المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الشعر في كتاب الأمثال الظاهرةالمنسوب إلى الماوردي - مجلة جامعة أم القرى ١٩ - ٢٤ - جـ ٩

[مجموعة من المؤلفين]

الفصل: ‌الشعر في كتاب الأمثال الظاهرةالمنسوب إلى الماوردي

‌الشعر في كتاب الأمثال الظاهرة

المنسوب إلى الماوردي

د. مصطفى حسين عناية

الأستاذ المشارك بجامعة الملك خالد - أبها -

ملخص البحث

يتناول هذا البحث دراسة أبيات الشعر التي وردت في كتاب " الأمثال الظاهرة في القرآن " المنسوب إلى الماوردي، وهي شواهد أدبية، ولغوية، ونحوية،، ويبلغ عددها تسعة وتسعين بيتاً وشطر بيت، وقد قمت بدراسة هذا الشعر، ووضحت الشاهد في كل بيت، وأسندت كل شاهد إلى بابه، فذكرت أولاً الشواهد التي وردت في باب " أصل المثل في اللغة " ثم الشواهد التي وردت في تفسير آيات الأمثال في القرآن الكريم كما رتبها المؤلف، ثم وضحت الشاهد، وأسندته إلى قائله إن عثرت عليه.

أما آيات الأمثال التي وضحها المؤلف وأورد عليها الشواهد فهي كما يأتي:

الآيات: 17 20 من سورة البقرة.

الآية: 26 من سورة البقرة.

الآية: 71 من سورة البقرة.

الآيتان: 261 262 من سورة البقرة.

الآيتان: 264 265 من سورة البقرة.

الآية: 58 من سورة الأعراف.

الآيتان: 176 177 من سورة الأعراف

الآية: 179 من سورة الأعراف.

الآية: 24 من سورة يونس.

الآية: 17 من سورة الرعد.

الآية: 18 من سورة إبراهيم.

الآيات: 24 26 من سورة إبراهيم.

الآيتان: 75 76 من سورة النحل.

الآينان: 47 48 من سورة الإسراء.

الآيات: 42 44 من سورة الكهف.

الآيتان: 35 36 من سورة النور.

الآيات: 77 80 من سورة يس.

الآيات: 27 29 من سورة الزمر.

الآية: 29 من سورة الفتح.

الآية: 5 من سورة الجمعة.

والله من وراء القصد.

" كتاب أمثال القرآن الظاهرة " مخطوط توجد صورة منه بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة برقم (1008) أدب، وهو مصور عن نسخة بباريس برقم (9628)، وقد جاء في الصفحة الأولى:

كتاب أمثال القرآن تأليف أبي القاسم الحسن بن محمد بن حبيب المفسر النيسابوري المعروف بالماوردي رحمه الله.

ص: 380

وجاء في الصفحة الأخيرة: تم كتاب الأمثال الظاهرة في القرآن ولله المنة.

وتقع المخطوطة في مائة صفحة، في كل صفحة عشرون سطرا ً، وبدأ المؤلف كتابه بما يأتي:

" بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي تعالى عن الأشياء والأمثال، وارتفع عن الأندادوالأشكال الذي ليس له شريك ولا فوقه مليك

"

وعلى الصفحة الأولى والأخيرة من الكتاب عدة تمليكات مثل: " تملكه محمد بن محمد الفوهوني سنة 965 " وعلى الصفحة الأولى والأخيرة خاتم منقوش عليه عبارة " لا إله إلا الله محمد رسول الله وقف الحاج عبد الله السيد في الروشة في الجامع الكبير سنة مائتين بعد الألف ".

وقد تحدث مؤلف الكتاب عن الأمثال الظاهرة التي وردت في السور الآتية:

البقرة، وآل عمران، والأعراف، ويونس، والرعد، وإبراهيم، والنحل، والإسراء، والكهف، والنور، ويس، والزمر، والفتح، والجمعة.

وكان يذكر أولا ً آراء المفسرين الذين سبقوه في تفسير الآيات التي وردت فيها الأمثال، ثم يناقش تلك الآراء، ويأتي بعد ذلك برأيه قائلاً: قال أبو القاسم:

وعلى ما يبدو فإن مؤلف الكتاب ليس الماوردي، فاسم الماوردي: أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري، وعلى ما يبدو فإن الناسخ قد اختلط عليه الأمر للتشابه الكبير بين الاسمين، فأضاف عبارة: المعروف بالماوردي.

وكنية المؤلف: أبو القاسم، ونرى هذه الكنية تتكرر أكثر من مرة في كل صفحة من صفحات الكتاب، فالكتاب على ما يبدو من تأليف أبي القاسم الحسن بن محمد بن حبيب المفسر النيسابوري المتوفى سنة 406 هـ، وكما يظهر في الصفحة الأولى من الكتاب.

وقد نسب السيوطي في كتابه " الإتقان في علوم القرآن " هذا الكتاب خطأً إلى الماوردي، وقد نقل من الكتاب بعض العبارات، يقول:

ص: 381

" النوع السادس والستون في أمثال القرآن أفرده بالتصنيف الإمام أبو الحسن الماوردي من كبار أصحابنا، قال الماوردي: من أعظم* علوم القرآن علم أمثاله، والناس في غفلة عنه لاشتغالهم بالأمثال وإغفالهم الممثلات، والمثل بلا ممثل كالفرس بلا لجام، والناقة بلا زمام

".

وعلى ما يبدو، فإن السيوطي اعتمد على ما كتبه الناسخ في الصفحة الأولى، وهو عبارة " المعروف بالماوردي "، ولم تذكر الكتب التي ترجمت للماوردي أي كتاب باسم" أمثال القرآن ".

وعلى كل حال فأنا لست بصدد صحة نسبة الكتاب إلى الماوردي أو غيره، وقد ناقشت ذلك في مقدمة الكتاب الذي سيظهر قريباً إن شاء الله تعالى، والذي يهمني هنا هو: الشعر الذي ورد في هذا الكتاب، والشعر هو شواهد أدبية، ولغوية، ونحوية، وقد قمت في هذا البحث بدراسة هذا الشعر ووضحت الشاهد في كل بيت، وأسندت كل شاهد إلى بابه، فذكرت أولاً الشواهد التي وردت في باب أصل المثل في اللغة، ثم الشواهد التي وردت في تفسير آيات أمثال القرآن كما رتبها المؤلف ثم شرحت

*في المخطوط: من أغمض الشاهد وأسندته إلى قائله إن عثرت عليه؛ فإن كنت قد وفقت فهذا من توفيق الله سبحانه وتعالى، وإن كنت قصرت فهذا من نفسي، وقد حرمت التوفيق، وما توفيقي إلا بالله.

أنشد المؤلف في باب " أصل المثل في اللغة ":

ولم يُضِعْها بين فِرْكٍ وَعَشَق

(1)

فَعَفّ عَنْ أَسْرارِها بَعْدَ الْعَسَق

الشاهد:

تقول العرب: مَثلٌ ومِثلٌ، ونظيرهما في الكلام: الشَّبَهُ والشِّبْهُ، والأتَنُ والإتْنُ، والبَدَلُ والبِدْلُ والعَشَقُ والعِشْقُ، والبيتان لرؤبة بن العجاج يذكر الحمار والأتن، وهما من أرجوزة في وصف المفازة. (1)

ويقال لصفة الشيء: مَثلٌ وَمِثلٌ قال الله تعالى " مثل الجنة التي وعد المتقون "(2) وقرأ علي بن أبي طالب " أمثال الجنة "(3)

وعَسَقَت الناقة بالفحل: أرَبَّتْ، وكذلك الحمار بالأتان. (4)

ص: 382

والعشق: فرط الحب، وقيل: هو عجب المحب بالمحبوب، يكون في عفاف الحب ودعارته.

عشقه يعشقه عشقاً وعشقاً وتعشقه.

وقيل: التعشق: تكلف العشق، وقيل: العشق: الاسم، والعشق: المصدر، والدليل بيت رؤبة السابق.

والعَشَقُ والعَسَقُ (بالشين والسين) : اللزوم للشيء لا يفارقه. ولذلك قيل للكلف: عاشق للزومه هواه. (5)

والفرك: البغضة عامة، وقيل: الفرك: بغضة الرجل لامرأته، أو بغضة امرأته له، وهو أشهر. (6)

مِثْلي لا يَقْبَلُ مِنْ مِثْلِكا

(2)

يا عَاذِلي دَعْنِي مِنْ عَذلِكا

الشاهد فيه: أن العرب تسمي نفس الشيء: مثله، قال الله جل ذكره

" فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به "(7) وقال ابن عباس: يعني بما آمنتم به (8)، وقال جل ذكره:" ليس كمثله شيء"(9) يعني ليس كهو شيء لأنه لا مثل له (10) . ومعنى الشطر الثاني من البيت: أي: أنا لا أقبل منك.

ولم أتعرف قائل البيت:

ألَمَّ بِنَا مِنْ أُفْقِهِ المتباعِدِ

(3)

مِثَالُكَ مِنْ طَيْفِ الخليلِ المعاودِ

الشاهد: مثالك وهو بمعنى: الشبه

والبيت للوليد بن عبيد البحتري (11) ، وهو مطلع قصيدة في مدح الفتح بن خاقان.

عَلَى الجليلِ حزين القلبِ حيرانا

(4)

مِثْلُ وقوفِكَ يَوْمَ العرضِ عُرْيانا

الشاهد في هذا البيت أن مثل:معناها شبه والتمثيل: التشبيه.

ولم أعثر على قائل البيت.

إذا ما تأمَّلَهُ النَّاظِرُ

(5)

فَلَو كانَ للشُّكْرِ شَخْصٌ يُرَى

فتعلمُ أَني امرؤٌ شاكِرُ

لمثلتُهُ لك حتى تَراهُ

الشاهد: لمثلته، أي لصورته، فالتمثيل معناه هنا التصوير.

والبيتان للوليد بن عبيد البحتري كما ذكر المؤلف (12) ولم أعثر بهما في ديوانه.

(6)

فَمِنْها مُسْتَبِينٌ وماثِلُ

الشاهد: معنى كلمة ماثل: أي: لاطئ بالأرض ومثل: لطئ بالأرض.

ويقال رأيته ثم مثل: أي ذهب.

والشاهد جزء من بيت لزهير بن أبي سلمى (13) وتتمته:

سِنُونَ، فَمِنْها مُسْتَبينٌ وماثِلُ

ص: 383

تَحَمَّلَ مِنْها أَهْلُها، وَخَلَتْ لها

فالمستبين هنا: الأطلال.

والماثل: الرسوم اللاطئة بالأرض.

يريد: من هذه المنازل منها ما يستبين، ومنها ما لا يستبين.

والماثل في غير هذا الموضع: القائم المنتصب، فهي من الأضداد، قال الشاعر:(14)

على الجِذَلِ إلآ أنَّهُ لا يُكَبرُ

يَظَلُ بها الحِرْ باءُ للشَّمْسِ ماثلاً

حَدَا بهُم إلى زَيْغٍ فزَاغُوا

(7)

فكمْ متفرغين مُنُوا بجَهْلٍ

وَأَوْرَطَهُمْ مَعَ الرَجُلِ الَّرداغُ

وزيغَ بِهِمْ عَن المُثْلَى فَتَابُوا

إلى نارٍ غلى مِنْها الدِّماغُ

فزلَّت فيهِ أَقدامٌ فصارَتْ

الشاهد: كلمة (المثلى) في البيت الثاني، وهي بمعنى: الطريقة المستقيمة، ومنه قوله تعالى " ويذهبا بطريقتكم المثلى "(15)

والبيت أنشده للمؤلف والده الذي أخذه عن أبي محمد القشاني المؤدب عن أبي سعيد الضرير.

وزاغ أي: عدل عن الطريق.

والرداغ: الردغة: الماء والطين والوحل الشديد. (16)

رِقابُ وُعولٍ على مَشرَبِ

(8)

كأَنَّ تَماثيلَ أرْيافِهِ

الشاهد: كلمة " تماثيل "جمع كلمة " تمثال " بمعنى الصورة.

ومثله قوله تعالى " يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل "(17)

والوعول مفردها: وعل، وهو تيس الجبل، وعادة ما يشبه العرب الأشراف والرؤوس بالأوعال التي لا ترى إلا في رؤوس الجبال.

أنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى: " مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون * صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يرجعون * أوكصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين * يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير "[البقرة: 1720]

أرْضُ وضاءَتْ بنورِكَ الأُفقُ

(9)

وأَنْتَ لَمّا ظَهَرْتَ أشْرَقَتِ ال

ص: 384

الشاهد: ضاء، حكى أبو عبيدة عن الفراء: يقال: ضاء القمر يضوء ضوءاً، وأضاء يضيء إضاءة.

ويقال:ضاءت وأضاءت بمعنى: أي: استنارت،وصارت مضيئة.

وأضاءت يتعدى ولا يتعدى. (18)

ونسب المؤلف البيت إلى العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه. (19)

هُمُ القومُ كُل القومِ يا أم خالدِ

(10)

إنّ الذي حانَتْ بفِلجٍ دِماؤُهم

الشاهد: الذي هنا بمعنى: الذين. قال تعالى " والذي جاء بالصدق وصدق به "(20) ثم قال سبحانه وتعالى " أولئك هم المتقون "(21) والدليل على أنه أراد به الجمع أيضاً قوله: دماؤهم. (22)

وجاء في لسان العرب (23) : " وقال الليث: الذي تعريف لذ ولذي، فلما قصرت قووا اللام بلام أخرى، ومن العرب من يحذف الياء، فيقول:هذا اللذ فعل كذا، بتسكين الذال، وأنشد:

كاللّذْ تَزَبى زُبْيَةً فاصطيدا (24)

وللاثنين: هذان اللذان، وللجمع: هؤلاء الذين، قال: ومنهم من يقول: هذان اللذا، فأما الذين أسكنوا الذال وحذفوا الياء التي بعدها، فإنهم لمّا أدخلوا في الاسم لام المعرفة طرحوا الزيادة التي بعد الذال وأُسكنت الذال، فلمّا ثنّوا حذفوا النون، فأدخلوا على الاثنين لحذف النون ما أدخلوا على الواحد بإسكان الذال، وكذلك الجمع. فإن قال قائل: ألا قالوا: اللذو في الجمع بالواو؟ فقل: الصواب في القياس ذلك، ولكن العرب اجتمعت على الذي بالياء، والجر والنصب والرفع سواء، وأنشد:

هُمُ القومُ كُلُّ القومِ يا أمّ خَالدِ

وإنَّ الّذي حَانَتْ بِفَلْج ٍدماؤُهم

وقال الأخطل: (25)

قتلا المُلوكَ وفَكّكَا الأغلالا

أبَني كُلَيْبٍ إنّ عَمَّيّ اللذا

وقال الخليل وسيبويه: " الذين" لا يظهر فيها الإعراب، تقول في الرفع والنصب والجر: أتاني الذين في الدار، ورأيت الذين في الدار، ورأيت الذين في الدار، ومررت بالذين في الدار، وكذلك الذي في الدار.

ص: 385

قالا: وإنما منعا من الإعراب؛ لأن الإعراب إنما يكون في أواخر الأسماء، والذي والذين مبهمان لا يتمان إلا بصلاتهما، فلذلك منعا من الإعراب. وأصل الذي لذ على وزن عم.

قال ابن الأنباري: قال ابن قتيبة في قوله عز وجل: " مثلهم كمثل الذي استوقد نارا " معناه: كمثل الذين استوقدوا نارا، فالذي قد يأتي مؤديا عن الجمع في بعض المواضع؛ واحتج بقوله:

إنَّ الذي حانَتْ بِفَلْج ٍدماؤهم

قال أبو بكر: احتجاجه على الآية بهذا البيت غلط؛ لأن الذي في القرآن اسم واحد ربما أدى عن الجمع فلا واحد له، والذي في البيت جمع واحده: اللذ، وتثنيته اللذا، وجمعه:الذي، والعرب تقول: جاءني الذي تكلموا، وواحد الذي: اللذ، وأنشد:

يا رَبَّ عَبْس ٍلا تُبارِكْ في أحَدْ

في قائِم ٍمِنْهُمْ وَلا فِيمَنْ قَعَدْ

إلا الذيَّ قامُوا بأطْرافِ المَسَدْ

أراد الذين. قال أبو بكر: والذي في القرآن واحد ليس له واحد والذي في البيت جمع له واحد وأنشد الفراء:

كاللّذْ تَزَبّى زُبْيَةً فَاصطيدَا

فكنتُ والأمر الذي قد كيدا

وقال الأخطل:

قَتَلا الملوك وفَكَّكَا الأغلالا

أبني كُلَيْبٍ إنَّ عَمَّيّ اللذا

قال: والذي يكون مؤدياً عن الجمع، وهو واحد لا واحد له في مثل قول الناس: أوصي بمالي للذي غزا وحج، معناه للغازين والحجاج.

وقال الله تعالى: " ثم آتينا موسى الكتاب تماماً على الذي أحسن "(26)

قال الفراء: معناه: تماماً على المحسنين، أي تماماً للذين أحسنوا، يعني أنه تمّم كتبهم بكتابه، ويجوز أن يكون المعنى: تماماً على ما أحسن، أي تماماً للذي أحسنه من العلم وكتب الله القديمة.

ص: 386

قال: ومعنى قوله تعالى: " كمثل الذي استوقد نارا " أي: مثل هؤلاء المنافقين كمثل رجل كان في ظلمة " لا يبصر من أجلها ما عن يمينه وشماله وورائه وبين يديه، وأوقد ناراً فأبصر بها ما حوله من قذى وأذى فبينما هو كذلك طفئت ناره فرجع إلى ظلمته الأولى، فكذلك المنافقون كانوا في ظلمة الشرك، ثم أسلموا فعرفوا الخير والشر بالإسلام، كما عرف المستوقد لما طفئت ناره ورجع إلى أمره الأول ". اهـ

والبيت للأشهب بن رميلة في مجموع شعره (27) ، وهو أول بيت من ثلاثة أبيات، وهو يرثي قوماً قتلوا بفلج، وهو موضع بعينه كانت فيه وقعة.

كِ بِالْحقِّ والنّورِ بَعْدَ الظُّلَمْ

(11)

فَلَمّا أتانا رَسُولُ الملي

غَداة َأتانا من ارْضِ الحرمْ

رَكَنَّا إلَيْهِ وَلَمْ نَعْصِهِ

ك هلمّ إليْنَا وَفِينَا أَقِمْ

وَقلْنَا صَدَقْتَ رَسُولَ الملي

ك أرسلت نوراً بِدينٍ قيمْ

فَنَشْهَدُ أنكَ عِنْدَ الملي

الشاهد: والنور بعد الظلم: أراد بالنور: الإسلام، وأراد بالظلم: الجهالات والكفر، كما قال تعالى " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ". (28)

والأبيات لحسان بن ثابت، يقولها في شهداء بدر (29)، ورواية الأول في الديوان:

بالنور والحق، ورواية الأخير في الديوان: وحقاً بدين قيم.

