المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (إن إلى ربك الرجعى) - لقاء الباب المفتوح - جـ ٨٣

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [83]

- ‌تفسير آيات من سورة العلق

- ‌تفسير قوله تعالى: (كلا إن الإنسان ليطغى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أن رآه استغنى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن إلى ربك الرجعى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أرأيت الذين ينهى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أرأيت إن كان على الهدى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ألم يعلم بأن الله يرى)

- ‌الأسئلة

- ‌مراعاة الأمانة في تسريب أسئلة الامتحانات

- ‌كيفية إرجاع المرأة المطلقة طلاقاً غير بائنٍ بعد انتهاء عدتها

- ‌مفهوم العمل السياسي

- ‌إذا تركت الزوجة منزلها فهل يبيت الزوج عند الأخرى مدة هجرها للمنزل

- ‌مسألة ظهور هلال رمضان في بلد وغيابه في بلد مجاورة

- ‌طريقة نافعة في تحصيل العلم

- ‌الجمع بين حديث مكافأة صانع المعروف، وحديث عدم قبول الهدية مقابل الشفاعة

- ‌الدعاء على من تخاف منه الشر والأذى

- ‌أقسام الحركات في الصلاة

- ‌البسملة هل آية من الفاتحة أم لا

- ‌إزالة جبال مكة خوفاً من قيام الساعة

- ‌حكم الأذان على غير طهارة

- ‌حكم أداء صلاة الاستخارة عن الغير

- ‌حكم طاعة الوالدين في ترك المستحبات

- ‌كيفية تسمية الله عند الوضوء في الحمام

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (إن إلى ربك الرجعى)

‌تفسير قوله تعالى: (إن إلى ربك الرجعى)

ثم قال الله تعالى مهدداً هذا الطاغية: {إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى} [العلق:8] أي: المرجع، مهما طغيت وعلوت واستكبرت واستغنيت فإن مرجعك إلى الله عز وجل، كما قال الله تبارك وتعالى:{إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ * إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} [الغاشية:23-26] .

وإذا كان المرجع إلى الله في كل الأمور فإنه لا يمكن لأحد أن يفر من قضاء الله أبداً، ولا من ثواب الله وعدله.

وقوله: (إن إلى ربك الرجعى) ربما نقول: إنه أعم من الوعيد والتهديد، أي: أنه يشمل الوعيد والتهديد لكنه ربما يشمل ما هو أعم، فيكون المعنى: إن إلى الله المرجع في كل شيء، في الأمور الشرعية التحاكم إلى أي شيء؟ إلى الكتاب والسنة:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء:59] والأمور الكونية المرجع فيها إلى من؟ إلى الله: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} [الأنفال:9] فلا رجوع للعبد إلا إلى الله، كل أمور ترجع إلى الله عز وجل يفعل ما يشاء، حتى ما يحصل بين الناس من الحروب والفتن والشرور فإن الله هو الذي قدرها لكنه قدرها لحكمة، كما قال الله تعالى:{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [البقرة:253] .

إذاً: {إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى} [العلق:8] يكون فيها تهديد لهذا الإنسان الذي طغى حين رأى نفسه مستغنياً عن ربه، وفيها أيضاً ما هو أشمل وأعم: وهو أن المرجع إلى الله تعالى في كل الأمور.

ص: 5