المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شبابنا وثقافة الإنترنت - مجلة البيان - جـ ١٨٥

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌إما الحرب.. وإما الحرب

- ‌عام جديد.. حزن وهموم أم فرح وسرور

- ‌تأثير إلغاء سعر الفائدة في المجتمع(1

- ‌الفهم الجزئي للقواعد الشرعيةوأثره السلبي في إبطاء إقامة الحجة الرسالية

- ‌أخي.. احذر موارد الهلاك

- ‌دور تحفيظ القرآن الكريم..تطلعات وآمال

- ‌شبابنا وثقافة الإنترنت

- ‌رشفات من اللغة

- ‌خطوة للقضاء على (الدكاترة)

- ‌حوار مع الحداثيين في الصحافة الإسرائيلية

- ‌هل يمكنك أن تصبح شاعراً

- ‌أمتي.. سامحيني

- ‌من أناشيد الإباء

- ‌لا تقل

- ‌وللحقيقة وجه واحد

- ‌خبر عاجل

- ‌ما بيني وبين فلسطين

- ‌وسألتها

- ‌ما دورنا حيال.. حملة الإفكوالحقد الدفين للأصولية النصرانية المتصهينة على الإسلامورسوله الأمين

- ‌حاكم ولاية زمفرة (نيجيريا) في حوار خاص مع البيان

- ‌أسلحة دمار شامل بدون تفتيش أو رقابة دولية

- ‌السائحون على الكوارث

- ‌تأملات في «هروب النخب»من الدول الإسلامية إلى الغرب

- ‌غربة الأموال العربية ومهانتها

- ‌مرصد الأحداث

- ‌البلاغة والتأثير في الحوار الفكري مع الآخر

- ‌البعد العقدي في العلاقة بين الإسلام والغرب

- ‌حرب معلوماتية

الفصل: ‌شبابنا وثقافة الإنترنت

تأملات دعوية

‌شبابنا وثقافة الإنترنت

محمد بن عبد الله الدويش

dweesh@dweesh.com

يندر أن تجد من يخالفك اليوم في أن كثيراً مما يتداول في الشبكة العنكبوتية

وخاصة في بعض ساحات الحوار يبرز مرضاً فكرياً نعاني منه.

وليس المجال مجال الحديث عن الشبكة وما يدور فيها فله ميدان آخر، إنما

الذي يعنينا هنا دلالته على التفكير السائد لدى أولئك.

والقاسم المشترك لدى شريحة واسعة منهم: السطحية والسذاجة الفكرية، أو

السب والشتم المقذع، أو الخروج عن أدب الحوار والجدال، أو القول في الدين

بغير علم.... إلى آخر تلك المآسي التي تبدو لمن يتصفح هذه المواقع.

وأجزم أن هؤلاء لا يمثلون مجتمع الصحوة تمثيلاً صادقاً، لكنهم بالتأكيد

شريحة وفئة ليست قليلة.

إن هذه الظاهرة تدعو الغيورين على هذا الجيل الذي يفكر بهذه العقلية إلى

التأمل والمراجعة؛ فهي إفراز لبعض جوانب الخلل والإخفاق في الواقع التربوي.

ونتساءل هاهنا: إلى أي حد نتوقع من هذا الجيل الذي يفكر بهذه العقلية أن

يسهم في مشروع الإصلاح والبناء المناط بهذه الصحوة؟ وهل مثل هؤلاء على

مستوى التحديات التي تواجه الأمة اليوم؟

إن المربين والمصلحين بحاجة إلى أن يضعوا ضمن برنامج عملهم الارتقاء

بهذا الجيل، وأن يوظفوا مثل هذه المشكلات في فهم الثغرات التربوية لدى الشباب.

ومن الوسائل التي ينبغي أن يعنى بها في التعامل مع هذه المشكلة:

1 -

تحقيق المزيد من التواصل مع الشباب، وفتح الصدور والقلوب لهم،

والصبر على ما قد يبدو من بعضهم من أخطاء؛ فهذا مدعاة لأن يقتربوا من

المصلحين والمربين.

2 -

توسعة المحاضن والمجالات التربوية التي يمكن أن تستوعب هؤلاء

الشباب؛ فالنماذج المتاحة لا تتلاءم مع الحاجة المتزايدة، وإمكاناتها العددية لا

تستوعب كثيراً من الشباب، كما أن النمط السائد فيها لا يلائم كافة الشرائح، فلا

بد من تعدد الأنماط واتساع أفق المربين لاستيعاب مجالات عمل متنوعة تستوعب

كافة الفئات.

3 -

الاعتناء بالبناء العلمي والفكري، وإثراء الساحة بالمزيد مما يسهم في

الارتقاء بالشباب، بدلاً من التركيز على الخطاب العاطفي وحده؛ فالساحة الدعوية

اليوم يسيطر عليها الخطاب العاطفي والحماسي، ومع أهميته وتأثيره إلا أن المبالغة

فيه تؤدي إلى إيجاد جيل يندفع مع العواطف ويقنعه هذا اللون أكثر من الخطاب

المنطقي العقلي.

4 -

الاعتناء بتيسير المادة الفكرية والعلمية التي تستهدف الشباب؛ فكثير مما

يقدم لا يتلاءم مع مستوياتهم فلا يحظى بالقبول لديهم.

5 -

مراجعة الأهداف التربوية، وتحقيق مزيد من الاهتمام بتنمية الجوانب

العقلية، والارتقاء بمهارات التفكير لدى الشباب، والتخفيف من التركيز على تقديم

المادة العلمية والثقافية من خلال خط اتصالي وحيد الاتجاه.

6 -

توسيع دائرة الحوار المباشر والتدريب على مهاراته داخل البرامج

واللقاءات التي تقدم للشباب.

7 -

تهيئة مجالات وفرص عمل دعوية واسعة على شبكة الإنترنت لتكون

بديلاً لهؤلاء الشباب يصرفون فيها جزءاً من أوقاتهم التي يصرفونها على الشبكة.

ص: 32