وصارِمٌ مِنْ سُيوفِ الله مسلولُ

(12)

إنّ الرسول لنورٌ يُسْتضَاءُ بهِ

الشاهد: لنور: أي: لضياء.

والبيت لكعب بن زهير (30) من قصيده يمدح بها الرسول صلى الله عليه وسلم حين أتاه تائباً مسلماً، ويستضاء به: يهتدى به إلى الحق، والصارم: السيف. ومن سيوف الله: أي من سيوف عظمها الله بنيل الظفر والانتقام. والمسلول: المخرج من غمده.

وروايته في الديوان: إن الرسول لسيف

يُقِيمُ بِهِ البَريَّة َأنْ تَمُوجا

(13)

وَيَظْهَرُ في البلادِ ضِياءُ نُورٍ

ويَلقَى من يُسَالِمُهُ فلُوجا

فَيَلْقَى مَنْ يُحارِبُهُ خَسَاراً

ص: 387

الشاهد: ضياء نور، ويعني به الرسول صلى الله عليه وسلم.

والبيتان لورقة بن نوفل (31) ضمن أبيات قالها حين أخبرته السيده خديجه زوج النبي صلى الله عليه وسلم عما كان يراه غلامها ميسرة، إذ كان يرى الملكين يظلان الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فقال ورقه بن نوفل: لئن كان هذا حقاً يا خديجة، إن محمداً لنبي هذه الأمة، وقد عرفت أنه كائن لهذه الأمة نبي ينتظر، هذا زمانه.

فجعل ورقة يستبطىء الأمر، ويقول: حتى متى؟ وقال ورقة في ذلك أبياتاً مطلعها:

لِهَمٍّ طَالَما بَعَثَ النَّشيجا

لَججْتُ وكنتُ في الذكرى لَجُوجَا

وتموج: تضطرب.

والفلوج: الظهور على الخصم والعدو.

فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذاكَ مُجِيبُ

(14)

وداعٍ دَعَا يا مَنْ يُجيبُ إلى النّدى

الشاهد: فلم يستجبه: أي لم يجبه. قال الأخفش: استوقد: بمعنى أوقد، كما يقال: أجاب واستجاب، وأنشد البيت. (32)

والبيت من شواهد الكشاف في تفسير قوله تعالى في سورة آل عمران:

" فاستجاب لهم ربهم "(33) يقال: استجاب له ربه، واستجابه.

وجاء في معاني القرآن للزجاج (34) في تفسير قوله تعالى: " فليستجيبوا لي "(35) أي فليجيبوني، واستشهد بالبيت على قوله، ثم قال: أي فلم يجبه أحد.

والبيت من شواهد الطبري (36) في تفسير قوله تعالى: " فاستجاب لهم " بمعنى: فأجابهم، ثم ذكر البيت، وقال بعد ذلك: فلم يجبه عند ذاك مجيب.

وجاء في هامش الطبري: أورده ابن قتيبة في الأفعال التي تتعدى تارةً بنفسها، وتارةً باللام في " أدب الكاتب ". قال: يقول: استجبتك واستجبت لك، وقال شارحه ابن السيد: كذلك يعقوب، ومن كتابه نقل ابن قتيبة. وقد يمكن أن يريد: فلم يجبه، ويدل عليه أنه قال: مجيب، ولم يقل: مستجيب، فيكون الشاعر أجرى " استفعل " مجرى " أفعل " مثل: استوقد بمعنى أوقد.

ص: 388

والبيت في شرح أبيات سيبويه للسيرافي (37)، وجاء فيه: وأراد: رب داع دعا إلى أن يجاد عليه ويعطى، فلم يستجبه، يريد: لم يجبه عند ذاك: عند دعائه، فقلت: ادع أخرى، يريد دعوة أخرى، لعل ابا المغوار يسمع، وهذا يقوله القائل على طريق التلهف على فقد من فقده.

والبيت لكعب بن سعد الغنوي يرثي أخاه شبيباً واسمه هرم، وكنيته: أبو المغوار. (38)

لِستَّةِ أعْوامٍ وَذا العام سَابعُ

(15)

تَوَهَّمْتُ آياتٍ لَها فَعَرَفْتُها

ونؤيٌ كجِذْمِ الحوضِ أثلمُ خَاشِعُ

رَمَادٌ كَكُحْل ِالعين ِما إنْ تُبِينَهُ

الشاهد: قوله: توهمت آيات. . . ثم انقطع النصب، فقال: رماد ككحل العين

البيت.

ذكر المؤرج في تفسير قوله تعالى " صم بكم عمي "، قال تعالى " وتركهم في ظلمات لا يبصرون " ثم استأنف، فقال:" صم بكم عمي "، ثم أنشد للنابغة البيتين.

والبيت الأول من شواهد سيبويه (39)، والشاهد فيه: رفع" سابع " خبراً عن " ذا " لأنّ العام من صفته، فكأنه قال: وهذا سابعٌ.

وجاء في شرح ديوان النابغة الذبياني (40) : اتفقت الروايات على رفع رماد، فوجه الرفع أنه جعل الجملة استئنافاً بيانياً جواباً لسؤال مقدر؛ لأنه لما تحدث عن هذه الآيات، وأطال، فكان ذلك مثاراً لسؤال السامع: ماذا بقي من آثار الديار بعد هذه السنين، فأجيب بأنها رماد ونؤيٌ، فرفع رماد على أنه خبر لمبتدأ محذوف وهذا من الحذف الذي جرى الاستعمال بمثله كما نبه عليه السكاكي في حذف المسند إليه.

والبيت الأول من شواهد المقتضب للمبرد (41) في أن تجعل الاسم نعتاً للمبهم، فتقول: هذا الرجل زيد، تجعل الرجل نعتاً، فيكون بمنزلة: هذا زيد، كما تقول: زيد الطويل قائم، قال الشاعر

البيت.

وتوهمت: تعرفت وتفرست. آيات: علامات.

ص: 389

لها: أي لفرتنى وهي آثار بيتها. لستة أعوام: أي بعد أن مضت هذه المدة فلم أره، فاللام في قوله: لستة أعوام: بمعنى: عند، تفيد توقيت الفعل الذي دلت عليه آيات من قوله: توهمت آيات؛ لأن آيات تدل على معنى دلائل ديار القوم التي تركوها، كما تقول: كتبت لعشر خلون، أي: بعد عشر. (42)

لأياً: (وهي رواية الديوان) أي: أبينها بياناً متعباً.

كجذم الحوض: أي: أصله. خاشع: منحط إلى الأرض منهدم.

النؤي: حفير يحيط بالخيمة ليمنع دخول مياه الأمطار إلى البيت.

وهو يصف خلاء ديار أحبته، وتنكرها عليه لتغيرها بعده، وأنه لم يعرفها إلا توهماً وتذكراً بما عاين من آياتها، وهي علاماتها كالأثافي والرماد والنؤي وغيرها.

والبيتان للنابغة الذبياني في ديوانه من قصيدة في مدح النعمان بن المنذر (43) ، ويعتذر إليه مما وشت به بنو قريع بن عوف من تميم، ويهجو مرة بن ربيعة، أو ابن قريع لما قذف عليه عند النعمان.

منّي وما سَمِعُوا مِنْ صَالح ٍدَفَنُوا

(16)

إنْ يَسْمَعُوا رِيبةً طاروا بها فرحاً

وإنْ ذكِرْتُ بِسُوءٍ عِنْدَهُمْ أذِنوا

صُمّاً إذا سَمِعُوا خيراً ذُكِرْتُ بهِ

الشاهد: صماً، فنصبها على الذم نحو قوله تعالى " ملعونين أينما ثقفوا " (44) وذلك في تفسير قوله تعالى " صم بكم عمي " فتقرأ بالنصب على معنى: تركهم صماً بكماً، أو على الذم، كما في الآية السابقة. (45)

قال المبرد: ومن أهل المعاني من يريد التصام عن الحق، والتباكم والتعامي عنه، وذلك موجود في كلام العرب، ثم أورد البيتين.

والبيتان لقعنب بن أم صاحب (46) ، وقد روي البيت الثاني برفع " صم "، وليس بنصبها، وذلك في جميع المصادر التي ذكرت البيتين.

و" أذنوا " الواردة في البيت الثاني بمعنى: سمعوا.

ألا يكونُ لِبَابِهِ سِترُ

(17)

ما ضَرَ لي جاراً أجاورُهُ

وإليه قَبْلِي تنزلُ القدْرُ

ناري ونار الجار واحدة

حتى يواري جارتي خِدْرُ

ص: 390

أعْمَى إذا ما جَارَتي بَرَزَتْ

أذني وَما في سَمْعِها وَقْرُ

وتصمّ عمّا كان بَيْنَهُما

الشاهد: أعمى

وتصم وذلك في سياق تفسير الآية القرآنية الكريمة: " صم بكم عمي فهم لا يرجعون " والمقصود هنا: التعامي عن جارته، والتصام عما يكون بين جاره وجارته.

والأبيات نسبها المؤلف إلى مسكين بن عارم الدارمي، وهي في ديوانه ضمن قصيدة من خمسة عشر بيتاً (47) ، وهي في ديوان حاتم الطائي (48)، وقال محقق الديوان: نسبت هذه الأبيات لحاتم في شرح شواهد الكشاف.

كاللّذ تزبَّى زُبية فاصطيدا

(18)

فظلتُ في شرّ من اللذ كيدا

الشاهد: قول الحسن بن يحيى بن نصر صاحب كتاب النظم (49) في قوله تعالى: " كمثل الذي استوقد نارا " فوحد الفعل في قوله " استوقد " وجمع في قوله: " ذهب الله بنورهم " وهما جميعاً راجعان إلى " الذي " والعلة في ذلك: أن في " الذي " لغتين: إحداهما " الذي " بياء مرسلة، و" اللذ " بحذف الياء وجزم الذال، قال الشاعر.... البيت فمن قال:" الذي " بإثبات الياء، قال في التثنيه " اللذان "، وفي الجمع " الذين " بنصب النون على هجاء واحد، ومن العرب من يقول على هجائين في الرفع: الواو، وفي النصب والخفض: الياء، وهي قليلة.

وقد سبق الحديث عن هذا البيت عند حديثنا عن الشاهد رقم " 10 "

والرواية المشهورة في هذا البيت:

فكنتُ والأمرَ الذي قد كيدا

وذكر النحاس (50) أن في " الذي " لغات، يقال: جاءني الذي كلمك، وجاءني اللذ كلمك بكسر الذال، واللذ بإسكان الذال، وأتي بالبيت شاهدا على ما يقول.

والزبية: مصيدة الأسد، ولا تتخذ إلا في قلة أو رابية أو هضبة.

ولم أعثر بقائل هذا الشعر. (51)

قَتلا الملوكَ وفكّكَا الأغلالا

(19)

أبني كليب إنَّ عَمَّيَّ اللّذا

الشاهد: من قال في الذي " اللذ " بحذف الياء، ووقف الذال قال في التثنية " اللذا " كقول الأخطل

البيت.

ص: 391

والشاهد فيه عند سيبويه (52) : حذف النون من " اللذا " تخفيفاً لطول الاسم بالصلة.

واستشهد به صاحب المقتضب (53) على حذف النون مما لم يشتق من فعل، ولا تجوز فيه الإضافة، فيحذفون لطول الصلة. وقد سبق الحديث عن هذا الشاهد عند الحديث عن الشاهد رقم "10".

والبيت للأخطل (54) يفخر على جرير، وهو من بني كليب بن يربوع، بمن اشتهر من قومه بني تغلب وساد كعمرو بن كلثوم التغلبي قاتل عمرو بن هند الملك، وعصم أبي حنش قاتل شرحبيل ابن عمرو بن حجر يوم الكلاب، وغيرهم من سادات تغلب.

مِنْ رُوس ِقَوْمِكَ ضَرْباً بالمصاقيلِ

(20)

قَوْمي اللّذو بِعُكَاظٍ طَيَّرُوا شرَرَاً

الشاهد قوله: اللذو: إذ ذكرها مخففة بحذف النون كما ذكرها بالرفع بالواو وهي قليلة.

والبيت في خزانة الأدب للبغدادي (55) ، ولم أعثر به في مصدر آخر، وهو الشاهد الخامس والعشرون بعد الأربعمائة، ونسبه إلى أمية بن الإسكندر الكناني. (56)

وشررا: إما جمع" شررة " وهو ما يتطاير من النار، وإما مصدر: شررت يا رجل " بفتح الراء وكسرها " شراً أو شرراً أو شرارةً من الشر نقيض الخير.

من روس قومك: " بحذف الهمزة ": من رؤوس قومك.

ضرباً: إما منصوب بنزع الخافض، أي: بضرب، وإما منصوب بعامل محذوف حال من الواو في طيروا، أي يضربون ضرباً، أو ضاربين ضراباً.

المصاقيل: جمع مصقول من الصقل، وهو جلاء الحديد وتحديده: أي جعله قاطعا، أراد كل آلة من السلاح مثل السيف والسنان.

نَكُنْ مِثلَ منْ يا ذئب يصطحبانِ

(21)

تعالَ فإنْ عاهدتني لا تَخُونُني

ص: 392

الشاهد: " من " قد توضع للواحد والاثنين والجميع، وهنا وضعت للاثنين، قال ابن جني في الخصائص: وذلك قليل (57) . والشاهد فيه عند سيبويه (58)" يصطحبان " لأنه ثنى على معنى " من" فوقعت " من" هنا على الاثنين، وقد أخبر عنه وعن الذئب، فجعله ونفسه بمنزلتهما في الاصطحاب. وفرق بين " من " وصلتها بقوله يا ذئب، وساغ له ذلك، لأن النداء موجود في الخطاب، وإن لم يذكره، فإن قدرت " من " نكرة، ويصطحبان: في موضع الوصف كان الوصف بينهما أسهل وأقيس (59) . والبيت للفرزدق (60) ، وقد وصف أنه أوقد نارا، وطرقه الذئب، فدعاه إلى العشاء والصحبة.

كَصيب لَيْلَةٍ هَطِلِ (61)

(22)

سَيْبُكَ فِي القومِ حين تَذكُرهُ

الشاهد: الصيب: بمعنى المطر، وذلك في تفسير قوله تعالى:" أو كصيب من السماء ".

والسيب: العطاء.

ولم أعثر بصاحب هذا البيت.

وهو يشبه عطاءه في الناس بالمطر الكثير في ليلةٍ كثيرة المطر.

سقتكِ روايا المزن حين تَصُوبُ

(23)

فلا تفسدي بيني وبين مُغمّرٍ

الشاهد: تصوب، وذلك في معرض تفسيره لقوله تعالى:" أو كصيب من السماء " تقول العرب: صاب السهم يصوب إذا ذهب في انحطاط، وصابت السماء تصوب إذا أمطرت.

قال ابن هشام في السيرة النبوية (62)" الصيب: المطر، وهو من صاب يصوب، مثل قولهم: "السيد " من ساد يسود، و" الميت " من: مات يموت، وجمعه صيائب، قال علقمة بن عبده، أحد بني ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن تميم:(63)

صواعقُها لطيرهنّ ربيب

كأنهمُ صابت عليهم سحابة

وفيها:

سقتكِ روايا المزن حيث تصوبُ

فلا تَعْدلي بيني وبين مُغَمّرٍ

المغمر والغمير: الجاهل الذي لا يجرب الأمور كأن الجهل غمره واستولى عليه ".

وروايا المزن: ما حمل الماء منه.

والراوية: البعير يستقى عليه، ومعنى يصوب: يقصد وينزل.

وإن كان فيهم يفي أو يَبَرّ

(24)

يُهينون من حقَّروا شيئه

ص: 393

الشاهد: قال أبو عبيدة (64) : " أو كصيب " معناه: وكصيب على معنى واو النسق، وأنشد البيت

أي: يفي ويبر ولم أعثر بقائل البيت.

لِنَفْسِي تُقَاها أوْ عليَّ فجورها

(25)

وقدْ زَعَمَتْ سلمى بأني فاجِرٌ

الشاهد: أنشده الفراء (65) في معرض تفسير المؤلف للآية الكريمة " أو كصيب من السماء " معناه: وكصيب على معنى واو النسق ثم ذكر البيت. أي: وعلي فجورها.

وقد أورده الأنباري في " الأضداد "(66) مستشهداً على أن " أو " من الأضداد، ذلك أنها تكون بمعنى الشك في قولهم: يقوم هذا أو هذا، أي: أحدهما، وتكون معطوفة في الشيء المعلوم الذي لا شك فيه، ثم ذكر البيت، وعقب بعده قائلاً: أي وعليها فجورها.

والبيت شاهد نحوي في موضوع " أو " وجاءت هنا للجمع المطلق كالواو.

والبيت لتوبة بن الحمير في ديوانه من قصيدة أولها: (67)

وشَطَّتْ نواها واستمرّ مريرُها

نأتك بِلَيْلَى دارُها لا تزورُها

ورواية البيت في الديوان: وقد زعمت ليلى بأني فاجر

تَفْتَرُّ عَنْهُ الأرْضُ لَمّا أنْ سرى

(26)

بصيِّبٍ راحَ يَرْوي الْغُدُرَا

الشاهد: الصيب: أي المطر الذي يصوب كما قال سيبويه، وأنشد البيت شاهداً على قوله. (68)

سماوة َالهلالِ حتى احقوقفا

(27)

طيَّ اللّيالي زلفاً فزلفا

الشاهد: سماوة: مفرد سماوات، وقد استشهد بالبيت في معرض حديثه في تفسير قوله تعالى: "

فسواهن سبع سماوات ": وذكر أن " سماء " تكون جمعاً لسماوة، ويدل على صحة هذا قوله عز وجل " ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات "، وإذا كانت السماء واحدة فتأنيثها كتأنيث عناق. (69)

واستشهد سيبويه بقول الشاعر في هذا البيت " طي الليالي " فذكر أنه نصبه على المصدر المشبه به دون الحال؛ لأنه معرفة، ولم يقصد فيه أن يجعله على إضمار فعل من غير لفظه كما تأول عليه من غلطه، ونسب إليه أنه استشهد بنصب سماوة على المصدر المشبه به. (70)

ص: 394

وقال المبرد (71) : نصب طي الليالي؛ لأنه مصدر من قوله: طواه الأين وليس بهذا الفعل، ولكن تقديره طواه الأين طياً مثل طي الليالي كما تقول: زيد يشرب شرب الإبل، إنما التقدير: يشرب شرباً مثل شرب الإبل: فمثل: نعت، ولكن إذا حذفت المضاف استغنى بأن الظاهر يبينه، وقام ما أضيف إليه مقامه في الإعراب.

