
قال أبو حاتم: (فاطمةُ بنتُ عليٍّ لم تسمَعْ من عليٍّ شيئاً، وقد رأَتْ
(1)
ينظر: «الثقات» لابن حبان (8/ 131)، «ميزان الاعتدال» (1/ 53)، «المغني في الضعفاء» (1/ 13)، «معجم الأدباء» لياقوت الحموي (1/ 39)، «الوافي بالوفيات» للصفدي (5/ 200)، «لسان الميزان» (1/ 226).
(2)
«تقريب التهذيب» (ص 288)، وفي «الكاشف» (2/ 535): وُثِّق.
(3)
سبقت ترجمتها في الحديث رقم (5) من مسند فاطمة.
أباها؛ ولم تسمَعْ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم شيئاً، وهي فاطمةُ الصغرى).
قال العجلي: لم تسمَعْ من أبيها شيئاً. وساقَ بإسنادِه إلى موسى الجهني، قال:(قلتُ لفاطمة بنت علي: سمعتِ من أبيك شيئاً؟ قالت: لا، إلا أنَّ أسماءَ بنتَ عميس قالت لي: إنها سمِعَتْ رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول لعليٍّ: أنتَ مِنِّي بمَنزِلِةِ هارون مِن مُوسى).
وعبارةُ المزيِّ: (قال موسى الجهني: دخلتُ على فاطمة بنت علي وهي ابنةُ ستٍّ وثمانين سنة، فقلتُ لها: تحفظين عن أبيك شيئاً؟ قالت: لا).
فإذا لم تسمَعْ من أبيها عليٍّ شيئاً، فمِن باب أولى أنها لم تسمَعْ مِن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنها لم تُولَد بعد، فلم يتزوج عليٌّ إلا بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها، وقد توفيت بعد أبيها صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، وعليٌّ توفي سنة (40 هـ).
وذكر الحاكمُ في «فضائل فاطمة» (ص 151): أنها لم تسمَعْ من فاطمة بنتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ علياً رضي الله عنه لم يكُنْ له ولَدٌ من غير فاطمة الكبرى إلى أن تُوفِّيَتْ رضي الله عنها.
قال في «التقريب» : ثقة.
(ت 117 هـ).
(1)
(1)
ينظر: «الثقات» للعجلي (2/ 457) رقم (2346)، «المراسيل» لابن أبي حاتم
…
(ص 261) رقم (969)، «الثقات» لابن حبان (5/ 301)، «فضائل فاطمة» للحاكم
…
(ص 151) رقم (229)، «تهذيب الكمال» (35/ 261)، «تهذيب التهذيب»
…
(12/ 443)، «تحفة التحصيل» (ص 636) رقم (1376)، «تقريب التهذيب»
…
(ص 770).
تخريج الحديث:
ــ أخرجه: الحاكم في «فضائل فاطمة» ـ كما سبق ـ من طريق أبان.
ــ وأبو موسى المديني الأصبهاني (ت 581 هـ) في «نزهة الحفاظ»
…
(ص 100) من طريق سيف بن عمر الأسدي التميمي.
كلاهما: (أبان بن عثمان، وسيف بن عُمر) عن سليمان بن أبي المغيرة، عن فاطمة بنت الحسين، عن فاطمة بنت علي، عن فاطمة بنتِ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم.
ــ لفظ حديث سيف بن عمر: «إنَّ الأنبياء تخرج أنفسُهم بالرشح» . وبعد أنْ أُغمِيَ عليه قال: «بل الرفيق الأعلى» . كأن الخيرة تعاد، فإذا أطاق الكلام قال:«الصلاةَ الصلاةَ» ، يُوصِي بها حتى مات، فهي آخر ما سُمع
…
منه.
وهذا حديثٌ ضعيفٌ جداً، إنْ لم يكن مَوضُوعاً.
فطريق أبان بن عثمان فيه: عبيد، ومحمد بن مروان، وهما متروكان.
وزيد بن المعدل: لم أجد له ترجمة، وأبان ضعيف شيعي.
والطريق الآخر فيه:
ــ سيف بن عُمَر التميمي البُرْجُمي، ويقال: السَّعدي، ويقال: الضبِّي، ويقال: الأُسَيدي،
(1)
الكوفي، صاحب كتاب «الردة والفتوح» .
