المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من سيقود أمريكا - مجلة البيان - جـ ٢٠٥

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌من ينتهك الحريات الدينية

- ‌المشهد العراقي هل يتكرر

- ‌حكم تداول أسهم الشركات التي تقترض أو تودع بالربا

- ‌دور الأمة ومكانتها في بناء النظام السياسي

- ‌الاختلاف في العمل الإسلامي الأسباب والآثار

- ‌الخطاب الوعظي لخطبة الجمعة خصائص وتنبيهات

- ‌التناقض بين العبادة والسلوك

- ‌حتى لا يتأخر النصر

- ‌دعاء

- ‌لك الله يا رمضان

- ‌تباريح

- ‌الفكر السياسي الأمريكي والحركات الإسلامية

- ‌ أقوال غير عابرة

- ‌التفاؤل فقه

- ‌أسرى فلسطين.. وثمن النصر

- ‌تطور الإضرابات داخل المعتقلات

- ‌رسالة إلى المعتقلين والمعتقلات الفلسطينيين المسجونيين

- ‌واجبنا تجاه أسرانا في فلسطين

- ‌شهادة حية

- ‌الأسيرات في سجون الاحتلال.. معاناة مستمرة

- ‌جراح ما زالت نازفة

- ‌رسالة إلى أم أسير

- ‌بعد اتهامه بالضلوع في المقاومة ضد العدو المحتل

- ‌إحصائية بعدد الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني

- ‌أسير يحصل على درجة الدكتوراه

- ‌شهادة من الأسر بعد الإضراب المفتوح عن الطعام

- ‌ألا فلتتجلدوا.. فالنصر حليفكم

- ‌سباق الرئاسة الأمريكية

- ‌من سيقود أمريكا

- ‌هل ينتخب الشعب الأمريكي رئيسه حقاً

- ‌تجارة الانتخابات

- ‌التضليل الإعلامي وانتخابات الرئاسة الأمريكية

الفصل: ‌من سيقود أمريكا

‌من سيقود أمريكا

؟

استشراف لنتائج الانتخابات القادمة

تختلف الانتخابات الرئاسية لهذا العام في الولايات المتحدة عن الانتخابات السابقة في وضوح تدهور العلاقة مع العالمين العربي والإسلامي. ولذلك فإن المرشحين من الحزبين يراهنون على النجاح في كسب التأييد الشعبي من خلال إظهار المزيد من الحزم والقوة في التعامل مع الأمة العربية والإسلامية، ومزيد من التعاطف مع الكيان الإسرائيلي. ولذلك فكِلا الخيارين لا يخدم مصالح الأمة، أو يتعاطف مع قضاياها.

إن الهدف من استشراف نتائج الانتخابات القادمة في هذا المقال هو توضيح نوعية التحديات التي ستقابل الأمة في السنوات الأربع القادمة من خلال التعامل مع إدارة أمريكية لن تهتم إلا بمصالح الكيان الإسرائيلي. ولن تترك هذه الإدارة العالم العربي والإسلامي ليتعامل مع القضايا الداخلية، بل ستحاول فرض حلول أمريكية غير ناجعة أو مفيدة على شعوب الأمة. وستختلف التحديات التي ستواجهها الأمة تبعاً لنتيجة هذه الانتخابات كما سيتضح من خلال المقال.

- تعريف بالمرشحين:

أسهبت وسائل الإعلام العربية خلال هذا العام في التعريف بكل من جورج بوش، وجون كيري. ولا حاجة إلى تكرار ما أصبح معروفاً لدى الكثير عن كل من المرشحيْن. وتبين الجداول المرفقة أهم المعلومات الشخصية والعامة عن المرشحين لمنصب الرئيس الأمريكي ونائبه.

ويلاحظ من هذه الجداول بعض القواسم المشتركة الهامة بين المرشحين لمنصبي الرئيس ونائبه في كل من الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري. أحد هذه القواسم المشتركة حصول جميع المرشحين على أكثر من شهادة أكاديمية، ومن جامعات عريقة ومعروفة. كما أن جميع المرشحين فيما عدا جون كيري يدينون بنفس المذهب البروتستانتي وهو الميثوديست، وهو مذهب منتشر بين سكان الولايات الجنوبية الأمريكية المعروفة بالتدين والتعصب المذهبي أيضاً.