من ذلك قول الله تبارك وتعالى: " واسأل القرية "(72) نصب؛ لأنه كان واسأل أهل القرية، وتقول: بنو فلان يطؤهم الطريق: تريد أهل الطريق، فحذفت " أهل " فرفعت " الطريق " لأنه في موضع مرفوع. (73)

والشعر للعجاج (74) يصف بعيراً أضمره دؤوب السير حتى اعوج من الهزال كما تمحق الليالي القمر شيئاً بعد شيء حتى يعود هلالاً محقوقفاً معوجاً.

والزلف (75) : الساعات المتقاربة واحدتها زلفة، وجاء في لسان العرب: زلفاً فزلفاً: منزلة بعد منزلة، ودرجة بعد درجة. وأراد بها هنا الأوقات التي يطلع بها بعد منتصف الشهر وبعضها يتأخر عن بعض تأخراً قريباً.

وقيل: سميت مزدلفة بهذا الاسم لازدلاف آدم من عرفة إلى حواء وهي بها. (76)

وسماوة كل شيء أعلاه، ونصبها بالطي نَصْبَ المفعول به.

والمحقوقف: المعوج، والحقف ما اعوج من الرمل.

وكان ينبغي أن يقول: سماوة القمر، ولكنه سمى القمر هلالاً لما يؤول إليه. (77)

لحقنا بالسَّماءِ مع السحابِ

(28)

فَلَو رَفَعَ السماء إليه قَوْماً

الشاهد: السماء، وقد وردت هنا على لغة من يذكّرها، وجاء هذا الشاهد ضمن تفسير المؤلف للآية الكريمة "

فيه ظلمات " فذكر أن الهاء تعود على " الصيب " وتعود على السماء إذا أردت بها السحاب وتعود على الليل، وتعود على السماء نفسها على لغة من يذكّرها. (78)

ص: 395

وقد ذكر الخليل بن أحمد، وغيره من النحويين سوى الفراء، أن السماء مؤنثة (79) ، وبذلك جاء القرآن الكريم " إذا السماء انشقت "(80) و " إذا السماء انفطرت "(81) ، وحكى الفراء أنها تؤنث وتذكّر، وأنشد البيت

(82)

وذكر النحاس (83) أن هذا البيت لو كان حجة لحُمِلَ على غير هذا، وهو أن يكون يحمل على تذكير الجميع. وذكر محمد بن يزيد المبرد: أن سماء تكون جمعاً لسماوة وأنشد هو وغيره: سماوة الهلال حتى احقوقفا.

ويدل على صحة هذا قوله عز وجل " ثم استوى إلى السماء فسواهن

" وإذاكانت السماء واحدة فتأنيثها كتأنيث عناق.

ولم أعثر بقائل هذا البيت. (84)

خفوقاً وَرَقْصَاتُ الهوى في المفاصلِ

(29)

أبَتْ ذِكَرٌ عوَّدْنَ أحشاء قلبه

الشاهد: رقصات: إذ ترك القاف في الجمع على سكونها في التوحيد، وجاء بالشاهد في معرض حديثه في تفسير قوله تعالى "

فيه ظلمات " فظلمات جمع ظلمة، وضم اللام على الإشباع لضمة الظاء، وقرأ الأعمش بسكون اللام على أصل الكلام.

واستشهد به في المقتضب (85) على ما جاء في الأسماء بالإسكان في " فعلة " وفيه " رفضات الهوى.

ورفضات الهوى: ما تفرق من هواها في قلبه.

وجاء في هامش المقتضب: الذكَر: بكسر الذال وفتح الكاف جمع: ذكر، والذكر بالكسر والضم: اسم لذكرته بقلبي وبلساني ذكرى، بالكسر والقصر، وأنكر الفراء الكسر في القلب وقال: اجعلني على ذكر منك بالضم لا غير.

وجاء في لسان العرب بأنه خفف رقصات: للضرورة. (86)

والبيت لذي الرمة من قصيدة في ديوانه. (87)

على موطن ٍلا نَخْلِطُ الجدّ بالهزْلِ

(30)

فلَمّا رأوْنا بادِياً رُكَْبَاتُنا

الشاهد: فتح الكاف في " ركَباتنا " وجاء ذلك في معرض حديثه عن كلمة " ظلمات " إذ قرأ أشهب العقيلي " ظلمات " بفتح اللام، وذلك لما أراد تحريك اللام حركها إلى أخف الحركات، كقول الشاعر في " ركباتنا "، وحركت الكاف استثقالا لتوالي ضمتين.

ص: 396

وجاء في المقتضب (88) : ينشدون أيضاً: رُكُباتنا، ورُكَباتنا، وهذه الآية الكريمة " في الظلُمات، والظلَمات، والظلْمات ".

والبيت من شواهد سيبويه، قال سيبويه (89) :" ومن العرب من يفتح العين إذا جمع بالتاء، فيقول: رُكَبات وغُرَفات " يريد أن جمع " ُفعلة " في السلامة يجوز في عينه أن تضم، وأن تفتح، وأن تسكن.

وجاء في تفسير الآية الكريمة " إن الذين ينادونك من وراء الحجرات "(90) في تفسير غريب القرآن (91) : الحجرات: واحدها " حُجْرة " مثل ظُلْمة وظُلُمات، ثم أورد البيت.

وزعم بعض النحويين أنه جَمَعَ رُكْبة على رُكَب، ثم جمع ُركَباً على ركَبات، فهو جمع الجمع كما قالوا: بيوتات وطرقات. (92)

وقد رد الأعلم الشنتمري (93) عليهم قائلا ً إن قول سيبويه أصح وأقيس؛ لأنهم يقولون: ثلاثُ رُكَبَات بالفتح، كما يقولون: ثلاث ركُبات بالضم، والثلاثة إلى العشرة إنما تضاف إلى أدنى العدد لا إلى كثيره.

والبيت لعمرو بن شأس الأسدي. (94)

يقول: رأونا وقد شمرنا للحرب وكشفنا عن أسؤقنا حتى بدت ركباتنا، وقوله على موطن: أي في موطن من مواطن الحرب يجد من حضره، ولا يهزل؛ لأنه موضع قتال لا موضع لعب.

(31)

قَدْ كادَ مِنْ طُول ِالبِلى أنْ يَمْصَحا

الشاهد: قد كاد: فالعرب تقول: كاد يفعل كذا بغير " أن "؛ فإذا شبهوه بعسى قالوا: كاد أن يفعل، وجاء ذلك في معرض حديثه في تفسير قوله تعالى:" يكاد البرق يخطف أبصارهم ".

والبيت من شواهد سيبويه (95) والشاهد فيه: دخول " أن " على " كاد " ضرورة، والمستعمل في الكلام إسقاطها، ودخلت عليها تشبيهاً " بعسى " كما سقطت من " عسى " تشبيهاً بها لاشتراكهما في معنى المقاربة.

وجاء في تأويل مشكل القرآن (96) : كاد بمعنى هَمَّ، ولا يقال: يكاد أن يفعل، إنما يقال: كاد يفعل، وقال الله تعالى " فذبحوها وما كادوا يفعلون "(97) ، وقد جاءت في الشعر، ثم ذكر البيت.

ص: 397

وذكر المبرد (98) أن كاد فعل تقول: " كاد العروس يكون أميراً "، و" تكاد النعام تطير " إلا أن يضطر شاعر، فإن اضطر جاز له فيها ما جاز في " لعل "، ثم ذكر البيت.

والأحسن عند ابن السيد البطليوسي (99) : أن يقال إن حذف " أن " من خبر " عسى " على التشبيه لها ب " لعل " وليس على التشبيه لها ب " كاد "؛ لأن " عسى " و " لعل " رجاء وطمع كما أنهم ربما أدخلوا في خبر لعل " أن " تشبيهاً ب " عسى ".

ويرى صاحب الإيضاح العضدي (100) أن الشاعر ربما اضطر فحذف " أن " من خبر " عسى " تشبيها لها ب " كاد " كما تشبه " كاد " ب " عسى ".

والبيت لرؤبة (101) ، وهو يصف منزلا بالقدم وعفو الأثر.

والبلى: القدم.

ويمصح في معنى يذهب، يقال: مصح الظل إذا انتعله الشخص عند قائم الظهيرة.

(32)

تدافع السيلُ ولم يِقِتِل ِ

الشاهد: يقتل وفيه إتباع الكسرة بالكسرة فمن القراء من قرأ الآية الكريمة " يكاد البرق يِخِطِف " بكسر الياء والخاء والطاء ومثل لذلك بهذا البيت؛ ولم أعثر بقائل الشعر.

وَهوَ في المُلْكِ يَأمُلُ التَّعميرَا

(33)

خَطَفَتْهُ مَنِيَة ٌفترَدَّى

الشاهد: خطفته، ومعنى الخطف في قول الأصمعي: استلاب الشيء، والبيت أنشده الأصمعي (102)

تَمُدُّها بها أيْدٍ إلَيْكَ نوازعُ

(34)

خطاطيفُ حُجْنٌ في حِبَالٍ مَتِينَةٍ

الشاهد: خطاطيف: من يتخطف ومنه سمي الخطّاف. والخطّاف: حديدة معوجة من طرفها يعلق فيها الدلو عند إدلائه إلى الماء ويرفع بها.

حجن: جمع حجناء: أي معوجة. والبيت للنابغة الذبياني (103) وهو تمثيل لحاله بحال دلو تنزع من البئر، واستشهد به في سياق تفسير قوله تعالى:" يكاد البرق يخطف أبصارهم ".

فإنَّ زَمَانَكُم زَمَنٌ خَمِيصُ

(35)

كلوا في نِصْفِ بَطنِكُمُ تَعِيشُوا

ص: 398

الشاهد: بطنكم: والمقصود بطونكم، والعرب تقول: لهم عقل وبصر. قال تعالى: " ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم "(104) قال أبو عبيدة (105) : ولم يقل: بأسماعهم وأبصارهم، ومثله " لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء " (106) ولم يقل " طروفهم " وقوله:" فإن طبن لكم عن شىء منه نفساً "(107) ولم يقل نفوساً، وما أشبهها من القرآن الكريم.

وقد استشهد سيبويه (108) بهذا البيت على استعمال الواحد في معنى الجمع. يريد الشاعر بعض بطونكم؛ لأنه يريد بطن كل واحد منهم، وروايته فيه: بعض بدل نصف.

وقد أجاز المبرد (109) ، في الشعر، أن تفرد، وأنت تريد الجماعة إذا كان في الكلام دليل على الجمع، ثم استشهد على كلامه بهذا البيت. وقد حكى الفراء (110) في قراءة قوله تعالى " ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ومعارج عليهايظهرون " (111) : أن سقفاً جمع سقيفة؛ فأما من قرأ " لبيوتهم سقفاً من فضة " فتأولها إسماعيل ابن إسحق على أن " من " لواحد، قال: والمعنى: لجعلنا لكل من كفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة، إلا أن الفراء (112) استبعد هذه القراءة، وحكى أن هذا متناول بعيد، واستدل على أن القراءة بالجمع أولى؛ لأن بعده ومعارج وسرراً وأبواباً فكذا سقف بالجمع أولى.

وقد رد عليه أبو جعفر النحاس (113) ، ورأى أن الذي تأوله بعيد، وأولى منه أن يكون " ُسقُف " بمعنى " سَقف "" كما قال عز وجل "

ثم نخرجكم طفلاً " (114) ، وكما قال الشاعر، ثم ذكر البيت.

ولم أعثر بقائل هذا البيت، وجاء في خزانة البغدادي (115) أن البيت من الأبيات الخمسين في كتاب سيبويه التي لا يعرف لها قائل.

ص: 399

والخميص في الأصل: الجائع، والخمص: الجوع، وأراد بوصفه الزمن بخميص أنه جائع من فيه، فالصفة للزمن، والمعنى لأهله، يقول لهم: اقتصروا على بعض ما يشبعكم، ولا تملأوا بطونكم من الطعام فينفد طعامكم، فإذا نفد طعامكم احتجتم إلى أن تسألوا الناس أن يطعموكم شيئاً، وإن قدرتم لأنفسكم جزءا من الطعام ولم تكثروا من الأ كل عشتم، وفي رواية سيبويه: تعفوا بدل تعيشوا وعلى هذا يكون المعنى.. عففتم عن مسألة الناس، وتعيشوا أو تعفوا مجزوم لأنه جواب الأمر (116) .

قد عضّ أعناقَها جِلدُ الجواميس

(36)

تدعوك تيمٌ وتيمٌ في قرى سبإ

الشاهد: الشاهد فيه كالشاهد الذي في قبله، فقد أراد الشاعر: جلود الجواميس، فأفرد وهو يريد الجماعة.

والبيت من شواهد الفراء في معاني القرآن (117) على أن الشاعر قال: جلد الجواميس بالإفراد ولم يقل جلود الجواميس في مقابلة أعناقهم، وروايته فيه:

قدْ عَضَّ أعناقَهم جلدُ الجواميس

الواردون وتيم في ذرا سبإ

والبيت أيضاً من شواهد الكشاف للزمخشري (118) ، وروايته فيه مثل رواية الطبري والفراء، وقد استشهد به الزمخشري على صرف كلمة سبإ، وذلك في تفسير قوله تعالى " وجئتك من سبإ بنبإ يقين "(119) عند من يصرفه حيث جعله الحي، أو الأب الأكبر، وأما من لم يصرفه فيجعله اسم القبيلة.

وقد ذكر محقق تفسير الطبري (120) أنه لم يقف على البيت في المراجع، ولا على قائله، والبيت لجرير في ديوانه، وروايته فيه:(121)

قد عض أعناقهم جلدُ الجواميس

تدعوك تيمٌ وتيمٌ في قرى سبإ

وهو من قصيدة قالها جرير في هجاء التيم. ومعناه: تيم في قرى سبإ مغلولون من جلد الجواميس بحيث يعض أعناقهم.

ص: 400

وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى: " إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاً يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً وما يضل به إلا الفاسقين "[سورة البقرة 26]

لعلاتٍ وَأمكم رَقوبُ

(37)

ألا تَحْيُون مِنْ تكثير قوم

الشاهد: في قوله " تحيون "؛ فالعرب تقول: حييت أحيا حياء، واستحييت أستحيي استحياء، وأنشد البيت شاهداً على ذلك. وجاء في لسان العرب (122) : وقال أبو زيد: يقال حييت من فعل كذا، وكذا أحيا حياء:

أي: استحييت، وأنشد البيت، ثم قال: معناه: ألا تستحيون.

وعلات: يقال: بنو علات: بنو رجل واحد من أمهات شتى، سميت بذلك؛ لأن الذي تزوجها على أولى قد كانت قبلها، ثم عَلَّ من هذه.

قال ابن بري: وإنما سميت عِلّة؛ لأنها تعل بعد صاحبتها من العلل (123) .

والرَّقوب: التي لا يعيش لها ولد. والبيت في لسان العرب دون عزو (124) ونسب إلى عبيد بن الأبرص في الأمالي الشجرية (125) . والبيت ليس في ديوانه.

عَلَيَّ مِنَ الحَقِ الّذي لا يُرَى لِيا

(38)

وإني لأستحيي أخي أن أرَى لهُ

الشاهد: لأستحيي: حيث خرج الاستحياء هنا في موضع الأنفة.

وذكر المبرد (126) أن هذا البيت يحمله قوم على خلاف معناه، وإنما تأويله: إني لأستحي أخي أن يكون له عليّ فضل، ولا يكون لي عليه فضل، ومني إليه مكافأة؛ فأستحي أن أرى له عليّ حقاً لما فعل إليّ، ولا أفعل إليه ما يكون لي به عليه حق، وهذا من مذاهب الكرام، ومما تآخذ به أنفسها. ونسب المبرد البيت إلى جرير، ولم أعثر عليه في ديوانه، وهو غير منسوب في لسان العرب (127) وفيه: معنى: وإني لأستحيي: آنف من ذلك.

وضَرْبٌ في البلادِ بِغَيرِ زادِ

(39)

لَحِفْظُ المال ِأيْسَرُ مِنْ بُغَاهُ

ص: 401

الشاهد: وضرب: الضرب في اللغه على وجوه: فمنها التبيين، ومنها: النوع، تقول العرب: أخذ فلان في ضرب من الحكم، أي نوع منه، ومنها: السير، قال تعالى " وآخرون يضربون في الأرض "(128) وقال تعالى " وإذا ضربتم في الأرض "(129) والبيت شاهد على هذا المعنى.

واستشهد به المؤلف في أثناء تفسيره لقوله تعالى ". ....أن يضرب

"

ولم أعثر بقائل البيت.

خَشاشٌ كَرَأسِ الحيّةِ المُتَوَقدِ

(40)

أنا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الذي تعْرِفونَهُ

الشاهد: قوله: الرجل الضرب: ومعناه: الرجل الخفيف الجسم، واستشهد به في تفسير قوله تعالى ".....أن يضرب

" وذلك في معاني كلمة " ضرب ".

والبيت لطرفة بن العبد (130) وهو من معلقته المشهورة، ومعنى خشاش: رجل لطيف الرأس، ماض، سريع الدخول في الأمور. المتوقد: شديد النشاط.

وطرفة في هذا البيت يفخر بنفسه قائلا ً: أنا الرجل الخفيف اللحم، الذي ليس يرهل، السريع الحركة، الماضي الذي يحسن الدخول في الأمور والتخلص، شديد النشاط كرأس الحية الذي لا يستقر.

(41)

مثلُ الفتى مثلُ الهلال ِإذا تَنَقَّصَهُ التئامُهْ

حتى إذا خَرَجَتْ جوارِحُهُ وعادَ لَهُ تَمَامُهْ

انسلّ من ُنقصانهِ عنه فَزَايَلَهُ نِظامُهْ

الشاهد: قوله: مثل الفتى مثل الهلال: الأمثال في اللغه: الأشباه والنظائر والصفات، ويحتاج كل مثل إلى ممثل حتى يتم، وذكر في هذه الأبيات المثل والممثل جميعاً.

ويشبه الشاعر حياة الإنسان بالهلال فعندما يبدأ بالاكتمال يحين وقت انتهاء حياته.

ولم أعثر بقائل الأبيات.

فما مَواعِيدُه إلا ّالأباطيلُ

(42)

كانَتْ مَواعِيدُ عُرْقُوبٍ لهَا مَثلا

الشاهد: الشاهد فيه كالشاهد في الذي قبله.

والبيت لكعب بن زهير (131) ، وهو في قصيدته المشهورة التي قالها أمام الرسول صلى الله عليه وسلم حين أسلم.