(2)
(1)
كذا ذكره المزي، وتعقَّبَه في «إكمال تهذيب الكمال» (6/ 194)، حيث قال:(كذا ذكره المزي معتقداً المغايرة بين ضبَّة وتميم وسعد، ولا مغايرة؛ لأنَّ ابنَ حبيب قال في «المحبَّر»: ضبَّة بن عَمرو بن الحارث بن تميم بن سَعد بن هذيل).
(2)
مَتْرُوكٌ.
ضَعَّفَه: ابنُ معين، وأبو زرعة، والنسائيُّ، والدارقطنيُّ، وابنُ عدي، وغيرهم. بل اتُفِقَ على تضعيفه، وبعضُهم ضعَّفَه جداً، وبعضُهُم كذَّبه. قال ابن معين: فِلْسٌ خيرٌ منه. قال أبو حاتم: متروك الحديث، يُشبه حديثُه حديثَ الواقدي. وقال الدارقطني في رواية البرقاني: متروك. قال أبو داود: ليس بشيءٍ. وقال الترمذي: مجهول. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات، قال: وقالوا: إنه كان يضعُ الحديث. ساقَ له العقيلي حديثاً، ثم قال: لا يُتابَع عليه، ولا كثيرٍ من حديثِه.
قال الذهبي في «الميزان» : هُوَ كالواقدي
…
وذكر أنه يَروي عن خَلْقٍ كثيرٍ من المجهولين
…
كان أخبارياً عارفاً.
قال الذهبي في «المغني» : (له تواليف، مَتروك باتِّفَاق، وقال ابنُ حبان: اتُّهِم بالزندقة، قلت: أدرك التابعين، وقد اتُّهم، قال ابن حبان: يَروي الموضوعات).
قال ابنُ حجر في «التقريب» : (ضعيف في الحديثِ، عُمدةٌ في التاريخ، أفحشَ ابنُ حبان القولَ فيه، من الثامنة، مات زمن الرشيد).
أخرج له الترمذيُّ حديثاً واحداً برقم (3866) وضَعَّفه.
والراجحُ أنه متروكُ الحديثِ، عُمْدةٌ في التاريخ، كالواقدي. والواقديُّ سبقت ترجمته وبيان حاله حديثياً وتاريخياً، ينظر الحديث رقم (13) من الباب الثالث: مسند فاطمة.
وانظر عن سَيف: «تاريخ ابن معين» رواية الدوري (2/ 245)، «جامع الترمذي» ، حديث رقم (3866)، «الجرح والتعديل» (4/ 278)، «سؤالات الآجري لأبي داود»
…
(1/ 214) رقم (216)، «الضعفاء والمتروكون» للنسائي رقم (256)، «الضعفاء والمتروكون» للدارقطني رقم (283)، «سؤالات البرقاني للدارقطني» رقم (200)،
…
«المجروحون» لابن حبان (1/ 439)، «الكامل» لابن عدي (3/ 435)، «الضعفاء» للعقيلي (2/ 548)، «تهذيب الكمال» (12/ 324)، «ميزان الاعتدال» (2/ 236)،
…
«المغني» (1/ 460)، «الكشف الحثيث» (ص 131)، «نهاية السول» (6/ 176)،
…
«تهذيب التهذيب» (4/ 295)، «تقريب التهذيب» (ص 296)، «تحرير التقريب»
…
(2/ 100).
ويُنظر للفائدة عن حالِ سَيفٍ من الناحية التاريخية: «استشهاد عثمان ووقعَةُ الجمَل في مَرويات سيف بن عُمر في تاريخ الطبري» دراسة نقدية د. خالد بن محمد الغيث.
وقد ورد المتن من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وفيه اختلاف في رفعه ووقفه.
ــ أخرج الترمذيُّ في «جامعه» (ص 177)، كتاب الجنائز، باب ما جاء في التشديد عند الموت، حديث رقم (980)
(1)
، والشاشي في «مسنده»
…
(1)
كذا في الطبعة التي حقَّقَ أولهَّا أحمد شاكر، ورقَّمَها محمد فؤاد عبد الباقي (3/ 300)، وأما في ط. دار الغرب، بتحقيق د. بشار عواد، فأورد الحديثَ في الحاشية (2/ 300) رقم
…
(980) وقال بشار: (هذا الحديثُ ليس من سنن الترمذي قطعاً، إذْ لم نجد له أصلاً في النسخ المخطوطة ولا الشروح، وإنما في طبعة بولاق، وعنها متن «عارضة الأحوذي» . وأيضاً فإنَّ المزيَّ لم يذكر هذا الحديث في «التحفة» ، ولا استدرَكَه عليه المستدركون، كالحافِظَين: العراقي، وابن حجر. وأيضاً: فإنَّ الهيثميَّ ذكر الحديثَ في «مجمع الزوائد»
…
(2/ 323) ونسَبَهُ إلى الطبراني، وهو عنده كذلك في «الكبير» رقم (10049)، وفي
…
«الأوسط» رقم (5898)، واللَّه الموفق للصواب). انتهى كلام د. بشار عواد.