جدول (1) تعريف بالمرشحين جدول (2) تعريف بالمرشحين

جون كيري

مرشح لمنصب الرئيس

www.johnkerry.com

[email protected]

جون إدواردز

مرشح لمنصب نائب الرئيس

www.johnkerry.com

[email protected]

الحزب

الديمقراطي

الحزب

الديمقراطي

الإقامة

بوسطن الإقامة

رالي ـ نورث كارولينا

الحالة الاجتماعية

متزوج (تريزا هاينز كيري)

الحالة الاجتماعية

متزوج (إليزابيث إدواردز)

الوظيفة السابقة

محام

الوظيفة السابقة

محام

المنصب السياسي

سيناتور (عضو مجلس الشيوخ) منذ عام 1984م

المنصب السياسي

سيناتور (عضو مجلس الشيوخ) منذ عام 1998م

التعليم

جامعة ييل ـ 1966، شهادة محاماة من كلية بوسطن ـ 1976

التعليم

جامعة ولاية نورث كارولينا ـ 1974، محاماة ـ 1976

الميلاد

11 ديسمبر 1943

الميلاد

10 يونيو 1953

مكان الميلاد

دنفر ـ كلورادو

مكان الميلاد

سينيكا ـ ساوث كارولينا

الديانة

كاثوليك

الديانة

ميثوديست

ميزانية الحملة

304 مليون

ميزانية الحملة

304 مليون (ميزانية كيري)

جدول (3) تعريف بالمرشحين جدول (4 2) تعريف بالمرشحين

جورج بوش

مرشح لمنصب الرئيس

www.georgewbush.com

[email protected]

ديك تشيني

مرشح لمنصب نائب الرئيس

www.georgewbush.com

[email protected]

الحزب

الجمهوري

الحزب

الجمهوري

الإقامة

مايلاند ـ تكساس الإقامة

كاسبر ـ وايومنج

الحالة الاجتماعية

متزوج (لورا بوش)

الحالة الاجتماعية

متزوج (لين تشيني)

الوظيفة السابقة

رجل أعمال

الوظيفة السابقة

رجل أعمال

المنصب السياسي

حاكم ولاية تكساس

1994 ـ 2000

المنصب السياسي

وزير الدفاع

1989 ـ 1993

التعليم

جامعة ييل ـ 1968، ماجستير إدارة أعمال ـ هارفارد ـ 1975

التعليم

جامعة وايومنج ـ 1965، ماجستير 1965

الميلاد

6 يوليو 1943

الميلاد

30 يناير 1941

مكان الميلاد

نيو هافن ـ كونيكتيكت

مكان الميلاد

لينكولن ـ نيراسكا

الديانة

ميثوديست

الديانة

ميثوديست

ميزانية الحملة

244 مليون

ميزانية الحملة

244 مليون (ميزانية بوش)

جدول (5) من يتبرع للمرشحين (*)

جورج كيري

1 ـ جامعة كاليفورنيا

2 ـ جامعة هارفارد

3 ـ مؤسسة تايم وارنر الإعلامية

4 ـ شركة ميكروسوفت

5 ـ مجموعة سيتي كورب

481

311

260

258

252

جورج بوش

1 ـ مورجان ستانلي

2 ـ ميريل لينش

3 ـ برايس واتر هاوس

4 ـ يو بي إس

5 ـ جولدمان ساكس

573

546

500

439

357

_________

* التبرعات بمئات الآلاف من الدولارات.

- هل للدين تأثير؟

من الأمور التي تلعب دوراً في التأثير على رأي الناخب الأمريكي هو دين المرشحين. فلم يحدث في التاريخ المعاصر للولايات المتحدة أن كان الرئيس الأمريكي من غير البروتسانت إلا في حالة الرئيس جون كيندي الذي كان يعتنق الكاثوليكية.

ولا تزيد نسبة الكاثوليك في أمريكا عن 15% من السكان. وأغلب سكان الولايات المتحدة يدينون بأحد مذاهب البروتستانتية، وينظر أتباع المذهب البروتستانتي إلى أن الكاثوليك دين آخر. والمرشح الديمقراطي جون كيري هو كاثوليكي المذهب. كما أنه قد ذكر في أكثر من مناسبة أن أصوله يهودية، وأن أجداده تحولوا إلى المذهب الكاثوليكي فراراً من الاضطهاد في أوروبا. كما أن أخاه «كاميرون «قد تحول إلى اليهودية منذ فترة، ويفخر بذلك جون كيري.

وقد يؤثر دين جون كيري سلباً عليه بين الفئات المتدينة في الولايات المتحدة بسبب خلفيته الدينية. فليس من قبيل المصادفة أن كل رؤساء أمريكا في تاريخها المعاصر كانوا من البروتستانت عدا رئيس واحد، ولم يتمكن من إكمال مدة حكمه لاغتياله.

