الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ج لم تكن المساجد تقفل في عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيما علمنا وكانت غير مفروشة وكان الناس أتقى لله من أ، يفسدوا فيها أو يقذروها فلما فرشت المساجد ووجد فيها ما يخاف عليه من السراق وكثر جهل الناس وحصل من بعضهم الفساد في المساجد جاز لولي الأمر قفل ما يراه منها إذا رأى المصلحة في ذلك
صيانة لها وحفاضاً على ما يوجد فيها وحماية لها من إفساد السفهاء. وصلى الله على نبينا محمد.
اللجنة الدائمة
***
حكم حمل الدخان إلى المسجد
س رجل يصلي في المسجد في الروضة وسقط من جيبه بكت دخان فما حكم فعله وهل يجوز حمل الدخان في المسجد؟
ج إن كان المقصود بالسؤال عن حكم فعله وهو حمله الدخان إلى المسجد فلا يخفى أن الدخان من الأمور المنكرة والخبيثة وشربه محرم لما فيه من الضرر البالغ على النفس والمال والمجتمع ولا نتفاء المصلحة منه وحيث إنه خبيث فينبغي صيانة بيوت الله عنه، وحمله إليها مما يتعارض مع تعظيم بيوت الله وتكريمها فلا يجوز، وأما إن كان المقصود بالسؤال عن حكم الفعل بالنسبة للصلاة هل سقوط الدخان من جيب المصلي يفسد الصلاة أو يبطلها فصلاة من سقط منه الدخان صحيحة. وصلى الله على نبينا محمد.
اللجنة الدائمة
***
حكم نقل حجارة مسجد قديم مهجور واستخدامها في أغراض شخصية
..
س ما حكم نقل حجارة مسجد قديم جداً ومع استمرار الزمان قد كبسته السيول ويحتمل أن يكون فيه قبر فهل يصح لأحد من المسلمين نقل حجارته إلى بيته ويتخذها ملكاً له؟
ج إذا خرب المسجد ونحوه بأسباب سيل أو غيره شرع لأهل المحلة التي فيها المسجد أن يعمروه ويقيموا الصلاة فيه لقول النبي، صلى الله عليه وسلم ((من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة)) ولقول عائشة رضي الله عنها أمر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب. أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه بإسناد حسن والمراد بالدور القبائل والحارات ونحوها والأحاديث في فضل تعمير المساجد كثيرة فإن كان في المحلة مسجد يغني عنه صرفت حجارته وأنقاضه في مسجد آخر في محلة أخرى أو بلدة أخرى محتاجة إلى ذلك، وعلى ولي الأمر في البلد التي فيها المسجد المذكور
من قاضٍ أو أمير أو شيخ قبيلة ونحوهم العناية بذلك ونقل هذه النقاض إلى تعمير المساجد المحتاجة إليها أو بيعها وصرفها في مصالح المسلمين وليس لأحد من أهل البلد أن يأخذ شيئاً منها إلا بإذن ولي الأمر وإذا كان في المسجد قبر وجب أن ينبش وينقل ما فيه من عظام ـ إن وجدت ـ إلى مقبرة البلد فيحفر لها وتدفن في المقبرة لأنه لا يجوز شرعاً وضع قبور في المساجد ولا بناء المساجد عليها لأن ذلك من وسائل الشرك والفتنة بالقبور كما قد وقع ذلك في أكثر بلاد المسلمين من أزمان طويلة بأسباب الغلو في أصحاب القبور وقد ثبت أن النبي، صلى الله عليه وسلم ن أمر بنبش القبور التي كانت في محل مسجده عليه الصلاة والسلام وثبت في الصحيحين عنه، صلى الله عليه وسلم، أنه قال ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) وفي صحيح مسلم عن أبي مرثد الغنوي عن جندب بن عبد الله البجلي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال ((ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)) وفي الصحيحين عن أم سلمة وأم حبيبة رضي الله عنهما أنهما ذكرتا للنبي، صلى الله عليه وسلم، كنيسة رأتها في الحبشة وما فيها من الصور فقال ((أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً وصورا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله)) وي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال نهى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه زاد الترمذي رحمه الله في روايته بإسناد صحيح وأن يكتب عليه فهذه الأحاديث وما جاء في معناها كلها تدل على تحريم البناء على القبور واتخاذ المساجد عليها
والصلاة عليها وتجصيصها ونحو ذلك مما هو من أسباب الشرك بأربابها ويلحق بذلك وضع الستور عليها والكتابة عليها وإراقة الأطياب عليها وتبخيرها لأن هذا كله من وسائل الغلو فيها والشرك بأهلها فالواجب على جميع المسلمين الحذر من ذلك والتحذير منه ولا سيما ولاة الأمر فإن الواجب عليهم أكبر ومسؤوليتهم أعظم لأنهم أقدر من غيرهم على إزالة هذه المنكرات وغيرها وبسبب تساهلهم وسكوت الكثيرين من المنسوبين إلى العلم كثرت هذه الشرور وانتشرت في أغلب البلاد الإسلامية ووقع بسبها الشرك والوقوع فيما وقع فيه أهل الجاهلية الذين عبدوا اللات والعزى ومناة وغيرها وقالوا كما ذكر الله عنهم في كتابه العظيم (هؤلاء شفعاؤنا عند الله)(وما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) وذكر أهل العلم أن القبر إذا وضع في مسجد وجب نبشه وإبعاده عن المسجد وإن كان المسجد هو الذي حدث أخيراً بعد وجود القبر وجب هدم المسجد وإزالته لأنه هو الذي حصل ببنائه المنكر لأن الرسول، صلى الله عليه وسلم، حذر أمته من بناء المساجد على القبور ولعن اليهود والنصارى على ذلك ونهى أمته عن مشابهتهم وقال لعلي رضي الله عنه ((لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلا سويته)) والله المسئول أن يصلح