ص: 402

وعرقوب: هو عرقوب بن نصر، رجل من العمالقة نزل بالمدينة قبل أن ينزلها اليهود بعد عيسى بن مريم عليه السلام، وكان صاحب نخل، وإنه وعد صديقا له ثمر نخلة من نخله، فلما حملت، وصارت بلحاً أراد الرجل أن يصرمه، فقال عرقوب: دعه حتى يُشَقَّح، أي يحمر، أو يصفر، فلما شقحت أراد الرجل أن يصرمها، فقال عرقوب له: دعها حتى تصير رطباً، فلما صارت رطباً قال: دعه حتى يصير تمراً، فلماصارت تمراً انطلق إليه عرقوب فجده ليلا ً، فجاء الرجل بعد أيام فلم ير إلا عوداً قائماً، فذهب موعود عرقوب مثلا ً، وهو من أمثال العرب في خلف الوعد (132) .

وَمَا هُوَ عَنْها بالحَديثِ المُرَجَّمِ

(43)

وما الحربُ إلاّ ما عَلِمْتُمْ وَذُقتُمُ

وَتضْرَ إذا أضْرَيْتُمُوها فَتَضْرَمِ

مَتَى تَبْعَثُوها تَبْعَثُوها ذمِيمةً

وَتَلْقَحْ كِشَافاً ثُمَّ تُنْتِجْ فَتُتْئمِ

فَتَعْرُكُكُمُ عَرْكَ الرَّحَى بثِفَالِها

كَأحْمَرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ

فَتِنْتِجْ لَكُمْ غِلمَانَ أشْأمَ كُلُهُمْ

قُرًى بالعراق ِمِنْ قَفِيزٍ وَدِرْهَمِ

فَتُغْلِلْ لَكُمْ ما لا تُغِلُّ لأِهْلِها

الشاهد: هذه الأبيات من الأمثال التي خرجت على جهة الإطناب والإكثار. ومن هذا النوع في قوله تعالى " وضرب الله مثلا ًقرية كانت آمنة مطمئنة

" (133) الآية. ومنه قوله تعالى " ضرب الله مثلا ًرجلين

" (134) الآية، وفي البيت الأول شاهد نحوي إذ أجاز الكوفيون تعليق باء الجر بضمير المصدر، كما أجازوا تعليقها بمظهره لأنه في معناه، وأنشدوا في ذلك:

وما هو عنها بالحديث المرجم

ف" عن " على ما ذكروه متعلق ب " هو " والمجرور في موضع نصب

ب "هو "، وقال صاحب الإيضاح العضدي (135) : هذا مذهب القوم، ورأيت بعض أصحابنا البصريين لا يستبعد مذهبهم؛ بل يقويه وينصره اهـ.

والأبيات لزهير بن أبي سلمى من معلقته المشهورة. (136)

ص: 403

ويعني بالبيت الأول: أي: ما علمتم من هذه الحرب، وما ذقتم منها، وما علمكم عنها بالحديث الذي يرمى فيه بالظنون، فكنى عن العلم، أي: هو حق، والمرجم: المظنون.

ومعنى تبعثوها: تثيرونها: أي لا تحمدوا أمرها.

وذميمة: مذمومة، وأكثر ما يكون " فعيل " المصروف عن " مفعول " بغير هاء، مثل: امرأة قتيل ومقتولة، وكف خضيب ومخضوبة.

وتضر: أي: تعوَّدْ. إذا أضريتموها: أي عودتموها يعني الحرب.

وتعرككم: يعني الحرب أراد: تطحنكم هذه الحرب.

بثفالها والثفال: جلدة تكون تحت الرحى يقع الدقيق عليها.

وتلقح كشافاً: أي تدارككم الحرب. ويقال: لقحت الناقة كشافاً: إذا حمل عليها في دمها.

فتتئم: أي تأتيكم باثنين اثنين بتوأمين، وإنما يقطع بهذا أمر الحرب.

تنتج لكم: أي: الحرب.

غلمان أشأم: في معنى: غلمان شؤم، فجعل أشأم مصدراً، ولم يحتج إلى " مِنْ " ولو كان " أفعل " لم يكن له بد من " مِنْ ". أي كلهم في الشؤم كأحمر عاد، وقيل: وإنما أراد " أحمر ثمود " فقال: " أحمر عاد "، والمقصود هنا عاقر الناقة، واسمه: قدار بن سالف.

ويعني أن ولادتهم ونشأتهم تكون في الحرب، فيصبحون مشائيم على آبائهم.

ويعني في البيت الأخير: هذه الحرب تغل لكم من هذه الدماء ما لا تغل قرى بالعراق، وهي تغل القفيز والدرهم، وهذا تهكم منه واستهزاء.

القفيز: نوع من المكاييل: والمقصود به ما يملأه من المحصولات. (137)

وما حِبَالُ مُحِبٍ وامقٍ تَصِلُ

(44)

يا أحسن الناس ما قرنا إلى قدم

الشاهد: استشهد المؤلف بهذا البيت في تفسيره لقوله تعالى " مثلاً ما بعوضة " فالبعوضة واحدة البعوض و" ما " صلة، وهي منصوبة على البدل من المثل، قال الكسائي والفراء هي نصب بانتزاع بين كما تقول: مُطِرْنا ما زُبَالة َ والثّعلبية َ، وله عشرون ما ناقة ً وجملا ً. (138)

ص: 404

والذي وجدته في معاني القرآن للفراء في الوجه الثالث في قراءة " بعوضة " وهو أحب الوجوه إليه: أن تجعل المعنى على: إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بين بعوضة إلى ما فوقها، والعرب إذا ألقت " بين " من كلام تصلح " إلى " في آخره نصبوا الحرفين المخفوضين اللذين خفض أحدهما ب " بين " والآخر ب " إلى " فيقولون: مطرنا ما زُبَالة فالثعلبية، وله عشرون ما ناقة فجملا ً، وهي أحسن الناس ما قرنا فقدما " إشارة إلى البيت السابق " يراد به: ما بين قرنها إلى قدمها، ويجوز أن تجعل القرن والقدم معرفة فتقول: هي حسنة ما قرنها فقدمها. (139)

وجاء فيه: قال الكسائي " سمعت أعرابيا ورأى الهلال فقال: الحمد لله ما إهلالَك إلى سرارِك، يريد: مابين إهلالِك إلى سرارِك، فجعلوا النصب الذي كان يكون في " بين " فيما بعده إذا سقطت؛ ليعلم أن معنى " بين " مرَاد، وحكى الكسائي عن بعض العرب: الشَّنْق ما خمساً إلى خمس وعشرين، يريد ما بين خمس إلى خمس وعشرين، والشنْق ما لم تجب فيه الفريضة من الإبل، والأوقاص في البقر. (140)

وذكر السيوطي: " أصله ما بين قرن فحذف بين وأقام قرناً مقامها ومثله " ما بعوضة فما فوقها" قال: والفاء نائبة عن إلى، وكون الفاء للغاية بمنزلة إلى، غريب "(141) . والبيت مجهول القائل.

أيام يَنْسون ما عواقبُها

(45)

لم أرَ مثلَ الفِتْيان في غِيَر ال

الشاهد: ما عواقبها، أي: ما هو عواقبها.

استشهد الشاعر بهذا البيت في تفسير قوله تعالى " مثلا ًما بعوضة " وذلك على قراءة رؤبة بن العجاج للآية الكريمة، إذ قرأ " بعوضة " بالرفع وأضمر لها اسماً، يعني: الذي هو بعوضة.

وذكر الفراء أن الرفع في " بعوضة " جائز لأن الصلة ترفع واسمها منصوب ومخفوض. (142)

فَواسِقاً عن قَصْدِهَا جَوائرا

(46)

يَهْوين في نَجْدٍ وغَوْراً غائرا

ص: 405

الشاهد: قوله: فواسقاً، فالفاسق: الخارج عن الطاعة، واستشهد به في تفسير قوله تعالى " وما يضل به إلا الفاسقين"

واستشهد به أبو عبيدة في مجاز القرآن (143) فقال: ففسق عن أمر ربه: جار عنه، وكفر به، ثم ذكر الشعر ونسبه إلى رؤبة.

واستشهد به صاحب لسان العرب (144) ؛ فقال: وفسق عن أمر ربه، أي جار ومال عن طاعته، ثم ذكر البيت.

والعرب تقول: إذا خرجت الرطبة عن قشرها: قد فسقت الرطبة من قشرها.

والبيت من شواهد سيبويه (145) ، إذ استشهد به لنصب " غور " حملا ًعلى موضع " نجد " وما عمل فيه؛ لأن معنى يذهبن في نجد " وهي رواية سيبويه " ويسلكن نجداً واحداً، فكأنه قال: يسلكن نجداً وغوراً غائراً.

والغور: تهامة وما يليها.

ونجد:هو من نحو فيد إلى الكوفة وإلى البصرة، وما يلي ذلك.

يعني بذلك قصائد قد سادت في الغور وتهامة، أو أفعالا ًيفتخر بها، أو حروباً قد غار ذكرها وأنجد.

وقيل: وصف الراجز ظعائن منتجعات يأتين مرة نجداً، وهو ما ارتفع من بلاد العرب، ومرة الغور، وهو تهامة، وهي ما انخفض من بلادها.

ونسب البيتان إلى العجاج في الكتاب، وقد وردا في زيادات ديوان رؤبة. (146)

لسُبّ بِذلِكَ الجرو الكِلابا

(47)

وَلَوْ وَلَدَتْ قَفِيرَةُ جَرْوَ كَلْبٍ

الشاهد: استشهد المؤلف بهذا البيت عند تفسيره لقوله تعالى " وما يضل به إلا الفاسقين " فروى قراءة ابن مسعود وعطاء والحسن " وما يضل به " على لفظ ما لم يسم فاعله، و " إلا الفاسقين " بالنصب، قال ابن مجاهد: أسانيد هذه القراءة منكرة جداً، فإن صحت، فطرقها من اللغة أن يضمر لها اسم، ويكون ما ظهر خبراً له، وتقديره: وما يضل به إلا أفسق الفاسقين، كقول الشاعر: ولو ولدت

البيت. (147)

ص: 406

وذكر النحاس في إعراب القرآن (148) أن النحويين " قد أجمعوا على أنه لا يجوز: ضرب الضرب زيداً، حتى إنه قال بعضهم: لا يجوز: ضرب زيدا ً سوطاً، لأن " سوطاً " مصدر، وإنما يقام المصدر مقام الفاعل على حروف الخفض إذا نعت، فإذا لم يكن منعوتاً لم يجز، وهذا أعجب أن يقام المصدر مقام الفاعل غير منعوت مع اسم غير مصدر ".

" وفيه أيضاً علة أخرى: أنه أضمر الجزاء، ولم يتقدم له ذكر على أن " يجزي " يدل عليه، وهذا وإن كان يجوز، فإنه مجاز، فأما إنشادهم: ولو ولدت

البيت فلا حجة فيه، ورأيت أبا إسحاق يذهب إلى تقديره: ولو ولدت قفيرة الكلاب، " وجرو كلب" منصوب على النداء ". (149)

وهو من شواهد تأويل مشكل القرآن (150) ، وذلك في قراءة أبي جعفر المدني في سورة الجاثية، وهو قوله تعالى " ليجزى قوماً بما كانوا يكسبون " (151) أي: ليجزي الجزاء قوماً، واستشهد على ذلك بقول الشاعر: ولو ولدت قفيرة

البيت.

ونسب البيت إلى جرير في خزانة الأدب للبغدادي (152) ، وهو غير موجود في ديوانه، وهو غير منسوب في إعراب القرآن للنحاس (153) ، وغير منسوب أيضاً في القرطبي. (154)

حُبُ النبيّ محمدٍ إيانا

(48)

فَكَفى بنَا فضْلاً عَلى مَنْ غَيرِنا

الشاهد: على من غيرنا، فقد جعل " من" اسماً تاماً، وجعل " غيرنا " نعتاً له، وذلك في تفسير قوله تعالى " ماذا أراد الله بهذا مثلا ً" فتكون " ذا " بمنزلة " الذي" وتكون " ماذا " شيئاً واحداً، كما قال تعالى " ماذا أنزل ربكم قالوا خيراً "(155) .

وقال الفراء: " ما بعوضة " نصبت " ما " وأردت: " ما بين بعوضة " وإن شئت جعلت " ما " اسماً تاماً كما قال حسان: فكفى بنا

البيت. (156)

والبيت من شواهد سيبويه (157) ، فقد جعل الشاعر " غيرنا " نعتاً ل " من " ولم يجعل " من " موصولة.

ص: 407

وجاء في تحصيل عين الذهب (158) : الشاهد فيه حمل " غير" على " من " نعتاً لها، لأنها نكرة مبهمة، فوصفت بما بعدها وصفاً لازماً يكون لها كالصلة، والتقدير: على قوم غيرنا، ورفع" غير" جائز على أن تكون " من" موصولة، ويحذف الراجع عليها من الصلة، والتقدير: على من هو غيرنا، والحب مرتفع ب " كفى " والباء في قوله " بنا " زائدة مؤكدة.

ونسب المؤلف البيت إلى حسان بن ثابت، ولم أعثر به في ديوانه وهو منسوب في شرح أبيات سيبويه إلى كعب بن مالك، وهو في ديوانه (159) ، ونسب في الكتاب إلى الأنصاري (160) ، وفي تحصيل عين الذهب إلى الأنصاري حسان، ويقال إنه لبشر بن عبد الرحمن بن مالك الأنصاري كما في اللسان (161)، وجاء فيه: إنه خفض " غير" على الإتباع ل " من"، ويجوز فيه الرفع على أن تجعل " من " صلة بإضمار " هو ".

ومعنى البيت: كفانا فضلا ًعلى من غيرنا حب النبي صلى الله عليه وسلم إيانا وهجرته إلينا. (162)

إلى حمامتنا أو نِصْفُه فَقدِ

(49)

قالت: فيا ليتماهذا الحمامُ لنا

الشاهد: قوله: فيا ليت ما هذا الحمام لنا، ولم تعمل " ليت " هنا، واستشهد بهذا البيت على قراءة رؤبة بن العجاج لقوله تعالى "

مثلا ًما بعوضة " فقرأ بعوضة بالرفع، واستشهد على ذلك بقول الشاعر: قالت

البيت.

والبيت من شواهد سيبويه (163)، والشاهد فيه: إلغاء " ليتما " ورفع ما بعدها، ويجوز أن تكون معملة في " ما " على تقدير: ليت الذي هو هذا الحمام لنا.

ويجوز نصب " الحمام" على زيادة " ما " وإلغائها.

والبيت للنابغة الذبياني من قصيدة له (164) ، وفي هذا البيت يصف ما كان من أمر " زرقاء اليمامة " حين نظرت إلى القطا طائرة فحصلت عدتها، ومعنى قدي: حسبي، يقال: قدي كذا، وقدني.

ص: 408

وكانت زرقاء اليمامة، فيما زعموا، نظرت إلى قطاً يطير بين جبلين، فقالت: ليت الحمام ليه، إلى حمامتيه، ونصفه قديه، تم الحمام مائة، فاتبع القطا، إلى أن ورد الماء، فعد، فإذا هو ست وستون. (165)

وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى:

" مثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاءً ونداءً صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون "[البقرة: 171]

وما هِيَ وَيْبَ غَيْرِكِ بالعَناقِ

(50)

حَسِبْتَ بُغَامَ راحلتي عَناقا

الشاهد: حسبت بغام راحلتي عناقا: ففي الكلام اختصار، يعني: حسبت بغام راحلتي بغام عناق واستشهد بهذا البيت في تفسير قوله تعالى " مثل الذين كفروا

" إذ ذكر أن في الكلام اختصاراً، وتقديره: مثل وعظ الكافرين كمثل الراعي ينعق بالغنم، ولا تفهم الغنم عنه سوى الصوت.

والبيت في دلائل الإعجاز ونسبه إلى أعرابي (166) ، واستشهد به على ما حذف منه المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه مثل قوله تعالى " واسأل القرية "(167) .

وجاء في لسان العرب (168) : وقوله: حسبت بغام راحلتي عناقا: أراد بغام عناق، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه، وجاء فيه عن ابن بري: وفي حاشية الكتاب بيت شاهد على " ويب " بمعنى " ويل " ثم ذكر البيت، وعن ابن بري أيضاً: أن البيت لم يذكر قائله، وهو لذي الخرق الطهوي (169) يخاطب ذئباً تبعه في طريقه، وفي دلائل الإعجاز أن الأعرابي أناخ راحلته بالليل فبغمت، فجاء الذئب يظن أنها عناق، أي معزى، فيقول الشاعر:

حسبت بغامها صوت عناق، وويب: مثل " ويل " وزناً ومعنى واستعمالاً (170) .

فتيقنوا عِلْمَاً بِبَيْنِ رفيقِ

(51)

نَعَقَ الغُرابُ ولاتَ حينَ نعيق

الشاهد: قوله: نعق الغراب، فالنعق والنعيق: صوت الراعي والغراب.

ص: 409

وجاء في لسان العرب (171) نعق الغراب نعيقاً ونعاقاً، والغين في الغراب أحسن، قال الأزهري: نعق الغراب، ونغق بالعين والغين جميعاً، ونَعيقُ الغراب ونُعاقُهُ ونَغيقُه ونُغاقُهُ: مثل نهيق ِ الحمار ونُهاقِهِ، وشحيج ِالبغل وشُحاجه، وصهيل ِوصُهال الخيل، وزَحير وزُحار، قال: والثقات من الأئمة يقولون: كلام العرب نغق الغراب، بالغين المعجمة، ونعق الراعي بالشاء بالعين المهملة، ولا يقال في الغراب: نعق، ويجوز: نعب، قال هذا هو الصحيح.

وحكى ابن كيسان: نعق الغراب بعين مهملة، واستعار بعضهم النعيق في الأرانب.

ولم أقف على قائل هذا البيت.

مَنَّتْكَ نَفْسُكَ ضَلَّةً وَخَسارا

(52)

فانْعِقْ بِضَأنك يا جَريرُ فإنّما

الشاهد: فانعق بضأنك، قال أبو عبيدة: النعيق: الصوت، وأنشد للأخطل. ويروى: منتك نفسك في الخلاء ضلالا.

وجاء في لسان العرب: النعيق: دعاء الراعي الشاء، يقال: انعق بضأنك أي: ادعها.

ونعق الراعي بالغنم ينعِقُ، بالكسر، نَعْقاً ونُعاقاً ونَعيقاً ونَعْقانا: صاح بها وزجرها يكون ذلك في الضأن والمعز.

وفي الحديث: أنه قال لنساء عثمان بن مظعون لما مات: " ابكين وإياكن ونعيق الشيطان " يعني الصياح والنوح، وأضافه إلى الشيطان لأنه الحامل عليه.

وفي حديث المدينة: آخر من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما أي: " يصيحان ". (172)

والبيت للأخطل في ديوانه من قصيدة (173)، وروايته فيه:

مَنّتْكَ نفسُك في الخلاءِ ضَلالا

وجاء في الهامش: يعيره أنه راعي ضأن لا مكان له في المفاخر والأمجاد، وذكر الجاحظ أن بني يربوع كانوا يرمون بإتيان الضأن واستشهد بهذا البيت، انظرفخرالسودان ص 61.

