المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌3 - العبادة الثالثة: الإعداد في سبيل الله: - كيف تسبق

[خالد الحسينان]

فهرس الكتاب

- ‌لماذا نغضب من الحقيقة

- ‌من العجائب

- ‌كلمة ثقيلة على النفوس

- ‌ما هي أصعب عبادة في هذا العصر

- ‌ الجهاد هو المفرق بين المحب والمدعي:

- ‌هل تريد أن تكون شبيها بالسابقين الأولين

- ‌نظرة في واقع الصحابة

- ‌ بعض العبادات التي حُرم منها كثير من العلماء في هذا العصر:

- ‌1 - العبادة الأولى: الجهاد في سبيل الله:

- ‌هل نفع الجهاد قاصر على فاعله

- ‌بعد أن عرفت أن الجهاد أفضل الأعمال فاعلم أن أهله أفضل الناس

- ‌2 - العبادة الثانية: الرباط في سبيل الله:

- ‌إزالة شبهة:

- ‌3 - العبادة الثالثة: الإعداد في سبيل الله:

- ‌4 - العبادة الرابعة: الهجرة في سبيل الله:

- ‌5 - العبادة الخامسة: الحراسة في سبيل الله:

- ‌أفضل من ليلة القدر

- ‌6 - العبادة السادسة: الغدوة والروحة في سبيل الله:

- ‌الجهاد مثل السوق

- ‌ الفضائل التي يُحرم منها القاعدون عن الجهاد

- ‌1 - الفضيلة الأولى: مائة درجة في الجنة للمجاهدين في سبيل الله:

- ‌2 - الفضيلة الثانية: كرامة الشهيد عند الله:

- ‌3 - الفضيلة الثالثة: خصائص الشهيد:

- ‌سؤال بكل صراحة:

- ‌4 - الفضيلة الرابعة: لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة:

- ‌5 - الفضيلة الخامسة: أفضل من عبادة سبعين سنة:

- ‌6 - الفضيلة السادسة: أفضل الشهداء:

- ‌7 - الفضيلة السابعة: أفضل دار في الجنة للشهداء:

- ‌نور على نور:

الفصل: ‌3 - العبادة الثالثة: الإعداد في سبيل الله:

وقوله: {وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ} أي: يختبركم بما جرى عليكم، وليميز الخبيثَ من الطيب، ويظهر أمْرَ المؤمن والمنافق للناس في الأقوال والأفعال، {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} أي: بما يختلج في الصدور من السرائر والضمائر.

وقال تعالى: {الَّذِينَ قَالُوا لإخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} قال ابن كثير رحمه الله: وقوله: {الَّذِينَ قَالُوا لإخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} أي: لو سمعوا من مشورتنا عليهم في القعود وعدم الخروج ما قتلوا مع من قتل. قال الله تعالى: {قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أي: إن كان القُعود يَسْلَم به الشخص من القتل والموت، فينبغي، أنكم لا تموتون، والموت لا بد آت إليكم ولو كنتم في بروج مُشَيّدة، فادفعوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين. قال مجاهد، عن جابر بن عبد الله: نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي ابن سلول.

‌3 - العبادة الثالثة: الإعداد في سبيل الله:

ومن العبادات التي حُرم منها كثير من العلماء في هذا العصر "الإعداد في سبيل الله"، قال تعالى:(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ).

قال ابن النحاس: وقد ذهب بعض العلماء إلى وجوب تعلم الرمي استدلالا بهذه الآية.

ص: 10

وقال الشيخ السعدي: {وَأَعِدُّوا} أي: لأعدائكم الكفار الساعين في هلاككم وإبطال دينكم. {مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} أي: كل ما تقدرون عليه من القوة العقلية والبدنية وأنواع الأسلحة ونحو ذلك مما يعين على قتالهم، فدخل في ذلك أنواع الصناعات التي تعمل فيها أصناف الأسلحة والآلات من المدافع والرشاشات، والبنادق، والطيارات الجوية، والمراكب البرية والبحرية، والحصون والقلاع والخنادق، وآلات الدفاع، والرأْي والسياسة التي بها يتقدم المسلمون ويندفع عنهم به شر أعدائهم، وتَعَلُّم الرَّمْيِ، والشجاعة والتدبير.

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: {ألا إن القوة الرَّمْيُ} ومن ذلك: الاستعداد بالمراكب المحتاج إليها عند القتال، ولهذا قال تعالى:{وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} وهذه العلة موجودة فيها في ذلك الزمان، وهي إرهاب الأعداء، والحكم يدور مع علته.

فإذا كان شيء موجود أكثر إرهابا منها، كالسيارات البرية والهوائية، المعدة للقتال التي تكون النكاية فيها أشد، كنت مأمورا بالاستعداد بها، والسعي لتحصيلها، حتى إنها إذا لم توجد إلا بتعلُّم الصناعة، وجب ذلك، لأن ما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب وقوله:] تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ [ممن تعلمون أنهم أعداؤكم.] وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ [ممن سيقاتلونكم بعد هذا الوقت الذي يخاطبهم الله به] اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ [فلذلك أمرهم بالاستعداد لهم، ومن أعظم ما يعين على قتالهم بذلك النفقات المالية في جهاد الكفار. ا. هـ

وفي الحديث عند مسلم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه ولفظه (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وهو على المنبر وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ألا أن القوة الرمي ثلاثا).

ص: 11