- من الذي يدعم المرشحين؟

هناك مثل أمريكي شائع يقول: «يُتتبع مصدر المال» لكي تُعرف الجهات المؤثرة. وتظهر صحة هذا المثل الأمريكي بشكل كبير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ولذلك فإن معرفة مصادر المال الذي يستخدمه المرشحون في دعم حملاتهم الانتخابية يعطي مؤشراً قوياً على نوع السياسات التي ستتبعها إدارة هذا المرشح في حال فوزه. فمن يتبرعون للانتخابات الرئاسية يستثمرون أموالهم في مرشح بعينه، من أجل تحقيق سياسات معينة في حال فوز هذا المرشح.

وقد أظهرت الأرقام الصادرة عن «لجنة الانتخابات الفيدرالية» Federal Election Commission، وهي الجهة الرقابية المخولة بجمع البيانات عن التبرعات التي يحصل عليها المرشحون، أن هناك اختلافاً في نوع المتبرعين لكل من المرشحين. والجدول المرفق يبين أكبر مصادر التبرعات لكل من جون كيري وجورج بوش حتى منتصف شهر سبتمبر من هذا العام.

ويلاحظ من الجدول أن الجامعات والمؤسسات الإعلامية تهتم بدعم انتخاب جون كيري، بينما نجد أن المؤسسات المالية تهتم بدعم جورج بوش. ومن الملفت للنظر أن أكبر خمس متبرعين لحملة الرئيس الأمريكي الانتخابية هم جميعاً من المؤسسات والشركات المالية الكبرى.

والجدول يظهر أيضاً أن قيمة التبرعات المالية التي قدمتها المؤسسات المالية لجورج بوش أكبر من قيمة التبرعات المالية المقدمة إلى منافسه من قِبَل الشركات الكبرى الداعمة أيضاً. ويؤكد ذلك اهتمام المؤسسات المالية الأمريكية بنجاح جورج بوش لما أظهره في الفترة الرئاسية الأولى من تعاطف مع هذه الشركات. وظهر ذلك واضحاً من خلال تخفيض الضرائب على الشركات ثلاث مرات خلال السنوات الأربع الماضية.

- مواقف المرشحين الانتخابية:

يهتم الناخب الأمريكي عند اختياره للرئيس الأمريكي بالقضايا المحلية بدرجة أكبر بكثير من اهتمامه بالقضايا الخارجية. ولذلك تحسم نتائج الانتخابات الأمريكية حول عدد من القضايا المحددة. ومن أهم هذه القضايا موقف الناخب من الضرائب، وبرنامجه الاقتصادي. كما أن لجوانب التأمين الصحي، والبرامج الاجتماعية، وخصوصاً موقف الناخب من قضية الإجهاض أهمية كبيرة كذلك.

وفي السنوات الأخيرة برزت كل من قضية الأمن الداخلي ضد الإرهاب، وتقليل الهجرة إلى الولايات المتحدة لتصبح من الأولويات الانتخابية أيضاً. أما موضوعات السياسة الخارجية، والتي ترتبط بالعالم العربي والإسلامي، ومن بينها دعم إسرائيل فليست من الأولويات الانتخابية للشعب الأمريكي. ولا ينفي ذلك أن المرشحين يهدفون دائماً إلى إرضاء اللوبي الموالي لإسرائيل من أجل الحصول على التبرعات، وكذلك الأصوات اليهودية المؤثرة في بعض الولايات الهامة. كما أن الحرب مع العراق أصبحت أيضاً أحد المحاور الهامة لانتخابات هذا العام.

ولكن المواطن الأمريكي ينظر إلى كل هذه القضايا السابقة من وجهة نظر محلية وليست خارجية. المهم لدى الناخب الأمريكي هو تأثير أي من هذه القضايا على حياته اليومية. فالحرب مع العراق ينظر لها محلياً من عدد من الزوايا من بينها تأثيرها على الاقتصاد الأمريكي، وعدد القتلى من أبناء الشعب الأمريكي، وعلاقة الحرب بأسعار البنزين للسيارات. أما عدالة القضية أو الضحايا من الشعب العراقي، فهي أمور قد تهم بعض الأمريكيين من باب الاطلاع على ما يحدث في العالم، ولكنها ذات تأثير محدود في الانتخابات. والجدول المرفق في الصفحة التالية يلخص أهم القضايا الانتخابية في الحياة الأمريكية، وموقف كلا الناخبين من هذه القضايا.