وكذا في ــ ط. الرسالة ــ للترمذي (2/ 471) بعد حديث (1001)، قالوا:(هذا الحديث ليس في شئ من أصولنا الخطية، ولم يذكره المزي في «تحفة الأشراف»).
ولم أجد شيئاً في طبعة ـ دار التأصيل ـ لِـ «جامع الترمذي» (2/ 260)، أبواب الجنائز، باب رقم (8).
(1/ 357، 358) رقم (343، 345)، والطبراني في «المعجم الكبير»
…
(10/ 90) رقم (10049)، وفي «المعجم الأوسط» (6/ 94) رقم
…
(5902)، ومن طريقه:[ابن الشجري في «أماليه» (2/ 412)]، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (4/ 235)، ومن طريقه:[ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (2/ 410)] من طريق مسلم بن إبراهيم.
ــ وابن منيع في «مسنده» كما في «المطالب العالية» (5/ 207) رقم
…
(777) عن موسى بن داوود.
ــ والبيهقي في «شعب الإيمان» (12/ 455) رقم (9736) من طريق أبي النضر.
ثلاثتهم: عن حسام بن المصك
(1)
، قال: حدثنا أبو معشر
(2)
، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: سمعت عبدَاللَّه، يقول: سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ نَفْسَ المؤمِنِ تخرُجُ رَشْحاً، ولا أُحِبُّ مَوتاً كمَوتِ الحِمَارِ» .
قيل: وما مَوتُ الحِمار؟ قال: «موت الفجأة» . لفظ الترمذي.
ولفظ الطبراني: قِيلَ: وَمَا مَوْتُ الحمار؟ قال: «رُوحُ الْكَافِرِ يَخْرُجُ مِنْ أَشْدَاقِهِ» .
وعند الشاشي في الموضع الأول: تفسير موت الحمار بموت الفجأة من قولِ مسلم بن إبراهيم.
قال البيهقي عقبه: خالفه يونس بن عبيد، عن أبي معشر، فوقَفَهُ على عبدِاللَّه.
ــ وأخرج ابن منيع في «مسنده» كما في «المطالب العالية» (5/ 209) رقم (778) عن موسى بن داوود، قال: حدثنا حسام بن مصك.
(1)
حسام بن مِصَكِّ الأزدي، أبو سهل البصري. ضعيف يَكادُ أن يُترَك. «تقريب التهذيب» (ص 195).
(2)
زيد بن كليب التميمي، أبو معشر الكوفي. ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 255).
وأخرجه ابن منيع، ومسدد في «مسنديهما» كما في «المطالب العالية»
…
(5/ 210) رقم (779)
ابن منيع عن ابن علية.
ومسدد، والحكيم الترمذي في «نوادر الأصول» (3/ 7) رقم (541) عن يزيد بن زُريع.
كلاهما عن يونس.
كلاهما: (حسام بن مصك، ويونس) عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال:«مَوتُ المؤمن عَرَقُ الجبين، إنَّ المؤمن تبقى عليه خطايا من خطاياه يُجازَى بها، فيَعرَق من ذلك جبينه» . لفظ يونس. هكذا موقوفاً.
ولفظُ حسام: «إن المؤمن يموت بعرَق الجبين» .
ــ ورواه يونس بن عبيد ـ أيضاً ـ، عن أبي معشر، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس، عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:«مَوْتُ المُؤْمِنِ بِعَرَقِ الجَبِينِ» .
أخرجه: البزار في «البحر الزخار» (4/ 349) رقم (1546)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (2/ 140) رقم (1507) عن إسحاق بن
زياد الأُبُلِّي
(1)
، قال: حدثنا مُعلَّى بن أسَد العَمِّي
(2)
، قال: حدثنا يزيد بن زُريع
(3)
، عن يونس
(4)
، به.
