المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وقفات ‌ ‌الكنز المفقود أحمد بن عبد الرحمن الصويان أكثر من سبعين عاماً عاشها - مجلة البيان - جـ ١٤٤

[مجموعة من المؤلفين]

الفصل: وقفات ‌ ‌الكنز المفقود أحمد بن عبد الرحمن الصويان أكثر من سبعين عاماً عاشها

وقفات

‌الكنز المفقود

أحمد بن عبد الرحمن الصويان

أكثر من سبعين عاماً عاشها المسلمون في روسيا وآسيا الوسطى تحت أسوار

القفص الحديدي الشيوعي.. أكثر من سبعين عاماً من القهر والاستبداد والتسلط..

أكثر من سبعين عاماً صبَّ فيها الشيوعيون كل ألوان الطغيان والقتل.. أكثر من

سبعين عاماً مُحي فيها التاريخ بالقوة، ومسخت الهوية، وأصبح مجرَّد الانتساب

إلى الإسلام جريمة عظمى ليس لها عقوبة إلا الإعدام.

وفجأة يتحطم ذلك القفص، وتتمزق أجزاء تلك الإمبراطورية الحمراء،

وتنطلق كل الأعراق والأجناس في البحث عن هويتهم المنتزعة، وتاريخهم المفقود، حتى الروس أنفسهم عادوا إلى الاعتزاز بالقيصرية الروسية، وراحوا يشيدون

الكنائس الأرثوذكسية، ويظهرون معالم الصليب. وانطلق المسلمون - من حيث

الجملة - مع من انطلق في تلك العودة، وعادت المآذن - بحمد الله - تعلو من

جديد، وسمع الناس أصوات التكبير تعطر الأجواء.

عاد الناس بعاطفتهم المتشوقة إلى الإسلام، يحدوهم الحنين والتطلع إلى ماضٍ

عريق عاشته أمة الإسلام في ديارهم.

ذهب أحد الدعاة إلى ريف من أرياف المسلمين هناك، وأعطى نسخة من

القرآن الكريم لعجوز مسلمة ربما جاوزت الستين عاماً، ففتحت عينيها مستغربة،

تملؤها الدهشة، ثم جالت في نفسها ألوان من الأفكار والمشاعر، وفجأة أجهشت

بالبكاء، وأخذت تقبِّل المصحف وتقلِّبه على وجهها، ثم راحت تجري تنادي أبناءها، وتتحدث معهم بلهفة، وكأنها تعرِّفهم بكنز مفقود طالما انتظروا الحصول عليه،

ثم التفتت إلى الداعية وقالت له: لقد كان أبي يُحدثنا أن جدَّه كان يملك نسخة من

القرآن الكريم يتلو فيها على أبنائه..! !

وبعد أحاديث عابرة أراد صاحبنا أن ينصرف مع رفاقه، فأبت عليهم،

وألحَّت عليهم إلحاحاً شديداً إلَاّ دخلوا بيتها، فقَبِلوا دعوتها تطييباً لخاطرها، ثم

قالت على استحياء: هل يتيسّر لكم أن تعلِّموا أبنائي سورة الفاتحة، أما أنا فقد

ذهب عمري..؟ ! ولمَّا أرادوا الانصراف قالت لهم: ليس عندي ما أجازيكم عليه، ولكن أرجو أن تقبلوا هذا - وأخرجت عملة روسية (الروبل) - عرفاناً بجميلكم

ووفاءاً بحقكم..! !

إنها عاطفة بدأت تدبُّ فيها الحياة من جديد، لكنها في أغلب الأحوال عاطفة

غير موجهة التوجيه الصحيح، وغير مستثمرة الاستثمار الأمثل؛ فالجهل يضرب

بأطنابه في عقول الناس، ولهذا أصبح الانتماء إلى الإسلام عند كثير من الناس

جزءاً من الانتماء العرقي والتاريخي، وأدى ذلك إلى انسياق عامتهم وراء حملات

التغريب والعلمنة التي قادتها أمريكا وأوروبا التي افتتن فيها الناس جميعاً بمختلف

أديانهم وأعراقهم، بعد أن تخلصوا من جحيم الكبت والذلة. لقد حرص الغرب على

تصدير الحضارة الأخلاقية والاجتماعية الغربية إلى روسيا والجمهوريات المختلفة،

واعتبرها سوقاً استهلاكية يسهل غزوها والتأثير عليها.

بل إن حملات التنصير الكاثوليكية والبروتستانتية لما وجدت الصدود

والاستنكار من الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا الاتحادية وغيرها، وجَّهت حملاتها

التنصيرية إلى مناطق المسلمين خاصة في كازاخستان وأوزبكستان وطاجكستان،

ووجدت فيها أرضاً خصبة يسهل غزوها والتأثير عليها.

إنَّ المسلمين في روسيا الاتحادية وآسيا الوسطى يمثلون عمقاً استراتيجياً في

غاية الأهمية، كما يمثلون ثقلاً بشرياً لا يمكن الاستهانة به على الإطلاق، ولكن

مع الأسف الشديد كان الملتفت الأكبر لهم من المسلمين: تركيا العلمانية،

وإيران..! ! فهل ندرك أهمية تلك المناطق أو نطويها كما طويت مناطق أخرى من مناطق المسلمين....؟ ! وهل نسعى بجد إلى إعادة الهوية الضائعة إلى المسلمين..؟ ! وهل نستغل تلك العاطفة المتقدة في نفوسهم، أم ننساهم كما نسينا غيرهم..؟ !

ص: 76

الإسلام لعصرنا

الانفراط العظيم الأسباب

والآثار

أ. د. جعفر شيخ إدريس

رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة

هذا أوان أن نرجع إلى الانفراط العظيم ونتساءل: ما الذي سيحدث بعد هذا؟

هل كُتب علينا أن ننحدر إلى مستويات أدنى فأدنى من الفوضى الاجتماعية والخلقية؟ أم أن هناك سبباً معقولاً يدعونا لأن نتوقع بأن هذا الانفراط حالة طارئة، وأن

الولايات المتحدة والدول الأخرى التي عانت منه ستنجح في أن تكون لها قيم من

جديد؟ وإذا حدثت هذه الإعادة للقيم، ففي أي صورة ستكون؟ هل ستحدث تلقائياً،

أم أنها ستتطلب تدخل الدولة عن طريق السياسات العامة؟ أم أنه لا بد لنا من أن

ننتظر حدوث بعث ديني لا يمكن التكهن بمداه، ولا يمكن السيطرة عليه، لنعيد

القيم الاجتماعية؟

هكذا بدأ الكاتب الأمريكي فوكوياما الفصل الأخير من كتابه (الانفراط العظيم)

الذي كان قد قدم له بعدة فصول استغرقت أكثر من مائة صفحة، كان قد ذكر فيها

مصادر النظام الاجتماعي، وحصرها في أربعة هي: الطبيعة البشرية، والتنظيم

الذاتي، والدين، والسياسة، ثم تساءل هنا: عن أي مصدر منها سنستمد في

المستقبل؟ سنذكر فيما يلي رأي الكاتب ملخصاً مع تعليقات على بعض فقراته.