ويلاحظ من هذا الجدول أن مواقف المرشحين متباينة في بعض القضايا الداخلية. أما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فهناك تطابق في السياسات المتعلقة بالحرب ضد الإرهاب، ومواجهة ما يسمى بالإرهاب الإسلامي، وكذلك ما يتعلق بدعم إسرائيل.

- مواقف المرشحين من قضايا الشرق الأوسط والعالم الإسلامي:

كان للحروب التي أشعلتها الإدارة الأمريكية في أكثر من موقع في العالم أثراً كبيراً على ظهور موضوع الحرب مع العراق كأحد القضايا الانتخابية الهامة. ولكنه أمر طارئ في السياسة الأمريكية بالنسبة للمواطن الأمريكي، ولذلك لا يمثل محوراً أساسياً عند اختيار المرشح للرئاسة. ولكن يلاحظ أن المرشحين من الحزبين يستخدمون الحرب مع العراق وسيلة لجمع الشعب الأمريكي حول عدو خارجي وهو ما يسمى بالإرهاب الإسلامي.

ولذلك تبرز قضية العراق، والشرق الأوسط، ودعم إسرائيل، ومقاومة الإرهاب، كقضايا يكثر الحديث عنها في وقت الانتخابات، ولكنها ذات تأثير محدود ما لم تحدث كارثة أمنية أو عسكرية خلال الفترة القادمة، وهو ما يراهن عليه الحزبان - كل على طريقته.

جدول (6) المواقف الانتخابية للمرشحين

الموضوع

جون كيري ـ الحزب الديمقراطي

جورج بوش ـ الحزب الجمهوري

الميزانية العامة

خفض العجز في الميزانية إلى النصف خلال الأعوام الأربعة القادمة

مسؤول عن أكبر عجز في تاريخ الولايات المتحدة ـ 521 مليار. ويهدف إلى خفض العجز في الميزانية إلى النصف خلال الأعوام الخمس القادمة.

الاقتصاد

أهم البنود الاقتصادية: زيادة فرص العمل، وتخفيف عبء التكاليف الصحية. يسعى إلى إيجاد 10 ملايين وظيفة جديدة.

لم يقدم برنامجاً اقتصادياً حتى الآن. يرى تمديد الإعفاءات الضريبية التي أقرت سابقاً. اقترح تعديل قوانين المطالبة بتعويضات الإصابات.

التعليم

يقترح رصد ملبغ 2.3 مليار لدعم الطلبة لدخول الجامعات في حال عملهم في خدمة الدولة لعامين. تخفيض الضرائب عن الأسر التي بها طلبة.

قام بزيادة الإنفاق الفيدرالي على التعليم بنسبة 50% خلال السنوات الماضية. يرى رفع مستويات كفاءة المعلمين، والتركيز على امتحانات الكفاءة للطلبة.

الطاقة

يعارض التنقيب عن البترول في محميات ألاسكا. يوافق على استخدام المخزون الاستراتيجي للنفط لتقليل أسعار البنزين. يقترح تقديم مكافآت مالية لمن يستخدمون الطاقة البديلة. يطالب بزيادة كفاءة السيارات في استخدام الطاقة. يوافق على فرض ضرائب على البنزين لتقليل الاستخدام. يدعم تطوير الشبكات الكهربائية بأمريكا.

يوافق على التنقيب عن البترول في محميات ألاسكا. عارض استخدام المخزون الاستراتيجي للنفط لتقليل أسعار البنزين. يعارض في زيادة كفاءة السيارات في استخدام الطاقة! لا يوافق على فرض ضرائب على البنزين لتقليل الاستخدام. يدعم تطوير الشبكات الكهربائية بأمريكا.

البيئة

لا يرى قطع الأشجار في الغابات لمنع الحرائق. لا يرى نقل المخلفات النووية إلى نيفادا، تخزن في أماكن انتاجها. حاصل على تقييم أفضل سيناتور من ناحية اهتماماته البيئية.

يوافق على قطع الأشجار من الغابات الفيدرالية لمنع الحرائق. يوافق على تخزين المخلفات النووية بصحراء نيفادا. قام بسحب أمريكا من اتفاقية كيوتو لدعم البيئة. يعرف بين محبي البيئة أنه أسوأ رئيس عرفته أمريكا.

