المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نماذج مما فيه من الأحاديث الموضوعة: - فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبيان معناها وكيفيتها وشيء مما ألف فيها

[عبد المحسن العباد]

الفصل: ‌نماذج مما فيه من الأحاديث الموضوعة:

وقال في ص 144 و 145: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ما سجعت الحمائم وحمت الحوائم وسرحت البهائم ونفعت التمائم وشدت العمائم ونمت النوائم.

فإن في قوله: "نفعت التمتائم " إشادة بالتمائم وحث عليها وقد حرمها – صلى الله عليه وسلم – فقال:" من تعلق تميمة فلا أتم الله له".

ص: 36

‌نماذج مما فيه من الأحاديث الموضوعة:

وأذكر فيما يلي أمثلة لما فيه من أحاديث موضوعة أو ضعيفة جدا مع الإشارة إلى بعض ما قاله أهل العلم فيها وذلك على سبيل التمثيل لا الحصر.

قال في ص15: وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: من صل علي صلاة تعظيما لحقي خلق الله عز وجل من ذلك القول ملكا له جناح

ص: 36

بالمشرق والآخر بالمغرب ورجلاه مقرورتان في الأرض السابعة السفلى وعنقه ملتوية تحت العرش يقول الله عز وجل له: صل على عبدي كما صلى على نبيي فهو يصلي عليه إلى يوم القيامة.

وقال في ص16: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد صلى علي إلا خرجت الصلاة مسرعة من فيه فلا يبقى بر ولا بحر ولا شرق ولا غرب إلا وتمر به وتقول أنا صلاة فلان بن فلان صلى على محمد المختار خير خلق الله فلا يبقى شيء إلا وصلى عليه ويخلق من تلك الصلاة طائر له سبعون ألف جناح في كل جناح سبعون ألف ريشة في كل ريشة سبعون ألف وجه في كل وجه سبعون ألف فم في كل فم سبعون ألف لسان يسبح الله تعالى بسبعين ألف لغة ويكتب الله له ثواب ذلك كله.

هذان حديثان من أحاديث دلائل الخيرات يصدق عليهما قول العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه المنار المنيف: والأحاديث الموضوعة عليها ظلمة

ص: 37

وركاكة ومجازفات باردة تنادي على وضعها واختلاقها ثم ضرب لذلك بعض الأمثلة ثم قال:

فصل: ونحن ننبه على أمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعا فمنها اشتماله على أمثال هذه المجازفات التي لا يقول مثلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي كثيرة جدا كقوله في الحديث المكذوب: من قال لا إله إلا الله خلق الله من تلك الكلمة طائرا له سبعون ألف لسان لكل لسان سبعون ألف لغة يستغفرون الله له ومن فعل كذا وكذا أعطي في الجنة سبعين ألف مدينة في كل مدينة سبعون ألف قصر في كل قصر سبعين ألف حوراء وأمثال هذه المجازفات الباردة التي لا يخلو حال واضعها من أحد أمرين: إما أن يكون في غاية الجهل والحمق وإما أن يكون زنديقا قصد التنقيص بالرسول صلى الله عليه وسلم بإضافة مثل هذه الكلمات إليه. انتهى.

وممن حكم على بطلان أمثال هذه الأحاديث من

ص: 38