المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌هل نسينا مسألة الوحدة - مجلة البيان - جـ ٥٣

[مجموعة من المؤلفين]

الفصل: ‌هل نسينا مسألة الوحدة

منتدى القراء

‌الكلمة الهادفة الهادئة

أبو إبراهيم

كثيراً ما نرى في المساجد بعض الشباب الممتلئ حماساً وحيوية والذي يلمس

من نفسه شعوراً بالقدرة على صعود أعواد المنابر ومواجهة الناس للتكلم إليهم سواء

في خطبة جمعة أو كلمة تلقى على المصلين.

وتظهر مع بعض هؤلاء الشباب نبرة الصوت العالية التي هي - إن شاء

الله - خرجت من قلب مشفق محب للخير، ولكن قد يصاحب هذه النبرة بعض الكلمات الموجهة إلى شريحة معينة من المجتمع - كالعصاة الظاهرة معاصيهم - بعض الكلمات الجارحة مما يؤدي إلى نفور هذه الشريحة من المتحدث وعدم الأخذ بكلامه جملة وتفصيلاً وذلك لمصادمته لهم مباشرة وبأسلوب فيه غلظة في القول.

لا ندري لماذا لا يلجأ هؤلاء الشباب ومن على شاكلتهم إلى تلافي مثل هذه

المآخذ في كلماتهم وخطبهم، واللجوء إلى الكلمة الهادفة الهادئة. التي ترتكز على

عدم رفع الصوت أكثر مما ينبغي، وعلى محاولة كسب قلوب الناس وملاطفتهم

بالنصيحة، وذكر ما يناسبهم من الحديث، وعدم مصادمة مشاعرهم، وإطلاق

الكلمات الجارحة، والأخذ بمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم الذي وصفه

ربه بقوله: [فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ولَوْ كُنتَ فَظاً غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ

حَوْلِكَ] .

...

...

...

...

...

ص: 88

‌هل نسينا مسألة الوحدة

عبد العزيز العنزي

يعتبر أي مشروع نهضوي إسلامي لا يضع في مقدمة أهدافه تحقيق الوحدة بين

المسلمين مشروعاً فاشلاً، وليس سبب هذا الفشل فقط إغفاله للنصوص الشرعية

المتواترة القاضية بالحث على الوحدة وذم التفرق بين المسلمين؛ بل لأجل إغفاله

ضرورة عملية من ضرورات العمل الدعوي، ولا أظن أن هذه القضية تخفى على كل

ممارس للعمل الدعوي على أرض الواقع.

إذا تقرر ما تقدم فإن الناظر والمتأمل في واقع الدعاة يرى عجباً في هذا الجانب

فالقضية أصلاً لا تتناول إلا في نطاق ضيق، وإن تنولت فليس على مستوى الهم العام

لجميع الدعاة، ولم نصل بعد إلى مرحلة جعل هذه القضية من قضايا المسلمين العامة

التي لا يجهلها أحد.

ص: 88