ولم يك سَمْعُهُ إلا ندايا

(53)

إذا ما الشَّيْخُ صُمّ ولم يعوج

ص: 410

الشاهد: قوله " ندايا "، فأصل النداء " نداي " والياء والواو في قوله تعالى " إلا دعاء ونداء " ممدودان؛ لأن أصل الدعاء " دعاو " وأصل النداء " نداي " والياء والواو لام من هذا البناء، فقلبتا همزة لوقوعهما بعد ألف ساكنة، وكذلك كل ممدود في نفسه، فهذا علته.

وروى ابن الأنباري (174) عن ثعلب بيتا: إذا ما الشيخ....البيت.

وفي لسان العرب (175) : وفي حديث ابن عوف: وأودى سمعه إلا ندايا أراد إلا نداء، فأبدل الهمزة ياء تخفيفا وهي لغة بعض العرب.

وورد شطر البيت في لسان العرب مرة أخرى برفع " سمعه "(176) .

ولم أقف على قائل هذا البيت.

على زيد بِتَسْلِيمِ الأميرِ

(54)

وَلَسْتُ مسلّماً ما دمتُ حَيّاً

الشاهد: ولست مسلماً بتسليم الأمير: يريد: كما يسلم على الأمير.

وهذا قول الفراء في تفسير المثل في الآية القرآنية " ومثل الذين كفروا......" إذ في رأيه: يضيف المثل إلى الذين كفروا وداعيهم كمثل الناعق، كما تقول: إذا لقيت فلانا، فسلم عليه تسليم الأمير، وإنما تريد به: كما تسلم على الأمير. (177)

(55)

أصَمُّ عمّا ساءَه سميعُ

الشاهد: العرب تقول لمن يسمع ولا يعمل بما يسمع كأنه أصم كما قال: البيت، وذلك في تفسير قوله تعالى " صم بكم عمي فهم لا يعقلون ".

وهذا القول في لسان العرب (178) دون عزو، ونقل عن التهذيب: يقول القائل: كيف جعلهم الله صماً، وهم يسمعون، وبكماً وهم ناطقون، وعمياً وهم يبصرون؟ والجواب في ذلك أن سمعهم لما لم ينفعهم، لأنهم لم يعوا به ما سمعوا، وبصرهم لما لم يجد عليهم لأنهم لم يعتبروا بما عاينوه من قدرة الله وخلقه الدال على أنه واحد لا شريك له، ونطقهم لما لم يغن عنهم شيئا إذ لم يؤمنوا به إيماناً ينفعهم، كانوا بمنزلة من لا يسمع ولا يبصر ولا يعي، ونحو منه قول الشاعر: أصم عما ساءه سميع.

ص: 411

وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى " مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم * الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ". [البقرة: 261 262]

عمرو بن ميمون لئامَ الناتِ

(56)

يا لَعَنَ اللهُ بني السَّعلاتِ

الشاهد: قوله: لئام النات، أراد لئام الناس، فحول السين تاء؛ لأن التاء والسين مهموستان؛ فهما يتعاقبان، وقد استشهد المؤلف بهذا الشعر على قراءة من أدغم في قوله تعالى:" أنبتت سبع سنابل "

وهذا الرجز أنشده أبو عمرو بن العلاء، وقيل وكان يزعم أن الرجز والرجس بمعنى واحد، وأنها مقلوبة، قلبت السين زاياً، كما قلبت شئز

وهي: شئس، بسين، وكما قالوا: قربوس وقربوز، وكما قال الشاعر: يا لعن الله

البيت وهو يريد لئام الناس، فقلبت السين تاءً. (179)

والشعر في كثير من كتب النحو مع اختلاف في بعض الألفاظ، وورد في لسان العرب عن أبي زيد (180)، قال: من العرب من يجعل السين تاءً، وأنشد لعلباء بن أرقم:(181)

يا قبَّحَ الله بني السّعلات

عمرو بن يربوع شرار الناتِ

ليسوا أعفّاءَ ولا أكياتِ

يريد الناس والأكياس.

ووردت الأبيات في نوادر أبي زيد الأنصاري. (182)

وإن نعموا لا كدروها ولا كدُّوا

(57)

وإنْ كانَت النُّعمى عليهم جزوا بها

الشاهد: استشهد المؤلف بهذا البيت عند تفسيره لقوله تعالى: " ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذىً " إذ حث الله عباده على مكارم الأخلاق، فحظر عليهم المن بالصنيعة، واختص به صفة لنفسه؛ لأنها من العباد تكدير وتعيير، ومن الله إفضال وإنعام، كقول الشاعر: وإن كانت..البيت.

وقد نسب المؤلف البيت إلى طرفة، ولم أعثر به في ديوانه.

كلفته للعُرفِ إعظامَكا

(58)

ما تم معروف عند امرئ

ص: 412

إكرامَ من أظهر إكرامَكا

إنْ مِنَ البِرّ فلا تَكْذِبنْ

تَسْتَفْسِدَنْ بالمنّ إنعامَكا

والمنُّ للمُنعم نقصٌ فلا

مذلة ٌأحببتُ إعْلامَكا

(م)

والعزُّ في الجود وَبُخْلُ الفتى

الشاهد: الشاهد في هذه الأبيات كالشاهد في البيت السابق.

وقد نسب المؤلف الأبيات إلى محمود الوراق، ولم أعثر بها في ديوانه.

لَيْسَ الكريمُ إذا أسدى بمنانّ

(59)

أفسَدْتَ بالمَنّ ما أوْليْتَ مِنْ نِعَم

الشاهد: الشاهد فيه كالشاهد الذي في قبله.

إذا فَعَلَ المَعْرُوفَ زَادَ وَتَمَّمَا

(60)

يَرُبُّ الذي يَأتِي مِنَ الخَيْرِأنَّهُ

الشاهد: الشاهد فيه كالشاهد الذي في قبله.

وقد ذكر المؤلف أن أبا نصر منصور بن عبد الله أنشده إياه بهراة.

والبيت غير منسوب في لسان العرب (183)، وفيه قال الأنباري: الرب ينقسم على ثلاثة أقسام: يكون الرب: المالك، ويكون الرب: السيد المطاع، قال تعالى:" فيسقى ربه خمراً "(184) أي: سيده، ويكون الرب: المصلح، رب الشيء: إذا أصلحه، وأنشد البيت.

على الأعناق ِمِنْ مِنَنِ الرِّجالِ

(61)

وما شيء بأثقلَ وهو خِفُّ

بِوَجْهِكَ إنَّهُ بالوَجْهِ غالِ

ولا تَفْرَحْ بمالٍ تَشْتَرِيهِ

الشاهد: الشاهد فيه كالشاهد الذي في قبله.

وقد سأل رجل ابن شبرمة أن يكتب رقعة إلى بعض الأغنياء ليعطيه شيئاً، فأعطاه مائتي درهم، وأنشأ يقول:(185) .... البيتان.

في كُلّ وَقْتٍ وَزَمنْ

(62)

أحْسَنُ مِنْ كُلِّ حَسنْ

خاليةٌ مِنَ المِننْ

ضَيْعَةٌ مَرْبُوبة

الشاهد: الشاهد فيه كالشاهد الذي في قبله.

وقد نسب المؤلف البيتين إلى محمود الوراق ولم أعثر بهما في ديوانه.

وإنّما العُرْفُ بالرّباباتِ

(63)

يَرُبُّ مَعْرُوفَهُ وَيُكْمِلهْ

ص: 413

الشاهد: الشاهد فيه كالشاهد الذي في قبله. وذكر المؤلف أن جعفر بن محمد الصادق قال: لا يتم المعروف إلا بثلاث: تعجيله وتصغيره، وترك المن به، فإنك إذا عجلته فقد هنأته، وإذا صغرته فقد عظمته، وإذا تركت المن به، فقد أتممته، ثم أنشد (186)

البيت.

وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلداً لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين * ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتاً من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصيرٌ ". [البقرة 264 265]

(64)

برّاقُ أصْلادِ الجبين ِالأجْلَهِ

الشاهد: أصلاد، قال قطرب: الصلد: الصلب، وهو الأخلق الأملس وأنشد (187)

البيت.

وفي لسان العرب عن ابن السكيت (188) : الصفا: العريض من الحجارة الأملس.

قال: والصلداء والصلداءة: الأرض الغليظة الصلبة، قال: وكل حجر صلب، فكل ناحية منه صلد، وأصلاد جمع صلد وأنشد لرؤبة:

البيت.

وعن أبي الهيثم: أصلاد الجبين: الموضع الذي لا شعر عليه، شبه بالحجر الأملس.

وجله الرجل جلهاً: رده عن أمرٍ شديد، والجَلَهُ: أشد من الجلح، وهو ذهاب الشعر من مقدم الجبين، وقيل: النزع، ثم الجَلَحُ ثم الجَلا ثم الجَلَه، وقد جَلِهَ يَجْلَهُ جَلَهاً، وهو أجله، وقيل: الأجله: الأجلح في لغة بني

سعد. (189)

إنْ ديّموا جادَ وإنْ جادُوا وَبلْ

(65)

أنا الجوادُ بنُ الجوادِ ابْنِ سبل

الشاهد: وبل: قال المؤرج: الوابل: الشديد العظام القطر، يقال: وبل، يبل، قال الشاعر: أنا الجواد

البيت

يريد: أنه يزيد عليهم في كل حال منها.

ص: 414

وهذا البيت من شواهد ابن جني في الخصائص (190) على التدريج في اللغة، فمن التدريج قولهم: ديمة وديم، واستمرار القلب في العين للكسرة قبلها، ثم تجاوزوا ذلك لما كثر وشاع إلى أن قالوا: ديمت السماء، ودومت؛ فأما دومت فعلى القياس، وأما ديمت فلاستمرار القلب في ديمة، وديم، وأنشد أبو زيد:

إنْ دوّموا جادَ وإن جادوا وبل

هو الجوادُ بن الجوادِ بنِ سَبَلْ

ورواه أيضاً " ديموا " بالياء، ثم قالوا: دامت السماء تديم،فظاهر هذا أنه أجري مجرى باع يبيع، وإن كان من الواو.

وجاء في لسان العرب (191) : سبل، اسم فرس قديمة، وعن الجوهري: سبل اسم فرس نجيب في العرب، قال الأصمعي هي أم أعوج، وكانت لغني، وأعوج لبني آكل المرار، ثم صار لبني هلال بن عامر، وقال:

هو الجواد ابنُ الجواد ابن سبل

قال ابن بري: الشعر لجهم بن سبل.

قال أبو زياد الكلابي: وهو من بني كعب بن بكر، وكان شاعراً لم يسمع في الجاهلية والإسلام من بني بكر أشعر منه؛ قال: وقد أدركته يرعد رأسه وهو يقول:

أنا الجواد

البيت.

قال ابن بري: فثبت بهذا أن سبلا ًاسم رجل، وليس باسم فرس كما ذكر الجوهري.

وأنشد في توضيح المثل في قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد "[البقرة: 267]

مِنَ الأرْض ِمِنْ مَهْمَهٍ ذِي شزَن

(66)

تيمّمْتُ قَيْساً وَكَمْ دُونهُ

الشاهد: تيممت: التيمم: القصد للشيء، يقال: تيممته وتأممته وأممته: إذا قصدته، قال الأعشى: تيممت

البيت

والبيت للأعشى في ديوانه (192) من قصيدة في مدح قيس بن معدي كرب الكندي الذي ذكره في البيت.

والمهمه: الفلاة الخالية. ذي شزن: غليظ

والمعنى: يقول: إنها تقصد " قيساً " وكم دونه بيد ومسافات بعيدة.

ص: 415

وأنشد في توضيح المثل في قوله تعالى: " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكداً كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون "[الأعراف: 58]

لا خيرَ في المنكودِ والنّاكدِ

(67)

وأعط ما أعطيتَه، طيّباً

الشاهد: المنكود والناكد: قال المبرد: النكد: الرديء، ويقال لكل ما يتشاءم به: نكد وناكد قال الشاعر: وأعط

البيت.

والنكد: الشؤم واللؤم، وذكر ثعلب أن النَّكد والنُّكد: قلة العطاء وألاّ يهنأه من يعطاه، واستشهد على ذلك بالبيت. (193)

ولم أعثر بقائل البيت.

عدوّاً له ما من صداقته بدُّ

(68)

ومن نكدِ الدنيا على الحرّ أن يرى

الشاهد: الشاهد فيه كما في قبله.

والبيت لأبي الطيب المتنبي من قصيدة في مدح محمد بن سيار بن مكرم التميمي. (194)

يقول: من نكد الدنيا وقلة خيرها أن الحر يحتاج فيها إلى إظهار صداقة عدوه ليأمن شره، وهو يعلم أنه عدوه، وهو لا يجد بداً من أن يريه الصداقة من نفسه دفعاً لغائلته، وأراد: ما من مداجاته، ولكنه سمى المداجاة صداقة لما كانت في صورة الصداقة، ولما كان الناس يحسبونها صداقة.

وقيل: لو قال: " ما من مداجاته " لكان أشبه، والذي قاله أحسن في اللفظ، وأقوى في المعنى، وحسنه أنه ذكر العدو وضده، وفي قوة المعنى: أن المداجي: المساتر للعداوة، وقد يساتر العداوة من لا يظهر الصداقة، فإذا أظهر الصداقة لم يكن له من إظهارها بد، فهو يعاني من ذلك أمراً عظيماً، ونكداً في الحياة، فهو أسوأ حالاً من المداجي. (195)

وقيل: إنما أراد بهذا السلطان الذي لا بد من صداقته بإخلاص القول والنية فبأيها أخل دخل منه الضرر. (196)

ص: 416

وأنشد في توضيح المثل في قوله تعالى: " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون* ساء مثلا ًالقوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون "[الأعراف176177]

صَائِر مَرّة إلى أنْ يزُولا

(69)

كلّ عيش ٍوإنْ تَطاول دَهراً

في قلال ِالجبالِ أرعى الوُعولا

لَيْتَني كُنْتُ قَبْلَ مَا قَد بدَا لي

شَابَ فِيهِ الصغيرُ يَوْماً ثقيلا

إنّ يومَ الحِسَابِ يومٌ عظيم

الشاهد: استشهد الشاعر بهذه الأبيات في مناسبة حديثه عن سبب نزول الآيتين الكريمتين، فمن الآراء التي قيلت في ذلك أنها نزلت في أمية بن أبي الصلت، فمن رأى هذا الرأي قال: كان ابتداء أمره قرأ الكتب، وعلم أن الله تعالى مرسل رسولاً في ذلك الوقت، وظن أنه يكون ذلك الرسول، فلما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم حسده، وكان قصد بعض الملوك، فلما رجع مر على قتلى بدر، فسأل عنهم، فقيل: قتلهم محمد، فقال: لو كان نبياً ما قتل أقرباءه، فلما مات أمية، أتت أخته الفارعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألها عن وفاة أخيها، فقالت: بينا هو راقد أتاه اثنان، فقعد أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجله، فقال الذي عند رجله للذي عند رأسه:

الأبيات. (197)

ولا شيء أعلى منك جدّاً وأمجدُ

(70)

لكَ الحمدُ والنّعماءُ والفضلُ ربَّنا

لعزّته تَعْنُو الوجوهُ وَتَسْجُدُ

مليك على عرش السماء مُهَيْمِنٌ

وأنهار نور حوله تتوقدُ

عليه حجابُ النور والنور حوله

ودون حجاب النور خلق مؤيدُ

فلا بصرٌ يَسْمو إليك بطرفهِ

وأعناقهم فوق السماوات صعد

ملائكة أقدامهم تحت أرضهِ

فرائصهم من شدة الخوف تصعد

قيام على الأقدام عانون تحته

مصيخون للأسماع للوحي ركد

ص: 417

وسبط صفوف ينظرون وراءه

وميكال ذو الروح القوي المسدد

أميناه روح القدس جبريل فيهم

الشاهد: ذكر المؤلف أن هذه الأبيات أنشدتها الفارعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي لأخيها أمية بن أبي الصلت، وهي قصيدة طويلة جداً كما ذكر المؤلف. (198)

فشَقِيٌّ مُعذبٌ وسَعِيدُ

(71)

يُوقَفُ النّاسُ لِلحِسابِ جَميعا

الشاهد: مطلع قصيده أنشدتها الفارعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي لأخيها أمية بن أبي الصلت. (199)

يعلم الجهر والسرار الخفيا

(72)

عند ذي العرش يعرضون عليه

إنه كان وعده مأتيا

يوم نأتي الرحيم وهو رحيمٌ

ثم لا يذر راشداً أو غويا

يوم نأتيه مثلما قال فرداً

أو مهاناً بما اكتسبت شقيا

أسعيداً سعيداً أنا أرجو

أو تعاقبْ فلم تعاقب بريا

ربّ إنْ تعفُ فالمعافاةُ ظنّي

سوفَ ألقى من العذاب فريا

أو تؤاخذ بما اجترمت فإني

الشاهد: هذه أبيات من قصيدة أنشدتها الفارعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي لأخيها أمية ابن أبي الصلت. (200)

وبعد أن استمع الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه الأبيات قال لها: آمن لسانه وكفر قلبه.

وقال عمرو بن الشريد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض المغازي، فقال لي: هل تروي من شعر أمية بن أبي الصلت؛ قلت: نعم، فأردفني فركبت الناقة فجعلت أنشده، وهو يقول: هيه

حتى أنشدته أكثر من مائة بيت، فقال: آمن لسانه وكفر قلبه. (201)

(73)

فَنِعْمَ الزّادُ زادُ أبيك زادا

الشاهد: الشاهد فيه اجتماع التمييز والمميز على جهة التأكيد.

واستشهد المؤلف بهذا الشعر في معرض حديثه عن الآية الكريمة " ساء مثلا ًالقوم الذين كذبوا بآياتنا " فنصب مثلا ًعلى التمييز والحال، أي ساء المثل مثلا ً، فقوله " مثلا ً" حال من المثل المضمر كما قال جرير.....فنعم.....البيت.

ص: 418

هذا إذا جعلت " ساء " من فعل المثل، ورفعت القوم بدلا ًمن المضمر فيه، وإن حولت فعله إلى " القوم " ورفعت " هم " به كان انتصابه على التمييز، يريد: ساء مثل القوم، فلما حولته إليهم خرج المثل مفسرا كما تقول:

قَرَّ بِهِ عَيْنَاً، وضاق به ذرعا، ومتى ما سقط التنوين من المميز انخفض بالإضافة.

