الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأسئلة والأجوبة
لهلال) المندرجة في عدد 480 من جريدة المقتبس فقد #أثبت فيها أن الأولي إثبات
حضرات أصحاب مجلة الحقائق الإسلامية الغراء حفظهم الله تعالى بما أن مجلتكم الزاهية. مجلة علمية دينية. مقصدها الوحيد خدمة العلم، ورد الشبهات، وإثبات الحقيقة ظاهرة للعيان، جئت ألفت أنظاركم إلى مقاله الكاتب شكري أفندي العسلي المعنوية ب (رؤية رمضان على حساب المنجمين=الفلك وأسند ذلك إلى أقوال بعض علماء الدين. فالرجاء من حضرتكم أن كان ذلك حقاً أن تبينوه لنا على صفحات (الحقائق) أو غيره فغيرتكم على الدين وأقوال علماء المسلمين توجب عليكم بيان الحقيقة والله لكم معين.
دمشق توفيق قويدر
الجواب
نحن لا نقول أن الكاتب كتب ما كتب عن سوء نية بل نقول أنه لم يصب الحقيقة لعدم تمسكه بأقوال الأئمة الموافقة لصريح السنة وأن استشهد بها. ولرغبته في ترجيح جانب العقل في مسائل لم يدع العقل مجالاً للاختلاف فيها لو اطلع الكاتب على ما ورد في هذه المسئلة من صريح الأحاديث الشريفة لما كانت (مسألة إثبات رؤية الهلال من أشكل المشكلات عنده ولما كان ثبوتها بشهادة رجل واحد من أغرب ما قرأه، ولما صعب عليه أن يرى الناس مفطرين في الشام وبيروت صائمين في صفد والناصرة) هذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم صريحة بسهولة الأمر وأنه ليس من المشكلات والأحاديث الشريفة ناطقة بجواز ثبوت الهلال بشهادة رجل واحد وجواز ما عليه عمل الناس. فقد أخرج ابن ماجه من حديث ابن عباس رضى الله عنهما قال جاء إعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبصرت الهلال الليلة فقال أتشهد لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، قال نعم قال قم يا بلال فإذا في الناس أن يصوموا غداً وأخرج الجماعة إلا البخاري وابن ماجه من حديث كريب أن الفضل بعثته إلى معاوية بالشام قال فقدمت الشام فقضيت حاجتها واستهل على شهر رمضان وأنا الشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبد الله ابن عباس ثم ذكر الهلال فقال متي رأيتم الهلال قلت ليلة الجمعة، فقال أنت رأيته، قلت نعم ورأه الناس وصاموا وصام معاوية فقال لكبار أبناء ليلة السبت قلا
نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه فقلت أولاً تكتفي برؤية معاوية وصيامه فقال لا هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنت ترى أيها القارئ أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صاحب الشرع الشريف لم يعد مسألة إثبات رؤية الهلال من أشكل المشكلات بل أثبتها بإعرابي واحد مسلم وأن أصحابه كسيدنا عبد الله بن عباس لم يصعب عليهم أن يصوموا وعم في المدينة مع علمهم بفطر أهل الشام وهنا ننصح للكاتب الفاضل أن يخنع لحملة الشرع، ويقتفي أثر الصحابة ومن بعدهم من العلماء مسألة الهلال مسألة جليلة لا تحوج الكاتب الفاضل لو لم يمل إلي فكره إلى أدنى تأمل يدرك هذا من له المام في كتب الفقه وقواعد الفقهاء بل من طالع رسالة العلامة السيد محمد ككاتبنا الفاضل. بيان ذلك أن العلامة ابن عابدين قسم رسالته إلى أربعة فصول أحدها في بيان ما ثبت به هلال رمضان، وخلاصته أن وجوب الصوم يتوقف عند الأئمة الأربعة على أحد أمرين إثبات الرؤية أو إكمال شعبان ثلاثين عملاً بنصوص الأحاديث الشريفة، وثانيها في بيان حكم رؤية القمر نهاراً، وخلاصته عدم اعتبار رؤية الهلال نهاراً عند الأئمة الأربعة لأن الشارع صلى الله عليه وسلم إنما ناط الحكم بالرؤية بعد الغروب، ورابعها في بيان حكم اختلاف المطابع وخلاصته عدم النزاع في اختلاف المطابع لتحققه وذكر الخلاف في اعتبار وعدم اعتباره، وثالثها في بيان حكم قول علماء النجوم والحساب ولا نذكر لك أيها القارئ خلاصته بل ننقل لك منه ما يعلمك أن الكاتب الفاضل