المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌السبب الثاني: التذكير الدائم بالآيات والأحاديث المرغبة في صلاة الفجر - لماذا نصلي - المقدم - جـ ١١

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌لماذا نصلي؟ [11]

- ‌ضرورة التفقه في أحكام الصلاة

- ‌وجوب التناصح في أمر الصلاة

- ‌وجوب المحافظة على الصلاة في وقتها

- ‌وجوب المحافظة على صلاة الفجر في جماعة

- ‌مواعيد الصلاة وغيرها بين الإفراط والتفريط

- ‌أسباب المحافظة على صلاة الفجر

- ‌السبب الأول: تشخيص أمراض القلوب والاجتهاد في علاجها

- ‌السبب الثاني: التذكير الدائم بالآيات والأحاديث المرغبة في صلاة الفجر

- ‌السبب الثالث: تذكر فضيلة المحافظة على صلاة الفجر في جماعة

- ‌السبب الرابع: الأخذ بالأسباب المعينة على المحافظة على صلاة الفجر

- ‌السبب الخامس: تعظيم الصلاة في القلب ومجاهدة الشيطان وحزبه

- ‌السبب السادس: الذكر والوضوء والصلاة عند الاستيقاظ

- ‌السبب السابع: الإيمان بالغيب وبما عند الله من الأجر والثواب

- ‌السبب الثامن: استعمال الأمور المنبهة لصلاة الفجر

- ‌السبب التاسع: المسارعة إلى النوم أول الليل

- ‌السبب العاشر: الإتيان بأذكار النوم

- ‌السبب الحادي عشر: المواظبة على صلاة الفجر في مسجد واحد

- ‌الاجتهاد في المحافظة على تكبيرة الإحرام للصلوات الخمس في جماعة

الفصل: ‌السبب الثاني: التذكير الدائم بالآيات والأحاديث المرغبة في صلاة الفجر

‌السبب الثاني: التذكير الدائم بالآيات والأحاديث المرغبة في صلاة الفجر

أن يجدد الإنسان بين وقت وآخر ذكراً وعهداً بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي ترغب في المحافظة على الصلاة عموماً وصلاة الفجر خصوصاً، فلا بد من التذكير بين وقت وآخر، مثل الكتب التي فيها الأحاديث الشريفة التي تحض على المحافظة على الصلوات مثل كتاب (رياض الصالحين) وغيره من كتب العلم والأحاديث ونحو ذلك، فعلى الإنسان أن يقرأ في مثل هذه الكتب ليتذكر؛ لأن التذكير فيه انفعال القلب، وتجديد للعهد، وكل الناس يعرفون أنهم سيموتون، لكن ما أقل من يحس بالموت، فعلى المسلم أن يتذكر نصوص التحذير من طول الأمل أو الترغيب في كثرة ذكر الموت وما بعد الموت إلى آخره، ويستمر في تذكير نفسه ليتعظ كما قال عز وجل:{فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} [الأعلى:9]، وقال:{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات:55] فالتذكير غير المعلومة؛ التذكير فيه تجديد العهد، فالإنسان يحتاج من وقت لآخر إلى أن يجدد العهد بالآحاديث الواردة في الحض على صلاة الجماعة وغير ذلك من أمور الدين كالتذكير ببغض البصر مثلاً، حتى يتأمل أكثر وبعمق، فتحدث له خشية وإنابة إلى الله سبحانه وتعالى، والإنسان حينما يجدد العهد بالنصوص الواردة في أمر من أمور الدين؛ فإن هذه النصوص تعمل عملها في إحياء موات قلبه، يقول الله تبارك وتعالى:{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء:78] وهذا تحريض على سماع أو تلاوة القرآن في الفجر، والمقصود بقرآن الفجر هو القرآن الذي يقرأ في صلاة الفريضة، ولذلك يستحب إطالة قراءة القرآن بالذات في صلاة الفجر؛ لأن الإطالة من أهم خصائص صلاة الفجر، فقوله تعالى هنا:{إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء:78] أي: يشهدها ويحضرها ملائكة الليل وملائكة النهار.

ولا بأس أن الإنسان إذا كان هناك حديث يهز كيانه أكثر من غيره أن يكتبه بخط جميل أو يجعل شخصاً يكتبه له، ويجعله أمامه باستمرار، بحيث ينشط همته إذا كسل، فإذا كان يتأذى من النزول في الظلام مثلاً، تذكر قوله عليه الصلاة والسلام:(بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) فيكون حافزاً له على الخروج في الظلمات إلى المساجد، ولا شك أن المؤمن الذي عنده يقين فمثل هذا يحركه ويحفزه على الإنجاز.

وقال صلى الله عليه وسلم: (لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) رواه مسلم، فمثل هذا الحديث أيضاً لو كتب في ورقة وعلق في البيت لكان فيه تنبيه لأهل البيت وللأبناء، وتجسيد لأهمية هذا الموضوع الذي هو حديث اليوم، فيغرس هذا المفهوم في نفوس الأهل والأبناء ويذكرهم ويجدد العهد لديهم.

ص: 9