المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (وبرزت الجحيم لمن يرى) - لقاء الباب المفتوح - جـ ١٧

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [17]

- ‌تفسير آيات من سورة النازعات

- ‌تفسير قوله تعالى: (أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها)

- ‌تفسير قوله تعالى: (رفع سمكها فسواها)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأغطش ليلها وأخرج ضحاها)

- ‌تفسير قوله تعالى: (والأرض بعد ذلك دحاها)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فإذا جاءت الطامة الكبرى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وبرزت الجحيم لمن يرى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إنما أنت منذر من يخشاها)

- ‌تفسير قوله تعالى: (كأنهم يوم يرونها)

- ‌الأسئلة

- ‌استغلال فرصة الإجازة للدعوة إلى الله

- ‌حكم المسح على الجوربين في وضوء تخفيف الجنابة

- ‌أجر الداعية إلى الله

- ‌حكم الاستدانة للفدية في الحج

- ‌الجمع بين العمرة عن الشخص وعن الميت في وقت واحد وحكم عمرة الصغير

- ‌الجمع بين تربية الأبناء وحج التطوع

- ‌مسافة القصر في السفر

- ‌حكم تأخير إنكار المنكر لأجل الدعوة

- ‌حكم اللقطة في الحرم

- ‌المسح على الجوربين

- ‌معنى إحصاء الأسماء الحسنى

- ‌حكم الاجتماع للتعزية

- ‌حكم المكث عند القبر بعد الدفن

- ‌حكم العقيقة، والهدية للكافر

- ‌حكم الصلاة إلى المدفأة

- ‌حكم الصلاة خلف إمام عاصٍ

- ‌حكم قراءة سورة (يس) على الموتى

- ‌حكم العمل باسم شخص آخر

- ‌حكم بطائق الائتمان البنكية

- ‌كيفية التخلص من الوساوس

- ‌الفرار من الفتن

- ‌دفع توهم الإشكال في قوله تعالى: (ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة)

- ‌ضمة القبر للميت

- ‌حكم دخول الرجل المسجد وفي رجله روث غنم

- ‌حكم وضع صوت (قراءة قارئ للقرآن) عند انتظار المكالمة

- ‌غثائية المطبوعات

- ‌حكم العقيقة عن السقط

- ‌المسح على الشراب

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (وبرزت الجحيم لمن يرى)

‌تفسير قوله تعالى: (وبرزت الجحيم لمن يرى)

ثم قال: {وَبُرِّزَتْ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى} [النازعات:36] أعاذنا الله وإياكم منها، (وبرزت) أظهرت، تجيء وتقاد بسبعين ألف زمام، كل زمام معه سبعون ألف ملك يقودونها، إذا ألقي فيها الظالمون في مكان ضيق مقرنين، {دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً} [الفرقان:13] وتأتي جهنم وتبدو -والعياذ بالله- لمن يرى ويبصر فتنخلع القلوب ويشيب المولود، ولهذا قال:{فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات:37-39] هذان الوصفان هما وصفان لأهل النار، الطغيان وهو: مجاوزة الحد، وإيثار الدنيا على الآخرة بتقديمها على الآخرة وكونها أكبر هم للإنسان، فإذا قال قائل: ما هو الطغيان؟ قلنا: الطغيان مجاوزة الحد كما ذكرناه آنفاً، وحد الإنسان مذكور في قوله تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56] فمن جاوز حده ولم يعبد الله فهذا هو الطاغي؛ فأنت مخلوق لعبادة الله لا لتأكل وتتمتع وتتنعم كما تتمتع الأنعام، فاعبد الله عز وجل فإن لم تفعل فقد طغيت، وهذا هو الطغيان.

وقوله: {وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [النازعات:38] هما متلازمتان، فإن الطاغي عن عبادة الله مؤثر للحياة الدنيا؛ لأنه يتعلل بها عن طاعة الله، ويتلهى بها عن طاعة الله، إذا أذن الفجر آثر النوم على الصلاة، إذا قيل له: اذكر الله آثر اللهو على ذكر الله وهكذا، وقوله:{فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات:39] أي: هي مأواه، والمأوى هو: المرجع والمقر، وبئس المقر مقر جهنم أعاذنا الله وإياكم منها.

ص: 8