الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لذلك سنقصر الكلام هنا على المجلد الذى نقدمه وهو الجزء السادس المتعلق بالدولة الفاطمية.
…
الدرّة المضيّة فى أخبار الدولة الفاطمية
هذا هو الجزء السادس من «كنز الدرر» . عنوانه الفرعى الأول:
«الفائق صحاح الجوهرى من قسمة فلك المشترى» ، وعنوانه الثانى «الدرة المضية فى أخبار الدولة الفاطمية» .
وهو يختص بذكر الخلفاء الفاطميين بمصر، والدول المنقطعة والمتصلة التى قامت أثناء دولتهم.
بدأ بحوادث سنة 359 هـ (ص 120) ودخول جوهر القائد إلى مصر. وتابع ذكر الحوادث إلى سنة 554 هـ.
وتكلم على الدعوة الفاطمية بالتفصيل، وعلى القرامطة، والأغالبة، وبنى حمدان، والسلاجقة، وملوك البويهيين، والسامانيين، والصليحيين باليمن.
استمد موادّه من مصادر أغلبها مفقود. نذكرها فيما يلى:
1 -
كتاب الشريف أبى الحسين أخى محسن فى أصل الفاطميين (ص 6).
2 -
تاريخ القيروان (ص 4،299).
3 -
تحفة القصر فى عجائب مصر للعاضد الفاطمى (ص 363)، 352.
4 -
تاريخ القاضى ابن خلكان (ص 145)
5 -
تاريخ مصر لابن زولاق (ص 4)
6 -
الروضة البهيّة فى خطط القاهرة المعزيّة لابن عبد الظاهر (ص 135)
7 -
أخبار الشام لعلى بن محمد بن يحيى السلمى السميساطى، أبو القاسم، إلى سنة 395 هـ (ص 272)
8 -
دمية القصر (ص 283)
9 -
تاريخ ابن دحية (ص 298)
10 -
حلّ الرموز فى علم الكنوز (ص 301)
11 -
سيرة الحاكم لمجهول (ص 302)
12 -
رسائل أبى القاسم الوزير المغربى (ص 312)
13 -
تاريخ بغداد، لم يذكر مؤلفه (ص 328،336)
14 -
كتاب قبطى وجده بالدير الأبيض بالوجه القبلى واستنسخ منه (ص 353)
15 -
خريدة القصر للعماد (ص 409)
16 -
السيل والذيل للعماد (ص 421)
17 -
سيرة السلطان صلاح الدين لابن شدّاد (ص 422)
18 -
مفرج الكروب لابن واصل.
19 -
كتاب جنى النحل [لابن سعيد](ص 437)
20 -
سير التاريخ لعلى بن منجب (ص 111)
21 -
سيرة السلطان صلاح الدين لابن شدّاد (ص 422)
والكثير الغالب من هذه المصادر مفقود (1،2،3،5،6، 7،10،11،13،14،16،19،20) والباقى مطبوع أو مخطوط (4،8،9،12،15،17،18،21). والمفقود منها ذو شأن كبير، وما نجده من بعض نصوصها فى مصادر أخرى قليل.
ومن المفيد أن ننوه هنا بأحد هذه المصادر المفقودة التى نقلها ابن الدوادارى فى هذا الجزء السادس، وهو «أخبار الشام» للسميساطى.
فقد سرد منه حوادث دمشق فى زمن الفاطميين وكنا لا نعرف كتابا يتعلّق بهذه الفترة فى تاريخ دمشق إلا تاريخ القلانسى: فكان المصدر الوحيد عن دمشق الفاطميّة. أما كتاب السميساطى هذا فلم نعثر له من قبل على خبر. وما نقله منه يؤكد أو يعدّل الأخبار التى رواها القلانسى،
وتوفى السميساطى سنة 453 هـ، وهو واقف الخانقاه السميساطية بدمشق ومن تلاميذ الخطيب البغدادى فيها.
وسيكون هذا الجزء من تاريخ ابن الدوادارى بعد اليوم من مصادر تأريخ دمشق أيضا.
