المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم طاعة الوالدين في ترك المستحبات - لقاء الباب المفتوح - جـ ٨٣

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [83]

- ‌تفسير آيات من سورة العلق

- ‌تفسير قوله تعالى: (كلا إن الإنسان ليطغى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أن رآه استغنى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن إلى ربك الرجعى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أرأيت الذين ينهى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أرأيت إن كان على الهدى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ألم يعلم بأن الله يرى)

- ‌الأسئلة

- ‌مراعاة الأمانة في تسريب أسئلة الامتحانات

- ‌كيفية إرجاع المرأة المطلقة طلاقاً غير بائنٍ بعد انتهاء عدتها

- ‌مفهوم العمل السياسي

- ‌إذا تركت الزوجة منزلها فهل يبيت الزوج عند الأخرى مدة هجرها للمنزل

- ‌مسألة ظهور هلال رمضان في بلد وغيابه في بلد مجاورة

- ‌طريقة نافعة في تحصيل العلم

- ‌الجمع بين حديث مكافأة صانع المعروف، وحديث عدم قبول الهدية مقابل الشفاعة

- ‌الدعاء على من تخاف منه الشر والأذى

- ‌أقسام الحركات في الصلاة

- ‌البسملة هل آية من الفاتحة أم لا

- ‌إزالة جبال مكة خوفاً من قيام الساعة

- ‌حكم الأذان على غير طهارة

- ‌حكم أداء صلاة الاستخارة عن الغير

- ‌حكم طاعة الوالدين في ترك المستحبات

- ‌كيفية تسمية الله عند الوضوء في الحمام

الفصل: ‌حكم طاعة الوالدين في ترك المستحبات

‌حكم طاعة الوالدين في ترك المستحبات

فضيلة الشيخ هل يجوز للشاب أن يفعل سنة من السنن كالصيام أو رفع الثوب إلى نصف الساق أو طلب العلم غير الواجب مع أن والديه يكرهان له ذلك.

فما توجيهكم يا شيخ؟

أولاً: ننصح بعض الوالدين الذين يثقل عليهم إذا استقام الولد سواءً كان ذكراً أم أنثى، كما سمعنا أن بعض الناس -نسأل الله العافية- إذا استقام ابنه أو ابنته تألم من ذلك وحاول أن يصده عن ذكر الله، وعن طاعة الله فأنصح هؤلاء الوالدين من هذه الحالة القبيحة، والعجب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) وهؤلاء يحاولون أن يحولوا بين الولد وصلاحه حتى لا يوفق الولد بالدعاء لهما بعد موتهما، بخلاف الولد الصالح فإنه يوفق بالدعاء لوالديه بعد موتهم.

أما بالنسبة للولد فلا يطع والديه في ترك طاعة الله، كما أنه لا يطيعهما في معصية الله، لكن طاعتهما في معصية الله حرام عليه، وطاعتهما في ترك طاعة الله غير الواجبة أمرها إليه؛ لأن المستحب أمرها إلى الإنسان إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل، لكنه إذا أراد أن يفعل ينبغي أن يداريهما فيخفي ما أمكن إخفاؤه من عمله الصالح، وأما ما يتعلق باللباس إلى نصف الساق فهذا أمره سهل، وأخبر الأخ: أن اللباس إلى نصف الساق سنة، وإلى ما تحت نصف الساق سنة، الممنوع أن يكون أسفل من الكعبين، فإن الصحابة رضوان الله عليهم وهم أجل قدراً ممن بعدهم وأحب للخير لمن بعدهم كانت ألبستهم تصل إلى الكعب، أو إلى ما فوقه يسيراً، كما قال أبو بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم:(يا رسول الله! إن أحد شقي إزاري يسترخي عليَّ إلا أن أتعهده) وهذا يدل على أن إزاره ينزل عن نصف ساقه؛ لأنه لو كان إلى نصف ساقه واسترخى عليه حتى يصل إلى الأرض لزم من ذلك انكشاف عورته من فوق، وهذا هو المعروف بين الصحابة.

فإذا رأيت مثلاً: أن الناس يكرهون اللبس إلى نصف الساق أو أعلى، وأنك لو لبست كما يلبس الناس في غير إسراف ولا مخيلة أدعى لقبول كلامك، الحمد لله اترك هذا الذي تريد أن تفعله تأليفاً للقلوب وقبولاً للكلام، ولهذا أجد الناس الآن تلين قلوبهم للناصح إذا كان لباسه على العادة لكنه ليس محرماً أكثر مما تميل إلى الذين يرفعون لباسهم إلى نصف الساق أو أكثر، والإنسان قد يدع المستحب لحصول ما هو أفضل منه، هذا وأرى أنه إذا قال له والداه: أنزل ثوبك إلى أسفل من نصف الساق، أرى أنه يطيعهما في هذا الحال؛ لأنه كله سنة والحمد لله، كلٌّ عمل به الصحابة رضي الله عنهم.

ص: 23