المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حقيقة الزهد ومزاولة الأعمال الدنيوية - لقاء الباب المفتوح - جـ ٢١٩

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [219]

- ‌تفسير آيات من سورة الحديد

- ‌تفسير قوله تعالى: (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعبٌ ولهوٌ)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الجمع بين الصلاتين (الظهر والعصر) لوجود المشقة

- ‌حكم تقليد أصوات الفنانين والممثلين والحيوانات

- ‌حكم من مات وعليه صوم من رمضان

- ‌حكم ترك الشارب وقص اللحى

- ‌حكم الأخذ من العنفقة

- ‌إنكار المنكر يكون حسب الاستطاعة

- ‌حكم الذهاب للجهاد في الشيشان ويوغسلافيا

- ‌حكم شراء السيارات بالتقسيط عن طريق البنوك الربوية

- ‌حكم التصوير بالفيديو

- ‌حكم التبادل في العمل للموظفين مع وجود عوض من أحدهما للآخر

- ‌حكم بيع العين المشتراة قبل حيازتها

- ‌وجوب العدل بين الأولاد في العطية

- ‌حقيقة الزهد ومزاولة الأعمال الدنيوية

- ‌حكم أخذ السيارة بالإيجار المنتهي بالتمليك

- ‌حكم صلاة من يخرج منه قطرات من البول

الفصل: ‌حقيقة الزهد ومزاولة الأعمال الدنيوية

‌حقيقة الزهد ومزاولة الأعمال الدنيوية

سمعنا من الآيات ما يرغب في الزهد في الدنيا فإذا ترك الإنسان الفرص التجارية وهي أمامه بهذه النية فهل يثاب إذا تركها عمداً وهو يرى أنها تكسبه؟

الزهد ليس ترك البيع والشراء، لأن الله عز وجل أمر بالبيع والشراء، فقال عز وجل:{فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ} [الجمعة:10] أي: صلاة الجمعة {فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً} [الجمعة:10] مع أنه قال قبل ذلك: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [الجمعة:9] إذاً بم نبتغي من فضل الله إذا قضيت الصلاة؟ بالبيع والشراء، فالبيع والشراء ما فيه بأس، الزهد: هو ترك ما لا ينفع في الآخرة، والورع: ترك ما يضر في الآخرة، فإذا باع الإنسان واشترى بنية أن يبتغي من فضل الله، بنية أن يستغني بما أعطاه الله عن سؤال الناس وتكففهم، بنية أنه ينفق على أولاده وعلى أهله، بنية أنه يتصدق مما أعطاه الله، صار هذا زهداً، لا تظن الزهد أن يلبس الإنسان ثياباً رديئة ومشلحاً ويركب على سيارة رديئة ويترك مثلاً البيوت التي تناسب حاله، الزهد هذا كما قال شيخ الإسلام أو ابن القيم: ترك ما لا ينفع في الآخرة.

فاتركه يبيع ويشتري بهذه النية الطيبة، أن يكف نفسه عن الناس، وأن يقوم بنفقة من ينفق عليه، وأن يتصدق.

ص: 20