هل سيستمر الانحدار؟ يجيب الكاتب بأن الانفراط العظيم الذي حدث في

المدة التي حددها ليس نهاية المطاف، بل إنه ستكون عودة إلى القيم اللازمة

للمجتمع. لماذا؟

لأنه قد حدث مثل هذا الانفراط من قبل في التاريخ الأوروبي والأمريكي، بل

وفي اليابان؛ لكنه لم يستمر؛ بل عاد الناس بعده إلى الالتزام بالقيم الضرورية لكل

مجتمع إنساني. فهل سيحدث مثل هذا الرجوع إلى تلك القيم الآن كما حدث من قبل؟ يتفاءل الكاتب بأن هذا سيحدث، بل يرى أنه بدأ يحدث فعلاً؛ فمعدلات الزيادة

في الجريمة، والطلاق، والأطفال غير الشرعيين، وفقدان الثقة، بدأت تتباطأ

كثيراً في التسعينات، بل إن بعضها انعكس. كما أنه حدث تحول بقدر مائة

وثمانين درجة في آراء الأكاديميين بالنسبة للقيم؛ فهم الآن يقولون: إن القيم

وتركيب الأسرة تؤثر تأثيراً كبيراً في ما يحدث في المجتمع. إن فترة تعاظم الفردية

قد انتهت، وبعض القيم التي محتها فترة الانفراط بدأت تعود، وبدأت أصوات

مؤثرة تنادي بضرورة الانضباط في السلوك وتحمل مسؤوليات الأسرة والأطفال.

وهذه الأصوات أشد ما تكون مخالفة لما كان يقوله المعالجون النفسيون للناس في

الستينات والسبعينات. لقد كانوا ينصحونهم بمماشاة شهواتهم، وأن لا يلقوا بالاً

للضوابط الاجتماعية التي تقف في طريق " نموهم الشخصي ".

وهو يرى أن هذا الاتجاه سيستمر. لماذا؟ لأن الناس بطبيعتهم حيوانات

اجتماعية، وهم إلى ذلك صناع عقلانيون للقيم الحضارية. والفطرة والعقلانية يعين

كلاهما على نمو الفضائل العادية مثل: الأمانة، والثقة اللذين يكونان أساس

الرأسمال الاجتماعي. ويضرب مثلاً على ذلك بالقيم المتعلقة بالأسرة. لقد حدث

تغير هائل بعد الستينات في القيم التي تضبط سلوك الرجال والنساء فيما يتعلق

بالأسرة، تغيرٌ كانت نتيجته الإضرار بمصالح الأطفال: فالرجال عزفوا عن الأسر، والنساء أنجبن بطريقة غير شرعية، والأزواج تفارقوا لأتفه الأسباب. وكثيراً ما

تضاربت مصالح الآباء والأبناء؛ فالوقت الذي يُقضى في أخذ الولد إلى المدرسة أو

الملعب، يكون على حساب وقت يُقضى في وظيفة، أو مع صديقة، أو في أي

نشاط ترفيهي. لكن الوالدين لهم مصلحة فطرية في العناية بأطفالهم، فإذا ما بُيِّن

لهم أن سلوكهم هذا يضر بأولادهم، فمن المحتمل أن يغيروا سلوكهم تغييراً يكون

فيه عون للأولاد. لكن الوصول إلى مثل هذا القرار العقلاني لا يتأتى آلياً؛ ففي

فترة الانفراط العظيم أفرزت الثقافة العامة صوراً إدراكية أعمت الناس عن رؤية

الآثار الضارة لسلوكهم حتى على أقرب الناس إليهم؛ فقد كان علماء الاجتماع

يقولون لهم: إن النشأة في أسرة مفككة ليس بأضر من النشأة في أسرة متماسكة.

بينما كان المختصون في معالجة المشكلات الأسرية يطمئنونهم بأنه من الأفضل

للأطفال أن يتفرق الوالدان بدلاً من أن يبقيا متشاكسيْن. وقالوا لهم بأن سعادة أبنائكم

في سعادتكم، فلا بأس عليكم من أن تقدموا مصلحتكم على مصلحتهم. هذا وكانت

الثقافة العامة تصبُّ على الوالدين وابلاً من الأفكار التي تبرز الجنس بطريقة فاتنة،

وتصور الحياة العائلية التقليدية بأنها مرتع للنفاق، والقهر والخبث. إن تغيير هذا

كله يحتاج إلى نقاش، وحجج، بل وحروب ثقافية.

لكن الكاتب يذكرنا بأن النظام الاجتماعي لا يعاد تكوينه بجهود الأفراد وحدها، بل لا بد من أن تساعد عليه السياسة العامة للدولة، عن طريق قوات الأمن وعن

طريق التعليم.

يبدو من هذا الذي ذكره الكاتب أن السبب الحقيقي للانفراط لم يكن في التطور

التقني كما تقول نطريته التي بسطها في بداية كتابه، وإنما كان في بعض الأفكار

الضالة التي قُدِّمت للناس باسم بعض العلوم فصدقوها. وهذا يعني أنه لو كانت قد

شاعت بين الناس أفكار صحيحة فلربما لم يكن للتطور التقني تلك الآثار التي ذكرها. كان بإمكان الناس أن يستفيدوا من حبوب منع الحمل مثلاً من غير أن تشجعهم

على الإباحية الجنسية.

يتساءل الكاتب: إلى أي مدى ستستمر هذه العودة إلى القيم؟ من المحتمل -

فيما يرى - أن نرى تغيراً في مستويات الجريمة، ومستوى ثقة الناس بعضهم

ببعض وبالمؤسسات والحكومات، أكبر مما نرى في القيم المتعلقة بالجنس،

والإنجاب، والحياة الأسرية؛ لأن التطور التقني والاقتصادي جعل الرجوع إلى

القيم السابقة بالنسبة لهذه الأخيرة أمراً في غاية البعد؛ لأن الخوف من الحمل قد

زال بسبب الحبوب، ولأن الخوف من أن يعيش الطفل غير الشرعي حياة بائسة قد

زال بسبب عمل المرأة وبسبب الإعانات الحكومية. وقلة الإنجاب لن تتغير؛ لأن

الوالدين يريان أن من مصلحة أولادهم أن لا تكثر أعدادهم.

وما يقوله الكاتب هنا مبني على تصور غالط لمضار العلاقات الجنسية غير

الشرعية. إن مضارها ليست محصورة فيما ذكر؛ بل إنها لتؤثر على العلاقة بين

الزوجين وتتسبب في الطلاق، وفي اختلاط الأنساب، كما تؤثر على العلاقة بين

الوالدين وأبنائهم، بل إن هذه الفاحشة لتؤثر تأثيراً نفسياً سيئاً على كل مرتكب لها.

والفردية التي عدها الكاتب من أسباب الانفراط لا علاقة ضرورية بينها وبين

التطور التقني، بل كان بإمكان الناس أن يبقوا على أريحيتهم وهم يتطورون تقنياً.