قال الطبراني عقب الحديث: (لَمْ يَرْوِ هذا الحديثَ عن يونس إلا يزيدُ، ولا عن يزيد إلا مُعَلَّى).
ــ ورواه الأعمشُ، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن ابن مسعود، واختُلِف عليه:
فأخرج عبدُالرزاق في «مصنفه» (3/ 595) رقم (6772)، والبيهقيُّ
(1)
إسحاق بن زياد الأُبُلِّي. شيخ للبزار. ذكره ابن حبان في «الثقات» (8/ 119)، وقال:
…
(يروي عَن أبي عَاصِم وَأهل البَصْرَة، حدثَنَا عَنهُ الحسن بن محمد بن أَسد، بِفَم الصِّلْح). وانظر: «الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة» لابن قطلوبغا (2/ 322).
تنبيه: تصحفت في مطبوعة «الثقات» لابن حبان إلى: (نعم الصالح)، والتصحيح من
…
«الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة» .
قال ياقوت في «معجم البلدان» (3/ 421): (الصِّلْحُ: بالكسر ثم السكون، والحاء المهملة: كورة فوق «واسط» ، لها نهر يستمدُّ من دجلة على الجانب الشرقي يُسَمَّى «فم الصِّلح»
…
).
وقد ورد ذكر الموضع في «صحيح ابن حبان» (11/ 498) رقم (5098).
(2)
ثقة، ثبت. «تقريب التهذيب» (ص 570).
(3)
ثقة، ثبت. «تقريب التهذيب» (ص 632).
(4)
يونس بن عبيد بن دينار العبدي. ثقة، ثبت. «تقريب التهذيب» (ص 644).
في «شعب الإيمان» (12/ 456) رقم (9738) عن الثوري.
وابنُ أبي شيبة في «مصنفه» (7/ 441) رقم (12137) عن أبي معاوية.
كلاهما: (الثوري، وأبو معاوية) عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن ابن مسعود رضي الله عنه مَوقوفاً عليه.
ــ ولفظه عند عبدالرزاق: (عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كَانَ عِنْدَ أَخٍ لَهُ وَهُوَ يَسُوقُ فَجَعَلَ يَرْشَحُ جَبِينُهُ، فَضَحِكَ عَلْقَمَةُ، فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ بْنُ أَوْسٍ: مَا يُضْحِكُكَ يَا أَبَا شِبْلٍ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ عَبْدَاللَّه بنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: «إِنَّ نَفْسَ المؤمنِ تَخْرُجُ رَشْحاً، وَإِنَّ نَفْسَ الْكَافِرِ تَخْرُجُ مِنْ شِدْقِهِ كَمَا تَخْرُجُ نَفْسُ الْحِمَارِ، إِنَّ المؤمنَ لَيُشَدَّدُ عَلَيْهِ عِنْدَ مَوْتِهِ بِالسَّيِّئَةِ قَدْ عَمِلَهَا لِتَكُونَ بِهَا، وَإِنَّ الْكَافِرَ لَيُهَوَّنُ عَلَيْهِ عِنْدَ مَوْتِهِ بِالْحَسَنَةِ قَدْ عَمِلَهَا لِتَكُونَ بِهَا»). ولفظ ابن أبي شيبة بنحوه.
وخالَفَ الثوريَّ وأبا معاوية: القاسمُ بنُ مُطَيَّب
(1)
، فرواه عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، مَرفوعاً، ولفظه:
«إنَّ نفْسَ المؤمن تخرج رشحَاً، وإن نفْسَ الكافر تسِيل كما تخرج نَفْسُ الحمار، وإن المؤمنَ لَيعمل الخطيئةَ فيُشدَّدُ بها عليه عند الموت لِيُكَفَّر بها، وإنَّ
(1)
العجلي البصري. فيه لين. «تقريب التهذيب» (ص 482).
الكافرَ لَيعمَلُ الحسنة فيُسَهَّلُ عليه عند الموت لِيُجزَى بها».
أخرجه: البزار في «البحر الزخار» (4/ 336) رقم (1530)، والطبراني في «المعجم الكبير» (10/ 79) رقم (10015)، ومن طريقه:
…
[أبو نعيم في «حلية الأولياء» (5/ 95)، وابن الشجري في «أماليه»
…
(2/ 407)].
ــ ما سبق لفظ الطبراني.
ولفظ البزار مختصراً، ولفظه:«موت المؤمن بعرق الجبين» .
