الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البيان الأدبي
هل يمكنك أن تصبح شاعراً
مروان كجك
الذين يتردد في دواخلهم ومخيلاتهم الرغبة في قول الشعر، فيدفعهم ذلك ولو
في خلوة مع أنفسهم إلى قول ما يظنونه شعراً أو ما يشبه الشعر، هؤلاء قد يملك
كثير منهم موهبة مخبوءة أو مطمورة، تظهر وتقوى إذا ما أتيح لها جو مناسب
وظرف موائم، واخترقت ما توالى عليها من ركام، ونفضت ما علاها من غبار،
وقيَّض الله لها مشجعاً ناصحاً لا لاعباً لاهياً هازلاً، ولا متسلياً ساخراً؛ وقد يأخذ
أصحابها طريقهم لقول شعر حقيقي جميل.
والذين يمارسون أحياناً سجع الكلام هم أيضاً قد يحملون بين جوانحهم روحاً
شاعرية تتوارى خلف ظروف لو تغيرت لأتاحت لهم أن يبتدئوا طريقاً حقيقية في
ممارسة الشعر والارتقاء فيه صُعُداً، أو التعثر والبقاء في حدود الخطوات الأولى
إن لم يجدوا من يأخذ بأيديهم، وينمي موهبتهم، ويصقل تجربتهم.
إن كثيراً ممن يسمَّوْن بالشعراء العاميين أو الشعبيين من زجَّالين ونبَّاطين
وغيرهم يملكون استعداداً لقول الشعر العربي الفصيح إن هم تعلموا العَروض
وتشبعوا من قراءة الشعر العربي الموزون الملتزم بقواعد الشعر وفنونه، وتطلعوا
إلى الارتقاء في سلم الأدب الرفيع.
مما تقدم ندرك أَنَّ مَنْ مَنَحَهُ الله موهبة الاستعداد لقول الشعر يمكنه ذلك إن
تحققت له الأسباب التي تدربه وتشجعه وتصقل موهبته.
وهكذا ندرك أنه لا بد لمن يريد قول الشعر من توافر شرطين أساسين، هما:
أ - الموهبة والاستعداد الفطري.
ب - الرغبة والاندفاع.
أما الخطوات الأولى لقول الشعر فتتمثل في الآتي:
1 -
اختيار بيت من الشعر لأحد الشعراء، ثم القيام بحفظه والترنم به.
2 -
تقطيع هذا البيت من الشعر، ومعرفة تفعيلاته وبحره.
3 -
محاولة كتابة بيت شعر من عندك على وزن البيت السابق.
4 -
تقطيع البيت الجديد، وكتابة تفعيلاته.
5 -
تكرار المحاولة مع أبيات أخرى، وفي مناسبات عديدة.
6 -
محاولة كتابة عدة أبيات على وزن واحد.
7 -
التزام القواعد المتعلقة بالروي والقافية، والاستفادة من جوازات التغيير في
التفعيلات أو الضرورات المقبولة إن دعت الحاجة إلى ذلك.
8 -
أعد قراءة ما كتبتَ من شعر عدة مرات، وحاول معرفة ما يُحتمل وجوده من
الخلل وحاول إصلاحه بنفسك.
9 -
اعرض الأبيات التي كتبتها على مختص في اللغة العربية ممن له إلمام
ومعرفة بالأوزان الشعرية ليرشدك وينصحك، وإياك أن تقرأ أبياتك لمن يكثر الهزء
والمزاح من زملائك أو أصحابك؛ فإنه إما أن يهزأ بك ويجعل منك أضحوكة
فيثبطك، أو يغشك فيحول بينك وبين الصواب [*] .
(*) من كتاب (كيف تصبح شاعرا؟) تحت الطبع.
البيان الأدبي
أمتي.. سامحيني
سيف العتيبي
براكين ثائرة في الصدور.. دموع كالحمم تحرق الوجنات.. ومرارة غصّت
بها الحلوق.. وبسمة اختفت وتلاشت.. بل توارت خجلاً.. فلم يعد لها مكان..
وإن ارتسمت على الشفاه.. فهي بسمة مزيفة.. لا تدل على مكنون النفس.. فكيف
يهنأ موجع؟ وكيف يسلو مفجوع؟ وكيف لعين جريح أن تعرف معنى الهجوع؟
أينما نظرت لا تجد إلا جراحاً نازفة.. أشلاء متناثرة.. براءة طفولة مغتالة..
كرامة شيوخ مذلة.. وأعراض حرائر منتهكة..
شربت يا أمتي كأساً من الذلِّ والهوان.. تجرعت من كؤوس المرارة أصنافاً
وألواناً.. فنصرناك بمظاهرات مشت.. وأعلام أحرقت.. وهتافات علت.. وما
لبثت تلك الجموع أن تفرقت.. وذلك الهتاف أن خفت..
آلمني وأحرق وجداني.. وزلل فكري وكل كياني.. سؤالك: من الجاني؟
من بالذلّ رماني؟ قلي بربك ما دهاني؟
أي بني!
تربص بي الأعداء منذ بزوغ فجري.. وحشدت الحشود لوأدي.. فلم يفتّ
ذلك في عضدي.. ولم يضعف من مكانتي وقدري..
نصرني الله وأعزني بأبناء مولاهم الله.. وإمامهم محمد صلى الله عليه وسلم
.. وبيتهم المسجد.. ومذكرتهم القرآن.. وزادهم التقوى.. ولباسهم الزهد..
ومركبهم اليقين.. وطريقهم الهدى..
قل لي بربك أين هم؟
أواه يا أمتي.. لم أكن لأتخيل يوماً أنني على مجدك قد جنيت.. وعلى أملك
قد قضيت.. لم أكن لأصدق يوماً أنني كنت سبباً في ذلك وهوانك.. لم أكن لأفكر
يوماً بأنني بطعنة في القلب قابلت إحسانك.. قضيت حياتي كلها في الإسقاطات..
وكالببغاء أردد الشعارات.. رميت القادة العرب بتهمة التخاذل.. ونسيت أنني أول
من تخاذل.. أطلقت الصفر على الألف مليون.. ونسيت أنني أول أصفارها.. نعم
أصبحت صفراً عندما تناسيت أنني جزء منك إن صلحت رفعت من قدرك.. وإن
فسدت كنت عدداً زائداً عليك.. لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. ولا
يعز من ابتغى العزة بغير الله.. وعدنا الله بالنصر إن نحن نصرناه.. وكيف
ينصره من عصاه؟ وبعد عن هداه.. واتخذ إلهه هواه.. ينبغي أن نعترف صراحة
بأننا السبب في ذُلِّك وهوانك.. ينبغي لنا أن نبدأ من اليوم بترميم بنائك.. ينبغي لنا
أن نعي أننا في بنائك لبنات.. فلنغير من أنفسنا لنزيد بناءك قوة وثباتاً.. حتى
تعود لك عزتك.. وتعودي لسابق مجدك ورفعتك..
فهيّا أخي.. وهيّا أخيتي.. لنصنع فجراً جديداً لمجد أمتنا.. ونسأل الله العون
لنا في مسيرتنا.. وليكن شعارنا «إصلاح النفس أولاً» وليكن شعارنا «حتى لا
تكون كلاًّ» وليكن شعارنا «حتى لا تكون صفراً» وليكن شعارنا «فلتكن الرجل
الألف» «ولتكوني المرأة الألف» .