لم يرد بما كتبه تقليد الأئمة رضي الله عنهم، وإنما تلقف جملاً نقلها العلامة ابن عابدين مردوداً عليها فذكرها الكاتب من غير أن يذكر الرد عليها ليثبت بذلك شبهته كما ستراه بعد أن شاء الله تعالى قال العلامة السيد محمد ما لفظه صرح علماؤها وغيرهم بوجوب التماس الهلال ليلة الثلاثين من شعبان فإن روأه صاموا وإلا اكملوا العدة فاعتبروا الرؤية أو إكمال العدة اتباعاً للأحاديث الآمرة بذلك دون الحساب والتنجيم. وقد اتفقت عبارات المتون وغيرها من كتب علمائنا الحنفية على قولهم يثبت رمضان برؤية هلاله وبعد شعبان ثلاثين. ومن المعلوم أن مفاهيم الكتب معتبرة فيفهم منها أنه لا يثبت بغير هذين. ولهذا بعدما عبر في الكنز بما مر قال صاحب النهر في شرح ما نصه، وحاصر كلامه أي كلام الكنز أن صوم رمضان لا يلزم إلا بأحد هذين فلا يلزم بقول الموقتين أنه يكون في السماء ليلة كذا وغن كانوا عدولاً
في الصحيح كما في الإيضاح، قال مجد الأئمة وعليه اتفق أصحاب أبي حنيفة إلا النادر والشافعي وفسر في شرح المنظومة الموقت بالمنجم وهو من يرى أن أول الشهر طلوع النجم الفلاني والحاسب وهو من يعتمد منازل القمر وتقدير سيره في معنى المنجم هنا إذا تأملت تصريح العلامة ابن عابدين المرة بعد المرة بأن الصوم لا يلزم إلا بالرؤية أو بإكمال المدة، تعلم ما أسلفناه لك وتعلم أن ما رمي به الكاتب العلامة ابن عابدين من انه (أراد أن يبين فكرة في المسألة بطرف خفي خوفاً من جمود أبناء زمانه الذي أسكته عن التصريح) محض أفتراء عليه يتبرأ الحق منه ولا يرضاه ومتى كان العلامة ابن عابدين رحمه الله تعالى لا يجاهر بما يعتقد؟ بلا متى كان يخالف نصوص المذاهب الأربعة ثم قال السيد محمد عليه رحمة الله بعد أن بيين أن للسبك تأليف مال فيه إلى اعتماد قول الحساب وسنذكر أن المتأخرين من الشافعية ردوا كلام السبكي فالأولى الاستدلال بالأحاديث الدالة على اعتبار الرؤية لا العلم فإنه صلى الله عليه وسلم وقال (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته) وقال (فإن غم عليكم فاكملوا العدة) ولم يقل فاسئلوا أهل الحساب بل قال (نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب) ثم نقل عن شمس الأئمة الحلواني وعن الدر المختار وعن البحر عن غاية البيان وعن معراج الدراية ما لخصه لا يلزم الأخذ بقول الحاسب ولا يثبت به الهلال اتفقاً. وقال هذا ما ظهر لي والله أعلم أفبعد هذه النقول التي نقلها العلامة ابن عابدين والأقوال التي صرح بها، نقول أنه يجوز اعتماد الحساب. أو يشير بطرف خفي؟ نترك الحكم في هذا بيننا وبين الكاتب الفاضل للعلماء الأعلام ثم نقل العلامة ابن عابدين عن مختصر الشيخ خليل للسادة المالكية عدم الاعتاد بقول المنجم والحاسب وذكر الفرق بينهما وقد تقدم، عن الشافعية في كتبهم كشرح المنهاج للعلامتين ابن حجر والرملي والأنوار للأردبيلي وغيرهم المنع أيضاً من الاعتماد على المحاسب. والمنجم إلا لمن يثق بصدقته عن العلامة الرملي ونقل أيضاً رد العلامة الشمس للرملي على السبكي وقال سئل والده الشهاب الرملي عن قول السبكي فأجاب بأنه مردود رده عليه جماعة من المتأخرين ووجه ذلك أن الشارع صلى الله عليه وسلم لم يعتمد الحساب بل ألغاه بالكلية. وقال ابن دقيق العيد الحساب لا يجوز الاعتماد عليه في الصيام والاحتمالات التي ذكرها السبكي لا أثر لها شرعاً لإمكان وجودها في غيرها من الشهادات كلام العلامة الرملي الكبير وهنا نعجب من
قول الكاتب (إذا كنا لا نقول بالاجتهاد فعلينا أن نقلد الإمام الشافعي وأتباعه مثل الإمام السبكي ونسلم المراصد لعلماء المذهب الشافعي الخ) وقد علمت مما نقلناه لك من نصوص اتباع الإمام الشافعي وردهم على السبكي أن مذهب الشافعي في هذه المسئلة كمذهب غيره من الأئمة رضى الله عنهم، فكيف يدعو الكاتب الناس إلى تقليده، الخ.
