المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (ومزاجه من تسنيم) - لقاء الباب المفتوح - جـ ٣٠

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [30]

- ‌تفسير الآيات الأخيرة من سورة المطففين

- ‌تفسير قوله تعالى: (يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم قراءة الإمام جزءاً من السورة في الصلاة

- ‌حكم رمي جمرة العقبة بست حصوات

- ‌حكم قول: (بلى) بعد الآيات التي فيها استفهام

- ‌مسألة: رؤية الله تعالى في المنام

- ‌ضابط المعصية التي بها يصبح الفاعل فاسقاً

- ‌حكم المداومة والاجتماع على دعاء معين

- ‌حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره

- ‌حكم تمثيل دور الصحابة والأئمة

- ‌حكم الدعاء بعد تكبيرة الإمام

- ‌كتاب (الحصن الحصين) في الميزان

- ‌كفارة من اغتاب غيره

- ‌جواز ائتمام المتنفل بالمفترض

- ‌حكم الزكاة على من رغب عن شيء من ملكه ثم عرضه للبيع

- ‌حكم الخطبة بعد صلاة الجنازة

- ‌حكم بيع الرجل ما ليس عنده بالتقسيط

- ‌حكم من اعترف بأنه استدان ثم ادعى أنه أوفى

- ‌معنى حديث: (وكلتا يديه يمين)

- ‌حكم عملية طفل الأنابيب أو التلقيح الصناعي

- ‌حكم إرث اللقيط ممن التقطه

- ‌الصبر على تبعات الدعوة

- ‌مسألة التفضيل بين الصحابة

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (ومزاجه من تسنيم)

‌تفسير قوله تعالى: (وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ)

ثم قال الله عز وجل: {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين:27-28] مزاج هذا الشراب الذي يُسقاه هؤلاء الأبرار (من تسنيم)، أي: من عينٍ رفيعة حساً؛ وذلك لأن (أنهار الجنة تفجر من الفردوس؛ والفردوس هو أعلى الجنة، وأوسط الجنة، وفوقه عرش الرب عز وجل كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا الشراب يمزج بهذا الطيب الذي يأتي من التسنيم؛ أي: من المكان المسنّم الرفيع العالي، وهو جنة عدن.

وقوله تعالى: {عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين:28] أي: أن هذه العين والمياه النابعة والأنهار الجارية يشرب بها المقربون.

وهنا سيقول قائل: لماذا قال: (يشرب بها) ؟ هل هي إناء يحمل حتى يقال: شرب بالإناء؟

لا.

لأن العين والنهر لا يُحمل، إذاً لماذا لم يقل: يشرب منها المقربون؟ والجواب عن هذا الإشكال من أحد وجهين: الوجه الأول: فمن العلماء من قال: إن (الباء) بمعنى (من) فمعنى (يشرب بها)، أي: يشرب منها.

الوجه الثاني: ومنهم من قال: إن يشرب ضُمنت معنى يروى، فمعنى (يشرب بها) أي: يُروى بها المقربون، وهذا الوجه أحسن من الوجه الذي قبله؛ لأن هذا الوجه يتضمن شيئين يرجحانه وهما: أولاً: إبقاء حرف الجر على معناه الأصلي.

ثانياً: أن الفعل (يشرب) ضُمِّن معنىً أعلى من الشرب وهو الريُّ.

فكم من إنسان يشرب ولا يروى، لكن إذا روى فقد شرب، وعلى هذا فالوجه الثاني أحسن وهو أن يُضمن الفعل (يشرب) معنى يروى.

ص: 4