قال البزار عقبه: (وَهَذَا الحَدِيثُ لَا نَعْلَمُ أَسْنَدَهُ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَن إِبْرَاهِيمَ، عَن عَلْقَمَةَ، عَن عَبْدِاللَّه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا الْقَاسِمُ بنُ مُطَيَّبٍ).
ورواية الوقفِ أصحُّ؛ لأنه مِن رواية الثوري وأبي معاوية وهما إمامان كبيران، أوثقُ من القاسم، وقد ذكرَا في الحديث قِصةً وتفصيلاً.
وقد رجَّحَ الوقفَ الدارقطنيُّ كما في «العلل» (5/ 143) رقم (777) حيث قال عن الحديث: (يرويه أبو معاوية، ووكيعٌ، وابنُ عيينة، ومحمدُ بن عبيد، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبدِاللَّه، موقوفاً.
ورواه القاسم بن مطيب ـ كوفي ثقة ــ، عن الأعمش، بهذا الإسناد، مرفوعاً.
ورفَعَهُ حسام بنُ مصك، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللَّه أيضاً، والموقوفُ أصحُّ). انتهى من «العلل» .
والموقوف له حكم الرفع، لأنه مما لا يقال بالرأي.
ــ وأخرج الطبراني في «المعجم الكبير» (10/ 189) رقم (10417) قال: حدثنا عبدان بن أحمد، قال: حدثنا سليمان بن أيوب صاحب البصري، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم
(1)
، عن أبي وائل، عن عبدِاللَّه رَفَعَهُ قال:«لقِّنُوا مَوتَاكم لا إله إلا اللَّه؛ فإنَّ نَفْس المؤمن تخرج رشحاً، ونَفْسَ الكافر تخرج من شِدْقه، كما تخرج نَفْسُ الحِمار» .
وهذا إسنادٌ حسَن، رجالُه ثقات، عدا عاصم بن أبي النجود، وهو صدوق له أوهام ـ كما سبق ـ.
وقد حسَّنَ إسنادَه الألبانيُّ في «الصحيحة» (5/ 184) رقم (2151).
ــ وورد من حديث عائشة رضي الله عنه في قصة وفاة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو حديثٌ طَويلٌ جداً، وفيه: (
…
فقال: «يا عائشةُ إنَّ نفْسَ المؤمن تخرجُ بالرَّشْحِ، ونفْسَ الكافر تخرجُ مِن شِدْقَيه كنَفْس الحمار» .
أوردَه العراقيُّ في «المغني عن حمل الأسفار» ـ ط. دار ابن حزم ـ
…
(1)
عاصم بن أبي النجود، وهو صدوقٌ له أوهام، حُجَّةٌ في القراءات، وحديثُه في الصحيحين مَقرونٌ. قاله في «تقريب التهذيب» (ص 321).
(ص 1853)، وذكرَ أنَّ الطبرانيَّ أخرَجَهُ، وقالَ العراقيُّ: (وهو حَديثٌ طَويلٌ في ورَقَتِين كِبَار، وهو مُنكَرٌ، وفيه: عبدُ المنعم بن إدريس بن سنان، عن أبيه، عن وهْبِ بن مُنَبِّه. قال أحمد: كان يَكذِبُ عَلى وَهْبِ بنِ مُنَبِّه.
وأبوه إدريس أيضاً مَتروكٌ، قالَه الدارقطني). ا. هـ.
قلت: لم أجدْهُ في معاجم الطبراني.
ــ وورد من حديث بريدة رضي الله عنه.
أخرجه: الترمذي في «جامعه» ، (ص 177)، كتاب الجنائز، باب ما جاء أن المؤمن يموت بعرق الجبين، حديث رقم (982)، وابن ماجه في
…
«سننه» (ص 160)، كتاب الجنائز، باب ما جاء في المؤمن يؤجر في النزع، حديث (1452)، وأبو داوود الطيالسي في «مسنده» (2/ 153) رقم
…
(846)، ومن طريقه الإمام أحمد في «مسنده» ــ في أحد طُرقِه لهذا الحديث ـ (38/ 62) رقم (22964)، و (38/ 154) رقم (23047)، ومن طريقه:[أبو نعيم في «الحلية» (9/ 223)]، وابن حبان في «صحيحه» (7/ 281) رقم (3011)، والحكيم الترمذي في «نوادره» (3/ 5) رقم (539)، والحاكم في «المستدرك» (1/ 513) رقم (1333) من طريق المثنى بن سعيد الضُّبَعي، عن قتادة، عن عبدِاللَّهِ بن بُرَيدة، قال: دخَلَ بُريدَةُ الأسَلَمِي رضي الله عنه على رجُلٍ بخُراسان، وهو في الموت، فإذا جبينُه يَرشحُ فقال بُريدة:
اللَّهُ أكبر سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ المؤمنَ يمُوتُ بعَرَقِ الجَبِيْن» . لفظ الطيالسي.