وقد أجاز المبرد والفارسي وجماعة من النحويين اجتماع التمييز والمميز على جهة التأكيد. (202)

وذكر المبرد في المقتضب (203) في قول القائل: نعم الرجل رجلا ًزيد، فقوله " رجلا ً" توكيد لأنه مستغنى عنه بذكر الرجل أولا ً، وإنما هذا بمنزلة قولك: عندي من الدراهم عشرون درهماً، إنما ذكرت الدرهم توكيداً، ولو لم تذكره لم تحتج إليه، وعلى هذا قول الشاعر: فنعم

البيت.

والبيت لجرير وصدره:

تزوّد مثلَ زادِ أبيك زادا

من قصيدة يمدح بها عمر بن عبد العزيز.

وأنشد في توضيح المثل في قوله تعالى " ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ". [الأعراف 179]

وَدَورُنا لِخَرابِ الدهرِ نبنيها

(74)

أمْوالُنا لِذوِي الميراثِ نَجْمَعُهَا

الشاهد: اللام في خراب: لام العاقبة، وهي دليل على إثبات معنى الصيرورة، وذلك مثل قوله تعالى " فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً " ولام ل" جهنم " الواردة في الآية الكريمة تسمى لام العاقبة أيضاً كما يقول المؤلف، إذ أخبر الله تعالى عما خلقهم له بعدما علم مصيرهم إليه (206) .

ولستُ أرى حيّاً لحيٍّ يخلدُ

(75)

ألا كلّ مولودٍ فللموت يولدُ

الشاهد: لام " فللموت " والشاهد فيه كالشاهد في البيت الذي قبله.

والبيت لأبي العتاهية في ديوانه، وهو مطلع قصيدة في الزهد. (207)

ص: 419

وقد أخبر المسعودي قال: مر عابد براهب في صومعة، فقال له عظني، فقال: أعظكم وشاعركم الزاهد قريب العهد بكم، فاتعظ بقول أبي العتاهية حيث يقول: ألا كل

البيت.

فكلكم يصيرُ إلى التراب

(76)

لدوا للموتِ وَابنوا للخرابِ

الشاهد: الشاهد فيه " للموت " فاللام للعاقبة، فهو كالبيت الذي قبله.

والبيت لأبي العتاهية، وهو مطلع قصيدة في الزهد. (208)

وروايته: فكلكم يصير إلى تباب.

والتباب: الهلاك.

وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى:

" إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون "[يونس 24]

إذا رَأيْتُ خُصْيَة ًمُعَلقهْ

(77)

وَمَا أبَالي أنْ أكُونَ مُحْمِقَهْ

الشاهد: جاء المؤلف بهذا البيت في معرض حديثه عن قراءة قوله تعالى " وازينت " إذ ذكر أن قطرب قال: قرأ أبو العالية " وأزينت " فقطع الألف، أي: أتت بالزينة، كقولهم: أحمر، وأدم، وأذكرت المرأة، وأنثت، وقالت امرأة من العرب: وما أبالي

البيت.

والخصية: البيضة، وإذا ثنيت قلت:" خصيان " بطرح التاء، وأجاز شارح كتاب الفصيح في اللغة أن يقال:" خصيتان ". (209)

والبيت لامرأة من العرب تذكر أنها تريد الولد الذكر، وإن كان أحمق، لأنه أقدر على معونتها ونفعها من البنت.

وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى:

" أنزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبداً رابياً ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال "[الرعد: 17]

إنّما الكفرُ ضَلالٌ ينمحقْ

(78)

ذهَبَ الكُفْرُ جُفاءً فَاعْلَمُوا

ص: 420

الشاهد: استشهد المؤلف بهذا البيت على معنى " جفاء " أي: يذهب مرمياً مطروحاً.

ونسب المؤلف البيت إلى حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه. (210)

(79)

كأنني سَيْفٌ بهِ إصْلِيتُ

الشاهد: إصليت: نقول: أصلت السيف إصليت: إذا مضى. وهو غريب في الأفعال كما يقال: أجفل الظليم في عدوه: إذا أسرع، فهو إجفيل.

والبيت لرؤبة في ديوانه (211)، وروايته:

ينشق عني الحزن والبّريتُ

كأنني سيف بها إصليتُ

وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى:

" مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد."[إبراهيم 18]

(80)

يومين غيمين وَيَوْماً شَمْسَا

الشاهد: تقول العرب: يوم ماطر ومغيم، وليل فلان نائم، ونهاره صائم، وهذه الأفعال إنما تكون في النهار والليل، فأضيفت للمجاورة إليهما، قال الشاعر: يومين.... البيت.

يعني أن الغيم والشمس في اليوم. (212)

علمتُ بِأنَّ اليَوْمَ أحْمَسُ فاجرُ

(81)

وَلَمّا رَأيْتُ القومَ تَتْرى أثابجاً

الشاهد:أحمس فاجر: فالعرب تضيف الشجاعة، والجبن، والفجور إلى اليوم مثل قول الشاعر.

والبيت من شواهد " تأويل مشكل القرآن "(213) إذ يجيء المفعول به على لفظ الفاعل، كقوله سبحانه وتعالى " لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم " (214) أي: لا معصوم من أمر الله.

والعرب تقول: ليل نائم، وسر كاتم مثل قول الشاعر: ولما رأيت......البيت.

ومعنى أثابج: جماعات. وأحمس: شديد، وفاجر: يركب فيه الفجور ولا يبق فيه محرم، أراد: مفجور فيه. (215)

ونسب البيت إلى وعلة الجرمي (216) ، أو الحارث بن وعلة الجرمي. (217)

ص: 421

وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى: " ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء* تؤتي أ ُكُلها كل حين بإذن ربهاويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار"[إبراهيم 24 26]

حَيٌّ بِمُنْعَرج ِالمسيلِ مُقيمُ

(82)

واجْتثَّ كَلمَاهُمْ عَشِيَّة َهَزْمِهمْ

الشاهد: واجتث: قال المؤرج: أخذت جثها، وهي نفسها، وأنشد للبيد البيت

وذلك في تفسير قوله تعالى " اجتثت من فوق الأرض ".

والبيت للبيد بن ربيعة في ديوانه (218)، وروايته:

فَارْتَثَّ كَلماهم عشية هزمهم

وإذا أخذنا بهذه الرواية، فلا شاهد في البيت.

وارتث: حمل إلى أهله وبه رمق.

الكلمى: الجرحى. الهزم: الهزيمة. الحي هنا: جماعة الضباع.

منعرج السيل: موضع لا يصيبه السيل.

يقول: جاءت الضباع إلى القتلى بعد الهزيمة فأكلتهم.

والبيت من قصيدة للبيد، قيل: إنها من قصائده المبكرة، ولما سمعها النابغة قال له:

أنت أشعر قيس، أو قال: هوازن كلها.

وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى:

" ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لا يقدر على شيءٍ ومن رزقناه منا رزقاً حسناً فهو ينفق منه سرا وجهراً هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون * وضرب الله مثلا ًرجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيءٍ وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم "[النحل: 75 76]

وَعَلَى الأصْحاب كَلٌّ في السَّفر

(83)

أنْتَ غَاوٍ مِنْ غُواتٍ جُهَّلٍ

الشاهد: " كلّ " قال المبرد: ِثقلٌ (219) ، وأنشد

البيت.

وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى: " ونحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً * انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلاً".

ص: 422

[الإسراء 47 48]

عَصَافيرُ مِنْ هذا الأنامِ المُسَحَّرِ

(84)

فإنْ تَسْألِينَا فِيمَ نَحْنُ فَإنَّنا

الشاهد: المسحر. قال المبرد: يقال: رجل مسحور ومسحر: أي ذو نجوى وسحر.

والعرب تقول: هو يسحر بكلامه، ومعناه: يعلل ويخدع (220)، وذكر يونس في قوله تعالى:" إنما أنت من المسحرين "(221) أي: المعللين.

والسحر أيضاً: الاستهواء وذهاب العقل.

والسحر: صرف الإنسان عن الشيء إلى غيره. يقال: سحرته عن كذا أي صرفته عنه، وقال الله عز وجل " فأنّى تسحرون " أي تصرفون.

والبيت للبيد في ديوانه من قصيدة قالها يذكر من فقد من قومه، ومن سادات العرب، ويتأمل في سطوة الموت، وضعف الإنسان إزاءه. (222)

وعصافير: ضعاف. ومسحر: معلل بالطعام والشراب.

وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى: " واضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعاً *كلتا الجنتين آتت أُكلها ولم تظلم منه شيئاً وفجرنا خلالهما نهراً * وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً * ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبداً وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلباً *قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا ً*لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحداً * ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوّة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولداً * فعسى ربي أن يؤتين خيراً من جنتك ويرسل عليها حسباناً من السماء فتصبح صعيداً زلقاً * أو يصبح ماؤها غوراً فلن تستطيع له طلباً * وأُحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحداً * ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصراً * هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا ". [الكهف 42 44]

ص: 423

حِلْمٌ وَمَنْ نَالَهُ قَدْ فَازَ بالفرجِ

(85)

لاشَيْءَ أحْسَنُ مِنْ عِلْمٍ يزينهُ

الشاهد: ومن ناله: أي من نال كل واحد منهما.

واستشهد به في تفسير قوله تعالى " كلتا الجنتين آتت أُكلها "(223) فالمعنى: كلتا الجنتين آتت كل واحدة منهما أكلها، ونظيره " وجعلنا ابن مريم وأمه آية " (224) أي: وجعلنا كل واحد منهما آية.

والمسي والمصبح لا بقا معهْ

(86)

لِكُلِ هَمٍّ مِنَ الهمومِ سَعَهْ

الشاهد: الشاهد فيه كالشاهد الذي في قبله أي: كل واحد منهما.

(87)

كأنّهن فتياتٌ زَوْرُ

الشاهد: زور: قال تعالى: " أو يصبح ماؤها غوراً "(225) أي داخلا ًفي الأرض لا تناله الأيدي والدلاء، يقال: ماء غور، ومياه غور، ومنه قوله عز وجل:" قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً "(226) أي غائر، وكذلك كل ما كان من هذه الأسماء بوصف مصدره، كما يقال: رجل زور، وفطر، وصوم، أي: زائر، ومفطر، وصائم، واستشهد على ذلك بقول الشاعر: كأنهن

والزَّورُ: الذي يزورك، ورجل زَوْرٌ، وقوم زَوْرٌ، وامرأة زَوْرَ، ونساء زَوْرٌ، يكون للواحد والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد لأنه مصدر. (227)

فَلا عَطَسَتْ شَيْبَانُ إلَاّ بِأجْدَعا

(88)

فهُمُ صَلبُوا العَبْدِيَّ فِي جذع ِنَخْلةٍ

الشاهد: في جذع نخلة، أي: على جذع نخلة، واستشهد بهذا البيت في تفسير قوله تعالى:" على ما أنفق فيها " أي: عليها، ونظيره " ولأصلبنكم في جذوع النخل " (228) أي: عليها.

واستشهد بالبيت المبرد (229) فذكر أن حروف الخفض يبدل بعضها من بعض إذا وقع الحرفان في معنى في بعض المواضع قال الله جل ذكره "

ولأصلبنكم في جذوع النخل " أي: على، ولكن الجذوع إذا أحاطت دخلت " في " لأنها للوعاء يقال: فلان في النخل، أي قد أحاط به، قال الشاعر:هم صلبوا

البيت

ص: 424

وورد البيت في كثير من كتب النحو والتفسير، وهو في الخصائص لامرأة من العرب (230) ، وفي لسان العرب (231) لسويد بن أبي كاهل، ونسب لسويد في شرح المغني للسيوطي (232) وجاء فيه: " هذا البيت من قصيدة لسويد بن أبي كاهل اليشكري

هذا في كتاب منتهى الطلب وعزاه صاحب الحماسة البصرية إلى قراد بن حنش الصاردي "

والبيت غير منسوب في كثير من الكتب. (233)

والعبدي: نسبة الى عبد القيس، وقوله بأجدع: أي: بأنف أجدع.

وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى: " الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم * في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال * رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار "

[النور 35 37]

يغري الحَزون ويغري البيدَ والأكما

(89)

فانْصَاعَ كالكوكبِ الدّرّيّ مُنْصلتاً

الشاهد: الدري: نسبه إلى الدر لبياضه، وقد استشهد المؤلف بهذا البيت في تفسير قوله تعالى:" كأنها كوكب دري "

وقد ورد صدره في تفسير الطبري (234) على هذه الصورة:

فَانْقَضَّ الكوكَبُ الدّريُّ مُنْصَلِتاً

وأتى به شاهداً على معنى انقضت الدار: إذا انهدمت وسقطت، ومنه انقضاض الكوكب، وذلك سقوطه وزواله عن مكانه.

والمنصلت: المسرع من كل شيء.

عوذاً تَأجَّلُ بالفضاء ِبِهَامُها

(90)

فَالعِينُ ساكِنة ٌعلى أطلائها

الشاهد: تأجل: بمعنى: تتأجل، واستشهد به المؤلف على قراءة ابن محيص " تَوَقَّدَ " بالتاء المفتوحة مع التشديد والرفع على معنى يتوقد.

والبيت للبيد في ديوانه (235)، ويروى: والوحش ساكنة، وهو من معلقته.

ص: 425

العين: بقر الوحش، والمفرد: عيناء سميت بذلك لكبر عيونها.

ساكنة: آمنة مطمئنة لا تنفر.

الأطلاء: الأولاد والمفرد " طلا ".

العوذ: التي نتجت حديثاً، والمفرد: عائذ.

تأجل: تجتمع فتصبح " إجلا ً" أي: قطيعاً.

الفضاء: المتسع من الأرض.

البهام: جمع بهمة، وهي من أولاد الضأن خاصة واستعارها هنا لبقر الوحش.

ومعنى البيت: أنه يصف أن هذه الديار صارت مألفاً للوحوش لخلائها، يؤكد طموس الآثار بها.

في السرى بالغدوّ والآصالِ

(91)

قرّبا مربط النعامة مني

الشاهد: الآصال: جمع الأصيل، وهو بعد العصر إلى جنح الليل وقد استشهد به في تفسيره لقوله تعالى " بالغدو والآصال " وقد نسب المؤلف البيت إلى أبي نعامة.

والنعامة فرس مشهورة فارسها الحارث بن عُبَاد. (236)

أهذا دِينُهُ أبداً وديني؟

(92)

تَقُولُ إذا دَرَأتُ لَها وضيني

الشاهد: درأت، قال ابن دريد في كتاب الجمهرة (237) : هو من درأ يدرأ إذا بسط، ودرأت: بسطت، وجاء هذا الشاهد في تفسير قوله تعالى " كوكب دري " وذلك لمن همز في قوله " دري " فهومن درأ يدرأ.

ويقال: درأت له وسادة: إذا بسطتها، ودرأت وضين البعير: إذا بسطته على الأرض، ثم أبركته عليه، لتشده به، وقد درأت فلاناً الوضين على البعير وداريته، ومنه قول الشاعر:

تقول (238) .... البيت

والبيت من شواهد الطبري (239) في تفسيره، وذلك في معنى قوله تعالى:

"

فادرءوا " الواردة في الآية 169 من سورة آل عمران، فذكر أنها بمعنى: فادفعوا من قول القائل: درأت عن فلان القتل. بمعنى: دفعت عنه، أدرؤه درءا.

والبيت من شواهد المبرد (240) في معنى كلمة: الدين، فذكر أن معناه: العادة، يقال: ما زال هذا ديني ودأبي وعادتي وديدني وإجرياي.

ص: 426

وكذا في مجاز القرآن (241) ، فذكر أن مجاز " كدأب آل فرعون " كعادة آل فرعون وحالهم وسننهم، والدأب والديدن والدين واحد. والبيت للمثقب العبدي في الكامل للمبرد، ولسان العرب، وهو له من قصيدة في المفضليات (242) ومصادر أخرى كثيرة (243) ، ولكن صاحب الكشاف نسبها إلى سحيم بن وثيل الرياحي (244) .

والبيت قاله الشاعر حكاية عن ناقته؛ فقد رآها في حال من الجهد والكلال فقضى عليها بأنها لو كانت ممن تقول الكلام لقالت مثل الذي ذكر (245) .

وجاء في اللسان عن الجوهري (246) : الوضين للهودج بمنزلة البطان للقتب، والتصدير للرحل، والحزام للسرج، وإذا كان مضفوراً من سيور مضاعفاً عريضاً فهو وضين والجمع وضن.

(93)

يا أيها الداريّ كالمنكوفِ

الشاهد: الداري، قال قطرب: هو من ظهوره، أي: هو أظهر من جميع الكواكب. تقول العرب: درأ البعير: إذا ظهرت غدته، وأنشد

البيت وجاء ذلك في تفسير قوله تعالى:"

كوكب دري ".

وورد هذا البيت في لسان العرب (247) ونسبه إلى رؤبة، قال ابن الأعرابي: درأ البعير يدرأ دروءاً فهو دارئٌ: أغد وورم ظهره، فهو دارئٌ، وكذلك الأنثى: دارئٌ بغير هاء. قال ابن السكيت: ناقة دارئٌ: إذا أخذتها الغدة من مِراقها، واستبان حجمها. قال: ويسمى الحجم دَرْءاً بالفتح، وحجمها: نتوؤها، والمراق: بتخفيف القاف: مجرى الماء من حلقها، واستعاره رؤبة للمنتفخ المتغضب، فقال:

يا أيها الداريّ كالمنكوفِ

والمتشكّي مَغْلة المحجوفِ

جعل حقده الذي نفخه بمنزلة الورم الذي في ظهر البعير.

والمنكوف: الذي يتشكى نَكفَتَهُ، وهي أصل اللِّهْزِمَة.

والشعر له في ديوانه ص178

مِنَ الشرّ ما فيهِ مُسْتكرَه

(94)

لِبَيْتكَ إذ بَعْضُهُم بَيْته

الشاهد: لبيتك: أي: إلى بيتك، وجاء ذلك في تفسير قوله تعالى:

ص: 427

" يهدي الله لنوره من يشاء " يعني: إلى نوره، ونظيره " بأن ربك أوحى لها " (248) أي: إليها، وقوله " هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان " (249) أي: إلى الكفر وإلى الإيمان.

ونسب المؤلف البيت إلى الأعشى، ولم أعثر به في ديوانه.

وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى:

" أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين * وضرب لنا مثلا ًونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم * الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون "[يس 77-80]

كِ خَالَط َمِنْهُنَّ مَرْخٌ عُفارَا

(95)

زِنادُكَ خَيْرُ زِنادِ الملو

الشاهد: مرخ عفارا: وهما نوعان من الشجر النار فيهما أكثر من الأشجار الأخرى، وقد أجمع الناس على أن كل شجر فيه نار إلا العنّاب.

