المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مما ألف في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: - فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبيان معناها وكيفيتها وشيء مما ألف فيها

[عبد المحسن العباد]

الفصل: ‌مما ألف في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:

بسند حسن.

فهذا الجيد من الأحاديث الواردة في ذلك وفي الباب أحاديث كثيرة ضعيفة وواهية. وأما ما وضعه القصاص في ذلك فلا يحصى كثرة، وفي الأحاديث القوية غنية عن ذلك انتهى كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله والمراد من الصلاة في حديث أبي بن كعب (فما أجعل لك من صلاتي) الدعاء.

ص: 28

‌مما ألف في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:

وقد اعتنى العلماء بهذه العبادة العظيمة فأفردوها بالتأليف وأول من علمته ألف في ذلك الإمام إسماعيل ابن إسحاق القاضي المتوفى سنة 282هـ واسم كتابه فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقد طبع بتحقيق الشيخ محمد ناصر الدين

ص: 28

الألباني وهو يشتمل على مائة وسبعة أحاديث كلها مسندة ومن الكتب المطبوعة المتداولة في هذا الباب كتاب جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام للعلامة ابن القيم وكتاب الصلات والبشر في الصلاة على خير البشر للفيروزبادي صاحب القاموس وكتاب القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع للسخاوي المتوفى سنة 902هـ وقد ختم كتابه هذا ببيان الكتب المصنفة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وذكر جملة كبيرة من هذه الكتب مرتبة وخامسها بالترتيب كتاب جلاء الأفهام لابن القيم وقد أشار إلى قيمة كل منها ثم قال: " وفي الجملة فأحسنها وأكثرها فوائد خامسها يعني كتاب ابن القيم أقول: وهو في الحقيقة كتاب قيم جمع مؤلفه فيه بين ذكر الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في العبادة العظيمة والكلام عليها صحة وضعفا

ص: 29

فقها واستنباطا وقد قال عنه في مقدمته: وهو كتاب فرد في معناه لم يسبق إلى مثله في كثرة فوائده وغزارتها بينا فيه الأحاديث الواردة في الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم وصحيحها من حسنها ومعلولها وبينا ما في معلولها من العلل بيانا شافيا ثم أسرار هذا الدعاء وشرفه وما اشتمل عليه من الحكم والفوائد ثم مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ومحالها ثم الكلام في مقدار الواجب منها واختلاف أهل العلم فيه وترجيح الراجح وتزييف الزائف، ومخبر الكتاب فوق وصفه والحمد لله رب العالمين. انتهى.

ومما ألف في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مبنياً على غير علم ومشتملاً على فضائل وكيفيات للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ما أنزل بها من سلطان كتاب دلائل الخيرات للجزولي المتوفى سنة 854هـ وقد شاع وانتشر في كثير من أقطار الأرض قال عنه

ص: 30

صاحب كشف الظنون (1/495) :

"دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة على النبي المختار عليه الصلاة والسلام أوله الحمد لله الذي هدانا للإيمان الخ للشيخ أبي عبد الله محمد بن سليمان بن أبي بكر الجزولي السملالي الشريف الحسني المتوفى سنة 854هـ وهذا الكتاب آية من آيات الله في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يواظب بقراءته في المشارق والمغارب لا سيما في بلاد الروم" ثم أشار إلى بعض شروح هذا الكتاب:

أقول: ولم يكن إقبال الكثير من الناس على تلاوته مبنياً على أساس يعتمد عليه وإنما كان تقليداً عن جهل من بعضهم لبعض والأمر في ذلك كما قال الشيخ محمد الخضر بن مايابي الشنقيطي في كتابه مشتهى الخارف الجاني في رد زلقات التجاني الجاني قال في أثناء رده على التجاني: "فإن الناس مولعة بحب الطارئ ولذلك تراهم يرغبون دائما في الصلوات

ص: 31

المروية في دلائل الخيرات ونحوه وكثير منها لم يثبت له سند صحيح ويرغبون عن الصلوات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري فقل أن تجد أحداً من المشايخ أهل الفضل له وردٌ منها وما ذلك إلا للولوع بالطارئ وأمّا لو كان الفضل منظورا إليه لما عدل عاقل فضلا عن شيخ فاضل عن صلاة واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد سؤاله كيف نصلي عليك يا رسول الله فقال: قولوا كذا وهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى إلى صلاة لم يرد فيها حديث صحيح بل ربما كانت منامية من رجل صالح في الظاهر " انتهى.

ولا شك أن ما جاءت به السنة وفعله الصحابة الكرام والتابعون لهم بإحسان هو الطريق المستقيم والمنهج القويم والفائدة للآخذ به محققة والمضرة عنه منتفية وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق على صحته عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"

ص: 32

وفي رواية لمسلم "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" وقال صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة".

وقد حذر عليه الصلاة والسلام أمته من الغلو فيه فقال في الحديث الصحيح "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله" ولما قال له رجل: ما شاء الله وشئت قال عليه الصلاة والسلام "أجعلتني لله ندا؟ ما شاء الله وحده".

وكتاب دلائل الخيرات قد اشتمل على الغث والسمين وشيب فيه الجائز بالممنوع وفيه أحاديث موضوعة وأحاديث ضعيفة وفيه مجاوزة للحد ووقوع في المحذور الذي لا يرضاه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم وهو طارئ لم يكن من نهج السابقين بإحسان.

ص: 33