المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الحقائق وأعداؤها لو أني بليت بهاشمي … خؤلته بنو عبد المدان لهان - مجلة الحقائق - جـ ١١

[عبد القادر الإسكندراني]

الفصل: ‌ ‌الحقائق وأعداؤها لو أني بليت بهاشمي … خؤلته بنو عبد المدان لهان

‌الحقائق وأعداؤها

لو أني بليت بهاشمي

خؤلته بنو عبد المدان

لهان علي ما ألقى ولكن

(تعالوا فانظروا بمن ابتلاني)

خلق الله الخير وقيض له أهلاً وأنصاراً وقدر الشر وجعل له فئة وأعواناً فطوبى لمن كان من عوامل الخير وأنصاره وويل لمن كان من أهل الشر وأعوانه. منيت هذه الأمة الإسلامية بما منيت به من الضعف لما انحطت فيها رتبة الوازع الديني وقل فيها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

أهمل أهل الدين والعلم هذه الفريضة فقام زعماء الباطل وأعداء الدين دعاة الفساد ينشرون بين ذويهم ومعارفهم وعلى صفحات الصحف ما يتبرأ منه العقل وتنبذه الأخلاق الفاضلة ويصادم ضروريات الدين ظناً منهم بأن سلطة الدين انتهى أمدها بسكوت رجاله عن الذود عن حياضه.

غرهم هذا السكوت وزمناً فكانوا يسرحون ويمرحون فرحين بما خولهم الدستور من حرية القول معلقين الآمال الطويلة على خفوت صوت العلم وأهله وخلو الجو لهم إلى أن قيض الله تعالى أصحاب مجلة الحقائق الذين يعلم الله وملائكته والناس أجمعين أنهم أنشؤوها لمحض خدمة العلم والدين.

هال هؤلاء السفلة المتفرنجين ظهور الحقائق بهذا المظهر الديني بعدما وهموا بأن السيطرة تمت لهم ولم يرق في أعينهم قيامها في وجه البدع ومحاربتها للمنكرات فطفقوا يناصبونها العداء ظناً منهم أنهم يقطعون عليها سيرها وجهلاً بقوله صلى الله عليه وسلم (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرة على الحق لا يضرها من خالفها حتى يأتي أمر الله).

أما والحق إن الحقائق ستقطع ألسنتهم وترد كيدهم إلى نحورهم وتوقفهم عند الحد الذي ينبغي أن يقفوا عنده وهم مهما جدوا في سبيل التفرنج ودعوة الناس إليه فليسوا بقادرين أن يحللوا المنكر من الدين بالضرورة فقد تكفل الله بحفظ شرعه وهو يقبض له في كل زمن من يغار عليه ويذب عنه.

لم يكتف أولئك الجهلة الأغبياء بتعمدهم إيذاء أهل الدين فهم لا يحمدون من الحكام لا من كان موالياً لهم وعلى شاكلتهم وأما الحاكم الذي يعرف مكنونات ضمائرهم وما يبطنون من بغض الدين، وأهله والصلاح ورجاله، فيقصيهم ويبعدهم ويحلهم حيث يستوجب أقدارهم

ص: 24

فهم لا يفتئون يتربصون به الدوائر ويصورون أعماله المنطبقة على الدين والمصلحة بصورة المنكرات التي يجب إزالتها. (ولن يجدوا إلى ذلك سبيلا).

تمسك أولئك المتفرنجون الزعانف بالمثل العامي (الوقاحة بضاعة رابحة) لذلك لا يخجلون أن يقولوا للعامة أن إزالة المنكرات جريمة، وأن تسهيل طرق البغاء أمر لازم يجب على الحكومة القيام به وعلى الأمة المطالبة به.

وأغرب من ذلك أن زعموا أن العقلاء المتدينين قائلون بقولهم إذ ليس معروفاً في معنى المتدين إلا المتمسك بالدين وهذا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يصرحان بكبيرة الزنا وعقاب مرتكبيه فهل يكون الطالب لتسهيل الطرق لمنكرات الدين والمجاهرة بها متديناً وهل هذا إلا تلاعب بالدين وزواجره واحتقار أهله؟ وأغرب منه في الوقاحة أن زعموا أن الدين نتقص يحتاج أن يكملوه فهم يقولون أن إباحة المنكرات لازمة للمصلحة وأن تسهيل طرق الزنا ارتكاب لأخف الضررين كأن الله تعالى لم يتم شرائعه! ولم ينزل في كتابه العزيز (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً).

ص: 25