الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتصحيحاً وتضعيفاً، وفي الوقت نفسه لا نتصور محدثاً غير فقيه، فالقرآن والسنة هما مصدر الفقه كل الفقه، أما الفقه المعتاد اليوم فهو فقه العلماء، وليس فقه الكتاب والسنة، نعم؛ بعضه موجود بالكتاب والسنة وبعضه عبارة عن آراء واجتهادات، لكن في الكثير منها مخالفة منهم للحديث لأنهم لم يحيطوا به علماً" (1).
وقد فصلنا القول في كتابنا الشاذ والمنكر وزيادة الثقة موازنة بين المتقدمين والمتأخرين، وكذا في بحثنا (منهج النقد الحديثي بين قرائن المحدثين وقواعد الفقهاء) فلتنظر هناك.
ولابد من
سرد تاريخي سريع لأهم مصنفات المصطلح
، فنقول:
يعد كتاب (المحدث الفاصل) للحافظ الرامهرمزي أوّل مصنف في إصطلاح أهل الحديث، يقول الحافظ ابن حجر:"فإنّ التصانيف في اصطلاح أهل الحديث، قد كثرت للأئمة في القديم والحديث، فمن أول من صنّف في ذلك القاضي أبو محمد الرامهرمزي في كتابه: "المحدث الفاصل"، لكنه لم يستوعب "(2).
ثم صنّف بعد ذلك أبو عبد الله الحاكم النيسابوري ت (405هـ)، كتاب معرفة علوم الحديث، وهو أوسع من كتاب الرامهرمزي، ويصلح أنّ نطلق عليه أنه أول من صنف في علم مصطلح الحديث بمعناه المشتهر، نصّ على ذلك في مقدمة كتابه معرفة علوم الحديث إذ قال:" إني لما رأيت البدع في زماننا كثرت، ومعرفة الناس بأصول السنن قلّت، مع إمعانهم في كتابة الأخبار وكثرة طلبها على الإهمال والإغفال، دعاني ذلك إلى تصنيف كتاب خفيف يشتمل على ذكر أنواع علم الحديث مما يحتاج إليه طلبة الأخبار، المواظبون على كتابة الآثار، وأعتمد في ذلك الاختصار، دون الإطناب والإكثار"(3).
ثم صنف أبو نعيم الأصفهاني ت (430هـ)،كتابه:(المستخرج على علوم الحديث)،ثم صنف الحافظ أبو يعلى الخليلي ت (446) كتابه الماتع (الإرشاد في معرفة علماء الحديث)،وجاء المصنف البارع الخطيب أبو بكر البغدادي ت (463هـ)،فجمع ورتب وهذب ونسّق فأخرج كتابه الماتع (الكفاية) وهو أحسن ما
(1) مجلة الأصالة العدد السابع 15 ربيع الثاني 1414 السنة الثانية.
(2)
نزهة النظر ص29 - 32.
(3)
معرفة علوم الحديث ص 2.
صنف في قوانين الرواية، وكذا كتابه (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع)،يقول الحافظ أبو بكر بن نقطة (ت:629هـ):" كل من أنصف علم أنّ المحدثين بعد الخطيب عيال على كتبه"(1).
وكذا مصنف معاصره الفذ ابن عبد البر المالكي ت: (463)(جامع بيان العلم وفضله)،وضع فيه أبواباً مهمة في أدب الرواية وغيرها.
ثم جاء من بعده الحافظ أبو يعلى الخليلي المتوفى سنة (446 هـ)، فألف كتابه (الإرشاد في معرفة علماء الحديث)
ثم جاء من بعدهم الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي المتوفى سنة (507 هـ) فألف كتاباً في العلو والنزول.
ثم ألف القاضي عياض ت (544 هـ) كتابه (الإلماع في ضبط الرواية وتقييد السماع)، ثم صنف أبو حفص الميانجي ت (581 هـ) جزءه " ما لا يسع المحدّث جهله ".
ثم جاء بعد ذلك الحافظ ابن الصلاح فانتفع من جميع من سبقه فنظم ورتب وهذب والف كتابه النفيس (معرفة أنواع علوم الحديث) والمشهور بالمقدمة، يقول الحافظ ابن حجر:"الحافظ الفقيه تقي الدين أبو عمرو عثمان بن الصلاح بن عبد الرحمن الشهرزوري نزيل دمشق فجمع -لما ولي تدريس الحديث بالمدرسة الأشرفية- كتابه المشهور، فهذب فنونه، وأملاه شيئا بعد شيء؛ فلهذا لم يحصل ترتيبه على الوضع المتناسب، واعتنى بتصانيف الخطيب المفرقة، فجمع شتات مقاصدها، وضم إليها من غيرها نخب فوائدها، فاجتمع في كتابه ما تفرق في غيره؛ فلهذا عكف الناس عليه، وساروا بسيره، فلا يحصى كم ناظم له ومختصر، ومستدرك عليه ومقتصر، ومعارض له ومنتصر"(2).