لكن الذي يرجوه الكاتب هو أن تتغير القيم المتعلقة بعمل المرأة. إن القيم

السائدة الآن - ولا سيما في البلاد الاسكندنافية - تعلي من قدر المرأة التي تعمل،

وتنظر باحتقار إلى التي تبقى في البيت. فإذا ما تبين أن عدم بقاء الأم مع أطفالها

الصغار ضار بهم فإن هذه القيمة الشائعة الآن قد تتغير فيما يرى. وقد يساعد

عصر المعلومات في حل إشكال عمل المرأة بأن يمكنها من أن تعمل من داخل بيتها.

وكما كان للدين تأثير في إعادة بناء المجتمع في الماضي فيتوقع أن يكون له

تأثير الآن، لكن الرجوع إلى الدين هذه المرة لن يكون رجوعاً إلى التصديق

بالوحي، بل سيكون رجوعاً إليه بسبب تأثيره الحسن على الحياة الاجتماعية.

يبدو أن الكاتب ليس رجلاً متديناً؛ لكنه مع ذلك يعترف في كتابه بما للدين

من تأثير في ما سمي بالرأسمال الاجتماعي. فالدين في رأيه هو الذي جعل القيم

قيماً إنسانية عالمية، لا قيماً فردية أو أسرية أو قبلية. لكنه يعتقد - كما رأينا -

بأنه من غير المحتمل أن ترجع المجتمعات الحديثة إلى التصديق بحقائق الدين.

لكن قيم الدين مبنية على الإيمان بحقائقه؛ فهي تابعة لهذا الاعتقاد ومنبثقة عنه،

فإذا ضعف أو انعدم الإيمان بحقائقه ضعف أو انعدم الإيمان بالقيم الخلقية المتصلة

به. إن مشكلة الغربيين أنهم يفترضون أن كل ما يصدق على الدين الذي عرفوه

يصدق على الأديان الأخرى، فكأن الأديان كلها عندهم دين واحد هو الدين

النصراني. ومن البداهة أن هذا ليس بصحيح، وإذن فإن التطور العلمي والعقلاني

الذي أدى إلى ضعف الإيمان بالنصرانية لن يؤدي بالضرورة إلى ضعف الإيمان

بالإسلام، بل المتوقع أن يؤدي إلى الإيمان به، لما يجده فيه من يعرفه من عدم

التناقض مع مقتضيات العقل، أو المخالفة لحقائق العلم. فلماذا لا يكون الرجوع

إلى القيم اللازمة للمجتمعات عن طريق هذا الدين الذي لا يجد الشخص المعاصر

مشكلة في الإيمان بحقائقه؟ هذا الذي نتوقع أن يحدث: [سنريهم آياتنا في الآفاق

وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق] [ {فصلت: 53] .}

يختم المؤلف كتابه بتخوفه على المجتمعات الليبرالية السائدة في الغرب الآن؛

وذلك لسببين:

أولهما: القيم الخلقية الوحيدة التي تقدمها الليبرالية للمجتمع هي قيم التسامح

والاحترام المتبادل. لكن حين تتحول هذه القيم إلى عودة إلى التعدد الثقافي بدلاً من

التسامح معه، وحين تصل النسبية الخلقية إلى غايتها، فإن الليبرالية تكون قد بدأت

تتسبب في انهيار الأرض التي تقف عليها.

وثانيهما: أن التطور قد يجعل الالتزام ببعض القيم عسيراً مع أنها لازمة

للمجتمع، فإذا ما تسارع هذا التطور لم يعط الناس فرصة للتكيف، فتكون النتيجة

تأثيراً سيئاً على المجتمعات.

ونختم نحن تعليقنا بتكرار القول بأن في الحقائق التي ذكرها الكاتب ما يؤكد

أن علة العلل بالنسبة للمجتمعات الغربية ليست في التطور التقني متسارعاً كان أم

متباطئاً، وإنما هي في بعدهم عن الدين الحق الذي يمدهم بالقيم الفاضلة،

واستعاضتهم عنه بأفكار قد ثبت الآن بطلانها وعقمها الخلقي. وعليه فلا حل

لمشكلة التدهور الخلقي الذي صحب التطور العلمي والتقني إلا في الاستمساك بدين

لا تتناقض مقرراته مع الحقائق العلمية ولا تتنافى مع القوانين المنطقية.

والله الهادي إلى سواء السبيل

ص: 78

من ثمرات المنتدى

المنتدى الإسلامي

في ربيعه الخامس عشر

عام دعوي خيري جديد يتخطاه معكم المنتدى الإسلامي يُكمل به من عمره

خمسة عشر عاماً قضاها بفضل الله وحده، ثم بإرشاد أهل العلم ونصحهم، وبدعم

أهل الفضل ومؤازرتهم - قضاها في الدعوة إلى توحيد الله واتباع سبيله بالحكمة

والموعظة الحسنة، وفي نشر العلم الشرعي وفق منهج السلف الصالح، وإغاثة

الملهوفين وذوي الحاجة من إخوانكم المسلمين في أصقاع كثيرة من عالمنا الإسلامي.

وكما كنا وعدناكم من قبل فإن المنتدى لا يكتفي بمجرد العمل، بل يحرص

على مراجعة أعماله وتقويمها واستشراف المستقبل والتخطيط له؛ إذ يعدُّ المنتدى

ذلك من البصيرة التي أُمر أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم بسلوكها في العمل

الدعوي، وهذا ما تجدون أثره - إن شاء الله تعالى - في هذا التقرير.

وهكذا تجدون في الصفحات التالية عرضاً لأنشطة علمية ودعوية وإغاثية

حققت نجاحاً وتوفيقاً فاستمرت، وأخرى كانت في طور الإنشاء والتأسيس

فاستُكملت، وغيرها نُظِرَ في مسيرتها فعدِّلت وقوِّمت.. وكل ذلك إنما هو من ثمار

تعاون محبي الخير على البر والتقوى: تعاونهم بالرأي والنصيحة، أو بالبذل

والعطاء، أو بالابتهال والدعاء، فعطاؤنا من عطاء هؤلاء.

ولأن هذه الأمة هي خير أمة أخرجت للناس، ولأن خيريتها تنبثق من الأمر

بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله، ولأنها أمة خاتم النبيين؛ فلن ينقطع

الخير فيها ما دام على الأرض من يوحِّد الله ويؤمن به، وسيكون فيها - بإذن الله -

من يبذل العطاء ليتواصل هذا الخير، لذا: فإننا متفائلون بمستقبل مشرق رغم

ظلمة في الحاضر سيبددها - بإذن الله - مسلمون مخلصون لا يكتفون بالبذل لهذا

الدين من فضلة اهتماماتهم وأوقاتهم وأموالهم، بل يبذلون كل غالٍ ونفيس لرفعة هذا

الدين وأهله وليظل العطاء له مستمراً.. جعلنا الله وإياكم منهم.

المنتدى والتعليم

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقاً

يلتمس فيه علماً سهَّل الله له طريقاً إلى الجنة) أخرجه الإمام أحمد: 2/325.