السياسة الخارجية

يرى استخدام القوة لحماية مصالح أمريكا دون خسارة الأصدقاء ينادي بإعادة استخدام الدبلوماسية قبل القوة. التعامل مع الأمم المتحدة كشريك كامل في السلام. يدعم إسرائيل بلا حدود.

ساهم في توتر العلاقة مع الاتحاد الأوروبي. يرى دفع الديمقراطية في الشرق الأوسط من خلال مشروعات إصلاح تتبناها أمريكا. يرى الاستمرار في تحدي «مثلث الشر» يدعم إسرائيل بقوة.

الصحة العامة

يرى أن يطور التأمين على الموظفين الفيدراليين ليغطي جميع المواطنين من خلال إعفاءات ضريبية مالية. يرى دعم الشركات الصغيرة والعاطلين عن العمل للحصول على تأمين صحي.

ارتفع عدد من لا يتمتعون بأي تأمين صحي في عهده إلى 6.43 مليون. وافق على تعديل قانون التأمين الصحي لكبار السن. ارتفعت تكلفة التأمين الصحي خلال رئاسته أكثر من 15%.

الأمن الداخلي

يرى أهمية تطبيق توصيات لجنة 9 ـ 11 الخاصة بالأمن الداخلي. يرى إعادة تشكيل أجهزة الاستخبارات الأمريكية. يهتم بإعادة تقييم أجهزة تأمين المنشآت الحيوية. يرى إنشاء منظمة للدفاع المدني من المواطنين.

يرى الأمن الداخلي أحد أهم أولوياته. أنشأ وزارة الداخلية لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة. سن قانون «باتريوت أكت» الذي تسبب في إهدار الحقوق المدنية لكثير من الأقليات. قام بتطوير وتحديث أجهزة الأمن الداخلي. ويهدف إلى الاستمرار في ذلك.

التجارة الدولية

يرى استخدام منظمة التجارة العالمية لمواجهة السياسات النقدية للصين. يهتم بالاتفاقات التجارية مع دول العالم بشرط أن تكون بها قيود واضحة على سياسات العمل والبيئة.

يدعم التجارة الحرة بقوة. يميل إلى دعم الصناعات الأمريكية في مواجهة أوروبا.

الإجهاض

يدعم الإجهاض الذي يتم بشكل قانوني. يوافق على برنامج التأمين والرعاية الصحية التي تقدم خدمات الإجهاض.

يعارض الإجهاض إلا في حالات خاصة. يعارض منح المساعدات المالية لأي جهة تدعم الإجهاض. يدعم تغيير الدستور لحماية حقوق الأجنة.

عقوبة الإعدام

يعارض عقوبة الإعدام، وفيما عدا الإرهاب يرى أن عقوبة الإعدام لا يجري تطبيقها بعدالة، وتستهدف السود أكثر من البيض.

أشرف كحاكم ولاية تكساس على إعدام 152شخص. يرى الإعدام رادع قوي ضد الجريمة. يعتقد أن الإعدام يحفظ حياة الآخرين.

حقوق الشواذ

يعارض زواج المثليين، ولكنه لا يوافق على تعديل الدستور لمنع ذلك. يدعم عدم اضطهاد الشواذ في العمل. يرى أن من حق الشواذ المشاركة في الخدمة العسكرية والإعلان عن ميولهم.

يرى منع زواج المثليين بتعديل دستوري. يرى أن الشذوذ لا يتلاءم مع الخدمة العسكرية، ولكنه لم يغير السياسات القائمة.

حمل السلاح

يوافق على استمرار منع امتلاك الأسلحة الأتوماتيكية. يعارض منح صناع الأسلحة حماية من المحاكمة القضائية المدنية.

يوافق على منح صناع الأسلحة حماية من المحاكمة القضائية المدنية. يوافق على استمرار منع امتلاك الأسلحة الأتوماتيكية. تتراخى إدارته في تنفيذ عقوبات المخالفة في حمل تراخيص الأسلحة.

الهجرة

يرى أن كل من أقام بالولايات المتحدة لخمس سنوات دون مخالفة قانونية، وقام بدفع الضرائب، فإن من حقه أن يصبح مواطناً أمريكياً بشكل فوري.

يرى منح إقامة قانونية للعمالة غير القانونية، ولمن يحصل على عمل بأمريكا من خارجها. يعارض منح المقيمين بشكل غير قانوني الجنسية الأمريكية.

الدين

يرى أهمية الفصل بين الدين والدولة. يرى أن لكل المواطنين في أمريكا حقوقاً متساوية في التعبير عن آرائهم بشأن الدين، أو عدم الحاجة إليه.