واستشهد بهذا البيت في تفسير قوله تعالى: " الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً " قال ابن عباس: هما شجرتان، يقال لأحدهما المرخ، وهي ذكر، والأخرى: العفار، وهي أنثى، فمن أراد منهما النار قطع منهما مثل المسواكين، وهما خضراوان، فيسحق المرخ على العفار فخرجت منهما نار بإذن الله تعالى.

والعرب تضرب بهما المثل في الشرف العالي، فتقول: في كل الشجر نار، واستمجد المرخ والعَفار، أي كثرت فيهما على ما في سائر الشجر.

واستمجد: استكثر، وذلك أن هاتين الشجرتين من أكثر الشجر ناراً وزنادهما أسرع الزناد ورياً، وفي المثل: اقدح بعَفارٍ أو مَرْخ ٍ ثم اشدد إن شئت أو أرخ. (250)

والبيت للأعشى من قصيدة في مدح قيس بن معدي كرب (251)، وهو يخاطب ممدوحه في هذا البيت قائلا ً له: إنك لأورى الملوك زناداً تتوقد ذكاءً وتتحفز يقظة ونشاطاً كأنك الزند ينقدح في شجر " المرخ " و " العفار " السريع الاشتعال

ص: 428

وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى: " ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون * قرآناً عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون * ضرب الله مثلا ًرجلا ًفيه شركاء متشاكسون ورجلا ًسلماً لرجل ٍ هل يستويان مثلا ًالحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون "[الزمر 27-29]

تكونُ مُخَالِفاً شَكِساً أبِيا

(96)

أراكَ مُوافِقاً حِيناً وَحِيناً

وأحياناً تُصادَفُ أجنبيا

فأحياناً تكونُ أخاً وخِلا

الشاهد: شكساً: يقال: رجل شكس: إذا كان يخالف الناس وينازعهم، وأصل الشكاسة: سوء الخلق.

وجاء في لسان العرب (252) : الشكس والشكس والشرس، جميعاً: السيء الخلق في المبايعة وغيرها.

وتشاكس الرجلان: تضادا.

وقد نسب المؤلف البيتين لأبي سعيد أحمد محمد. (253)

وهو يصف أحد الأشخاص بأنه يكون موافقاً وأحياناً يكون مخالفاً سيء الخلق، وأحياناً يكون صديقاً وأخاً وأحياناً يكون عدواً.

وأنشد المؤلف في توضيح المثل في قوله تعالى:

" محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلا ً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع ٍأخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً "

[الفتح: 29]

بِبُرْهَانِهِ والله أعْلا وأمْجَدُ

(97)

ألمْ تَرَ أنَّ الله فَضَّلَ أحْمَداً

فَذو العرشِ مَحمودٌ وهذا محمدُ

وشق لَهُ مِنْ اسْمِه لِيُجِلهُ

ص: 429

الشاهد فيه: معنى محمد: من أكثر حمده؛ لأن التفضيل تكثير الفعل نحو قوله: " وغلقت الأبواب "(254) فاسمه كرامة، واسم سائر الأنبياء علامة. قال ابن عباس: اسمه في السماء أحمد، وفي الأرض محمد. وأما أحمد، فإن الحسين ابن الفياض قال: الأنبياء كلهم حامدون، ونبينا صلى الله عليه وسلم أحمد منهم، أي: أكثر حمداً، كما تقول: رجل عالم وهذا أعلم منه.

ونسب المؤلف الشعر إلى العباس بن عبد المطلب عمّ الرسول صلى الله عليه وسلم (255)

وروي البيت الثاني لأبي طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في ديوانه (256) .والبيت الثاني مطلع قصيدة لحسان بن ثابت في ديوانه. (257)

تُبْغِضْ أخاه أبا بكرٍ فَقَدْ نَصَرهْ

(98)

يا صاحِ إنْ كُنْتَ أحْبَبْتَ النبيَّ فلا

كما بِحُبِ أبي حَفْصٍ فلنْ أذرَهْ

إني بِحُبِ أبي بكرٍ أدينُ بهِ

فرض وحبّ علي قاتل الكفرهْ

وحبّ عثمان ذي النورين يا سكني

فكلهم طائعٌ لله قدْ شَكرَهْ

أكرم بطلحة والزبير معاً

قد عظّمَ اللهُ في أصحابهِ خَطرهْ

واذكُرْ سعيداً وسعداً في فِعالهما

عبيدةٍ ذي النُّهى واعْرِفْ له أثرَهْ

واذكُرْ فعالَ ابن ِعَوْفٍ والتقيّ أبا

فبايعوهُ على نُصْح ٍلذي الشَجَرهْ

مدّوا إلى أحمدَ بالسّمْعِ أيْدِيَهُمْ

بِجَنّةٍ هُيِّئَتْ للسَّادَةِ البرَرَهْ

إنّ النبيّ رسولُ الله بَشَّرَهمْ

تسمعْ بِفَضْلِهمْ والله قد ذكرهْ

السّادة القادة الغُرّ الكرام ألمْ

صلّى الإلهُ على مَنْ يبغض العشره

صَلّى الإلهُ عَلى رُوحِ النبي ولا

الشاهد: في تفسير المؤلف لقوله تعالى " ليغيظ بهم الكفار " قال: وفي ظاهر الآية على أن من أبغض الصحابة لم يأمن من الكفر، ثم أنشد هذه الأبيات ونسبها إلى علي الخيري، وقد أنشده إياها ابنه أبو منصور مهلهل بن علي الخيري. (258)

وواضح أنه في هذه الأبيات يتحدث عن المبشرين بالجنة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة.

ص: 430

وأنشد في توضيح المثل في قوله تعالى:

" مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين "

[الجمعة: 5]

بجيّدِها إلاّ كعِلْم ِالأباعرِ

(99)

زَوامِلُ للأشعَارِ لا عِلْمَ عِنْدَهُمْ

بِأسْفَارِهِ أو راحَ مَا في الغَرائرِ

لعمركَ ما يدري المطيّ إذا غدا

الشاهد: تمثل بهما المؤلف عند تفسيره لقوله تعالى " كمثل الحمار يحمل أسفاراً " تقول العرب: كتبت الكتاب، وسفرته، وخططته، ونمقته، وزبرته، وذبرته: إذا كتبته.

نسب المؤلف البيتين إلى أبي سعيد الضرير يهجو قوماً. (259)

وهما لمروان بن أبي حفصة في مجموع شعره (260) ، وهو يهجو رواة الشعر بأنهم لا يعلمون ما هو على كثرة استكثارهم من روايته، ورواية الثاني:

لعمرك ما يدري إذا غدا

الزوامل: جمع زامل وهو البعير يحمل المتاع وغيره.

الأباعد: جمع بعيد. الغرائر: جمع غرارة وهي الأوعية التي تسمى الجوالق.

الهوامش والتعليقات

(1)

مجموع أشعار العرب ص 104.

ورؤبة بن العجاج البصري الشاعر، ولد حوالي سنة 65هـ، وعاش معظم أيامه في البادية، توفي عام 145هـ.

له ديوان شعر ليس فيه إلا الأراجيز، مدح الأمويين وأثبت ولاءه لهم، ثم مدح أبا جعفر المنصور وغيره من الأمراء العباسيين.

(2)

سورة محمد: 15، والرعد:35.

(3)

أمثال القرآن ص: 2.

(4)

لسان العرب: مادة: عسق.

(5)

نفسه مادة: عشق.

(6)

نفسه مادة: فرك.

(7)

البقرة: 137.

(8)

أمثال القرآن ص 2.

(9)

الشورى: 11.

(10)

أمثال القرآن ص 2.

(11)

ديوانه 1 /64. والوليد بن عبيد البحتري، غلب عليه لقب البحتري نسبة إلى عشيرته الطائية بحتر، شاعر عباسي ولد سنة 204 هـ بمنبج إلى الشمال الشرقي من حلب، فتح له المتوكل أبوابه فمدحه بقصائد كثيرة، وله قصيدة مشهورة في رثائه، توفي سنة 284 هـ، وله ديوان مطبوع.

(12)

أمثال القرآن ص 2.

ص: 431

(13)

شرح ديوان زهير بن أبي سلمى ص 13، وزهير شاعر جاهلي ولد في بلاد مزينة بنواحي المدينة، وقد عده النقاد حكيم الشعراء في الجاهلية، وهو أحد الثلاثة المقدمين على سائر الشعراء، عاش في كنف خاله بشامة بن الغدير، وزهير من أصحاب المعلقات، وقد جمعت اشعاره في ديوان شرحه ثعلب، توفي قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم.

(14)

لسان العرب مادة: مثل، والبيت في اللسان ونسبه إلى زهير بن أبي سلمى، وأخل به شرح ديوان زهير. والبيت لذي الرمة في ديوانه 2/631.

(15)

طه: 63.

(16)

لسان العرب مادة: ردغ.

(17)

سورة سبأ: 13.

(18)

لسان العرب مادة: ضوء.

(19)

والبيت له في لسان العرب مادة: ضوء، والبحر المحيط 1/78، وروايته فيهما: ولدت بدل ظهرت، والعباس بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم.

(20)

الزمر: 33.

(21)

الزمر: 33.

(22)

تحصيل عين الذهب ص 151.

(23)

لسان العرب مادة: تصغير ذواتا.

(24)

سيأتي ذكر هذا الشاهد.

(25)

سيأتي ذكر هذا الشاهد.

(26)

الأنعام: 154.

(27)

مجموع شعر الأشهب بن رميلة ص 191 وانظر تخريجه هناك. والأشهب بن رميلة من شعراء الدولة الأموية جعله ابن سلام من شعراء الطبقة الرابعة الإسلاميين، وهو من الشعراء المغمورين، وله خبر في يوم صفين ذكره الجاحظ في البيان والتبيين، وكان بينه وبين الفرزدق مهاجاة.

(28)

البقرة: 257.

(29)

ديوانه ص 223، وحسان بن ثابت شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو من المخضرمين، عاش في المدينة يدافع عن الإسلام والمسلمين، وقد اتفق الرواة والنقاد أنه أشعر أهل المدر في عصره، وقد خلف ديواناً ضخماً دخله بعض الانتحال، حقق وطبع عدة مرات.

ص: 432

(30)

ديوانه ص 40، وكعب بن زهير من الشعراء المخضرمين، أبوه زهير بن ابي سلمى الشاعر المعروف، وقد أسلم بعد فتح مكة، إذ قدم على الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة وبايعه على الإسلام، وأنشده قصيدته اللامية الخالدة، فكساه النبي صلى الله عليه وسلم بردته، ولقبت القصيدة من أجلها بالبردة، وله ديوان مطبوع.

(31)

السيرة النبوية لابن هشام 1/191.

(32)

أمثال القرآن ص 5.

(33)

ص 330، والآية في آل عمران:195.

(34)

1/242.

(35)

البقرة: 186.

(36)

4/225.

(37)

2/241.

(38)

البيت لكعب بن سعد الغنوي، يقال له كعب الأمثال لكثرة ما في شعره من الأمثال، عده بعض المؤلفين من الجاهليين، وعده آخرون من الإسلاميين، والبيت من مرثية له في أخيه وهي في أمالي القالي وانظر البيت في تأويل مشكل القرآن ص 230، وأمالي المرتضي 3/60، والبحر المحيط 2/47، والحماسة البصرية 1/24، والأصمعيات ص 96، وخزانة الأدب للبغدادي 4/375، ولسان العرب مادة: جوب.

(39)

شرح أبيات سيبويه 1/300، وتحصيل عين الذهب ص 249.

(40)

ص 162.

(41)

4/322.

(42)

تحصيل عين الذهب ص 269.

(43)

ديوانه ص 162، والنابغة الذبياني هو زياد بن معاوية، كنيته أبو أمامة، وابو ثمامة، وهما ابنتاه، جعله ابن سلام في الطبقة الأولى من الشراء الجاهليين، اتصل في حياته بالمناذرة والغساسنة، كان يحكم بين الشعراء في سوق عكاظ، كان عمر بن الخطاب وعبد الملك بن مروان يعجبان بشعره وله ديوان مطبوع، توفي قبل سنة 608.

(44)

الأحزاب: 61.

(45)

أمثال القرآن ص 5.

(46)

نسب المؤلف البيتين لقعنب بن أم صاحب، وهما له في شواهد الكشاف ص547وحماسة ابي تمام مقطوعة رقم 612، ومغني اللبيب 692، وشرح الأشموني 4/17، والاقتضاب في أدب الكتاب 292، وقعنب بن أم صاحب الفزاري اشتهر بنسبته إلى أمه، وهو شاعر مجيد مقل، من الشعراء الأمويين.

ص: 433

(47)

ديوان مسكين بن عارم الدارمي ص 13 وانظر تخريجه هناك

(48)

ديوان شعر حاتم بن عبد الله الطائي وأخباره ص 313، مقطوعة رقم 7، ومسكين بن عارم الدارمي شاعر إسلامي مشهور، واسمه ربيعة، ومسكين لقب غلب عليه، شارك بشعره في الدعوة ليزيد بن معاوية بالخلافة، له مهاجاة مع الفرزدق وله ديوان شعر مطبوع.

(49)

لم أستطع تعرف المؤلف والكتاب، وقد ورد هذا القول في كتاب أمثال القرآن ص 6.

(50)

إعراب القرآن 1/428.

(51)

البيت غير منسوب في لسان العرب مادة: زبى وفي مادة: تصغير ذواتا، والبيت دون عزو في الكامل ص 12، وخزانة الأدب للبغدادي 2/498.

(52)

تحصيل عين الذهب ص 150.

(53)

المبرد 4/146.

(54)

ديوان الأخطل، وانظر تخريجه هناك. والأخطل هو غياث بن غوث التغلبي، ولد حوالي سنة 20 هـ من أب وأم نصرانيين، نشأ نصرانياً وظل حياته على دينه، ولم يدخل

الإسلام، كان يكثر من الهجاء فلقبه أحد الشعراء بالأخطل ومعناه: السفيه، وهو من شعراء النقائض في العصر الأموي، اتصل بعبد الملك بن مروان، وله فيه مدائح كثيرة، توفي سنة 92 هـ.

(55)

6/14.

(56)

أمية بن الإسكندر الكناني: هو أمية بن حرثان بن الإسكندر بن عبد الله بن سرابيل

الموت، شاعر فارس مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، وكان من سادات قومه وفرسانهم، وله أيام مأثورة مذكورة.

(57)

2/422.

(58)

شرح أبيات سيبويه 2/92 ز

(59)

تحصسل عين الذهب ص 381.

(60)

شرح ديوان الفرزدق ص 870، والفرزدق شاعر أموي من شعراء النقائض، نشأ في بيت كربم وكان لذلك أثر عميق في نفسه، مدح خلفاء بني أمية، وله ديوان شعر مطبوع، توفي شنة 114 هـ

(61)

هكذا ورد البيت في الأصل وصدره من المنسرح وعجزه من الوافر وربما يكون البيت على هذه الصورة

وسيبك حين تذكره كصيب ليلة هطل

(62)

1/532.

ص: 434

(63)

البيت في شرح ديوان علقمة بن عبدة الفحل ص24، ولقب بالفحل لأنه خلف على امرأة امرئ القيس لما حكمت له على امرئ القيس بأنه أشعر منه في صفة فرسه، فطلقها، فخلفه عليها، وقيل غير ذلك، نشأ في بادية نجد في قومه تميم، حظيت قصائده بمكانة مرموقة بين شعراء عصره، وعلقمة من فرسان قبيلته المشهورين، توفي قبل الإ سلام بأعوام عديدة.

(64)

أمثال القرآن ص 6.

(65)

نفسه ص 9.

(66)

ص 279.

(67)

ديوانه ص 37، وتوبة بن الحمير الخفاجي، من خفاجة وهم بطن من بني عقيل بن

كعب، وقيل: كان توبة شريراً كثيرة الغارة على بني الحارث بن كعب وخثعم وهمدان، وذلك في أيام الدولة الأموية، شهر توبة بليلى وشهرت به، وخطبها إلى أبيها فأبى أن يزوجه إياها، وعلى ما يبدو أنه قتل حوالي سنة 70 هـ

(68)

أمثال القرآن ص 9، والبيت في شرح شواهد الشافية ص 202، وشرح الأشموني 4/205، وشرح المرزوقي لحماسة أبي تمام 1750، ونسب إلى الشماخ ولم أعثر به ديوانه.

(69)

إعراب القرآن للنحاس 3/363.

(70)

تحصيل عين الذهب ص 220، وشرح أبيات سيبويه 1/209

(71)

الكامل 1/88.

(72)

يوسف: 82.

(73)

تحصيل عين الذهب ص 220

(74)

ديوانه ص 84، والعجاج هو عبد الله بن رؤبة التميمي من شعراء الرجز في العصر الأموي، سخر أراجيزه في مدح الخلفاء الأمويين، وأراجيزه مليئة بشوارد اللغة، وله أراجيز كثيرة في وصف الصحراء

(75)

لسان العرب مادة: زلف.

(76)

تفسير الطبري 12/129.

(77)

تحصيل عين الذهب ص 220.

(78)

أمثال القرآن ص 9.

(79)

إعراب القرآن: 3/363.

(80)

الانشقاق: 1.

(81)

الانفطار: 1.

(82)

معاني القرآن: 1/128.

(83)

إعراب القرآن: 3/363.

(84)

انظر البيت في إعراب القرآن للنحاس 3/363، ومعاني القرآن للفراء 1/128، وتفسير الطبري 29/139، ولسان العرب مادة: سما.

(85)

2/192.

(86)

لسلن العرب مادة: سنب.

(87)

ديوان ذي الرمة 2/1337، وانظر تخريجه هناك.

(88)

2/187.

ص: 435

(89)

شرح أبيات سيبويه 2/221.

(90)

الحجرات: 4.

(91)

ص 415.

(92)

جاء في هامش تحصيل عين الذهب ص531: يعني الكسائي.

(93)

تحصيل عين الذهب ص 531.

(94)

شعره ص 92، وانظر تخريجه هناك، وعمرو بن شأس الأسدي شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، وكان أكثر أهل طبقته شعراً، أسلم وشهد القادسية.

(95)

تحصيل عين الذهب ص 438، والكتاب 1/478.

(96)

ص 534.

(97)

البقرة: 71.

(98)

المقتضب 3/75.

(99)

الحلل ص 521.

(100)

الإيضاح العضدي 1/78.

(101)

ملحق ديوانه ص 172.

(102)

أمثال القرآن: ص10.

(103)

ديوانه

(104)

البقرة: 20.

(105)

أمثال القرآن ص 10.

(106)

إبراهيم: 43.

(107)

النساء: 4.

(108)

شرح أبيات سيبويه 1/247، والكتاب 1/108.

(109)

المقتضب 2/169.

(110)

إعراب القرآن للنحاس هامش 3/89.

(111)

الزخرف: 33.

(112)

إعراب القرآن هامش 3/89.

(113)

نفسه، الجزء والصفحة.

