المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

النووي. كذلك المكان المنسوب إبن عمر من الجبل الذي بالمعلاة مقبرة - كشف الخفاء ط القدسي - جـ ٢

[العجلوني]

الفصل: النووي. كذلك المكان المنسوب إبن عمر من الجبل الذي بالمعلاة مقبرة

النووي.

كذلك المكان المنسوب إبن عمر من الجبل الذي بالمعلاة مقبرة مكة لا يصح أصلا وإن اتفقوا على أنه توفي بمكة.

والمكان المنسوب لعقبة بن عامر رضي الله عنه من قرافة مصر، بل هو منام رآه بعضهم بمد أزمنة متطاولة.

والمكان المنسوب لأبي هريرة رضي الله عنه بعسقلان إنما هو قبر حيدرة بن خيشنة على ما جزم به بعض الحفاظ الشاميين، ولكن جزم ابن حبان وتبعه الحافظ ابن حجر بالأول.

وكذلك المكان المشهور بالمشهد الحسيني من القاهرة فليس الحسين مدفونا فيه بالاتفاق وإنما فيه رأسه كما ذكر بعض المصريين، قال الحافظ ابن حجر ونفاه بعضهم، ومنهم ابن تيمية فإنه بالغ في إنكار ذلك وأطال كما نقله عنه السخاوي.

وقال الإمام محمد بن الجزري لا يصح تعيين قبر نبي غير نبينا عليه الصلاة والسلام، نعم قبر إبراهيم الخليل عليه الصلاة السلام في تلك القرية لا بخصوص تلك البقعة.

ويكفر منكر كون قبر نبينا في المدينة في المكان المخصوص، ولا يكفر منكر قبر نبي غيره بخصوصه حتى إبراهيم، ولا ينسب إلى الإبتداع إلا منكر كون قبر الخليل في الغار في بلده المعروفة فإنه مبتدع.

وكذلك المكان المعروف بالسيدة نفيسة إبنة الحسين بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب التي وصفها الحافظ العلم البرزالي بأنها خفيرة ديار مصر.

وكان الحافظ ابن حجر يقول مما لا ينافيه ليس بالديار المصرية بعد الصحابة رضي الله عنهم أفضل من الشافعي.

قال في المقاصد وهو كذلك فقد ذكر بعض أهل المعرفة أن خصوص هذا المحل الذي يزار ليس قبرها ولكنها في تلك البقعة بالاتفاق، واستيفاء ذلك يطول وهو جدير بإفراده في تأليف.

2

[كلمات وأشعار]

ثم قال (في المقاصد) : وكنت أردت إدراج كلمات تستعملها الناس في كلامهم لها أصول يرجع إليها فرأيت ذلك خروجا عن المقصود وإن جرى ذكر شئ منها في الأثناء فلمناسبة لا تخفى.

وكذلك الكلمات المذكورة: أرغم الله أنفه، استأصل الله شأفته، أفلح الوجه، أكذب من دب ودرج، أنا النذير العريان، بنى بأهله، حمي الوطيس، رفع عقيرته، شاهت الوجوه، كبر حتى صار كأنه قفة، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، ما به قلبة، وافق

ص: 403

شن طبقة، والكثير من ذلك ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ونحوها قوم جرى المثل بأسمائهم

كرجع بخفي حنين، على يد عدل، مواعيد عرقوب، وكذا إدراج أشعار شهيرة اشتملت على أحاديث بعضها له أصل وبعضها لا أصل له.