يحرص المنتدى الإسلامي على نشر العلم الشرعي وتسهيل الوصول إليه بعدة

طرق؛ في محاولة إيصال العلم إلى كل فرد رغم تغير ظروف المتلقي وإمكانات

المنتدى؛ فمن هذه الطرق: إنشاء المدارس والمعاهد وتشغيلها، أو تشغيلها فقط،

وكفالة بعض مدرسي اللغة العربية والعلوم الإسلامية في المدارس الحكومية،

وطباعة المناهج الدراسية، وإقامة الدورات التأهيلية للمعلمين والعاملين في سلك

التعليم.

المدارس:

أنشأ المنتدى العديد من المدارس في مراحل التعليم المختلفة، كما قام بتشغيل

مدارس كثيرة، علماً بأن التشغيل وحده يشمل: كفالة مدرسي المدرسة وإدارييها،

وتوفير المناهج والكتب لطلابها، والتكفل بجميع مصاريفها الأخرى باستثناء إنشاء

مبانيها، وكان اهتمام المنتدى بالمدارس على النحو التالي:

أ - التعليم النظامي:

في العام الماضي تم بحمد الله إنشاء وتشغيل (10) مدارس في مراحل التعليم

المختلفة، إضافة إلى تشغيل (29) مدرسة في مختلف مراحل التعليم، واستفاد من

جميع هذه المدارس (017، 11) طالباً وطالبة.

ب - التعليم الشرعي:

رغبة من المنتدى في تخصيص العلم الشرعي بمزيد من العناية فقد تولى

تشغيل ثانوية البيان الإسلامية للعلوم الشرعية في دولة نيجيريا التي يبلغ عدد

طلابها (94) طالباً، وقد تم تخريج دفعتين من الثانوية.

المعاهد:

يتولى المنتدى تشغيل معهدين شرعيين أنشأهما بنك التنمية الإسلامي في

الصومال: أحدهما للمرحلتين المتوسطة والثانوية يبلغ عدد طلابه (240) طالباً،

والآخر: معهد متخصص لإعداد المعلمين يبلغ عدد طلابه (132) طالباً، إضافة

إلى معهدين لإعداد الدعاة سيتم افتتاحهما في الفترة القادمة بمشيئة الله تعالى أحدهما

في إثيوبيا يخدم منطقة شرق إفريقيا، والآخر في مالي يخدم منطقة غرب إفريقيا.

==

المنتدى ونشر العلم الشرعي

تعيين الدعاة:

يحرص المنتدى الإسلامي على اختيار دعاته وفق أسس ومعايير محددة، بما

يخدم الأهداف التي يسعى لتحقيقها، وأهم هذه الأسس:

1-

سلامة المنهج معتقداً وسلوكاً.

2-

الكفاءة العلمية والشرعية.

3-

الكفاءة الدعوية.

ويتم معرفة ذلك من خلال عقد امتحان تحريري وشفهي للمتقدم، بعد التعرف

على سيرته وأخلاقه.

وضماناً للمحافظة على مستوى الدعاة والارتقاء به: فقد أعد المنتدى

الإسلامي بفضل الله تعالى منهجاً شاملاً لكافة أبواب العلم، يلتزم الدعاة بدراسته

وإتقانه، كما هيأ لهم دورات مكثفة لرفع قدراتهم العلمية والدعوية، وفي نهاية كل

دورة يعقد امتحان تحريري وشفهي لقياس التحصيل العلمي لكل داعية ومدى جديته

في طلب العلم.

وقد استطاع المنتدى بفضل الله تعالى كفالة (459) داعية في العام الماضي

وفق هذه الأسس.

إلقاء الدروس والمحاضرات:

بحمد الله ومنته فقد وفق هؤلاء الدعاة المكفولين من قِبَل المنتدى الإسلامي من

إلقاء (718، 4) درساً وكلمة في كل أسبوع، إضافة إلى إلقاء (828) محاضرة

كل أسبوع، ليكون مجموع الدروس والمحاضرات والكلمات التي ألقيت أسبوعياً في

العام الماضي عن طريق دعاة المنتدى حوالي (537، 5) درساً ومحاضرة، نسأل

الله عز وجل أن ينفع بها كل ملقٍ لها ومتلقٍ.

توزيع المصاحف والكتب والأشرطة:

في محاولة من المنتدى الإسلامي لتكوين بنية من العلم الشرعي على أسس

راسخة لمن يريد التفقه في الدين، تبنى عبر مكاتبه الفرعية في العام الماضي وحده

توزيع (15.068) مصحفاً في (11) دولة، كما وزع (36.727) كتاباً باللغة

العربية و (189.193) كتاباً مترجماً و (56.833) كتاباً منهجياً دراسياً في

(11)

دولة.

وكان عدد الأشرطة التي تم توزيعها في (8) دول هو (17.812) شريطاً.

أما بالنسبة لتكوين المكتبات: فإنه يتبع مكاتب المنتدى (52) مكتبة للاطلاع

العام في (9) دول، كما قامت هذه المكاتب بتوزيع (447) مكتبة طالب علم

باللغتين العربية والإنجليزية على مدار العام الماضي في (9) دول.

دورات متخصصة في التطوير والتدريب

تعد المراجعة والتجديد والتطوير من أهم عوامل نجاح أي عمل، ولأن عمل

المنتدى الإسلامي يقوم على أكتاف صفوف من الرجال أصحاب قدرات وإمكانات

مناسبة تؤهلهم للقيام بهذه الأعمال بصورة لائقة

فإن المنتدى يحرص على

تطوير هذه القدرات والإمكانات والنهوض بها لكي تلائم طبيعة هذه الأعمال

وتواكب تطورها

ومن هذا المنطلق نظم المنتدى في العام الماضي وحده عدداً من الدورات

الشرعية والإدارية بلغت (49) دورة شرعية، استفاد منها (2.400) داعية وإمام

وطالب علم في (11) دولة، و (12) دورة إدارية استفاد منها (368) إدارياً في

(6)

دول، كما نظم عدداً من الملتقيات الدعوية للتعارف وتبادل الخبرات والعلوم،

بلغت (33) ملتقى، استفاد منها (536) داعية في (5) دول.

ولقد شارك في أكثر هذه الدورات الشرعية مجموعة من العلماء وطلاب العلم

من خارج تلك الدول مما كان له أكبر الأثر في نجاح تلك الدورات؛ فلله الحمد،

ولهم من المنتدى أبلغ الشكر.

الدروس والمحاضرات في لندن

يعنى المنتدى الإسلامي في لندن بإقامة الدروس والمحاضرات الإسلامية في

مختلف العلوم الشرعية لتوعية الجالية المسلمة، ومن أبرز الدروس الأسبوعية:

1-

درس في العقيدة الإسلامية في شرح كتاب (القول المفيد في شرح كتاب

التوحيد) .

2-

درس في الحديث في كتاب (فتح الباري) . 3 - درس في أصول الفقه.

كما ينظم المنتدى العديد من الدروس العلمية الأسبوعية باللغة الإنجليزية،

ومن أهمها:

1-

درس خاص بالمسلمين الجدد تدرس فيه أصول الإسلام العامة،

والعبادات، والأخلاق والآداب الإسلامية.