(114)

الحج: 5.

(115)

طبعة بولاق 3/ 379.

(116)

شرح أبيات سيبويه 1/ 247، وانظر البيت في: الكتاب 1/ 108، وتحصيل عين الذهب ص 165، ومعاني القرآن 1/ 307، والمقتضب 2/ 172، والأمالي الشجرية 1/ 311، وابن يعيش 6/ 21، وإعراب القرآن 3/ 89.

(117)

معاني القرآن 1/ 307.

(118)

ص 431.

(119)

النمل: 22.

(120)

تفسير الطبري 14/ 117.

(121)

ديوان جرير ص 325.

(122)

مادة: حيا.

(123)

لسان العرب مادة: علل.

(124)

مادة: رقب.

(125)

2/ 287.

(126)

الكامل 1/ 322، 1/ 350.

(127)

مادة: حيا.

(128)

المزمل: 20.

(129)

النساء: 101.

(130)

شرح ديوانه ص 114، وطرفة بن العبد شاعر جاهلي، من أصحاب المعلقات، واسمه الحقيقي عمرو، توفي والده وهو صغير، أنفق أمواله على لهوه وملذاته، قصد عمرو بن هند وأخاه قابوسا ً ومدحهما ثمّ هجاهما، قتله عامل البحرين في قصة مشهورة بناء على طلب عمرو بن هند.

(131)

ديوانه ص 29.

(132)

لسان العرب: مادة: عرقب، وانظر ديوان كعب بن زهير ص 29.

ص: 436

(133)

النحل: 112.

(134)

النحل: 76

(135)

1/201

(136)

شرح ديوان زهير بن أبي سلمى ص 42 وما بعدها.

(137)

نفسه 42 44.

(138)

أمثال القرآن ص 12.

(139)

معاني القرآن 1/22.

(140)

نفسه 1/23.

(141)

تهذيب شرح شواهد المغني 1/320.

(142)

معاني القرآن 1/22.

(143)

1/206.

(144)

مادة: فسق.

(145)

الكتاب 1/49، وانظر شرح أبيات سيبويه 1/271، وتحصيل عين الذهب ص 103

(146)

ملحق ديوان رؤبة ص 190

(147)

أمثال القرآن ص 12.

(148)

3/129.

(149)

نفسه.

(150)

ص 54.

(151)

الجاثية: 14.

(152)

1/163.

(153)

3/129.

(154)

11/335.

(155)

النحل: 30.

(156)

أمثال القرآن ص 12، وانظر معاني القرآن 1/22.

(157)

شرح أبيات سيبويه 1/372، والكتاب 1/269.

(158)

ص 274.

(159)

ص 289.

(160)

1/269

(161)

مادة: من.

(162)

وانظر البيت في أمالي ابن الشجري 2/169، والمفصل 4/12.

(163)

الكتاب 1/282، وشرح أبيات سيبويه 1/26، وتحصيل عين الذهب 283.

(164)

ديوان النابغة الذبياني ص 162.

(165)

انظر شرح أبيات سيبويه 1/26.

(166)

ص 234.

(167)

يوسف: 82.

(168)

مادة ويب.

(169)

اسمه قرط ويقال: ذو الخرق بن قرط أخو بني سعيدة بن عوف بن مالك بن حنظلة، شاعر فارس، ويقال: هو خليفة بن عامر بن حميري، ولقب بذي الخرق لأبيات قالها وذكر المرزباني أن له اشعاراً جياداً في كتاب بني طهية. انظر معجم الشعراء 109، 119.

(170)

ص 234.

(171)

مادة: نعق.

(172)

نفسه.

(173)

ديوان الأخطل 1/126.

(174)

أمثال القرآن ص 13.

(175)

مادة: ندى.

(176)

مادة: ودى.

(177)

معاني القرآن 1/100

(178)

مادة: صمم.

(179)

تفسير الطبري 8/222.

(180)

مادة سبا

(181)

هو: علباء بن أرقم اليشكري له ذكر في المؤتلف والمختلف للآمدي ص 304، وله ذكر مع النعمان بن المنذر.

(182)

ص180.

(183)

مادة: ربب.

(184)

يوسف: 41.

(185)

أمثال القرآن ص 16.

(186)

نفسه.

(187)

نفسه ص 17.

(188)

مادة: صلد.

(189)

مادة: جله.

ص: 437

(190)

1/357.

(191)

مادة: سبل.

(192)

ديوان الأعشى ص 362، والأعشى ميمون بن قيس، ولد باليمامة في قرية تدعى " منفوحة " لقب بالأعشى لضعف بصره، كان راوية لخاله المسيب بن علس، اقترن عند القدماء بشعر الخمر، فعدوه أشهر شعرائها بين الجاهليين، رحل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ظهر الإسلام ولكنه لم يسلم، دافع في شعره عن قبيلة بكر في يوم " ذي قار " الذي انتصرت فيه " بكر " على جيوش الفرس، جعله ابن سلام في الطبقة الأولى من الشعراء الجاهليين، له ديوان طبع عدة مرات.

(193)

لسان العرب: مادة: نكد.

(194)

التبيان في شرح الديوان 1/375.

(195)

هذا القول لابن جني، السابق.

(196)

هذا القول للخطيب التبريزي، السابق.

(197)

أمثال القرآن ص 26.

(198)

نفسه.

(199)

نفسه.

(200)

نفسه.

(201)

نفسه.

(202)

انظر الإيضاح العضدي 1/88 وهامش الصفحة نفسها.

(203)

2/148.

(204)

ديوان جرير ص 135.

(205)

القصص: 8.

(206)

أمثال القرآن ص 27.

(207)

ديوان أبي العتاهية ص 128.

(208)

نفسه ص46.

(209)

شرح الفصيح في اللغة ص 295 وما بعدها، وورد البيت في إصلاح المنطق ص 168، والبيان والتبيين 1/185، والمحكم 3/17، والمخصص 16/129 وتهذيب اللغة

4/84، وشرح المفصل لابن يعيش 4/143، ولسان العرب: مادة: خصا.

(210)

أمثال القرآن ص 29.

(211)

ديوان رؤبة ص 25.

(212)

أمثال القرآن ص 30.

(213)

ص 296.

(214)

هود: 43.

(215)

المعاني الكبير 2/946.

(216)

الأصمعيات ص 198، المعاني الكبير 2/946، العقد الفريد 5/231، الأغاني 15/77، النقائض 1/155، خزانة البغدادي 1/199.

(217)

المفضليات ص 166، الأزمنة والأمكنة 2/308، ووعلة بن الحارث الجرمي، والحارث ابن وعلة الجرمي شاعران جاهليان لهما ذكر في معجم الشعراء للمرزباني ص 196.

(218)

ديوان لبيد ربيعة ص192.

(219)

أمثال القرآن ص 36.

(220)

الفاخر ص 174.

(221)

الشعراء: 153.

ص: 438

(222)

ديوان لبيد بن ربيعة ص 103.

(223)

الكهف: 33.

(224)

المؤمنون: 50.

(225)

الكهف: 41.

(226)

الملك: 30.

(227)

لسان العرب مادة: زور.

(228)

طه: 71.

(229)

الكامل 2/82.

(230)

الخصائص 2/213.

(231)

مادة: عبد.

(232)

شرح شواهد المغني 64.

(233)

أدب الكاتب ص 502، والاقتضاب ص 431، والبحر المحيط 6/261، وتفسير الطبري 6/141، والصاحبي ص 128، والكامل 2/71، ومجاز القرآن 2/24.

(234)

15/228، وجاء في هامشه:" هذا صدر بيت لذي الرمة " ولم أعثر به في ديوانه.

(235)

ديوانه ص 203

(236)

لسان العرب مادة: ربط.

(237)

2/305.

(238)

لسان العرب مادة: درأ.

(239)

4/169.

(240)

الكامل 1/193.

(241)

1/247.

(242)

ص 586.

(243)

انظر مثلا: أمالي اليزيدي 114، والصناعتين 86، وتأويل مختلف الحديث ص 82 والمثقب العبدي اسمه: عائذ بن محصن، وقيل: شأس بن عائذ بن محصن، سمي بالمثقب ببيت قاله، وهو شاعر جاهلي من البحرين.

(244)

ص 550.

(245)

تأويل مشكل الحديث ص 107.

(246)

لسان العرب مادة: وضن.

(247)

مادة: درأ.

(248)

الزلزلة: 5.

(249)

آل عمران: 167.

(250)

لسان العرب مادة: عفر.

(251)

ديوانه ص 146.

(252)

مادة: شكس.

(253)

أمثال القرآن ص 445.

(254)

يوسف: 23.

(255)

أمثال القرآن ص 47.

(256)

ص 37.

(257)

ديوانه ص 92.

(258)

أمثال القرآن 48.

(259)

نفسه ص 49

(260)

ص 58.

المصادر والمراجع

(1)

إصلاح المنطق: ابن السكيت، يعقوب بن إسحاق، تحقيق، أحمد محمد شاكر وعبد السلام هارون، دار المعارف بمصر 1949م.

(2)

الأصمعيات: الأصمعي، عبد الملك بن قريب، تحقيق، أحمد محمد شاكر وعبد السلام هارون، دار المعارف بمصر

(3)

الاقتضاب في شرح أدب الكتاب: البطليوسي، عبد الله بن محمد بن السيد، المطبعة الأدبية، بيروت 1901 م.

ص: 439

(4)

إعراب القرآن: النحاس، أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل ن تحقيق، د. زهير غازي زاهد، مطبعة العاني ببغداد.

(5)

الأمالي الشجرية: ابن الشجري، أبو السعادات هبة الله، حيدر أباد 1349.

(6)

أمالي المرتضي: المرتضين علي بن الحسين، تحقيق، محمد أبي الفضل إبراهيم، القاهرة 1954 م.

(7)

الإيضاح العضدي: الفارسي، أبو علي الحسن بن أحمد، تحقيق، د. حسن الشاذلي فرهود، مطبعة دار التأليف بمصر.

(8)

البحر المحيط: أبو حيان الأندلسي، محمد بن يوسف، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.

(9)

البيان والتبيين: الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر، تحقيق، عبد السلام هارون، القاهرة.

(10)

تأويل مشكل القرآن: ابن قتيبة، أبو محمد عبد الله بن مسلم، شرح، السيد أحمد صقر، المكتبة العلمية ببيروت 1401 1981.

(11)

ديوان أبي الطيب المتنبي بشرح أبي البقاء العكبري المسمى بالتبيان في شرح الديوان، تحقيق مصطفى السقا وأصحابه، دار المعرفة ببيروت.

(12)

تحصيل عين الذهب في معدن جوهر الأدب في علم مجازات العرب: الأعلم الشمنتري، أبو الحجاج يوسف بن سليمان بن عيسى، حققه وعلق عليه، د. زهير عبد المحسن سلطان، دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد 1992م.

(13)

جامع البيان في تفسير القرآن: الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير، دار المعرفة ببيروت 1398هـ 1978م.

(14)

الجامع لأحكام القرآن: القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري، دار الكاتب العربي للطباعة والنشر ببيروت 1387 1967 م.

(15)

الحلل في شرح أبيات الجمل: البطليوسي، عبد الله بن محمد بن السيد، دراسة وتحقيق، د. مصطفى إمام، مكتبة المتنبي بالقاهرة 1979 م.

(16)

الحماسة: الطائي، أبو تمام حبيب بن أوس، تحقيق >. عبد الله بن عبد الرحيم عسيلان، إدارة الثقافة والنشر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض 1401 1981 م.

ص: 440

(17)

الحماسة البصرية: البصري، صدر الدين بن أبي الفرج بن الحسين، تحقيق، د. مختار الدين أحمد، حيدر أباد الهند 1383 هـ 1964 م.

(18)

خزانة الأدب: البغدادي، عبد القادر بن عمر، بولاق 1299 هـ. وخزانة الأدب للبغدادي، تحقيق وشرح، عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي بالقاهرة ودار الرفاعي بالرياض.

(19)

الخصائص: ابن جني، أبو الفتح عثمان، تحقيق، محمد علي النجار، دار الهدى للطباعة والنشر ببيروت.

(20)

ديوان الأعشى، دار صادر ببيروت.

(21)

ديوان أمية بن الصلت الثقفي جمع وتحقيق ودراسة، صنعة، د. عبد الحفيظ السطلي 1974 م.

(22)

ديوان البحتري، تحقيق، حسن كامل الصيرفي، دار المعارف بمصر.

(23)

ديوان توبة بن الحميّر الخفاجي، تحقيق، خليل إبراهيم العطية، مطبعة الإرشاد ببغداد 1387 هـ 1968م

(24)

ديوان حسان بن ثابت الأنصاري، دار بيروت للطباعة والنشر 1398 هـ 1978م.

(25)

ديوان ذي الرمة: تحقيق، د. عبد القدوس أبو صالح، من مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق 1392هـ

(26)

ديوان شعر حاتم الطائي ك دراسة وتحقيق، د. عادل سليمان جمال، مطبعة المدني بالقاهرة.

(27)

ديوان أبي طالب عم النبي صلى الله غليه وسلم: تحقيق، محمد التونجي، دار الكتاب العربي ببيروت 1414هـ 1994.

(28)

ديوان أبي العتاهية: دار صادر ببيروت.

(29)

ديوان العجاج: تحقيق د. عزة حسن، دار الشرق ببيروت.

(30)

ديوان كعب بن زهير: تحقيق، د. حنا نصر الحتي، دار الكتاب العربي ببيروت 1414هـ 1994م.

(31)

ديوان لبيد بن ربيعة: تحقيق، د. حنا نصر الحتي، دار الكتاب العربي ببيروت 1414هـ 1993 م.

(32)

ديوان مسكين بن عارم الدارمي: جمع وتحقيق، خليل إبراهيم العطية، وعبد الله الجبوري، مطبعة دار البصرة ببغداد 1389هـ 1970 م.

(33)

ديوان النابغة الذبياني: جمع وتحقيق وشرح الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، نشر الشركة التونسية للتوزيع 1976م.

ص: 441

(34)

السيرة النبوية لابن هشام: تحقيق مصطفى السقا وأصحابه، مكتبة الحلبي بالقاهرة 1375هـ 1955م.

(35)

شرح أبيات سيبويه: السيرافي،أبو محمد يوسف بن ابي سعيد الحسن بن عبد الله المرزبان، تحقيق، محمد علي الريح هاشم مكتبة الكليات الأزهرية بالقاهرة 1394 هـ 1974 م.

(36)

شرح الأشموني على ألفية بن مالك: الأشموني، علي بن محمد، تحقيق، محمد محيي الدين عبد الحميد، مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر.

(37)

شرح ديوان الأعشى الكبير ميمون بن قيس: تحقيق، جنا نصر الحتي، دار الكتاب العربي ببيروت 1414 هـ 1994 م.

(38)

شرح ديوان جرير: تأليف، محمد بن إسماعيل الصافي، دار الأندلس للطباعة والنشر ببيروت.

(39)

شرح ديوان زهير بن أبي سلمى: تحقيق، د. حنا نصر الحتي، دار الكتاب العربي ببيروت 1412هـ 1992 م

(40)

شرح ديوان طرفة بن العبد: تحقيق د. سعدي الضناوي، دار الكتاب العربي ببيروت 1414هـ 1994 م

(41)

شرح ديوان علقمة بن عبدة الفحل: تحقيق د. حنا نصر الحتي، دار الكتاب العربي ببيروت 1414هـ1993م.

(42)

شرح ديوان الفرزدق: جمع وتعليق، عبد الله إسماعيل الصاوي، مطبعة الصاوي بمصر 1963 م.

(43)

شرح شواهد الشافية: عبد القادر البغدادي، تحقيق، محمد نور الحسن وأصحابه، دار الكتب العلمية ببيروت 1975 م.

(44)

شرح شواهد المغنش: السيوطي، الإمام جلاال الدين، تصحيح الشيخ محمد محمود الشنقيطي، المطبعة البهية بمصر 1322 هـ.

(45)

شرح الفصيح في اللغة: أبو منصور بن الجبان، تحقيق، د. عبد الجبار جعفر القزاز، دار الشؤون الثقافية ببغداد.

(46)

شعر الأخطل أبي مالك غياث بن غوث التغلبي، تحقيق د. فخر الدين قباوة، دار الآفاق الجديدة بيروت 1399هـ 1979 م.

(47)

شعر الأشهب بن رميلة، ضمن كتاب: شعراء أمويون، تحقيق، د. نوري حمودي القيسي، مطبعة المجمع العلمي العراقي، بغداد 1402هـ 1982 م.

ص: 442

(48)

شعر عمرو بن شأس الأسدي: تحقيق، يحيى الجبوري، مطبعة الآداب بالنجف الأشرف 1396 هـ 1976 م

(49)

العقد الفريد: ابن عبد ربه، أبو عمر أحمد بن محمد، تحقيق أحمد أمين وأصحابه، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر بالقاهرة 1381 هـ 1962 م.

(50)

الفاخر: أبو طالب المفضل بن سلمة بن عاصم، تحقيق، عبد العليم الطحاوي، الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة 1974 م.

(51)

الكامل في اللغة والأدب: المبرد، أبو العباس محمد بن يزيد، مؤسسة المعارف ببيروت.

(52)

الكتاب: سيبويه، أبو بشر عمرو بن عثمان، تحقيق، عبد السلام هارون، القاهرة.

(53)

لسان العرب: ابن منظور، محمد بن مكرم، مطبعة دار الشعب بالقاهرة.

(54)

مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي ن تحقيق، د. محمد فؤاد سزكين، مؤسسة الرسالة بيروت 1401هـ 1981 م.

(55)

مجموع أشعار العرب وهو مشتمل على ديوان رؤبة بن العجاج وعلى أبيات مفردات منسوبة إليه، تصحيح وترتيب وليم بن الورد البروسي، دار الآفاق الجديدة، بيروت 1979 م.

(56)

معاني القرآن: الفراء، أبو زكريا يحيى بن زياد، عالم الكتب، بيروت، 1980 م.

(57)

معاني القرآن وإعرابه: الزجاج، شرح د. عبد الجليل عبده شلبي، منشورات المكتبة العصرية، صيدا لبنان

(58)

المخصص: ابن سيده، بولاق 1318هـ.

(59)

المعاني الكبير، ابن قتيبة، حيدر أباد 1949.

(60)

معجم الشعراء: المرزباني، أبو عبيد الله محمد بن عمران، مكتبة القدسي 1402هـ 1982 م.

(61)

المفصل في علم العربية: الزمخشري، دار الجيل، بيروت.

(62)

المقتضب: المبرد، تحقيق، محمد عبد الخالق عضيمة، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، القاهرة 1399 هـ.

(63)

النقائض نقائض جرير والفرزدق: أبو عبيدة معمر بن المثنى، ليدن 1905 م.

ص: 443