المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تنظيم الفيروزآبادي وابن حجر وابن جرير الطبري للوقت - كيف تصبح عالما - جـ ٧

[راغب السرجاني]

فهرس الكتاب

- ‌ كيف تصبح عالماً [7]

- ‌رفع شأن العلم وضرورة الاهتمام به

- ‌الأسئلة

- ‌طرق معالجة النية وإخلاصها في طلب العلم وغيره

- ‌مدارس اللغات الأجنبية ومحاولة طمس اللغة العربية أو إضعافها

- ‌حكم تعلم اللغات الأجنبية

- ‌دور كبار السن في قضية العلم وغيره

- ‌حقيقة العمل في الشركات الأمريكية وغيرها من الدول الكافرة

- ‌كيفية إخراج الإمكانيات والطاقات الموجودة في العقل البشري

- ‌وضع الإنسان في مجال يناسبه يؤدي إلى الإبداع والتفوق

- ‌أثر تخصص الإنسان في مجال لا يهواه

- ‌شبهة معارضة الاهتمام بطلب العلم للكسب وطلب الرزق

- ‌أهمية الوقت في حياة المسلمين

- ‌قيمة الوقت عند الصحابة ومن بعدهم

- ‌قيمة الوقت عند أبي حاتم الرازي والمجد ابن تيمية

- ‌قيمة الوقت عند سالم النحوي والفتح بن خاقان وغيرهما

- ‌قيمة الوقت عند ابن عقيل الحنبلي

- ‌أهمية تنظيم الوقت

- ‌تنظيم الإمام النووي للوقت

- ‌تنظيم الإمام الشافعي للوقت

- ‌تنظيم الفيروزآبادي وابن حجر وابن جرير الطبري للوقت

- ‌تنظيم ابن الجوزي للوقت واستغلاله له

- ‌ذكر بعض الخطط السريعة المعينة على اغتنام الأوقات

الفصل: ‌تنظيم الفيروزآبادي وابن حجر وابن جرير الطبري للوقت

‌تنظيم الفيروزآبادي وابن حجر وابن جرير الطبري للوقت

كان الفيروزآبادي صاحب القاموس المحيط المشهور من أعظم علماء اللغة في الإسلام، قرأ صحيح مسلم في دمشق على شيخه في ثلاثة أيام، وصحيح مسلم بالمكرر من (7000) إلى (12000) حسب حسابات العلماء، ومن غير المكرر (3000) أو (4000) ولنقف عند أقل رقم وهو (3000) فهو قرأ (3000) حديث تسميعاً على شيخه في ثلاثة أيام.

وهذا ابن حجر العسقلاني قرأ صحيح البخاري في أربعين ساعة أيضاً تسميعاً، وبعد ذلك قام بقراءة صحيح مسلم في أربعة مجالس في يومين، ثم قام وقرأ سنن ابن ماجة أيضاً تسميعاً في أربعة مجالس، ثم قرأ كتاب النسائي الكبير الذي فيه (11000) حديث في عشرة مجالس، كل مجلس أربع ساعات، ثم قرأ معجم الطبراني الصغير في مجلس واحد ما بين الظهر والعصر، وفيه (1500) حديث.

هذه الإنجازات شبه الخيالية نتيجة المحافظة على الوقت، فالله عز وجل بارك له في عقله، وحفظه {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة:282].

كذلك ابن جرير الطبري ظل أربعين سنة كان كل يوم يكتب أربعين ورقة أو خمسين ورقة، فعندما تأتي لتجمعها ستكون أكثر من نصف مليون ورقة في حياته كتبها رحمه الله، ما أثر عنه أنه أضاع دقيقة واحدة في حياته رحمه الله، ومصنفاته ليست كأي مصنفات، وإنما لها السبق، وهو من أئمة التفسير، ومن أئمة التاريخ، ومن أئمة الفقه، فهو صاحب مذهب رحمه الله، قال لتلامذته: ما رأيكم أن نفسر القرآن ونكتبه؟ فقالوا: في كم تكتبه؟ قال: في (3000) ورقة، قالوا: هذا تفنى فيه الأعمار، فاختصره إلى ثلاثة آلاف، ثم قال: أتنشطون لكتابة التاريخ منذ آدم عليه السلام إلى وقتنا هذا، وهو مات في سنة (310هـ)، يعني: هو من علماء القرن الثالث والرابع الهجري، فقالوا: في كم؟ فقال: في ثلاثين ألف ورقة، فقالوا: هذا تفنى فيه الأعمار، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، فاختصره في ثلاثة آلاف ورقة.

هذه إنجازات هائلة.

ص: 21