المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معنى الرياء مع ذكر أقسامه - لقاء الباب المفتوح - جـ ٩٨

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [98]

- ‌تفسير سورة التكاثر

- ‌تفسير قوله تعالى: (ألهاكم التكاثر)

- ‌تفسير قوله تعالى: (حتى زرتم المقابر)

- ‌تفسير قوله تعالى: (كلا سوف تعلمون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (كلا لو تعلمون علم اليقين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (لترون الجحيم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ثم لترونها عين اليقين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم)

- ‌الأسئلة

- ‌الحالة التي يجب فيها التيمم

- ‌معنى التعزية وصفتها ووقتها

- ‌حكم نفخ الكفين بعد الضرب بهما في الأرض للمتيمم

- ‌حكم بيع الشيء بثمن مرتفع على ثمنه الأصلي عند التأجيل

- ‌بيان كيفية إقامة الحجة في تبليغ دين الله

- ‌حكم الصلاة في الملابس التي عليها صور

- ‌معنى الرياء مع ذكر أقسامه

- ‌حكم النذر لأحد الأولياء وما يترتب عليه

- ‌نصيحة لمن يقوم بنزع الأوراق الدعوية المعلقة في المساجد

- ‌حكم الصلاة في ملابس النوم

- ‌حكم ذكر الشخص في حال غيبته بما يكره للتحذير والنصيحة

- ‌التفصيل في مسألة معية الله مع خلقه

- ‌ضابط السفر الذي يباح القصر فيه

الفصل: ‌معنى الرياء مع ذكر أقسامه

‌معنى الرياء مع ذكر أقسامه

فضيلة الشيخ! بعض العلماء يقسمون الرياء إلى رياء شرك ورياء إخلاص، وقد روي عن الفضيل بن عياض قوله: أن من فعل الطاعة من أجل الناس فهو رياء، ومن ترك طاعة خشية الرياء فهو شرك، فما معنى التقسيم؟ وما صلته بقول الفضيل بن عياض حفظكم الله؟

الرياء بارك الله فيك: هو أن يعمل الإنسان العبادة ليراه الناس فيمدحوه عليها، وليس له نية أن ينتفع بها في الآخرة، وإنما يريد الذكر والشهرة بين الناس، هذا هو الرياء، لكن يقال أحياناً: رياء وسمعة، فالرياء لما يُرى والسمعة لما يسمع، ثم إن الرياء قد يكون شركاً أكبراً وقد يكون شركاً أصغراً على حسب ما قام في قلب الفاعل، فمن فعل العبادة لمجرد الرياء فقط، فهذا مشرك شركاً أكبر؛ لأنه لم ينو لله تعالى إطلاقاً، ولا يريد التقرب إليه، إنما يريد التقرب إلى الناس فقط، ومن كان يريد الله عز وجل لكن يحب أن يراه الناس حتى يمدحوه فهذا رياء ولا يصل إلى الشرك الأكبر، ولهذا تجد في تعبير ابن القيم رحمه الله للشرك الأصغر أنه يقول: ويسير الرياء، وهذا يعني: أن كثير الرياء أكبر من ذلك، ولكن إذا حدث للإنسان رياءٌ في عبادة ثم دافعه، ولم يركن إليه فهذا لا يضره الرياء، بل يكون مجاهداً له أجر العبادة وأجر الجهاد أي: جهاد النفس عن الرياء، لكن من لم يطرأ على قلبه الرياء مطلقاً أفضل، كما جاء في الحديث الصحيح:(الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه فله أجران) إذاً الرياء الخالص هذا شرك أكبر، والرياء المشوب بإخلاص لله عز وجل هذا شرك أصغر، والرياء الوارد على القلب إن استرسل معه الإنسان فقد وقع في الشرك أصغره أو أكبره، وإن حاول التخلص منه ودافعه فإنه لا يضره.

ص: 17