المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المستدرك على مسند فاطمة رضي الله عنها - فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها - - جـ ٧

[إبراهيم بن عبد الله المديهش]

الفصل: ‌المستدرك على مسند فاطمة رضي الله عنها

‌المستدرك على مسند فاطمة رضي الله عنها

-

ص: 131

المستدرك على «مسند فاطمة»

من أحاديث الحسين بن علي، عن أمه فاطمة رضي الله عنهم

الحديث السادس والأربعون من مسند فاطمة

170.

[46] قال علي بن الحسين بن محمد، أبو الفرج الأصبهاني

(ت 356 هـ) رحمه الله: حدثني علي بن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن محمد بن عبيدالله

(1)

بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قال: حدثني سليمان بن العطوس، قال: حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، قال: حدثنا عبدربِّه ـ يعني ابن علقمة ـ عن يحيى بن عبدالله، عن الذي أفلَتَ مِن الثمانية، قال: لما أدخلنا الحبس قال علي بن الحسن: اللهم إنْ كان هذا مِن سخطٍ منك علينا فاشدُدْ حتى ترضى.

فقال عبدُالله بنُ الحسن: ما هذا يرحمُكَ اللهُ؟

ثم حدَّثَنَا عبدُالله، عن فاطمة الصغرى، عن أبيها، عن جدَّتِها فاطمةَ بنتِ رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قالت: قال لي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يُدفَنُ مِن ولَدِي سَبْعَةٌ بشاطئِ الفُرات لم يسبِقْهُمْ الأوَّلون، ولا يُدرِكْهُم الآخِرون» .

(1)

في المطبوعة: عبداللَّه. والتصحيحُ مِن مَوضع آخَر في «مقاتل الطالبيين» (ص 366)،

و «تاريخ الإسلام» للذهبي (12/ 858) في ترجمة أحدِ أحفاده.

ص: 133

فقلتُ: نحنُ ثمانية. قال: هكذا سمِعْتُ.

قال: فلما فتحوا الباب، وجدوهم موتى، وأصابوني وبِي رمَقٌ وسقَوني ماءً، وأخرجوني فعِشْتُ.

دراسة الإسناد:

ــ أبو الفَرج الأصبهاني، الأديب المشهور، صاحبُ كتابِ «الأغاني» ، وغيرِه.

شاعرٌ، أخبَاريٌّ، نسَّابةٌ، وهُو أُمَويٌّ شِيعيٌّ ظاهِرُ التشيُّعِ. وقد عَجِبَ منه العلماءُ أنه مَروانيٌّ أُمَويٌّ يَتشيَّع! !

لا يُحتجُّ به في الحديث.

قال الذهبي في «السير» : لا بأس به.

وفي «الميزان» : (كان إليه المنتهى في معرفة الأخبارِ، وأيام الناس، والشعر، والغناء، والمحاضرات، يأتي بأعاجيب بحدَّثَنا وأخبرَنا؛ وكان طَلَبُه في حدودِ الثلاثمئة، فكتبَ ما لا يُوصَفُ كَثرةً حتى لقَدْ اتُّهِمَ، والظاهرُ أنه صَدُوقٌ).

وفي «تاريخ الإسلام» : (رأيتُ شيخَنا ابنَ تيمية يُضعِّفه ويتَّهِمُه في نَقلِه، ويَستهوِل ما يأتي به، وما عَلِمْتُ فيه جَرحَاً إلا قولَ ابنِ أبي الفوارس:

ص: 134

خلَطَ قبلَ أن يموت.

وقد أثنَى على كتابِه «الأغاني» جماعةٌ من جِلَّة الأُدبَاء).

(1)

ــ علي بن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن محمد بن عبيداللَّه بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلَوي الكوفي الجوَّاني، نِسبةً إلى قرية الجوَّانيَّة من قُرى المدينة النبوية.

له كتابان: «أخبار فخ» ، و «خبر يحيي بن عبداللَّه بن الحسن» .

مترجَمٌ له في كتُب الرافضة.

