المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حقيقة الكلام بحرف وصوت - مجمل أصول أهل السنة - جـ ٩

[ناصر العقل]

فهرس الكتاب

- ‌القرآن - القدر

- ‌قواعد في الإيمان

- ‌حقيقة الإيمان

- ‌الأعمال من الإيمان

- ‌زيادة الإيمان ونقصانه

- ‌الاستثناء في الإيمان

- ‌قواعد في القرآن الكريم

- ‌القرآن كلام الله منزل غير مخلوق

- ‌حقيقة الكلام بحرف وصوت

- ‌القول بأن كلام الله معنى نفسي ضلال وزيغ

- ‌دعوى الزيادة والنقص أو التحريف في القرآن

- ‌تفسير القرآن وتأويلاته

- ‌قواعد في القدر

- ‌مراتب القدر

- ‌أنواع الإرادة في القرآن والسنة

- ‌الهداية والضلال بيد الله

- ‌أفعال العباد من مخلوقات الله وهم فاعلون لها حقيقة

- ‌الآجال والأرزاق والأعمار مكتوبة على العباد

- ‌الاحتجاج بالقدر على المصائب والآلام

- ‌الأسئلة

- ‌عقيدة الجبرية في القدر

- ‌معنى قول: القرآن عبارة عن كلام الله

- ‌معنى: القرآن كلام الله منه بدأ

- ‌تعارض القضاء مع الدعاء

- ‌ضابط من يهجر القرآن

- ‌ضابط الذبح المحرم

- ‌الإنسان مسير أو مخير

- ‌مقولة: اللهم إني لا أسألك رد القضاء

- ‌مقولة: أمر الله بين الكاف والنون

- ‌حقيقة كلام الله في الكتب السماوية

- ‌حفظ الكتب السماوية السابقة

- ‌حكم تقبيل المصحف وربط الأحداث المعاصرة بالقرآن

الفصل: ‌حقيقة الكلام بحرف وصوت

‌حقيقة الكلام بحرف وصوت

قال المؤلف حفظه الله تعالى: [ثانياً: الله تعالى يتكلم بما شاء، متى شاء، كيف شاء، وكلامه تعالى حقيقة بحرف وصوت، والكيفية لا نعلمها، ولا نخوض فيها].

الشرح: كلام الله عز وجل متعلق بمشيئته، فمتى شاء تكلم سبحانه على ما يليق بجلاله.

وأيضاً: كيفية كلامه لا نعلمها، وكلامه تعالى حقيقة ليس مجازاً ولا تمثيلاً ولا غير ذلك مما يتوهمه متوهم أو يتخيله متخيل، فهو حقيقة لا كالحقائق المعلومة عند الناس، وبعض الناس يظن أن معنى حقيقة أنه كالحقائق التي نعلمها وهذا غلط، لأن حقيقته أعظم من الحقائق التي ندركها بمداركنا وبحواسنا، فمن هنا فأفعال الله لا يمكن أن تدرك بالحواس، و (حقيقتها) بمعنى أنها حق على ما يليق بجلال الله سبحانه، ولا يعني بالحقيقة المعدومة التي ترد إلى الناس من خلال تجاربهم المادية أو وسائل العلم الحديث، أو المدارك والحواس التي هي في متناول البشر.

فحقائق صفات الله فوق متناول البشر، بل هي حقائق لائقة بالله سبحانه وتعالى.

وقوله: (والكيفية لا نعلمها ولا نخوض فيها) أي: أنه من الإثم أن نتكلم عنها بأكثر مما ورد في الكتاب والسنة، فلا يقال: كيف؟ ولا يقال: لماذا؟ ولا تفترض الأسئلة والإجابة عليها بمجرد افتراضات، ولذلك كان السلف قبل أن تنشأ البدع والأهواء والكلام لا يتصورون أن مسلماً يسأل عن مثل هذه الأمور مجرد سؤال؛ لأن الأمة كانت على الفطرة، وكان الناس يتهيبون الكلام في الله عز وجل بأكثر مما ورد في الكتاب والسنة، ولذلك حينما سئل الإمام مالك عن كيفية بعض صفات الله عز وجل أُصيب بشيء من القشعريرة من تعظيمه لله سبحانه وتعالى، وأصيب بالذهول من هذا السؤال المفاجئ الذي لا يليق بالله، وعلته الرحضاء، وكاد أن يغشى عليه من هول السؤال، كيف يجرؤ المسلم أن يسأل عن كيفية الصفة لله عز وجل.

وحينما يسأل أحد عن الله عز وجل كيف استوى؟ هذا أمر عظيم، لأن هذا أمر غيبي، كيف تسأل عن كيفية الاستواء وأنت تدري وتجزم أن الكيفية لا يعقلها أحد؟ إذاً: السؤال هو تطاول على حق الله وسوء أدب وطمع في إدراك ما لا يُدرك من أمر الغيب، ومثله السؤال عن كيفية كلام الله، ولذلك حينما سئل الإمام مالك استعظم الأمر واقشعر جلده من تعظيم الله عز وجل وعلته الرحضاء، فلما أفاق قال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعاً ثم أمر به وأخرج؛ لأنه فتح باب فتنة على المسلمين كسؤال الأمر الغيبي فيما يتعلق بالله عز وجل وبصفات الغيب.

ومن هنا فإن مجرد إنشاء

‌السؤال

كيف يتكلم الله؟ هذا بدعة وسوء أدب مع الله، كيف تكلم بالقرآن؟ كذلك بدعة وسوء أدب مع الله عز وجل فيجب على المسلم أن يكف عن السؤال في الغيبيات وعما لا يدخل في ظواهر النصوص وقواعدها المقررة عند السلف.

ص: 9