المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) - لقاء الباب المفتوح - جـ ١١١

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [111]

- ‌تفسير آيات من سورة الحجرات

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم كتابة القرآن في أوراق وبلّها في الماء ثم شرب الماء

- ‌حكم تعليق جريد نخل على الجدار إشارة إلى أن هذا فيه زواج

- ‌عادات جاهلية في الحج عند بعض النساء الكبيرات في السن

- ‌حكم صلاة العيد للمسافر وحكمها للنساء والرجال

- ‌حكم ضرب الأمثال بالقرآن

- ‌حكم جلسة الاستراحة

- ‌حكم سماع وبيع الأناشيد الإسلامية

- ‌حكم تعليق الآيات في المجالس

- ‌جمع الصلاة في أثناء المطر

- ‌حكم استلام الراتب من البنك والتحاكم أثناء الخلاف بين الموظف والبنك إلى السجل التجاري

- ‌حكم عدم حضور الجمعة لعدم سماع أذان الجمعة

- ‌حكم مواصلة قراءة الدعاء الذي يقال بعد الركوع حتى يمس الأرض

- ‌حكم القسم بآيات الله

- ‌حكم دخل محل الحلاقة

- ‌حكم الاستماع إلى الشريط داخل دورة المياه

- ‌عدم مشروعية جمع صلاة العصر مع صلاة الجمعة

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)

‌تفسير قوله تعالى: (أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)

ثم بين الله عز وجل الحكمة من كوننا نتبين من خبر الفاسق فقال: {أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات:6] أي: أمرناكم أن تتثبتوا كراهة أن تصيبوا قوماً بجهالة، لأن الإنسان الذي يتسرع ولم يتثبت فقد يعتدي على غيره بناءً على الخبر الذي سمعه من الفاسق، وقد يكرهه، وقد يتحدث فيه في المجالس، فيصبح بعد ذلك إذا تبين خبر الفاسق كذباً يصبح نادماً على ما جرى منه.

وفي هذه الآية: دليل على أنه يجب على الإنسان أن يتثبت فيما ينقل من الأخبار ولا سيما مع الهوى والتعصب، إذا جاءك خبر عن شخص وأنت لم تثق بقول المخبر يجب أن تتثبت وألا تتسرع في الحكم، لأنك ربما تتسرع وتبني على هذا الخبر الكاذب فتندم فيما بعد، ومن ثم جاء التحذير من النميمة: وهي أن ينقل كلام الناس بعضهم إلى بعض ليفسد بينهم، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم:(لا يدخل الجنة قتات) -أي: نمام-، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه مر بقبرين يعذبان فقال:(إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير -أي: في أمر شاق عليهما- أما أحدهما فكان لا يستتر -أو لا يستبرئ أو لا يستنزه، هذه روايات- من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة) يمشي بين الناس لنقل الحديث إلى الآخرين ليفسد بين الناس، (ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين وغرزها في كل قبر واحدة، فقالوا: يا رسول الله! لم فعلت هذا؟ قال: لعل الله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا) .

{أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات:6] ومن هذا النوع من ينسب إلى بعض العلماء من الفتاوي التي لم يتكلم بها إطلاقاً أو تكلم بضد ما ينقل عنه، فإن بعض الناس قد يفهم من العالم كلمة على غير مراد العالم بها، وقد يسأل العالم سؤالاً يتصوره العالم غير ما في نفس هذا السائل، ثم يجيب على حسب ما فهمه، ثم يأتي هذا الرجل وينشر هذا القول الذي ليس بصحيح، وكم من أقوال نسبت إلى علماء أجلاء ولكن لم يكن لها أصل، لهذا يجب التثبت فيما ينقل عن العلماء أو غير العلماء، ولا سيما في هذا الزمن الذي كثرت فيه الأهواء والتعصب، وصار الناس كأنهم يمشون في عماء.

ص: 6