المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم التدين بالكذب كما يفعل الرافضة - التعليق على شرح السنة للبربهاري - ناصر العقل - جـ ١٣

[ناصر العقل]

فهرس الكتاب

- ‌شرح السنة [13]

- ‌حكم من قال: لفظي بالقرآن مخلوق

- ‌أصول الجهمية وكيف وضعت

- ‌كيفية نشأة أصول الجهمية

- ‌خلاصة أصول الجهمية

- ‌أصول الجهمية التي كفروا بها

- ‌الأصل الأول: قولهم: لا جمعة ولا جماعة ولا عيدين ولا صدقة

- ‌الأصل الثاني: تكفير من لم يقل بخلق القرآن

- ‌الأصل الثالث: استحلال السيف على أمة محمد

- ‌الأصل الرابع: مخالفة السلف

- ‌الأصل الخامس: امتحان الناس بشيء لم يتكلم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه

- ‌الأصل السادس: تعطيل المساجد والجوامع

- ‌الأصل السابع: أوهنوا الإسلام

- ‌الأصل الثامن: عملوا في الفرقة

- ‌الأصل التاسع: خالفوا الآثار

- ‌الأصل العاشر: تكلموا في المنسوخ

- ‌الأصل الحادي عشر: احتجوا بالمتشابه

- ‌الأصل الثاني عشر: شككوا الناس في آرائهم وأديانهم

- ‌الأصل الثالث عشر: اختصموا في ربهم

- ‌الأصل الرابع عشر: أنكروا السمعيات

- ‌الأصل الخامس عشر: زعموا أن الجنة والنار لم تخلقا

- ‌الأصل السادس عشر: أنكروا كثيراً مما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الأصل السابع عشر: رد آيات الكتاب

- ‌خصائص وسمات المبتدعة

- ‌الأسئلة

- ‌ثناء ابن تيمية على ابن أبي دؤاد من كرم وخير

- ‌حكم التدين بالكذب كما يفعل الرافضة

- ‌سبب النهي عن قول: لفظي بالقرآن مخلوق

- ‌المراد بالكلمات التامات التي يستعاذ بها

- ‌الحديث القدسي ليس كالقرآن من كل وجه

الفصل: ‌حكم التدين بالكذب كما يفعل الرافضة

‌حكم التدين بالكذب كما يفعل الرافضة

‌السؤال

هل التدين بالكذب وما يفعله الرافضة كفر في ذاته؛ لأنه من تحليل الحرام واتخاذه ديانة؟

‌الجواب

ما أدري كيف نحمل تأولهم، هل هم يتأولون أم يستبيحون الكذب؟ إن استباحوا الكذب فلا شك أن هذا كفر، لكن أحياناً يكون من باب التقية ومن باب النفاق، أو تأول أنه من باب دفع الأذى عنهم، لكنهم يكذبون حتى في دينهم، يكذبون على أئمتهم، فيبدو لي أن الكذب ينصرف إلى من تعمد الكذب منهم، ومع ذلك فالمسألة تحتاج إلى شيء من البحث، فما عندي فيها قول.

نعم، فيهم شيعة رافضة وفيهم شيعة، الشيعة الأوائل منذ أن ظهروا وهم منقسمون، كان الناس يسمونهم شيعة كلهم، الغلاة الذين قالوا بإلهية علي، أو قالوا بتقديم علي على جميع الصحابة حتى أبي بكر وعمر، وهم الذين نسميهم المختارية، وضربهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقتل الأوائل.

وأما الشيعة المفضلة الذين يفضلون علياً على عثمان فقط، أو على بعض الصحابة، أو على كل الصحابة، لكن يقولون بصحة إمامة الشيخين أبي بكر وعمر كالزيدية، هؤلاء كلهم يسمون شيعة، لكن عندما تميزوا في سنة (120) أو (121) على عهد زيد بن علي شيخ الزيدية المعتزلي المشهور؛ خرجت المعتزلة الشيعة مع زيد بن علي، فظهر عموم الشيعة المعتزلة وغير المعتزلة؛ لأن زيداً معتزلي، وأكثر شيعتها معتزلة، لكن معه عموم الشيعة، فلما نما إلى علم الرافضة الغلاة أن زيداً يقول بإمامة أبي بكر وعمر ويترحم عليهما اغتاظوا وقالوا: هذه تقية، فقالوا: نختبره، فسألوه في مجلس خاص بهم؛ لأنهم يرون أنه إذا لم يكن مجلس خاص بهم فإنه يجب على الإمام أن يكذب ويقول غير الحق من باب التقية.

فلما سألوه في مجلس خاص فيما تذكر بعض الروايات، فسألوه: ما تقول في أبي بكر وعمر؟ فقال فيهما خيراً وترضى عليهما ولم يسبهما؛ فانفضوا من حوله فقال: رفضتموني؛ فسموا الرافضة.

فالرافضة زائدة على الشيعة، بقيت الشيعة هي الزيدية والمفضلة إلى يومنا هذا، سواء كانوا جماعات أو أفراداً، فمن فضل علياً على عثمان فهو شيعي مفضل، ومن فضل علياً على جميع الصحابة فهو شيعي زيدي، أو شيعي بمعنى شيعي خالص.

ومن سب الصحابة ولم يترض عنهم، أو وقف الموقف المشين الذي تقول به الرافضة؛ فهو رافضي.

إذاً فالرافضة هي فرقة خرجت عن مقتضى التشيع، فهي شيعة وزيادة، فيصح إدخالها ضمن عموم الشيعة وإفرادها بالرفض.

ص: 27