2-

درس في أصول العقيدة والتوحيد.

3-

درس في السيرة النبوية.

4-

درس في فقه السنة.

5-

درس في التفسير.

كما يعقد المنتدى في لندن لقاءاً أسبوعياً للحوار المفتوح، يدلي فيها الحضور

بآرائهم ومداخلاتهم، تحت إدارة المشرف الثقافي، تُعالج فيه قضايا تمس حاجات

الناس وهمومهم، ومن أهم الموضوعات التي نوقشت:

1-

مشكلات الزواج من غير المسلمات.

2-

الدعوة الإسلامية بين التسالم والتصادم.

3-

الحجاب الإسلامي في الأنظمة العلمانية.

4-

أزمة الجزائر ما بعد الانتخابات الرئاسية.

5-

لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم..؟ !

ومن المحاضرات الشهرية التي يسَّر الله - تعالى - إقامتها في مركز المنتدى بلندن:

1-

من ثمرات التوحيد.

2-

المنهج الإسلامي في التعامل مع الناس.

3-

الأوضاع الراهنة في كوسوفا وآخر التطورات.

4-

الدروس المستفادة من غزوة حنين.

هذا بالإضافة إلى العديد من المحاضرات والدروس العلمية التي ينظمها

المنتدى في المدن والمراكز الإسلامية المختلفة في بريطانيا.

دعاة المستقبل.. مشروع تأهيل خريجي ثانوية البيان الإسلامية:

مشروع يهدف إلى تأهيل طاقات علمية ودعوية لخدمة الإسلام، حيث تم

انتقاء (20) طالباً متميزاً من خريجي ثانوية البيان الإسلامية في نيجيريا - التابعة

للمنتدى الإسلامي - والتي تُعنى بتدريس العلوم الشرعية، وتم توفير محضن

تعليمي وتربوي لهم للنهوض بمستواهم خلال فترة دراستهم في المرحلة الجامعية،

ويتولى مكتب المنتدى وضع برنامج علمي وتربوي ودعوي مكثف داخل المحضن

وخارجه، يشرف عليه نخبة من طلاب العلم والمربين، بالإضافة إلى إقامة العديد

من الدورات الشرعية والدورات التدريبية.

دورة في السياسة الشرعية

أقيمت - بحمد الله تعالى - دورة في السياسة الشرعية في المبنى الرئيس

للمنتدى الإسلامي في لندن، استمرت لمدة أربعة أيام. وقد حظيت هذه الدورة

بقبول طيب واستحسان جيد. وقد يسر الله - تعالى - ترجمة ما أُلقي في الدورة

ترجمة فورية إلى اللغة الإنجليزية لكي يستفيد منها الناطقون بالإنجليزية.

وقد أقيمت الدورة نفسها في مدينة شيفلد في مسجد قباء بالتنسيق مع مركز

الرسالة، وترجمت مادتها كذلك إلى الإنجليزية. كما أقيم على هامش الدورتين عدد

من المحاضرات العامة.

الدورة الشرعية المشتركة الثانية لدعاة المنتدى في (غانا - توجو - بنين)

في إطار العناية بالدعاة وإتاحة الفرصة لهم لتبادل الخبرات والمهارات عقد

مكتب المنتدى الإسلامي في غانا في مقر مجمع الفاروق التعليمي في مدينة (ونشيى)

التابع للمنتدى الدورة الشرعية المشتركة والتي شارك فيها (46) داعية من دعاة

المنتدى الجامعيين في دول (غانا، توجو، بنين) وقد استمرت الدورة لمدة (21)

يوماً ألقي فيها عشرات المحاضرات والدروس العلمية في العلوم الشرعية والأساليب

الدعوية والفوائد التربوية والأسس الفكرية إضافة لبرنامج التدريب العلمي، نسأل

الله - تعالى - أن ينفع بها.

الدورة الطلابية الثانية في دولة مالي

حرصاً من المنتدى الإسلامي على سد حاجة الطلاب في الجانب الثقافي ورفعاً

لمستواهم الفكري، ومحاولة تدريبهم على الجانب الدعوي أقام المنتدى دورة علمية

لطلاب المرحلة الثانوية في مدينة (باماكو) عاصمة دولة مالي، شارك فيها (60)

طالباً من المتميزين صاحبهم خلالها (7) من الأساتذة المحاضرين لمدة (12) يوماً،

وقد حفلت الدورة بالعديد من البرامج الهادفة والدروس النافعة، ومن أبرز المواضيع

الملقاه:

- التربية الإسلامية وأثرها في التهذيب.

- الانحلال الخلقي والحلول المقترحة.

- دور الشباب في العمل الإسلامي.

(كلية لندن المفتوحة)

حرصاً من المنتدى الإسلامي على نشر العلم الشرعي بين الجميع (العلم

الشرعي القائم على الكتاب والسنة وهدي سلف هذه الأمة) ، واستجابة لقوله -

تعالى -: [فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا

رجعوا إليهم لعلهم يحذرون] {التوبة: 122} ، وقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه

عنه البخاري: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) ، فقد تبنى المنتدى إنشاء

كلية لندن المفتوحة لتقوم بتدريس العلوم الشرعية عن بعد ابتداءاً من شهر شوال

1420هـ الموافق شهر يناير 2000م. والتعليم عن بعد طريقة حديثة في التدريس

تقوم على إيصال العلوم إلى الدارسين حيثما كانوا بوسائل الاتصال الحديثة،

وبطريقة ميسرة.

تمنح الكلية درجة الدبلوم والبكالوريوس حالياً باللغتين العربية والإنجليزية في

الدراسات الشرعية في العقيدة والقرآن، والحديث، والفقه، واللغة العربية، وتوجد

هيئة للإشراف العلمي على الكلية مكونة من مجموعة من المختصين في العلوم

الشرعية.

ويتولى التدريس في الكلية مجموعة من المدرسين المؤهلين في تخصصاتهم،

باستخدام وسائل الاتصال الحديثة، كما يقومون بإجراء الامتحانات في المواد، ثم

الامتحان النهائي الشامل المطلوب للحصول على الدرجة العلمية.

وقد راعى المنتدى أن تكون كلفة الدراسة مناسبة مقارنة بنظيراتها من الكليات

والجامعات، وذلك لتشجيع الدارسين، كما أن هناك منحاً للمتفوقين.

نسأل الله - تعالى - أن تكون مفتاحاً من مفاتيح العلم الشرعي، وأن يعمّ

نفعها الجميع.

(مجلة الجمعة بالإنجليزية)

تواصل مجلة (الجمعة) الصادرة باللغة الإنجليزية عن المنتدى الإسلامي

مسيرتها العلمية والدعوية؛ حيث صدر العدد الأخير (المجلد 11 العدد 5- 6)

متميزاً بمستواه العلمي والفني؛ حيث احتوى الموضوعات الآتية:

1 -

موضوع الغلاف الرئيس: (ما ينبغي على كل مراهق أن يتعلمه من

الآداب الجنسية) .