وواضح أن هذه المصادر المفقودة المهمّة، هى التى تجعل لهذا الجزء شأنا وقيمة، رغم العاميّة التى يتصف بها صاحبه.
…
ويعتمد المؤلف على التلخيص إلى حدّ كبير، فهو يذكر فى كل سنة «ما لخّص من الحوادث» ، كما يذكر تلخيصه الأخبار عن المؤرّخين.
وقد أردنا أن نبيّن قيمة هذا التلخيص. فرجعنا إلى نصوص الكتب المطبوعة التى نقل منها، وعارضناها بما جاء عن ابن الدوادارى، وقد لفت نظرنا أنه يلخص تلخيصا مخلاّ، أحيانا كثيرة، ولا يتقيّد بنص الأصل وألفاظه. وأنه يوجز حتى يضيع بعض تفصيلات الحوادث.
وقد أشرنا إلى بعض ذلك فى حواشينا، وخاصة فيما نقله عن مفرج الكروب وابن خلّكان.
ولاحظنا أيضا أنه فى النصوص التى ينقلها كثيرا ما يخطئ فى أسماء الأعلام، أو الأماكن، مما يدلّ على أنه لم يكن على علم بها.
…
ولنر الآن نهجه فى كتابه:
يعنى ابن الدوادارى بذكر قياس ماء النيل كل سنة. ولا ندرى المصدر الذى أخذ عنه. وقد قايسناه بما جاء عند ابن تغرى بردى، فوجدنا اتفاقا كبيرا، ووجدنا اختلافا بعض الأحايين. ولعلهما أخذا عن مصدرين مختلفين. ولا نعتقد أن ابن تغرى بردى نقل عن ابن أبيك، وهو المتقدم.
على أننا نلاحظ أن المؤلف سينقطع عن ذكر ارتفاع النيل فى الجزء التاسع. وقد ترك فى المخطوطة مكان مقدار الارتفاع بياضا، بانتظار مصدر ينقل عنه.
ثم يذكر ما لخص من الحوادث، فيبدأ بذكر خليفة المسلمين فى بغداد ومدبرى الأمر حوله، ثم خليفة مصر ومدبرى الأمر من حوله، ثم ما وقع فى جميع الأقطار من حوادث.
وعندما يأتى ذكر دولة من الدول المنقطعة، أو اسم صاحب من أصحاب الدعوات، كالقرامطة وغيرهم، فإنه يذكر الدولة أو الدعوة بالتفصيل حتى ولو تجاوزت سنو تاريخها السنة التى هو فيها. وذلك
حتى يكون عند القارئ فصلا قائما بنفسه كاملا عن الدولة أو عن الدعوة.
على أن أسلوب كتابته التاريخ يدلنا على أنه كان متأدبا لكنه ضعيف الثقافة، وخاصة بآلات اللغة العربية، فهو يقتبس أحيانا كثيرا من الجمل الفصيحة الرائعة، قد يكون حفظها من قراءاته، ثم ما تلبث أن نجد جملا ركيكة جدا، وألفاظا وتراكيب عامية، ونجده يخطئ فى النحو أخطاء كثيرة، ويكثر من لغة «أكلونى البراغيث» ، وكذلك يخطئ فى رسم الكلمات لأن النسخة التى وصلت إلينا من التاريخ هى بخطّه.
وإذا قايسنا ابن الدوادارى بالمؤرخين المعاصرين له، فى القرن الثامن كالبرزالى، وابن كثير، والذهبى، والصفدى، وابن الجزرى، والقطب اليونينى، وابن شاكر الكتبى، والحسينى، والسبكى، وجدناه دونهم بمراحل، من حيث أسلوبه وعبارته، وتلخيصه. فتاريخ ابن أيبك، على ما ظهر لنا من الجزء السادس الذى ننشره والتاسع المطبوع، تاريخ أقرب إلى الأسلوب العامى أحيانا من الأسلوب الفصيح، وقد يفيد أحيانا، من هذه الناحية، لمعرفة اللغة العامية العربية فى القرن الثامن فى دمشق والقاهرة، حيث عاش المؤلف.