يعتقد أنه ولد من جديد ليصبح متديناً. يرتبط بالحركة التبشيرية، ولا يخفي ذلك. يرى أهمية طلب العون من الإله عند اتخاذ القرارات الهامة. يعارض أي تشريعات تهدف إلى تنحية الدين من الحياة العامة.

فالحزب الجمهوري برئاسة جورج بوش سيستفيد كثيراً في حال حدوث هجمات شبيهة بأحداث سبتمبر على الولايات المتحدة، حتى ولو كانت بحجم أقل، وتأثير محدود، وذلك لاستخدام ذلك الحدث في إشعار الأمريكيين بالخوف، ودعوة الجميع إلى الالتفاف حول الرئيس وحزبه لإنهاء الحرب مع الإرهاب كما يدعون. وهناك بعض التكهنات في الدوائر الأمنية والسياسية التي ترصد الانتخابات الأمريكية أن الحزب الجمهوري قد يصطنع حدثاً ما خلال الفترة القادمة لرفع درجة التأهب الأمني، وإعادة حالة الخوف إلى الشعب الأمريكي للحصول على الأثر الانتخابي المطلوب.

أما الحزب الدبمقراطي برئاسة جون كيري، فإنه يستخدم الحرب مع العراق وسيلة لتحقيق هدفين: الأول هو الطعن في كفاءة الإدارة الأمريكية الحالية في إدارة الصراع، والتحكم في العراق ما بعد الحرب. أما الهدف الثاني فهو جمع الشعب الأمريكي حول العدو الخارجي الجديد، وهو الإرهاب الإسلامي المدعوم من دول عربية بعينها. ويهتم جون كيري في هذا السياق بإبراز المملكة العربية السعودية كعدو لكي يقدم نفسه مخالفاً لجورج بوش الذي عرفت عائلته بالعلاقات الوثيقة مع المملكة. ولا يعني ذلك أن جون كيري سيغير من سياسة الولايات المتحدة النفطية، وارتباطها بالخليج العربي. وإنما يتم استخدام هذه القضية في الحملة الانتخابية من أجل استغلال غضب الشعب الأمريكي من هوية أغلب من شاركوا في أحداث سبتمبر، وكذلك للتميز عن جورج بوش، وإظهاره بأنه حليف للأعداء.

ولكن من المهم التأكيد مرة أخرى قبل أن نفصل في مواقف المرشحين من قضايا الشرق الأوسط والعالم الإسلامي أن هذه المواقف لا تحسم نتائج الانتخابات، وذات تأثير محدود في نهاية الأمر على اللعبة الانتخابية.

- الحرب مع العراق:

قام الرئيس الأمريكي بغزو واحتلال العراق بمسوغات ثبت كذبها بعد ذلك. وتسبب ذلك في مقتل عشرات الآلاف من العراقيين، وأيضاً آلاف الجنود الأمريكيين. ويرى الرئيس الأمريكي أنه سيستمر في حربه ضد «مثلث الشر» في حال استمراره في الرئاسة. كما أن الإدارة الأمريكية الحالية تستخدم العراق نقطة ارتكاز للتواجد العسكري في المنطقة لحماية المصالح الأمريكية.

أما جون كيري؛ فقد وافق في البداية على غزو واحتلال العراق. أما في الحملة الانتخابية، فإنه يقول إنه خدع بسبب المعلومات المغلوطة التي قدمتها الإدارة الأمريكية. ومع ذلك فهو يقول إنه كان سيحتل العراق أيضاً لو كان رئيساً للولايات المتحدة، ولكن بعد استننفاد كل الوسائل الدبلوماسية، وبعد استشارة وموافقة أصدقاء أمريكا.

ويشترك المرشحان في أمرين هامين: الأول أن كل منهما يستخدم سقوط النظام العراقي نصراً في محاربة الإرهاب، ومن ثَمَّ إلقاء صبغة شرق أوسطية على الحرب مع الإرهاب. والثاني أن كل منهما يسعى إلى استخدام احتلال العراق نقطة انطلاق للتأثير المباشر على الأوضاع السياسية والاجتماعية في الشرق الأوسط. ولذلك ينادي جون كيري بأنه سيقود حملة من أجل دعم التعليم العلماني بالمنطقة العربية، والقضاء على التعليم الديني الذي يراه السبب الأول في «إفراز الإرهاب» .