قال الترمذي عقب الحديث: (وفي الباب عن ابن مسعود.
هذا حديثٌ حسَنٌ، وقد قال بعضُ أهلِ الحديث: لا نعرفُ لقتادةَ سماعاً من عبدِاللَّه بن بريدة).
وكذا قالَ البخاريُّ: (لا يُعرَفُ له سماعٌ من ابنِ بريدة).
(1)
لكن تابَع قتادةَ: كهْمَسُ بنُ الحسن:
أخرجها: النسائي في «المجتبى» (ص 209)، كتاب الجنائز، باب علامة موت المؤمن، حديث (1829)، وفي «السنن الكبرى» (2/ 381) رقم
…
(1968) قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ كَهْمَسٍ وَهُوَ ابنُ الْحَسَنِ
(2)
، عَنِ ابنِ بُرَيْدَةَ وَهُوَ عَبْدُاللَّهِ، عَن أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «المُؤمِنُ يَمُوتُ بِعَرَقِ الجَبِينِ» .
(1)
«التاريخ الكبير» (4/ 12)، وانظر:«تحفة التحصيل» لابن العراقي (ص 420).
(2)
التميمي. ثقة. «تقريب التهذيب» (ص 493).
الحكم على الحديث:
حديثُ فاطمةَ ضَعيفٌ جداً، فيه: عبيد بن كثير، ومحمد بن مروان، وهما متروكان.
وفيه أيضاً: زيد بن المعدِّل: لم أجد له ترجمة.
وأبان بن عثمان: ضعيف.
وفاطمة بنت علي، لم تَدرك فاطمةَ بنتَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وسيفُ بن عُمر: متروك.
والعجَبُ أنَّ الحاكم رحمه الله قدَّم للحديث ببيان أنَّ فاطمة بنت علي لم تسمَعْ من فاطمة بنتِ النبيِ صلى الله عليه وسلم.
وكأن هذه هي العلة الوحيدة في الحديث، وفيه ـ كما سبق ـ، متروكان، وضعيف.
ومتنُ الحديث صَحَّ من حديث ابن مسعود رضي الله عنه مَوقوفاً، وله حكم الرفع.
ومِن حديث بريدة رضي الله عنه بذكر أنَّ «موتَ المؤمن بعَرَق الجبين» .
غريب الحديث:
ــ (إنَّ نَفْسَ المؤمن تخرجُ كالرَّشح): الرَّشْحُ: العَرَق. وقال ابن الأثير: (الرشح: العرق؛ لأنه يخرج من البدن شيئاً فشيئاً، كما يرشح الإناء المتخلخل الأجزاء).
(1)
ــ (تخرُج مِن شِدْقِهِ): قَالَ اللَّيْث: الشِّدْقُ: والشَّدْقُ لُغتان. وهو: جَانِبُ الْفَمِ. والأَشدق: العريضُ الشِّدْق.
(2)
ــ (موتَ المؤمن بعَرَق الجبين): عَرَقُ الجبين أي: شِدَّةَ السِّيَاق. قاله الأزهري، والبغوي.
قال السيوطي في «حاشيته على سنن النسائي» : [قَالَ العِرَاقِيُّ فِي
…
«شرحِ الترمذي» : اخْتُلِفَ فِي مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ:
فَقِيلَ: إِنَّ عَرَقَ الْجَبِينِ يَكُونُ لِمَا يُعَالِجُ من شدَّة الْمَوْت، وَعَلِيهِ يدل حَدِيث ابن مَسْعُودٍ. قَالَ أَبُو عَبْدِاللَّه الْقُرْطُبِيُّ: وَفِي حَدِيث ابن مَسْعُودٍ:
(1)
ينظر: «غريب الحديث» للحربي (1/ 288)، «تهذيب اللغة» للأزهري (4/ 107)،
…
«النهاية في غريب الحديث والأثر» لابن الأثير (2/ 224).