في كافة أرجاء المجتمعات الغربية يعرض الجنس والعلاقات الجنسية لعامة

الأفراد دون قيود. وفي هذه الظروف من الانحلال الجنسي والبذاءة الأخلاقية، يجد

الآباء أنهم ملزمون بتحصين أبنائهم المراهقين وذلك بتربيتهم جنسياً.

التربية الجنسية مصطلح مخيف للآباء، وعادة لا يريدون الخوض في حديثها

مع أبنائهم. ولكن في حالة عدم وجود مثل هذه التربية من الآباء، فإن الأبناء

سوف يستقونها من أقرانهم وزملائهم، وهو الأمر الذي قد تكون عاقبته وخيمة. في

هذا المقال نصائح للآباء عن الطرق الشرعية لتربية أبنائهم المراهقين جنسياً.

2 -

موضوع الغلاف الثاني: (المدارس الإسلامية) .

تواجه المدارس الإسلامية في الدول الغربية تحديات مشتركة ومصاعب

مستمرة. وفي الوقت نفسه لا يمكن للمرء أن يغفل عن منجزات هذه المدارس

الإسلامية وذلك أن هذه المدارس تنبئ عن مستقبل منير - إن شاء الله -.

3 -

عرض لكتاب: (فقه وخطب الجمعة للشيخ جمال الدين زربوز) .

4 -

أساسيات عقود التجارة، وفيه تعليم لأساسيات الأموال اللازمة لعمل

تجاري ناجح.

هذا بالإضافة إلى ركن خاص بالفتوى، ومقالات أخرى متعددة في السيرة

والتاريخ، والأسرة المسلمة، والأخلاق والآداب، وغيرها.

ويسعد المنتدى الإسلامي التواصل الجيد من قراء المجلة، والقبول المبارك

الذي تلقاه المجلة، نسأل الله - تعالى - أن يبارك فيها.

ماذا تعرف عن المراكز الإسلامية؟

المراكز الإسلامية أحد أهم الأنشطة المتكاملة التي يقوم عليها العمل الدعوي

أو الخيري؛ نظراً لتعدد منشآتها وخدماتها؛ فكل مركز يتكون غالباً من:

- مسجد جامع كبير، ملحق به مصلى خاص بالنساء.

- مدرسة تستغل في تدريس مقررات منهجية أو عقد الدورات.

- مكاتب إدارية.

- قاعة محاضرات.

- مكتبة عامة يلحق بها في الغالب قسم للمكتبة السمعية والمرئية.

- جناح للضيافة (للدعاة وطلاب العلم الزائرين) .

- مستودع.

وقد قام المنتدى الإسلامي بحمد لله ومنته ببناء عدد من المراكز الإسلامية في

إفريقيا وآسيا وأوروبا، بيانها الآتي:

1 المركز الإسلامي الرئيس في بريطانيا (لندن) ، وأنشئ عام 1406هـ.

2 مركز الإمام مسلم في بنجلاديش (فريدبور) ، وأنشئ عام 1416هـ.

3 مركز الإمام البخاري في بنجلاديش (غاريبو تونغي دكا) وتم الانتهاء من

بنائه عام 1418هـ.

4 مركز المنتدى الإسلامي في غانا (أكرا) ، وقد تم افتتاحه عام 1417هـ.

5 المركز الإسلامي في نيجيريا (كانو) ، وقد افتتح عام 1418هـ، ويقع هذا

المركز قرب جامعة بايرو؛ لإتاحة الفرصة أمام طلابها للاستفادة من برامج المركز

الدعوية والتربوية المتنوعة.

6 مركز المنتدى الإسلامي في السودان (بور سودان) ، التابع لمشروع عيون

الحياة الخيري لحفر الآبار الجوفية القائم الآن وقد تم افتتاحه في شوال عام 1419

هـ.

7 مركز المنتدى الإسلامي في بنين (كوتونو) ، وتم افتتاحه في شهر ربيع

الأول 1420هـ.

8 مركز المنتدى الإسلامي في توجو (لومي) ، وهو في لمساته الأخيرة.

9 مركز ابن عبد البر في مالي (كاي) ، وقد تم الانتهاء منه.

10 مركز ابن أبي زيد القيرواني في مدينة موبتي بدولة مالي (تحت الإنشاء) .

11 مركز مصعب بن عمير في مدينة كاتي بدولة مالي (تحت الإنشاء) .

12 مركز المنتدى الإسلامي في جيبوتي. (تم بناؤه) .

13 مركز الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله للمهتدين الجدد في دولة كينيا

وهو تحت الإنشاء.

14 مركز التوحيد في بنين في إقليم الشمال في مدينة كندي وهو تحت الإنشاء.

15 مركز المهتدين الجدد في مدينة جوس بدولة نيجيريا وهو تحت الإنشاء.

هذا بالإضافة إلى عدة مراكز كان المنتدى الإسلامي قد مولهما لحساب

جمعيات خيرية موثوقة أخرى، وهي:

1 مركز أنصار السنة المحمدية، بالسودان في مدينة كسلا وقد افتتح في شهر

جمادى الأولى عام 1420هـ.

2 مركز جمعية الهدى، بإندونيسيا.

3 مركز الفرقان في اليمن (حضرموت) .

4 مركز الإيمان في اليمن (صنعاء) .

5 مركز الفرقان في مدينة أم درمان بالسودان.

(9401)

طالب يحفظون القرآن في (305) حلقة للمنتدى

القرآن العظيم هو كتاب الله - تعالى - الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا

من خلفه، أنزله الله رحمة للعالمين، وأمرهم بتلاوته وتدبره وحفظه؛ فهو الأساس

الذي تحيا به الأمة، ويرفعها من الذلة إلى العزة، ومن المهانة إلى القوة.

وقد بلغ عدد حلقات تحفيظ القرآن الكريم التابعة للمنتدى الإسلامي في العام

الماضي (305) حلقة، استفاد منها (9401) طالب من مختلف الأعمار، وذلك في

أكثر من بلد. ويُعنى المنتدى عناية فائقة بانتقاء المدرسين وتدريبهم على طرق

التدريس والتربية، وقد أعد المنتدى كتاباً بعنوان: (المدارس والكتاتيب القرآنية

) طبع قبل سنتين، ثم طبع مختصراً في هذه السنة ليسهل تناوله والاستفادة منه.

كما يحرص المنتدى على أن تكون الحلقات القرآنية محضناً تربوياً وعلمياً

يجد فيها الطالب ما يُرغّبه في الاستمرار والاستفادة، ولهذا أعد المنتدى منهجاً

متكاملاً يلتزم به مدرسو الحلقات.

ومن البرامج التربوية التي يحرص المنتدى على تطبيقها: برامج الاعتكاف

في رمضان، ومن ذلك أن مكتب المنتدى في (التوجو) أقام برنامجاً للاعتكاف في

رمضان الماضي لبعض طلاب الحلقات، شارك فيه (50) طالباً، وكان له أثر

تربوي ملموس ولله الحمد.