ونختم هذا الرد بنقل العلامة السيد محمد عن السادة الحنابلة في كتاب الغاية وشرحها من باب صلاة الكسوف ما يؤيد ما ذكرناه أولاً من نصوص المذاهب الأربعة متفقة في هذه المسئلة على عدم اعتبار قول الحساب قال لا عبرة بقول المنجمين في كسوف ولا غيره مما يخبرون به. ولا يجوز عمل به لأنه من الرجم بالغيب فلا يجوز تصديقهم في شيء من المغيبات قم قال ابن عابدين رحمه الله أن كون مقدمات الحساب حسية غير مسلم بل هي عقلية أي غير مدركة بإحدى الحواس والعقلي لا يثبت بالتواتر لأنه مما يخطئ فيه الجمع الكثير كخطأ الفلاسفة في قدم العالم. هذا وأنا ننتقد على حضرة الكاتب رمي علماء الدين بالجمود في مسألة علمت أنهم تمسكوا فيها بصريح السنة شأنهم في عامة المسائل الشرعية وننصح له أن لا يعود لمثل ذلك تمسكاً بأدب المناظرة.
الجواب الأول
عن سؤال هل نرتقي. وبماذا نرتقي المدرج في العدد الثاني ص61
كيف لا يبلغ الإنسان أعلى ذروة الرقي. وقد أوجده أله عليم حكيم. منحه عقلاً يهتدى به، وأمره أن ينظر في أسرار هذا العالم الباهر، (وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً، ثم أوجب عليه أن يسعى فيما تكون فيها سعادته ترى أناساً محافظين على ما خلقوا الأجله، محافظين على هذا المبدأ السعيد الذي لا قوم لهم بغيره، ساعين إلى ما فيه خيرهم، لم يمض عليهم غير قليل من الزمن فأذاهم في غاية من الرقي الذي لا ينال. تأبى نفوسهم أن تسام ضيما فهم أشداء على الأعداء رحماء بينهم كأنهم بنيان مرصوص، وماء عذب سائغ للشاربين (إلا أنهم هم الفائزون)، وترى آخرين قد أهملوا آدابهم وما خلقوا الأجله، وضيعوا مبداهم، فعمهم الجهل، وفسدت تربيتهم، ولعب بهم أولوا الأغراض، وتوانوا وكسلوا فتلاشى أمرهم، وأصبحوا (كسراب بقعية)(بل هباء منتوراً) أولئك في الأذلين قل للمصلحين إنما نرقي بالمحافظة على شعائر الدين والمبدأ الطاهر، لا تظلموا ولا تستبدوا
أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، اتركوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن فهي التي بدلت الأخلاق واحلتنا في الدرك الأسفل من التأخر كل من حاد عن مبدأ سعادته لابد أن تزل قدمه فإذا هو يقلب كفيه، يسعى فيهتدي إلى رقي، هذا ديننا أن نؤسس على أصول الحرية الطاهرة، يوجب علينا مساعدة الضعيف، يحبب إلينا المساواة والعدالة، يؤدبنا بأطر الأخلاق، يؤمرنا بالاتحاد والاعتصام بحبل الله تعالى ينشطنا إلى الحياة الراقية يقول لنا (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة، ولا تتبعوا خطوات الشيطان أنه لكم عدو مبين) قل للأغنياء (اتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله، انشئوا الشركات التجارية لتحي أمتكم، وتعمر أوطانكم وتقوي شوكتكم، ويكون فيه رقيكم. أن أوروبا ترسل لكم في كل يوم بضائع جديدة لتسلبكم ثروتكم، أنتم نيام، وغيركم يسعى بجد وأقدام، إذا لم يستغن عنهم وعن بضعاتهم ونعمل نحن لأنفسنا بأنفسنا لا نرقي، وقل لأولي الأمر تنهبوا فقط كاد ان يتسع الحذق، واعلموا أن خفض الرواتب، وإحالة من لا يصلح للخدمة على نظام التقاعد لا يغني فتيلاً إذا لم تطهروا الدوائر من جراثيم الرشوة والاستبداد، وقل للشعب العثماني توجه لتعزيز قوة الجيش المنظفر ليكون أتقن وأمنع جيش في العالم