(2)
ينظر: «تهذيب اللغة» للأزهري (8/ 247)، «مقاييس اللغة» لابن فارس (3/ 255)،
…
«أساس البلاغة» للزمخشري (1/ 498)، «النهاية» لابن الأثير (2/ 453).
«مَوْتُ المُؤْمِنِ بِعَرَقِ الْجَبِينِ يَبْقَى عَلَيْهِ الْبَقِيَّةُ مِنَ الذُّنُوبِ فَيُجَازَى بِهَا عِنْدَ الْمَوْتِ أَوْ يُشَدَّدُ لِيَتَمَحَّصَ عَنْهُ ذُنُوبُهُ» . هَكَذَا ذَكَرَهُ فِي «التَّذْكِرَةِ» وَلَمْ يَنْسُبْهُ إِلَى مَنْ خَرَّجَهُ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ.
وَقِيلَ: إِنَّ عَرَقَ الْجَبِينِ يَكُونُ مِنَ الْحَيَاءِ، وَذَلِكَ أَنَّ المُؤْمِنَ إِذَا جَاءَتْهُ الْبُشْرَى مَعَ مَا كَانَ قَدِ اقْتَرَفَ مِنَ الذُّنُوبِ؛ حَصَلَ لَهُ بِذَلِكَ خَجَلٌ وَاسْتِحْيَاءٌ مِنَ اللَّه تَعَالَى؛ فَيَعْرَقُ بِذَلِكَ جَبِينُهُ.
قَالَ الْقُرْطُبِيُّ فِي «التَّذْكِرَةِ» : قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: إِنَّمَا يَعْرَقُ جَبِينُهُ؛ حَيَاءً مِنْ رَبِّهِ، لِمَا اقْتَرَفَ مِنْ مُخَالَفَتِهِ، لِأَنَّ مَا سَفَلَ مِنْهُ قَدْ مَاتَ، وَإِنَّمَا بَقِيَتْ قُوَى الْحَيَاةِ وَحَرَكَاتُهَا فِيمَا عَلَاهُ، وَالْحَيَاءُ فِي الْعَيْنَيْنِ، فَذَاكَ وَقْتُ الْحَيَاءِ؛ وَالْكَافِرُ فِي عَمًى مِنْ هَذَا كُلِّهِ، وَالمُوَحِّدُ المُعَذَّبُ فِي شُغْلٍ عَنْ هَذَا بِالْعَذَابِ الَّذِي قَدْ حَلَّ بِهِ؛ وَإِنَّمَا الْعَرَقُ الَّذِي يَظْهَرُ لِمَنْ حَلَّتْ بِهِ الرَّحْمَةُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ وَليٍّ وَلَا صِدِّيقٍ وَلَا بَرٍّ إِلَّا وَهُوَ مُسْتَحٍ مِنْ رَبِّهِ مَعَ الْبشْرَى وَالتُّحَفِ وَالْكَرَامَاتِ.
قَالَ الْعِرَاقِيُّ: وَيَحْتَمِلُ أَنَّ عَرَقَ الْجَبِينِ عَلَامَةٌ جُعِلَتْ لِمَوْتِ المؤمِنِ وَإِنْ لَمْ يَعْقِلْ مَعْنَاهُ].
والكلامُ الذي عزاهُ القرطبيُّ لبعض العلماء هو للحكيم الترمذي في
…
«نوادر الأصول» بتصرُّفٍ.
وقال الحكيمُ الترمذي عقِبَه: (وقد تظهر العلامات الثلاث، وقد تظهر واحدة، وتظهر اثنتَان، وقد شاهَدْنا عرقَ الجبين وحدَه، وذلك بحسب تفاوت الناس في الأعمال، واللَّهُ أعلم).
(1)
* * *
(1)
ينظر: «تهذيب اللغة» للأزهري (5/ 12)، «نوادر الأصول» للحكيم الترمذي
…
ـ ط. النوادر ـ (3/ 6) رقم (539)، «شرح السنة» للبغوي (5/ 297)، «لسان العرب» (9/ 44)، «التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة» للقرطبي ـ ط. دار المنهاج ـ (1/ 147)، «حاشية السيوطي على سنن النسائي» (4/ 6)، «فيض القدير» للمُنَاوي
…
(6/ 253)، «تحفة الأحوذي» للمباركفوري (4/ 49).