ونعرض لأهم تلك الحلقات في الجدول المقابل:

----------------------------------------------

الدولة

... عدد الحلقات

... عدد المستفيدين

----------------------------------------------

غانا

...

... 72

...

... 1724

الصومال

...

83

...

... 2490

توجو

...

... 33

...

... 1500

بنين

...

... 32

...

... 1280

كينيا

...

... 18

...

... 1106

بنجلادش

...

45

...

... 450

نيجيريا

...

13

...

... 635

مالي

...

... 7

...

...

175

جيبوتي

...

1

...

...

20

أثيوبيا

...

1

...

...

21

----------------------------------------------

400 حافظ للقرآن في شمال الصومال

أتم أكثر من أربعمائة دارس ودارسة حفظ كتاب الله - تعالى - هذا العام في

الحلقات القرآنية التابعة لمكتب المنتدى في شمال الصومال، وتجري الإعدادات

لإجراء المسابقة القرآنية السنوية الخامسة لحفَّاظ كتاب الله.

وسيشارك - بالإضافة إلى هؤلاء - أكثر من ثلاثمائة آخرين أتموا حفظ

القرآن العظيم قراءة وتجويداً في الحلقات المنتشرة في الشمال والشمال الشرقي من

الصومال.

وقد أعد المنتدى أكثر من أربعين منظِّماً من محفظي القرآن في مكتب المنتدى

لإجراء الاختبارات للمشاركين، وستعقد المسابقة بإذن الله في أربع مناطق في شمال

الصومال في منتصف شهر رمضان المبارك.

وبحمد الله - تعالى - فقد كان لهؤلاء الحفاظ أثر بالغ في إمامة المسلمين

ودعوتهم وتعليمهم نسأل الله - تعالى - أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وقلوبهم.

إصدارات جديدة

أصدر المنتدى الإسلامي خلال هذا العام عدداً من الإصدارات في مجالات

متعددة علمية وفكرية، وقد حظيت هذه الإصدارات - ولله الحمد - بقبول حسن من

القراء، ممَّا جعلنا نعيد طباعتها مرة أخرى، وهذه الإصدارات هي:

1 -

دمعة على التوحيد (دراسة في واقع الأضرحة والقبورية في العالم

الإسلامي) ، شارك في كتابته عدد من الباحثين.

2 -

منهج التلقي والاستدلال بين أهل السنة والمبتدعة، تأليف الأستاذ أحمد

الصويان.

3 -

نحو أداء متميز لحلقات تحفيظ القرآن الكريم، إعداد اللجنة العلمية في

المنتدى.

4 -

تجربة المنتدى في العمل الدعوي، إعداد اللجنة العلمية في المنتدى.

5 -

الالتزام بالإسلام: مراحل وعقبات، تأليف الدكتور عبد الله الخاطر -

رحمه الله.

6 -

الدعوة إلى الله: توجيهات وضوابط، تأليف الدكتور عبد الله الخاطر -

رحمه الله.

وأخيراً صدر كتاب: (حمى سنة 2000) تأليف: الأستاذ عبد العزيز بن

مصطفى كامل.

ويصدر حديثاً بإذن الله - تعالى - عدد من الكتب، منها كتاب: (أعياد

الكفار) ، تأليف الأستاذ إبراهيم الحقيل.

حلاوة الإيمان باللغة الإنجليزية

تم ترتيب دورة في العقيدة الإسلامية باللغة الإنجليزية في مركز المنتدى بلندن

بعنوان: (حلاوة الإيمان)، وكانت مادتها الدراسية كتاب: (لمعة الاعتقاد للإمام ابن

قدامة المقدسي) ، وقد استفاد من هذه الدورة جمّ غفير من الرجال والنساء.

ونظم المنتدى على هامش هذه الدورة محاضرتين باللغة الإنجليزية: الأولى

بعنوان: (الافتقار إلى الله)، والأخرى بعنوان:(الأمة ووعد الله) .

وللمنتدى نشاط شبابي

إضافة إلى المدارس وحلقات تحفيظ القرآن الكريم يحرص المنتدى على توفير

مناخات تربوية أخرى يتحول العلم فيها إلى عمل ومعايشة، ومن هذه المناخات:

المراكز الصيفية والمخيمات الطلابية، وفي العام الماضي أقام المنتدى (7)

مخيمات، استفاد منها (455) داعية وطالباً وطالبة في (3) دول، ويحرص المنتدى الإسلامي في هذه المخيمات على التركيز على طلاب الجامعات التجريبية والمثقفين باللغة الإنجليزية أو الفرنسية.

ولا شك أن احتكاك هؤلاء الشباب في هذه المخيمات بقرنائهم ومن هم أكثر

علماً منهم من المعروفين لديهم أو الزائرين.. لا شك أن له أطيب الأثر في نفوسهم

وخبرتهم وتثقيفهم وترسيخ أقدامهم.

المنتدى يعيد اكتشاف جزر ومدن القارة السوداء

يعيش كثير من الناس حالة من القلق والاضطراب، ويتعطشون إلى الحق

والهدى، فإذا تيسر لهم الوقوف على كلمة التوحيد الخالص فرحوا بها، وعضوا

عليها بالنواجذ، ودخلوا في دين الله أفواجاً، ومن أجل ذلك حرص المنتدى على

بث قوافل دعوية منظمة إلى المناطق التي تفتقر غالباً إلى مراكز دعوية ثابتة،

ومعظمها قرى ومناطق نائية، وقد تكون هذه المناطق ذات أغلبية مسلمة فيكون جهد

الدعاة فيها مُرَكَّزاً على تصحيح العقائد ونبذ الخرافات والبدع والدعوة إلى منهج أهل

السنة والجماعة وفضائل الأعمال والتحذير من المعاصي، وقد تنتشر في المناطق

المستهدفة الديانات الباطلة والوثنية، فيقوم الدعاة بالدعوة إلى التوحيد والتعريف

بالإسلام.

ويرافق هذه القوافل أحياناً طبيب يعرض خدماته العلاجية على أهل هذه

المناطق، كما يحمل الدعاة معهم كميات من المواد الإغاثية لإظهار سماحة الإسلام

وتأليف قلوب المدعوين.

وخلال الشهور الاثني عشر الماضية سيَّر المنتدى الإسلامي (243) قافلة

في (9) دول، وقد أسلم بفضل الله ومنته أثناء سير هذه القوافل (276) شخصاً، فضلاً عن الذين هداهم الله إلى السنة ممن كان ينتسب إلى الإسلام. علماً بأن المنتدى يتابع المسلمين الجدد؛ حتى لا يكون إسلامهم مجرد انتساب خالٍ من الحقيقة المطلوبة، وحتى لا تحدث انتكاسة لهم - لا قدر الله -. وتلك المتابعة تختلف صورتها باختلاف عدد المسلمين الجدد كثرة أو قلة، وهي تتراوح بين:

1 -

معاودة تسيير قوافل أخرى بانتظام إلى القرية أو المنطقة التي فيها

مسلمون جدد.

2 -

تعيين داعية يقيم في القرية أو المنطقة لمتابعة المسلمين الجدد.