أمتثالاً لقول الله سبحانه (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) وقل للعامة أنه في حالاتكم اليوم عبرة وذكرى. ضاعت حياتكم ألم يأن لكم أن تخشع قلوبكم لذكر الله أين شهامتكم أين نزاهة وجدانكم أين طهارة أخلاقكم، والله لقد أفسدها حضروكم في مسرح رقص وملعب قمار، وساحة لهو،. ومحضر تمثيل (تياتروا) أمور تبعث الخواطر السيئة في النفس الإمارة بالسوء. وتميت العواطف الشريفة وتجلب المهالك. أحوال تنافي آداب دينكم القويم الذي لم يترك فضيلة ولا خلقاً كريماً إلا أرشدكم إليه. عمركم أجل من أن يضاع في مثل هذه السفاسف. عليكم بما يربي النفوس الكريمة ويحبب إليها الفضيلة. أقبلوا على محافل العلم. واجتمعوا على السحر في الأدب. ادرسوا أحوال دينكم وتمسكوا بها أنشئوا مدارس إسلامية تؤدب أطفالكم وتهذب نشأتكم تعلمهم الفضائل تباعدهم عن الرذائل. ترشدهم إلى حقيقة هذا الدين الذي تفجرت منه ينابيع المدنية ففاضت سلسبيلاً دين يغرس في النفوس الكرم والشجاعة. والعز والقناعة. ويهدي للتي هي أقوم وحين إذ تكون أرقى أمة في العالم كما كان سلفكم الطاهر.
من يزعم أن أوروبا هي راقية وأن دين الإسلام يحول دون رقينا فقد ضلت في حتمه وساء سبيلاً علم الغربيون أن لا سبيل إلى رجوعنا عن مبدأنا القويم لينالوا مأربهم لأن نفوسنا إسلامية. تسابق إلى الفضيلة وتأبى الرذيلة فعمدوا إلى إنشاء مدارس لهدم هذا الأساس. وإطفاء هذا النور. (ويأبى الله إلا أن يتم نوره) أن التلميذ العثماني إذا دخل مدارس الأجانب مزعماً لشروطها صار بعيداً عن مبدئه مبغضاً لدولته ووطنه. متفانياً في الميل إليه. لما يشربون في قلبه من حبه عاداتهم. حسبنا برهاناً على ذلك ما نشاهده من فساد أخلاق كثير من الشبان المتخرجين في هذه المدارس. فتراهم يقولون لا صلاة. ولا صيام. ولا حلال. ولا حرام ويفعلون ما يفعلون. إن أوضح دليل لكلامنا ما كتبته الصحف في شأن كلية بيروت أن تلك المدارس تزعم أنها تسعى في نشر المعارف خدمة للإنسانية حتى أنها ليست في بعض قرى دمشق مدارس ابتدائية تقبل فيها التلامذة الفقراء مجاناً وهي تجتهد الاجتهاد العظيم حباً في نفعنا. وسعياً وراء رقينا. . . أي فائدة تعود عليها من رقينا. أية مصلحة لها في نفعنا متى عاهدناهم يعملون لنا كلا والله انهم لا يؤسسوا هذه المدارس إلا أحيولة لنيل مقاصدهم. وشركاً يقع فيه الجهلاء من الناس.
نجاهر بهذا الحق الذي أمرنا الله أن نصدع به لا نخشى فيه سيطرة مستبدة. ولا استهزاء متلاعب. فإن زمن العدالة فسح لنا مجالاً لبيان (الحقائق) فلله جزيل الحمد وعظيم المنة فنسألك اللهم أن تهدي هذه الناشئة لما فيه صلاحها وتكشف عنها الغشاوة. ولا تجعلها محجوبة عن مشاهدة محاسن دينها القويم فتردي.
دمشق
(اعتذار)
بعد طبع ما تقدم من الرد على الفاضل شكري أفندي العسلي وردتنا رسالة من الغيور المدقق العلامة الشيخ راغب أفندي السادات في الرد أيضاً على ما كتبه في رؤية الهلال باقة نطاق المجلة عن نشرها فمعذرة من محبرها الكريم.
(شفيق بك المؤيد)
(مبعوث دمشق)
أبت شهامته وغيرته إلا أن يوآزر الحق. ويسعى في نشر العلم. فتبرع بعدة اشتراكات في
مجلتنا هذه لتوزع مجاناً على طلبة العلم. فنشكر حميته ونثني علىريحيته. ونسأل الله أن يكثره من أمثاله من أهل الوطنية الصادقة.