المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌التفصيل في مسألة معية الله مع خلقه - لقاء الباب المفتوح - جـ ٩٨

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [98]

- ‌تفسير سورة التكاثر

- ‌تفسير قوله تعالى: (ألهاكم التكاثر)

- ‌تفسير قوله تعالى: (حتى زرتم المقابر)

- ‌تفسير قوله تعالى: (كلا سوف تعلمون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (كلا لو تعلمون علم اليقين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (لترون الجحيم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ثم لترونها عين اليقين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم)

- ‌الأسئلة

- ‌الحالة التي يجب فيها التيمم

- ‌معنى التعزية وصفتها ووقتها

- ‌حكم نفخ الكفين بعد الضرب بهما في الأرض للمتيمم

- ‌حكم بيع الشيء بثمن مرتفع على ثمنه الأصلي عند التأجيل

- ‌بيان كيفية إقامة الحجة في تبليغ دين الله

- ‌حكم الصلاة في الملابس التي عليها صور

- ‌معنى الرياء مع ذكر أقسامه

- ‌حكم النذر لأحد الأولياء وما يترتب عليه

- ‌نصيحة لمن يقوم بنزع الأوراق الدعوية المعلقة في المساجد

- ‌حكم الصلاة في ملابس النوم

- ‌حكم ذكر الشخص في حال غيبته بما يكره للتحذير والنصيحة

- ‌التفصيل في مسألة معية الله مع خلقه

- ‌ضابط السفر الذي يباح القصر فيه

الفصل: ‌التفصيل في مسألة معية الله مع خلقه

‌التفصيل في مسألة معية الله مع خلقه

فضيلة الشيخ يقول أحد الطلاب عن مسألة صدرت وينسبها إليك في المعية معية الخالق مع الخلق، يقول: أنك تقول: أن الله جل وعلا مستوىٍ على عرشه ويكون بذاته مع خلقه.

فهل هذا القول صحيح؟

أبداً، نحن نقول: إن الله معنا وهو مستوىٍ على عرشه، كما جاء في القرآن الكريم كما قال تعالى:{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد:4] فنثبت لله ما أثبته لنفسه، ولكننا نقول: أي إنسان يقول: إن الله معنا بذاته في أمكنتنا فإنه كافر؛ لأنه مكذب لأدلة العلو، ويلزم من قوله: أن يكون الله تعالى في أماكن الأقذار والأنتان، ويلزم من قوله: أن الله إما أن يتعدد وإما أن يتجزأ، لكن بعض الناس يفهم من الكلام شيئاً آخر غير المراد فينقله على ما فهمه ويبني على فهمه الخاطئ.

السائل: يقول: يستدل بالآية هذه: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة:115] ؟ الشيخ: لا، نحن نقول:{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة:115] فيها قولان للسلف: القول الأول: ثم وجه الله حقيقة، وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم للمصلي:(إن الله قبل وجهك) .

والقول الثاني في الآية: أن المراد بالوجه الجهة، يعني: فثم جهة الله أن الله سبحانه وتعالى أكبر من كل شيء، محيط بكل شيء، لكننا نستدل بالآية التي تلونها أولاً:{وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحديد:4] هو نفسه، لكنه ليس معناه أن ذاته تكون في الأرض لا أحد يقول به ممن يعرف الله حق المعرفة.

وقد ضرب شيخ الإسلام رحمه الله في العقيدة الواسطية لما ذكر أنه معنا حقيقة ضرب مثلاً يتبين به الأمر، قال: هذا القمر في السماء ونقول: إنه معنا حقيقة، المسافر يقول: سرت والقمر معي أو النجم معي وهو في السماء، فإذا كان هذا في المخلوق فما بالك في الخالق، فيصح أن نقول: معنا حقيقة وهو على عرشه حقيقة كما نقول: ينزل إلى السماء الدنيا في آخر الثلث الآخر من الليل حقيقة وهو على عرشه حقيقة.

ص: 22