(2)

وهو مِن مصادر أبي الفرج المهمة في «مقاتِلِه» ، وقد نقلَ عنه خمسةً وثلاثين خبراً خاصةً فيما يتعلق بأخبار فخ، وأخبارِ يحيى بنِ عبداللَّه.

(3)

(1)

ينظر: «تاريخ بغداد» (13/ 337)، «معجم الأدباء» (4/ 1707)، «سير أعلام النبلاء» (16/ 202)، «تاريخ الإسلام» (8/ 100)، «لسان الميزان» (5/ 526)،

«الدليل المغني لشيوخ الدارقطني» للمنصوري (ص 286) رقم (306).

(2)

«رجال النجاشي» (2/ 92) رقم (685)، «جامع الرواة» (1/ 545)، «الذريعة»

(1/ 337 و 354) رقم (1759) و (1864).

(3)

انظر: مقدمة تحقيق: د. ماهر جرَّار لكتابِ: «أخبار فخ وخبر يحيي بن عبداللَّه وأخيه إدريس بن عبد اللَّه» لأحمد بن سهل الرازي (توفي أول القرن 4 هـ)، (ص 26 ـ 27).

ص: 135

ــ سليمان بن العطوس.

لم أجد له ترجمة، ووجدتُ اسمَه في إسنادٍ عند ابن الجوزي، هكذا: سليمان بن محمد بن أبي العطوس.

(1)

ــ محمد بن عمران بن محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى الأنصاري،

أبو عبدالرحمن الكوفي.

صدوق.

(2)

ــ عبد ربِّه بن علقمة «الطائي» .

(3)

مجهولُ الحال.

قال ابن أبي حاتم: (روى عن: صالح المري، ويحيى بن عبداللَّه بن الحسن، روى عنه: محمد بن عمران بن أبي ليلى. سألتُ أبي عنه؟ فقال: قد روي عنه).

لم أجدْ فيه جرحاً ولا تعديلاً.

(4)

(1)

«العلل المتناهية» لابن الجوزي (2/ 391) رقم (1464).

(2)

«تهذيب الكمال» (26/ 229)، «تقريب التهذيب» (ص 530).

(3)

نسبُه للطائي كما في إسنادٍ في «الحنائيات» (2/ 1366) رقم (296).

(4)

«الجرح والتعديل» (6/ 43).

وانظر: «أخبار فخ، وخبرِ يحيي بن عبداللَّه وأخيه إدريس بن عبداللَّه» لأحمد بن سهل الرازي، تحقيق: د. ماهر جرار (ص 304).

ص: 136

ــ يحيى بن عبد اللَّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب من أهل المدينة، صاحب الديلم، وهو أخو محمدٍ وإبراهيم ابنَي عبدِاللَّه بن الحسن.

مجهولُ الحال.

قال الخطيب البغدادي: (ذكر يحيى بنُ محمد العلوي، صاحب كتاب

«نسب الطالبيين» ، أنَّ يحيى بنَ عبدِاللَّه كان قد صارَ إلى جبل الدَّيلَم في سبعين رجلاً من أصحابه، ثم آمنَهُ هارون الرشيد، وكتبَ له أماناً وللسبعين الذين كانوا معه، وأشهدَ على ذلك شُهُوداً، وأجازَه بمئتي ألف دينار.

قلتُ: وقدمَ يحيى بنُ عبداللَّه على الرشيد بغداد .... ثم أورد الخطيب البغدادي بإسنادِه بعضَ سيرتِه).

توفي سنة (180 هـ) تقريباً.

(1)

ــ علي بنُ الحسنِ بنِ الحسن بنِ الحسن بنِ علي بنِ أبي طالب العلَوي، الملقب بالسجَّاد؛ لِفَضلِه واجتهادِه وتَعَبُّدِه.

وهو والدُ حُسين المقتولِ بفخ

(2)

وإخوتِه.

(1)

. ينظر: «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (9/ 161)، «تاريخ بغداد» (16/ 167)، وانظر:«الأعلام» للزركلي (8/ 154).

