المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سنة مفقودة صالح حسن - أبها غلب على كثير من الناس أن - مجلة البيان - جـ ٣٣

[مجموعة من المؤلفين]

الفصل: ‌ ‌سنة مفقودة صالح حسن - أبها غلب على كثير من الناس أن

‌سنة مفقودة

صالح حسن - أبها

غلب على كثير من الناس أن يصلوا السنن في المساجد سواء قبل الفريضة أو

بعدها ولو علم أحدهم أن بيته يفتقر إلى مثل هاتين الركعتين لتبرع بجزء صغير من

إحدى حجرات بيته ليتخذه مصلى يذكر الله فيه ويناجيه ويتفقد أحوال قلبه في ذلك

المصلى بعد كل فريضة يقضيها في المسجد، وفي الحديث عن رسول الله - صلى

الله عليه وسلم - أنه قال: «أيها الناس صلوا في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء

في بيته إلا المكتوبة» . رواه البخاري ومسلم.

ويستثنى من الأفضلية ما يختص بالمسجد من السنة كركعتي تحية المسجد

مثلاً، ومن أغنى الثمار المرجوة من اتباع هذه السنة التبرك بها لنزول الرحمة

عليك وعلى أهل بيتك، فإن المسلم أحوج ما يكون لذلك وقد يستطيع ترويض نفسه

على موازنة صلاته ظاهراً وباطناً بين بيته والمسجد ليكون ذلك أبعد عن الرياء،

وقد يكون هذا باب خير في أن يتفقد نفسه في جميع العبادات ليكون حريصاً ألا

يداخله الرياء، وكذلك ليخلو مع نفسه قليلاً متجهاً إلى الله في خلوته ملتجئاً إليه -

سبحانه وتعالى يشكو همومه وأحزانه لفاطر السموات والأرض، منكسراً بين يديه

معترفاً بذنوبه وتقصيره، فعن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي - صلى

الله عليه وسلم - «يصلي في بيته قبل الظهر أربعاً ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم

يدخل فيصل ركعتين، وكان يصلي بالناس المغرب، ثم يدخل بيتي فيصلي ركعتين

ويصلي بالناس العشاء ويدخل بيتي فيصل ركعتين.» رواه مسلم.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل

عامة السنن والتطوع الذي لا سبب له في بيته، لا سيما سنة المغرب فإنه لم ينقل

عنه أنه صلاها في المسجد.

فحرص المسلم على اتباع السنة يزيد من قوة إيمانه ووضوح اتصاله بحياة

الرسول صلى الله عليه وسلم، فتجده متميزاً عن الناس وقد تفتحت مداركه

وقويت فراسته، وعظم قدره عند الله ببركة تطبيقه واتباعه وحرصه على سنة

محمد صلى الله عليه وسلم.

ص: 79

الصفحة الأخيرة

كاتب إسلامي!

عبد القادر حامد

كل من يجعل من الإسلام موضوع كتابته تصفه صحافة العرب اليوم بأنه

(كاتب إسلامي!) سواء تكلم عن الإسلام مدحاً أو قدحاً، أو جاءت كتابته حقاً أو

باطلاً وسواء أنارت كتابته العقول؛ أو أوقعتها في دياجير البلبلة والضلال.

ومن هؤلاء الموصوفين بهذه الصفة الفضفاضة خالد محمد خالد! وممن

يصفه بذلك صنف طيب من الناس يغتر بكثرة الإنتاج، وكثرة المؤلفات، وطول

المقالات، ويخلبه عجيج الإدعاء، وكثرة تكرار الأسماء.

وخالد محمد خالد بدأت شهرته عن طريق (خالف تعرف!) عندما كتب كتابه

(من هنا نبدأ) فكان تكراراً لأفكار علي عبد الرازق في (الإسلام وأصول الحكم)

لكن مع وقاحة ونزق خلا منها كتاب عبد الرازق ولعلها كانت تناسب ارهاصات

الناصرية وثورة 1952.

ثم تطامن صوته إثر صدور كتابه ذاك ورد أهل العلم عليه وتفنيده، ليظهر

مرة أخرى في فترة الليل الناصري الطويل، وينفرد ككاتب إسلامي لا يزاحمه أحد، (مطوّب) لحساب تلك الفترة العقيم. وبعد زوال تلك الفترة؛ وارتفاع الحظر عن

العقول نسبياً بدأت التساؤلات حول أحقية هذا الرجل بالكتابة الإسلامية بعد أن سبق

ورمى الإسلام بكل نقيصه في كتابه الأول.

فطرحت وراجت فكرة رجوعه عن أفكاره التي بدأ بها شهرته، (هذا يحصل

كثيراً في مصر!) ولا زال يحتل مكانه بين من تدخرهم الصحافة المصرية

للملمات؛ كموسى صبري، وأنيس منصور، وعبد العظيم رمضان، وإبراهيم نافع

وغيرهم

إن كتابات خالد محمد خالد إذا جردتها من التلاعب بالألفاظ والهذر الإنشائي

المغلف بعواطف بهلوانية باردة؛ لا قيمة لها من الناحية العلمية، ولا تعلم الشباب

المتعطش للمعرفة غير الندب والصراخ! وهذه هي ميزته الأساسية، فهو مقروء

في الشارع، بعيد كل البعد عن الدوائر العلمية، لا يعرفها ولا تعرفه وهو ككثير

من الكتاب السطحيين يلتقط كلماته وحججه من كتب الأدب والقصص ومن كتب

المواعظ البعيدة عن التحقيق والضبط، ومن المأثور الشعبي المتهافت. أما العلم

الصحيح فبينه وبينه بعد المشرقين.

ص: 80