المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عظم شأن السنة في نفوس السلف وبيان سر انتصارهم على أعدائهم بخلاف حال المسلمين اليوم: - فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبيان معناها وكيفيتها وشيء مما ألف فيها

[عبد المحسن العباد]

الفصل: ‌عظم شأن السنة في نفوس السلف وبيان سر انتصارهم على أعدائهم بخلاف حال المسلمين اليوم:

المعاصرين أبو الفضل عبد الله الصديق الغماري قال في تعليقه على كتاب بشارة المحبوب بتكفير الذنوب للأذرعي ص 125:

تنبيه: جاء في كثير من الأحاديث من عمل كذا خلق الله من ذلك العمل ملكا يسبح أو يحمد الله وكلها أحاديث باطلة.قال ذلك هنا، ومع هذا أثنى على كتاب دلائل الخيرات ثناءً عظيماً في كتابه خواطر دينية، ووصفه بأنه سار مسير الشمس.

ص: 39

‌عظم شأن السنة في نفوس السلف وبيان سر انتصارهم على أعدائهم بخلاف حال المسلمين اليوم:

ويطيب لي أن أختم هذه المحاضرة بإثبات قطعة مما كتبته في شرح حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه في كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهو الحديث التاسع عشر من الأحاديث

ص: 39

العشرين التي اخترتها من صحيح مسلم والتي طبعت تحت عنوان: (عشرون حديثا من صحيح مسلم دراسة أسانيدها وشرح متونها) وهذه القطعة هي:

قول كعب بن عجرة رضي الله عنه لابن أبي ليلى: ألا أهدي لك هدية.. يدل على أن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة سنته صلى الله عليه وسلم وتطبيقها أنفس الأشياء عندهم وأحبها إلى نفوسهم ولهذا قال كعب ما قال منبها إلى أهمية ما سيلقيه على ابن أبي ليلى ليستعد لفهمه ويهيئ نفسه لتلقيه والإحاطة به، ولما كان السلف معنيين بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم حريصين عليها وهي أنفس هداياهم لما قام في قلوبهم من محبتها والحرص على تطبيقها كانوا سادة الأمم ومحط أنظار العالم وكان النصر على الأعداء حليفهم وكانت الشوكة والغلبة للإسلام وأهله كما قال الله تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ

ص: 40

أَقْدَامَكُمْ} وعلى العكس من ذلك ما نشاهده اليوم من واقع المسلمين المؤلم من التخاذل والتفكك والزهد في تعاليم الشريعة والبعد عنها إلا من رحمه الله وقليل ما هم، لما كانوا كذلك لم يحسب أعداؤهم لهم أي حساب ولم يقيموا لهم أدنى وزن وكانوا هائبين بعد أن كان أسلافهم مهيبين وغزوا في عقر دارهم من عدوهم وممن تربى على أيديه من أبنائهم، وإذا تأمل العاقل ما تضمنه هذا الحديث الشريف من بيان قيمة السنة النبوية في نفوس السلف الصالح وعظيم منزلتها في نفوسهم وأنها أنفس هداياهم ثم نظر إلى حالة الكثير من المنتسبين إلى الإسلام اليوم وما ابتلوا به من الزهد في الشريعة والتحاكم إلى غيرها أقول: إذا تأمل العاقل أحوال أولئك وأحوال هؤلاء عرف السر الذي من أجله كان أولئك ينتصرون على أعدائهم مع قلة عددهم وكان هؤلاء ينهزمون

ص: 41

وهو كثيرون أمام الأعداء ولن يقوم للمسلمين قائمة إلا إذا رجعوا إلى الكتاب العزيز والسنة المطهرة ولفظوا القوانين الوضعية الوضيغة وغيرها من البضائع الرديئة المستوردة مما وراء البحار ونظفوا نفوسهم وأوطانهم منها.

وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفق المسلمين جميعا حاكمين ومحكومين إلى الرجوع إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ليظفروا بالأسباب الحقيقية لحصول النصر والغلبة على الأعداء إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حكيم مجيد.

ص: 42