الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عليه زمانه، وتفرق عليه قلبه، وفاته من مصالحه، ما لا يمكن استدراكه، ولعل هذا يكون أعظم عليه من المصيبة التي نالته من جهتهم، فإذا عفى وصفح فرغ قلبه وجسمه لمصالحه التي هي أهم عنده من الانتقام.
الوجه الثامن
…
الثامن: أن انتقامه واستيفاءه وانتصاره لنفسه وانتقامه، لها، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انتقم لنفسه قط1 فإذا كان هذا خير خلق الله وأكرمهم على الله لم يكن ينتقم لنفسه23 مع أن أذاه أذًى لله ويتعلق به حقوق الدين، ونفسه أشرف الأنفس، وأزكاها، وأبرها وأبعدها من كل خُلقٍ مذموم، وأحقها بكل خُلقٍ جميل، ومع هذا فلم يكن ينتقم لها. فكيف ينتقم أحدنا4 لنفسه التي هو أعلم بها وبما فيها من العيوب والشرور5 بل الرجل العارف لا تساوي نفسه عنده أن ينتقم لها، ولا قدر لها عنده يوجب عليه انتصاره لها.
1 انظر: صحيح البخاري كتاب المناقب باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم (6/566 مع الفتح) رقم: (3560) .
وصحيح مسلم كتاب الفضائل باب مباعدت هـ صلى الله عليه وسلم للآثام رقم (2327 - 2328) .
2 من قوله: "وانتقامه لها، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
إلى هنا" مكرر في (أ) .
(ق 3/ب) .
4 في (ب) : (أحد) .
5 في (ب) : "من الشرور والعيوب".
الوجه التاسع
…
التاسع: إن أوذي على ما فعله لله أو على ما أمره6 به من طاعته ونهى عنه من معصيته وجب عليه الصبر ولم يكن له الانتقام، فإنه قد أوذي في الله، فأجره على الله، ولهذا لما كان المجاهدون في سبيل الله ذهبت دماؤهم وأموالهم في
6 في (ب) : "أمر به".