المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (لو نشاء لجعلناه حطاما) - لقاء الباب المفتوح - جـ ٢٠٤

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [204]

- ‌تفسير آيات من سورة الواقعة

- ‌تفسير قوله تعالى: (أفرأيتم ما تحرثون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (لو نشاء لجعلناه حطاماً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (لو نشاء جعلناه أجاجاً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أفرأيتم النار التي تورون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (نحن جعلناها تذكرة ومتاعاً للمقوين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فسبح باسم ربك العظيم)

- ‌الأسئلة

- ‌بيان أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء

- ‌بأي يد يستاك الإنسان

- ‌مشروعية الأذكار بعد الصلاة في السفر

- ‌تقدير الصلاة والصوم في المناطق التي لا تغيب فيها الشمس

- ‌بيان معنى حديث: (إن عبداً أصححت له جسمه)

- ‌كيفية السجود عند الزحام الشديد

- ‌حكم من مات ولم يؤد العمرة

- ‌حكم السفر لحضور جنازة

- ‌معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار) وبيان الفرق بينهما

- ‌ضابط الكفارة في اليمين

- ‌بيان معنى قوله تعالى: (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين)

- ‌حكم التنازل عن القرض لآخر بمقابل

- ‌العمليات الاستشهادية في الميزان

- ‌حكم التنازل عن وظيفة لغير مستحقها بمقابل

- ‌حديث السحابة التي تمطر كمني الرجال فتعود الأجساد

- ‌حكم استخدام عبارات (الثورة المحمدية) أو (الثورة الإسلامية)

- ‌المسبوق إذا سها فسجد مع إمامه هل يلزمه سجود ثانٍ

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (لو نشاء لجعلناه حطاما)

‌تفسير قوله تعالى: (لو نشاء لجعلناه حطاماً)

قال تعالى: {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً} [الواقعة:65] ولم يقل عز وجل: (لو نشاء لم نخرجه) بل قال: {لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً} [الواقعة:65] فبعد أن يخرج ويكون زرعاً وتتعلق به النفوس يجعله الله تعالى حطاماً، وهذا أشد ما يكون سبباً للحزن والأسف، لأن الشيء قبل أن يخرج لا تتعلق به النفوس، فإذا خرج وصار زرعاً ثم سلط الله عليه آفة فكان حطاماً -أي: محطوماً- لا فائدة منه، فهو أشد حسرة.

{فَظَلَتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} [الواقعة:65-67] أي: تبكون بالكلام تريدون أن تذهبوا الحزن عنكم، فتقولون:{إِنَّا لَمُغْرَمُونَ} [الواقعة:66] أي: لحقنا الغرم بهذا الزرع الذي صار حطاماً، ثم تستأنفون، فتقولون:{بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} [الواقعة:67] أي: حرمنا هذا الزرع وصار حطاماً ففقدناه.

ثم انتفل الله عز وجل إلى مادة أخرى، هي مادة الحياة وهي الماء، فقال:{أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ} [الواقعة:68] أخبروني عنه من الذي خلقه؟ من الذي أوجده؟ {أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ} [الواقعة:69] ؟

بل أنت يا ربنا! يعني: هل أنتم أنزلتم الماء الذي تشربونه من المزن -أي: من السحاب- أم نحن المنزلون؟ الجواب: هو الله عز وجل، لأنه ينزل من السحاب فيبقى غيراناً في الأرض وما شربته الأرض يسلكه الله تعالى ينابيع في الأرض يُستخرج بالآلات من الآبار ويجري من العيون، فأصل الماء الذي نشربه من المزن -من السحاب- ولذلك إذا قل المطر في بعض الجهات قل الماء وغار واحتاج الناس إلى الماء.

ص: 4