- دعم إسرائيل:

يرى جورج بوش أن دعم إسرائيل له الكثير من المسوغات السياسية والأمنية، والدينية أيضاً. لذلك فقد شهدت السنوات الأربع الماضية دعماً غير محدود لسياسات التوسع والإرهاب الإسرائيلية. ومن المتوقع أن تستمر الإدارة الأمريكية في السياسة نفسها في حال نجاحها لفترة رئاسية مقبلة.

أما جون كيري فقد حاول مراراً في الفترة الأخيرة أن يتفوق على منافسه ليس فقط على مستوى السياسات، وإنما أيضاً على مستوى التعاطف الشخصي. ففي مجال السياسات ذكر كيري في مقال في مجلة «فوروورد» التي تصدر في نيويورك، والتي يدعمها التيار الصهيوني في أمريكا:«إن الولايات المتحدة وإسرائيل تواجهان تحديات أمنية حاسمة بسبب استمرار التمويل السعودي للإرهاب، وسعي إيران إلى تطوير برامج أسلحة نووية، ومواصلة سورية رعاية عمليات إرهابية» . ولخص سياسته قائلاً: «لن نمارس ضغطاً على إسرائيل لتقدّم تنازلات.. سنطبق عقوبات على سورية.. لن نسمح بإيران نووية» .

كما تعهد كيري بأنه ـ إذا أصبح رئيساً ـ سيؤسس قسماً في وزارة الخارجية لمواجهة العداء لليهود في كل العالم، وسيصبح موضوع معاداة اليهود واحداً من بنود تقرير حقوق الإنسان الذي تصدره وزارة الخارجية سنويا (1) . وقال في نفس المقال:«أمريكا ليست آمنة ما دامت إسرائيل تواجه عمليات إرهابية لا تتوقف» .

أما على المستوى الشخصي فقد ردد كيري خلال لقاء مع الجالية اليهودية أنه إذا انتُخب رئيسًا للولايات المتحدة فسوف يكون أول رئيس أمريكي له تراث يهودي وقريب يهودي (يقصد «كاميرون» شقيقه الذي يعمل مستشارًا له ويعتنق اليهودية) ، وأن أجداده كانوا يهودًا ثم اعتنقوا الكاثوليكية عندما هربوا من أوروبا (2) .

- موقف العرب والمسلمين في الولايات المتحدة:

العرب والمسلمون في الولايات المتحدة في موقف صعب هذا العام. فقد غامروا بتأييد جورج بوش في الانتخابات الماضية، ولم يفِ بأي وعد من وعوده التي قطعها على نفسه، ولذلك فقد أصبح من غير المقبول التصويت له مرة أخرى. ومن ناحية أخرى فإن المرشح الديمقراطي جون كيري لم يبد أي اهتمام أو تعاطف مع قضايا العرب والمسلمين في القارة الأمريكية. بل إنه تعمد في أكثر من حديث صحفي له استثارة مشاعرهم من خلال الهجوم على الدول الإسلامية، وإعلان التأييد غير المشروط للكيان الإسرائيلي.

ولذلك فإن الوقوف في صف جون كيري أيضاً ليس خياراً مقبولاً، بل هو حرق للأصوات الانتخابية بإعطائها لمرشح لا يهتم بمصالح أو هموم الجالية. وأما التصويت لـ (رالف نادر) مرشح حزب الخضر، واللبناني الأصل، فهو تصويت لإثبات موقف، ولكنه غير مؤثر في النتيجة النهائية للسياسات الأمريكية المتعلقة بالعالم العربي أو الإسلامي.

وفي أحدث استطلاع للرأي حول موقف الناخبين العرب والمسلمين، أجراه مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية - كير، وجد أن 34% يميلون إلى تأييد المرشح الديمقراطي جون كيري، و24% ترى انتخاب رالف نادر (1) . أما جورج بوش فلم يحظ بنسبة تذكر في هذا الاستطلاع. كما أظهر نفس الاستطلاع أن الاهتمامات التي يحدد من خلالها المسلمون في أمريكا أولوياتهم في التصويت للمرشحين كانت في أغلبها محلية ترتبط بمشكلاتهم أكثر مما ترتبط بقضايا الأمة العربية والإسلامية. فقد أكد 40% من المسلمين أن الحقوق المدنية هي القضية الأهم في أولوياتهم، ويلي ذلك بنسة 25% الاقتصاد الأمريكي.