ومن القسم الثاني قوله:

إذا اعتذر الخليل إليك يوما

تجاوز عن مساويه الكثيرة

فإن الشافعي روى حديثا

بإسناد صحيح عن مغيرة

فقد قال الرسول سيمحو ربي

بعذر واحد ألفي كبيرة

ومنه أيضا قول من قال مما نسبه للحافظ ابن حجر قال السخاوي وحاشاه من ذلك:

في قص ظفرك يوم السبت آكلة

تبدو وفيما يليه يذهب البركه

وعالم فاضل يبدو بتلوهما

وإن يكن في الثلاثا فاحذر الهلكه

ويورث السوء في الأخلاق رابعها

وفي الخميس الغنى يأتي لمن سلكه

والعلم والرزق زيدا في عروبتها

عن النبي روينا فاقتفوا نسكه

وقال الجلال السيوطي في الأسفار عن قلم الأظفار:

قد اشتهر على الألسنة هذه الأبيات ولا يدرى قائلها ولا هي صحيحة في نفسها، وذكر هذه الأبيات المنسوبة للحافظ ابن حجر.

ومن هذا القسم الثاني أيضا: ما ذكره بعضهم ونسبه إلى علي كرم الله وجهه، قال السخاوي وكذب القائل:

إبدأ بيمناك بالخنصر

في قص أظفارك واستبصر

وثن بالوسطى وثلث كما

قد قيل بالإبهام والبنصر

واختتم الكف بسبابة

في اليد والرجل ولا تمتر

وفي اليد اليسرى بإبهامها

والإصبع الوسطى وبالخنصر

وبعد سبابتها بنصر

فإنها خاتمة الأيسر

فذاك أمن خذ به يا فتى

من رمد العين فلا تزدر

هذا حديث قد روى مسندا

عن الإمام المرتضى حيدر

ونقل السيوطي عن الزركشي في شرح التنبيه أنه قال وأصل الأثر المشار

ص: 404

إليه عند عبيد الله بن بطة من قص أظفاره مخالفا لم ير في عينيه رمدا.

وقال ابن نباتة:

قي قص يمنى رتبت خوابس

أو خسب لليسرى وباء خامس

ثم قال السيوطي قد أنكر ابن دقيق العيد جميع هذه الأبيات وقال لا يعتبر هيئة مخصوصة، وما اشتهر من قصها على وجه مخصوص لا أصل له في الشريعة، ثم ذكر الأبيات، وقال هذا لا يجوز اعتقاد استحبابه لأن الإستحباب حكم شرعي لا بد له من دليل وليس استسهال ذلك بصواب.

وقال ابن حجر المكي في التحفة والمعتمد في كيفية تقليم اليدين أن يبدأ بمسبحة يمينه إلى خنصرها ثم إبهامها ثم خنصر يسارها إلى إبهامها على التوالي، والرجلين أن يبدأ بخنصر اليمنى إلى خنصر اليسرى على التوالي، وخبر من قص أظفاره مخالفا لم ير في عينه رمدا لم يثبت، قال الحافظ السخاوي هو في كلام غير واحد ولم أجده بمكان وأثره الحافظ الدمياطي عن بعض مشايخه ونص أحمد على استحبابه.

وكذا مما لم يثبت خبر فرقوها فرق الله همومكم وعلى ألسنة الناس في ذلك وأيامه أشعار منسوبة لبعض الأئمة وكلها زور وكذب، وينبغي البدار بغسل محل القلم لأن الحك به قيل يخشى منه البرص.

ومن القسم الأول وهو ما اشتمل على أحاديث صحيحة قول القائل:

لم لا نرجى العفو من ربنا

أم كيف لا نطمع في حلمه

وفي الصحيحين أتى أنه

بعبده أرحم من أمه

فإنه يشير إلى قوله صلى الله عليه وسلم الواقع في الصحيحين: لله أرحم بعباده من هذه بولدها، ومنه أيضا قول آخر:

قد جاءنا في خبر مسند

عن أحمد المبعوث بالمرحمة

من حَسَّنَ الرحمن من خَلقِهِ

وخُلُقِه فالنار لن تطعمَهْ

فإنه يشير إلى ما رواه الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رفعه: ما حسن الله خَلْقُ

رجل وخُلُقَه فتطعمه النار.

وله شواهد بالمعنى.

ومن ذلك قول آخر:

يا سيدي عندك لي مظلمة

فاستفت فيها ابن أبي خيثمة

ص: 405