المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌2 - الفضيلة الثانية: كرامة الشهيد عند الله: - كيف تسبق

[خالد الحسينان]

فهرس الكتاب

- ‌لماذا نغضب من الحقيقة

- ‌من العجائب

- ‌كلمة ثقيلة على النفوس

- ‌ما هي أصعب عبادة في هذا العصر

- ‌ الجهاد هو المفرق بين المحب والمدعي:

- ‌هل تريد أن تكون شبيها بالسابقين الأولين

- ‌نظرة في واقع الصحابة

- ‌ بعض العبادات التي حُرم منها كثير من العلماء في هذا العصر:

- ‌1 - العبادة الأولى: الجهاد في سبيل الله:

- ‌هل نفع الجهاد قاصر على فاعله

- ‌بعد أن عرفت أن الجهاد أفضل الأعمال فاعلم أن أهله أفضل الناس

- ‌2 - العبادة الثانية: الرباط في سبيل الله:

- ‌إزالة شبهة:

- ‌3 - العبادة الثالثة: الإعداد في سبيل الله:

- ‌4 - العبادة الرابعة: الهجرة في سبيل الله:

- ‌5 - العبادة الخامسة: الحراسة في سبيل الله:

- ‌أفضل من ليلة القدر

- ‌6 - العبادة السادسة: الغدوة والروحة في سبيل الله:

- ‌الجهاد مثل السوق

- ‌ الفضائل التي يُحرم منها القاعدون عن الجهاد

- ‌1 - الفضيلة الأولى: مائة درجة في الجنة للمجاهدين في سبيل الله:

- ‌2 - الفضيلة الثانية: كرامة الشهيد عند الله:

- ‌3 - الفضيلة الثالثة: خصائص الشهيد:

- ‌سؤال بكل صراحة:

- ‌4 - الفضيلة الرابعة: لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة:

- ‌5 - الفضيلة الخامسة: أفضل من عبادة سبعين سنة:

- ‌6 - الفضيلة السادسة: أفضل الشهداء:

- ‌7 - الفضيلة السابعة: أفضل دار في الجنة للشهداء:

- ‌نور على نور:

الفصل: ‌2 - الفضيلة الثانية: كرامة الشهيد عند الله:

- وأما‌

‌ الفضائل التي يُحرم منها القاعدون عن الجهاد

فهي كثيرة جدا، ومنها:

‌1 - الفضيلة الأولى: مائة درجة في الجنة للمجاهدين في سبيل الله:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها، فقالوا: يا رسول الله أفلا نبشر الناس، قال: إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة أراه فوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة. رواه البخاري.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله معلقا على هذا الحديث: فهذا ارتفاع خمسين ألف سنة في الجنة لأهل الجهاد.

‌2 - الفضيلة الثانية: كرامة الشهيد عند الله:

وعن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا، فيقتل عشر مرات؛ لما يرى من الكرامة)).

وفي رواية: ((لما يرى من فضل الشهادة)) متفق عليه.

تصور أخي الحبيب: أن العلماء والفقهاء والمحدثين والخطباء والدعاة والعبَّاد والصالحين على اختلاف طبقاتهم لا أحد منهم يتمنى أن يرجع إلى الدنيا إلا الشهيد لما يرى من فضل وكرامة الشهادة عند الله سبحانه.

"فكرامة الشهيد لا يستطيع أن يتصورها عقل أو أن يصفها قلم"

ص: 14

يتمنى أن يرجع إلى الدنيا ليس مرة واحدة أو مرتين وإنما هي عشر مرات (وهذا فيه إرغام لمن قال أن الجهاد محرقة مع أن الله يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} قال ابن كثير رحمه الله: ثم فسر هذه التجارة العظيمة التي لا تبور، والتي هي محصلة للمقصود ومزيلة للمحذور فقال:{تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أي: من تجارة الدنيا، والكد لها والتصدي لها وحدها.

ثم قال: {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} أي: إن فعلتم ما أمرتكم به ودللتكم عليه، غفرت لكم الزلات، وأدخلتكم الجنات، والمساكن الطيبات، والدرجات العاليات؛ ولهذا

قال: {وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} أهـ.

والنبي صل الله عليه وسلم يقول ((ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا، فيقتل عشر مرات؛ لما يرى من الكرامة))

وهذا ليس شأن المحترق فا لمحترق لايتمنى أن يحرق مرة أخرى بل يتمنى العافية وما هذه المقولة إلا تحريف للكلم عن مواضعه وقول على الله بغير علم وكيد للدين وأهله وحرمانهم من الفضائل العظيمة وهو من باب قطع الطريق وسرقة الزاد وإعانة للصوص الجن والإنس على المسلم فلا زاد إلا زاد الآخرة ولا نجاة إلا نجاتها وهو من الصد عن سبيل الله وهذه وظيفة ابن أبي وحزبه من تثبيط المؤمنين عن القتال في سبيل الله وتخذيلهم والإرجاف بينهم ونعوذ بالله من الخذلان والبعد عن الرحمن).

ص: 15