ولعل الموقف الأسلم والأصح للجالية العربية والإسلامية في هذه الانتخابات هو الامتناع عن تأييد أي من المرشحين، والإعلان عن ذلك بقوة. إن حجب الثقة الانتخابية عن كلا المرشحين قد يظهر وكأنه موقف سلبي من الجالية. ولكن الواقع أن هذه الانتخابات - كما يبدو في هذه المرحلة - ستكون متقاربة في النتائج. لذلك فإن أصوات الجالية يمكن أن تكون مؤثرة في النتيجة النهائية. وعدم التصويت سيشعر كل طرف أنه هو الخاسر لحاجته في النهاية لعدد بسيط من الأصوات لكي يفوز في هذه الانتخابات في حال تقاربت النتائج كما هو متوقع هذا العام.

- التوقعات الانتخابية، واحتمالات الفوز:

من الصعوبة استشراف نتائج هذه الانتخابات في ضوء احتمال حدوث هجمات جديدة على الولايات المتحدة الأمريكية، أو تدهور الوضع العسكري والأمني في العراق. ولكن في حال استمرار الأوضاع كما هي عليه وقت كتابة هذا التقرير، فإن من المرجح أن ينجح جورج بوش في الاحتفاظ بمقعد الرئاسة للفترة المقبلة لعدد من الأسباب. من هذه الأسباب أن الشعب الأمريكي لا يثق في قدرات جون كيري، وأن دينه الكاثوليكي سيكون عائقاً في نظر بعض الناس لانتخابه.

كما أن جورج بوش قد نجح في إظهار نفسه، وكأنه صمام أمن ضد الإرهاب بسبب السياسات العدوانية الخارجية التي ينتهجها، والتي أقنعت الشعب الأمريكي أن هذا الرئيس لا يهاب من استخدام القوة ضد الأعداء. كما أن سياسات القمع الداخلي من قِبَل الأجهزة الأمنية ضد العرب والمسلمين قد استفزت جمعيات حقوق الإنسان، ولكنها أيضاً وافقت هوى في نفس الشعب الأمريكي الذي أصبح يخاف من الإسلام كدين، ولا يُكِنُّ مشاعر إيجابية بالضرورة تجاه أبناء هذا الدين. وليس من المقبول ان تطلق الأحكام في هذا الموضوع، ولكن الحديث هنا عن النسبة الأكثر من الناخبين الأمريكيين الذين سيشاركون في الاقتراع على منصب الرئيس.

أما في حال تدهور الحرب في العراق بشكل مفاجئ وكبير، فقد يسبب هذا الأمر إرباكاً للحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي يمكن أن يستغلها جون كيري لرفع أسهمه كبديل مناسب. ويراهن الحزب الديقراطي على ذلك. وفي حال حدوث ضربة أخرى للمصالح الأمريكية على غرار أحداث سبتمبر، فإن من المؤكد عندها أن ترتفع أسهم الرئيس الأمريكي الانتخابية في مقابل منافسه.

الأمر الذي يمكن استخلاصه من مراقبة الحملة الانتخابية لكلا المرشحين، هو أنهما لن يختلفا كثيراً فيما يتعلق بالشرق الأوسط والعالم الإسلامي. ولذلك فنحن على مشارف سنوات جديدة من التحديات في التعامل مع الولايات المتحدة لمنع تدخلها في شؤون المنطقة، وتقليل دعمها لإسرائيل.

- مستقبل العلاقة مع العالم الإسلامي والعربي:

تقف أمريكا على حافة مفترق طرق في علاقتها بالعالم العربي والإسلامي. وستحدد الانتخابات الرئاسية القادمة كيف ستتطور هذه العلاقة، وفي أي الاتجاهات. ومن غير المتوقع أن تتحسن هذه العلاقة في ضوء المواقف الانتخابية لكلا المرشحين.

الحزب الجمهوري يسير بخطى واسعة نحو رفع مستوى وطبيعة الكراهية بين الإدارة الأمريكية، ومعظم شعوب العالم العربي والإسلامي من خلال المواقف التي اتخذتها الإدارة الأمريكية خلال الفترة الرئاسية الحالية. وليس من المتوقع أن تتغير هذه المواقف في المرحلة القادمة. أما مرشح الحزب الديمقراطي جون كيري، فإن مواقفه الانتخابية تبين أنه سيكون إسرائيلياً أكثر من الإسرائيليين عند الحديث عن حقوق الشعب الفلسطيني. كما أنه سيستمر في فكرة معاداة العالم الإسلامي بدعوى مقاومة الإرهاب. وأخيراً فمن المتوقع أنه سيحاول التدخل كذلك في السياسات الداخلية للعالم العربي والإسلامي تحت دعوى الإصلاح.

ص: 29