الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما تفسير الجلالين فعليه حواشي من أهمها وأجودها حاشية الشيخ سليمان الجمل الشافعي المتوفى سنة أربع ومائتين وألف، وحاشية الصاوي أحمد الصاوي المالكي وهي مختصرة من حاشية الجمل كما نص على ذلك الصاوي في المقدمة، وزادها فوائد وزوائد وطرائف، لكن حاشية الجمل تغني عنها، لا سيما وأنه حشاها بأقوال هذه الزوائد كثير منها من الاصطلاحات الصوفية، والألفاظ البدعية، وفيه أيضاً كلام حول التقليد ينفر منه طالب العلم، يعني في تفسير قوله تعالى:{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ} [(23 - 24) سورة الكهف] ولا أدري ما المناسبة؟ يقول: "ولا يجوز الخروج عن المذاهب الأربعة" يقول الصاوي: "ولا يجوز الخروج عن المذاهب الأربعة، ولو خالف الكتاب والسنة وقول الصحابي؛ لأن الأخذ بظواهر النصوص من أصول الكفر" كلام كلام .. ، إضافةً إلى أنه تكلم على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ووصفه بالخروج وغير ذلك.
فالحاشية لطالب العلم أن يستغني عنها بما .. ، بأصلها التي هي حاشية الجمل، فهي حاشية نفيسة ومفيدة، فهاتان الحاشيتان مطبوعتان متداولتان، ذكر صاحب كشف الظنون أيضاً أن عليه حاشية لشمس الدين العلقمي سماها: قبس النيرين، فرغ من تأليفها سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة، وللشيخ أيضاً علي بن سلطان القاري الملا، المعروف بالملا قاري حاشية سماها: بالجمالين، وطبع الجلالين بالهند وعليه حاشية اسمها: الكمالين على الجلالين، للشيخ المحدث الفاضل الشيخ سلام الله الدهلوي، لشيخنا الشيخ عبد الرازق العفيفي رحمه الله تعليقات على مقرر المعاهد العلمية من تفسير الجلالين، نبه فيها على ما وقع في الكتاب من أخطاء عقدية، وله أيضاً تنبيهات لطيفة، وهي مختصرة جداً، على طريقة الشيخ رحمه الله فيه كونه لا يرى كثرة التأليف، وكثرة الكلام فرحمه الله رحمةً واسعة، وليته أتم الكتاب، لكن قدر الله، وما شاء فعل، والله المستعان. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والآن مع الدرس الثاني:
سبق القول أنه على التفسير المراد شرحه وتوضيحه أكثر من حاشية، وعرفنا أن أجود هذه الحواشي المطبوعة المتداولة هي حاشية الجمل، حاشية وافية، على ما فيها من خلافٍ في العقيدة، تبعاً للأصل، لكن هي أمثل من حاشية الصاوي، وحاشية الصاوي ذكرت لكم أن فيها بعض الكلام الذي لا يسوغ نقله، فضلاً عن ابتدائه، فقد قال في تفسير سورة الكهف عند قوله تعالى:{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ} [(23 - 24) سورة الكهف] ماذا قال؟ سبق التنبيه عليه مراراً، لكن لا مانع من إعادته، يقول:"ولا يجوز تقليد ما عدا المذاهب الأربعة، ولو وافق قول الصحابي والحديث الصحيح والآية" يعني لا يجوز الخروج عن مذاهب الأئمة الأربعة، ولو كان القول الذي صار إليه من انتقل عن المذاهب الأربعة موافقاً لقول الصحابي والحديث الصحيح والآية، يقول:"فالخارج عن المذاهب الأربعة ضال مضل، وربما أداه ذلك إلى الكفر؛ لأن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر" نسأل الله العافية.
وقال عن الدعوة السلفية المباركة التي انطلقت من هذه البلاد، دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب قال عنها في تفسير سورة فاطر أشرنا إلى شيءٍ من هذا إجمالاً لكن ننقل كلامه بحروفه، في تفسير سورة فاطر في تفسير قوله تعالى:{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا} [(8) سورة فاطر] قال: "وقيل: هذه الآية نزلت في الخوارج الذين يحرفون تأويل الكتاب والسنة، ويستحلون بذلك دماء المسلمين وأموالهم، كما هو مشاهد الآن في نظائرهم، وهم فرقة بأرض الحجاز يقال لهم: الوهابية، يحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون، استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون"، يقول:"نسأل الله الكريم أن يقطع دابرهم" نسأل الله العافية.
إضافةً إلى نقوله الكثيرة عن المتصوفة الغلاة ينقل كلامهم مقراً له على جهة الإقرار، ينقله على سبيل الإقرار، بل على سبيل الاستفادة منها، فعلى هذا ينبغي العدول عن مثل هذه الحاشية إلى حاشية الجمل، وإن كان الصاوي أخصر، تقدم القول بأن حاشية الصاوي مختصرة عن حاشية الجمل، فيكتفى بالأصل.