(2)

انظر: «كتاب المعقِبين من ولد الإمام أبي الحسن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين» ليحيى بن الحسن بن جعفرالعقيقي (ت 277 هـ)(ص 427).

ص: 137

توفي في سجن المنصور سنة (145 هـ) رحمه الله.

(1)

ويُحتَمَل أنه:

ــ علي بن الحسن بن الحسن بن علي أبي طالب، روى عن أهل المدينة، وروى عنه: عبدالرحمن بن أبي الموالي، ذكرَه ابنُ حبان في «الثقات» .

(2)

ــ عبداللَّه بن حسن، إن كان بن حسين، فلم أجد له ترجمة، وإن كان ابن حسن، فثقة.

(3)

تخريج الحديث:

أخرجه: أبو الفرج الأصبهاني في «مقاتل الطالبيين» (ص 177)، ولم أجدْهُ عندَ غيرِه.

(1)

«تاريخ الإسلام» (3/ 932).

(2)

. ينظر: «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (6/ 179)، «الثقات» لابن حبان (7/ 205)، «التحفة اللطيفة» للسخاوي (5/ 108) رقم (2814 و 2815).

(3)

انظر حديث رقم (109)، والباب الثالث «مسند فاطمة» حديث (35).

ص: 138

الحكم على الحديث:

الحديث موضوع.

أبو الفرج، ضعيف، وقد انفرد بهذا الحديث!

وهذا الحديث ليس موجوداً في دواوين الإسلام، ولا الكتب التاريخية، وفيه جهالةُ الرجل الذي أفلَتَ من الثمانية، وجهالَةِ حالِ عبدِربه، وكذا علي بن إبراهيم.

وابن العطوس لم أجد له ترجمة.

* * *

ص: 139

الحديث السابع والأربعون من مسند فاطمة رضي الله عنها

171.

[47] قال أبو حامد الغزالي (ت 505 هـ) رحمه الله في حديثِه عن صلوات أيامِ الأسبوع وليالِيه:

(ليلة الأربعاء: رَوَتْ فاطمةُ رضي الله عنها عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَن صلى ليلةَ الأربعاء ركعتين، يقرأ في الأولى فاتحة الكتاب، وقل أعوذ بربِّ الفلَق عشرَ مرات، وفي الثانية بعد الفاتحة قل أعوذ بربِّ الناسِ عشرَ مرات، ثم إذا سلَّمَ استغفرَ اللهَ عشرَ مرات، ثم يُصلِّي على محمدٍ صلى الله عليه وسلم عشرَ مرات؛ نَزَلَ مِن كلِّ سَماءٍ سبعون ألفَ مَلَكٍ يكتُبون ثوابَه إلى يوم القيامة» .

(1)

وفي حديث آخر: «سِتَّ عشرةَ ركعة، يقرأ بعد الفاتحة

ما شاء اللهُ، ويقرأ في آخر الركعتين آيةَ الكرسي ثلاثين مرَّةً، وفي الأولَيين ثلاثين مرَّةً قل هو اللهُ أحَد؛ يَشفع في عشرةٍ من أهلِ بيتِه كلِّهم وجَبَتْ عليهم النار».

ورَوَتْ فاطمة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

(1)

قال الزبيدي في «إتحاف السادة المتقين» (3/ 380): (كذا وُجِدَ في بعض نُسَخِ الكتاب، وفي بعضٍ بإسقاطِ هذا الحديث، وهو مَذكور في «القُوت» غير أنه لم يَذكر الاستغفار والتسليم، وقال في أوَّلِه في الخبر: مَنْ صلَّى ليلةَ الأربعاء إلى آخرِه). انتهى. قلتُ: ولم يذكر في القوتِ فاطمةَ رضي الله عنها.

ص: 141

«مَن صلَّى ليلةَ الأربعاء سِتَّ ركعات، قرأ في كُلِّ ركعةٍ بعد الفاتحة قُلْ اللهم مالك الملك. . . إلى آخر الآية، فإذا فَرَغَ مِن صلاتِه يقولُ:

جَزى اللهُ محمداً عنَّا مَا هُوَ أهلُه؛ غُفِرَ له ذنوبُ سبعين سنَةٍ، وكُتِبَ له براءةٌ مِن النار).