ويعد كتاب ابن الصلاح مرحلة جديدة من مراحل التصنيف في مصطلح الحديث، وكل من صنف بعده في هذا الفن دار في فلكه بين شارح أو مختصر أو متعقب أو منكت، ومن أهم هذه المختصرات:
1 -
إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق، للإمام النووي (ت 676 هـ).ثم اختصر المختصر، وسمّاه (التقريب).
(1) التقييد في رواة السنن والمسانيد 1/ 170.
(2)
نزهة النظر ص29 - 34.
2 -
(الاقتراح في بيان الاصطلاح.) للحافظ ابن دقيق العيد، ت (703هـ).
3 -
(المنهل الروي في الحديث النبوي)، للقاضي بدر الدين ابن جماعة الشافعي، ت (733هـ).
4 -
(خلاصة في معرفة الحديث.) للعلامة أبي محمد الحسين بن عبد الله الطيبي ت: (743هـ).
5 -
(الموقظة)، للحافظ شمس الدين الذهبي المتوفى سنة (748هـ).
6 -
المختصر، لعلاء الدين المارديني ابن التركماني (ت 750 هـ).
7 -
إصلاح كتاب ابن الصلاح، لعلاء الدين مغلطاي (ت 762هـ).
8 -
الإقناع، لعز الدين بن جماعة (ت 767 هـ).
9 -
(مختصر علوم الحديث) للحافظ ابن كثير ت (774هـ).
10 -
(النكت على كتاب ابن الصلاح)،للحافظ بدر الدين الزركشي ت (794هـ).
11 -
(الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح) لأبي إسحاق الأبناسي الشافعي ت (802هـ).
12 -
(المقنع): للحافظ ابن الملقن ت (804هـ) ثم اختصره، وسمّاه (التذكرة).
13 -
(محاسن الاصطلاح في تضمين كتاب ابن الصلاح) للحافظ سراج الدين البلقيني الشافعي، ت (805هـ) -كتابنا هذا-.
14 -
التقييد والإيضاح على كتاب ابن الصلاح، للحافظ زين الدين أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسن العراقي ت (806هـ)،وهو نكت نفيسة على كتاب ابن الصلاح، ثم اختصر كتاب ابن الصلاح في (ألفية شعرية)، وشرحها في كتابه الماتع شرح الألفية.
15 -
(مختصر جامع لمعرفة علوم الحديث) للشريف أبي الحسن الجرجاني الحنفي ت (816هـ).
16 -
(النكت على ابن الصلاح) للحافظ أبي الفضل ابن حجر العسقلاني ت (852هـ).وقد تعقب الحافظ ابن الصلاح وكذا شيخه العراقي. ثم ألف مختصراً نفيساً وجيزاً في هذا الفن سماه: (نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر)،ثم شرحه بعد بمصنفه (نزهة النظر شرح نخبة الفكر).وتلقاه العلماء بعده بالقبول، وصنفوا عليه وكتبوا عليه الحواشي، حتى لخصه بعض معاصريه في نظم شعري ثم شرحه كالعلامة كمال الدين
أبي عبد الله محمد بن الحسن الشمني ت (821هـ).وكشرح (نتيجة النظر في شرح نخبة الفكر)،لولده محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.
17 -
(النكت الوفية بما في شرح الألفية) للحافظ برهان الدين البقاعي ت (855هـ) وهو حاشية على شرح ألفية العراقي.
18 -
(المختصر في علم الأثر) لمحي الدين الكافيجي، ت (879هـ).
19 -
فتح الباقي شرح ألفية العراقي، لشيخ الإسلام زكريا بن محمد الأنصاري الشافعي، ت (925هـ).
20 -
حاشية على نخبة الفكر، لزين الدين أبي العدل القاسم بن قطلوبغا الحنفي، ت (876هـ).
21 -
(فتح المغيث بشرح ألفية الحديث).للحافظ العلامة شمس الدين أبي الخير السخاوي الشافعي ت (902هـ).وكذا له (التوضيح الابهر) شرح تذكرة ابن الملقن.
22 -
تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، للحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ت (911هـ) وكذا نظم أيضا أرجوزة الألفية في علم الحديث، وكذا صنف (البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر)، و (قطر الدرر في شرح نظم الدرر في علم الأثر للعراقي)، هذه أهم المصنفات في علم مصطلح الحديث.
ثم جاء بعدهم علماء فضلاء صنفوا شروحاً وحواشي على مصنفات هؤلاء الأئمة كـ:
1 -
العلامة المحدّث الفاضل عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي ت (1050هـ).
2 -
العلامة شاه ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي ت (1176هـ).
3 -
العلامة المحدث الشيخ خليل أحمد السهارنفوري، صاحب كتاب بذل المجهود في حل سنن أبي داود، ت (1346هـ).
4 -
العلامة المحدّث الكبير محمد أنور شاه الكشميري ت (1352هـ).