3 -

إنشاء مركز دعوي للمهتدين، يُعنى بمتابعتهم الدورية المركزة؛ فعلى

سبيل المثال يقوم المنتدى حالياً بإنشاء مركز الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله

- للمهتدين الجدد في دولة كينيا.

وكل ذلك بالإضافة إلى تنظيم دورات لهؤلاء المهتدين وإهدائهم الكتب

والأشرطة المناسبة لهم بلغاتهم المحلية.

وقد أعدت اللجنة العلمية بالمنتدى منهجاً علمياً وتربوياً متدرجاً يرتقي بمستوى

المسلمين الجدد، ويعالج المشكلات الاجتماعية التي تواجههم بعد نقلتهم المباركة.

وهذه بعض بيانات هذه القوافل:

ومن أبرز قصص المسلمين الجدد على المستوى الفردي: إسلام قس من أكبر

قساوسة غانا، وسمى نفسه:(محمد مصطفى) ، وهو من الذين تتلمذ على يده كثير

من دعاة الكنيسة في غرب إفريقيا، وأبدى ندماً شديداً على ما قدمه من حرب

الإسلام، ولكن استبشر خيراً حين علم أنَّ الإسلام يجبُّ ما قبله.

وكان مطلبه الرئيس أن يعجَّل بتعليمه حتى يقف داعياً إلى الإسلام، كما كان

يقف ضده، وتم إرساله إلى إحدى القرى المسلمة، وقضى بها شهراً كاملاً تحت

إشراف أحد الدعاة.

ومن أهم الرحلات الدعوية التي تمت - بحمد الله تعالى - خلال هذا العام:

(اكتشاف جزر بحيرة تشاد) ، حيث وصل الفريق الدعوي للمنتدى إلى جزر البحيرة

في 10-3-1420هـ، وتعد هذه الزيارة ذات أهمية قصوى لأنها الثانية من نوعها؛ فلقد كانت الأولى قبل (12 قرناً) عندما وصلها عمر بن أبي ليلى الذي يعدّ أول

من اكتشفها وأدخل إليها الإسلام.

واستُقبل الفريق بالترحيب من سلطان المنطقة وأعيانها وسكان الجزر النائية،

واطلع الفريق على أحوال المسلمين، وعلى النشاط الكنسي الذي استغل الفقر

والجهل والمرض ليبث سمومه بين المسلمين. وزار الفريق جزر كناسروم، وديبوة، ومدغشكر، وكمبيلوا.

وقد وجد الفريق تعطشاً كبيراً للإسلام ورغبة صادقة لتعلم العلوم الشرعية،

ومحبة كبيرة للدعاة؛ فأكثرهم لأول مرة يرى رجلاً أبيض مسلماً يزوره من بلاد

الإسلام.

كما بدأ المنتدى الإسلامي يخطو بحرص لنشر الدعوة الإسلامية في جنوب

تشاد؛ حيث الأغلبية النصرانية والوثنية؛ إذ أرسل وفداً قام برحلة لمدة أسبوعين

شملت المدن الآتية: (كيلو، وبالا، ومندو)، وكان الهدف من الزيارة: توزيع

الدعاة في مناطق المهتدين، وإقامة عدد من الدورات المركزة، كما ألقى الوفد عدداً

من المحاضرات العلمية والتربوية على الرجال والنساء.

ص: 81

اسم المدرسة

الدولة

مراحل الدراسة

عدد طلابها

علاقتها بالمنتدى

--------------------------------------------------------------

مدرسة المنتدى بريطانيا

روضة، ابتدائي

160

... إنشاء وتشغيل

الإسلامي

24 مدرسة

كينيا

... ابتدائي، متوسط

7211

...

تشغيل فقط

مدرسة التوحيد كينيا

...

ابتدائي

250

...

إنشاء وتشغيل

مجمع الصديق غانا

... ابتدائي، متوسط،

948

...

إنشاء وتشغيل

التعليمي

...

...

ثانوي

مجمع الأنصار

غانا

... روضة، ابتدائي،

509

...

تشغيل فقط

التعليمي

...

...

... متوسط

مجمع الفاروق

غانا

... ابتدائي، متوسط

500

...

إنشاء وتشغيل

التعليمي

مدرسة الطيبة

بنغلاديش

ابتدائي

... 150

...

إنشاء وتشغيل

مدرسة البراء

بنغلاديش

ابتدائي

... 130

...

إنشاء وتشغيل

بن مالك

مركز الهدى

بنغلاديش

ابتدائي

... 100

...

إنشاء وتشغيل

ثانوية ابن

مالي

... ثانوي

... 40

...

إنشاء وتشغيل

عبد البر

فصول الصديق مالي

... محو الأمية

70

...

إنشاء وتشغيل

لمحو الأمية

مدرسة عمر بن مالي

... ابتدائي

... 107

...

تشغيل فقط

الخطاب

مدرسة طارق بن مالي

... ابتدائي

... 207

...

إنشاء وتشغيل

زياد

مدرسة دار

الصومال

ابتدائي

... 228

...

تشغيل فقط

الحنان

مدرسة أبخ

جيبوتي

... ابتدائي

... 310

...

... تشغيل فقط

الإسلامية

مدرسة السلام

جيبوتي

... ابتدائي

... 97

...

... تشغيل فقط

ص: 83

جدول الدروس والمحاضرات خلال العام الماضي

الدولة

... عدد الدروس الأسبوعية

عدد المحاضرات الأسبوعية

-------------------------------------------------

مالي

...

220

...

...

22

الصومال

... 1791

...

...

260

بنجلاديش

... 452

...

...

226

كينيا

...

1513

...

...

212

توجو

...

244

...

...

38

نيجيريا

...

139

...

...

28

غانا

...

66

...

...

18

إثيوبيا

...

229

...

...

5

بنين

...

29

...

...

14

جيبوتي

...

27

...

...

4

بريطانيا

...

8

...

...

1

ص90

------------------------------------------------

الدولة

...

... عدد الحلقات

...

عدد المستفيدين

------------------------------------------------

غانا

...

...

72

...

...

1724

الصومال

...

... 83

...

...

2490

توجو

...

... 33

...

...

1500

بنين

...

...

32

...

...

1280

كينيا

...

...

18

...

...

1106

بنجلاديش

...

... 45

...

...

450

نيجيريا

...

... 13

...

...

635

مالي

...

...

7

...

...

175

جيبوتي

...

... 1

...

...

20

إثيوبيا

...

... 1

...

...

21

ص92

-------------------------------------------------

الدولة

...

... عدد القوافل

...

... المسلمون الجدد

-------------------------------------------------

توجو

...

... 85

...

...

... 70

بنين

...

... 40

...

...

... 50

بنجلاديش

...

72

...

...

... 6

كينيا

...

... 5

...

...

... 29

مالي

...

... 15

...

...

... 40

نيجيريا

...

9

...

...

... 35

إثيوبيا

...

... 1

...

...

... 15

غانا

...

... 12

...

...

... 30

جيبوتي

...

4

...

...

... 1

ص: 84