(1)

هذه الأحَاديثُ مَوضُوعَةٌ مَكذُوبَةٌ.

قال العراقيُّ عن الحديث الأول: (لم أجدْ فيه إلا حديثَ جابر في صلاة أربعِ ركعاتٍ فيها، رواه أبو موسى المديني.

(2)

ورُوي من حديث أنس ثلاثينَ ركعةً).

(3)

(1)

«إحياء علوم الدين» للغزالي ـ ط. البابي الحلبي ـ (1/ 206). وذكر الزبيدي في شرح الإحياء = «إتحاف السادة المتقين» (3/ 380) أنَّ هذه الأحاديث في بعض نُسخ

«الإحياء» قال: هذا نصُّ النسخة الخاصية، وهي مِن وقفِ المرحوم الجمالي يوسف ناظر الخاص ـ تغمده اللَّهُ برحمته ـ وعليها جلُّ اعتماد المصريين، وفي غيرِها مِن النُّسَخ الاقتصار على حديث فاطمة رضي الله عنها، وفي بعضها الجمعُ بينه وبين الحديث الأول، واللَّهُ أعلمُ).

(2)

ذكر الحديث الأول: أبو طالب المكي (ت 386 هـ) في «قوت القلوب» (1/ 56)،

وعبدالقادر الجيلاني (ت 561 هـ) في «الغنية» (2/ 242)، ولم يَذكُرَا فاطمةَ، ولم يَذكُرَا مَن رواهُ مِنْ الصحابةِ ولا سَنَدَهُ.

(3)

«المغني عن حمل الأسفار» (ص 236).

ص: 142

وقال العراقيُّ عن الحديث الثالث: أخرجه أبو موسى بسند ضعيف جداً.

(1)

وذكر ابنُ الجوزي

(2)

وضعَ الأحاديث الواردة في صَلوات الأيام والليالي، واتَّهمَ بها حُسينَ بنَ إبراهيم الجوزقاني، وتُعقِّب في اتِّهامه.

(3)

نقلَ الزبيديُّ قولَ العراقي، ثم قال:(وأشارَ ابنُ الجوزي أنَّ صلاةَ ليلة الأربعاء مِن وَضْع الجوزقاني).

(4)

وذكرَ هذه الأحاديثَ في الموضوعات: اللكنويُّ

(5)

، وذكر حديثَ ستِّ ركعات: الشوكاني

(6)

ذكر ابنُ الجوزي أنَّ أبا طالب المكي أوردَ صلوات الأسبوع، وتبِعَهُ

أبوحامد الغزالي، وكلُّ ذلكَ لا أصلَ له.

(7)

وانتقدَ شيخُ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله الصوفيةَ أبا طالب المكي، والغزاليَّ، وغيرَهما أنهم (ذكروا صلوات الأيام والليالي وكلُّها كَذِبٌ

(1)

«المغني عن حمل الأسفار» (ص 236). ولم أجده.

(2)

«الموضوعات» (2/ 426) رقم (1000).

(3)

تعقبه ابن حجر في «لسان الميزان» (3/ 142).

(4)

«إتحاف السادة المتقين» (3/ 380).

(5)

«الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة» (ص 54).

(6)

«الفوائد المجموعة» (ص 46) رقم (137).

(7)

«الموضوعات» (2/ 428) رقم (1001).

ص: 143

مَوضُوعَةٌ).

(1)

وكذا قرَّرَ ابنُ القيم كَذِبَ الأحاديثِ الواردةِ في صلوات الأيام والليالي.

(2)

قال العراقيُّ: (وليس يصحُّ في أيام الأسبوع ولياليه شيءٌ).

(3)

وكذا قال الموصليُّ

(4)

وذكرَ أحمدُ بنُ عبد العزيز المليباري الهندي الشافعي (ت 987 هـ)

(5)

أنَّ أحاديثَ صَلَوات الأسبُوعِ مَوضوعةٌ باطِلَةٌ، قال: ولا تغترَّ بمَن ذكرَها.

(6)

* * *

(1)

«مجموع الفتاوى» (10/ 404) وانظر: (23/ 134).

(2)

«المنار المنيف» ـ ط. العاصمة ـ (ص 42 و 76).

(3)

«المغني عن حمل الأسفار» (ص 237).

(4)

«المغني عن الحفظ والكتاب» = «جنة المرتاب» (ص 297).

(5)

له ترجمة في «الأعلام» للزركلي (3/ 64).

(6)

«إرشاد العباد إلى سبل الرشاد» للمليباري (ص 35)، وفي ط. المنهاج (ص 152)، وعنه: عثمان بن محمد شطا الدمياطي الشافعي (ت 1310 هـ) في «إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين» (1/ 312).

وانظر: «الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي يُستدل بها على بدعٍ في العبادات» ، لرامز خالد حاج حسن (2/ 600) رقم (190) و (191)، «الصلوات المبتدعة ـ أكثر من 150 صلاة لا أصل لها في الشريعة ـ» للشيخ: أحمد الجمَّاز، مجلد (516 صفحة).

ص: 144

الحديث الثامن والأربعون من مسند فاطمة رضي الله عنها

172.

[48] قال ابن السُّنِّي: حدثني علي بن محمد بن عامر، قال: حدثنا عُبيدالله بن محمد بن خنيس، قال: حدثني موسى بن محمد بن عطاء، قال: حدثنا بقية بن الوليد، قال: حدثني عيسى بن إبراهيم القرشي، عن موسى بن أبي حبيب، قال: سمعتُ علي بن الحسين، يحدِّثُ عن أبيه، عن أمِّه فاطمةَ رضي الله عنها: (أنَّ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم لما دنَا ولادَها أمرَ أمَّ سُليم، وزينبَ بنت جحش أنْ تأتيا فاطمةَ، فتقرآ عندَها آيةَ الكرسي، و «إنَّ ربَّكم اللهُ

» إلى آخر الآية، [الأعراف: 54]، وتُعوِّذَاها بالمعوِّذَتَين).

أخرجه: ابنُ السني في «عمل اليوم والليلة» ـ ولم أجدْهُ عندَ غيره ـ.

وهو حَديثٌ مَوضوعٌ ـ سبق تخريجه في الباب الأول: الفصل الرابع: المبحث الأول: ولادتهما ـ الدراسة الموضوعية ـ.

* * *

ص: 145

الحديث التاسع والأربعون من مسند فاطمة رضي الله عنها

173.

[49] سُئل شيخُ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله عن الحديث التالي: عن فاطمة رضي الله عنها أنَّها أتَتْ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وقالَتْ:

يا رسولَ الله، إنَّ عليَّاً يقوم الليالي كلَّها، إلا ليلةَ الجمعة، فإنَّه يُصلي الوترَ، ثم ينام إلى أنْ يَطلُعَ الفجرُ، فقال:«إنَّ اللهَ يَرفعُ رُوحَ عليٍّ كلَّ ليلةِ جمعة، تُسبِّحُ في السماءِ إلى طُلوعِ الفجرِ» .

فهل ذلك صحيح أم لا؟ وهل هذا صحيح عن علي أنه قال:

«اسألوني عن طُرُق السماء، فإني أعرفُ بها من طُرُق الأرض» ؟

فأجابَ رحمه الله: (أما الحديثُ المذكور عن عَليٍّ فكذِبٌ؛ ما رواه أحَدٌ من أهلِ العِلْمِ.

وأمَّا قولُه: «اسألوني عن طُرُق السماءِ» . فإنه قالَه، ولم يُرِدْ بذلك طريقاً لِلْهُدى؛ وإنما يُريدُ بمثلِ هذا الكلامِ الأعمالَ الصالحةَ التي يُتَقرَّبُ بها، واللَّهُ أعلمُ).

(1)

* * *

(1)

«مجموع الفتاوى» لابن تيمية (4/ 495).

ص: 147