المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حق الرضاعة: حق الرضاعة، فالرضاعة من الأم تعد حقًا مقدسًا في - محو الأمية التربوية - جـ ١٢

[محمد إسماعيل المقدم]

الفصل: ‌ ‌حق الرضاعة: حق الرضاعة، فالرضاعة من الأم تعد حقًا مقدسًا في

‌حق الرضاعة:

حق الرضاعة، فالرضاعة من الأم تعد حقًا مقدسًا في نظر الشريعة الإسلامية السمحاء، لما لحليب الأم الممزوج بدفق العواطف والشفقة والرحمة والأمن إلى جانب ما يقدمه من مناعة صحية، فضلاً عن أثاره في تحديد معالم شخصيته في المستقبل، لقد أكد العلماء قديمًا وحديثًا على أهمية الرضاعة في حياة الطفل، يقول ابن سينا إنه «يجب أن يرضع ما أمكن من لبن أمه فإن في إلقامه ثدي أمه عظيم النفع في دفع ما يؤذيه، وبالذات أول ما يفرز فور الولادة شيء يسمى اللبا هو سائل مختلف في شكله عن اللبن، وبعض الأمهات الجاهلات تتخلص منه، وهذا جهل فاحش لأن هذا هو أول ما يناله الطفل من الأم وبيكون محتوي على أشياء عجيبة جدًا، يعني أجسام مناعية في غاية الكثافة مضادات حيوية، وأجسام مناعية، وبروتين عالي جدًا، ومحتوي على أشياء مدهشة، ليه لأن ما زال الطفل نازل ومتعرض لبيئة جديدة فمحتاج لنوع من المناعة فشوف ابن سينا يقول له فإن في إلقامه ذلك عظيم النفع في دفع ما يؤذيه إشارة إلى هذه المناعة.

أيضًا الطبيب البلدي في كتابه «تدبير الحبالى والأطفال والصبيان» قال: «الأخلق بلبن الأم أن يكون أوفق الألبان كلها لسائر الأطفال إن لم يكن لها علة أو لسبب يفسد اللبن» ، كشفت الدراسات الحديثة عن أهمية الرضاعة في بلورة ذهن الطفل التأثير مناغاة الأم الطفل وابتسامتها في وجهه في ترسيخ أسس الصحة العقلية للطفل في مرحلة الطفولة المبكرة لأن هذه الرضاعة تنمي الحنان وتقوي الرابطة العاطفية بين الأم ووليدها لتتطور وتؤثر في نموه النفسي.

ويلاحظ طبعًا هذه دراسات مؤكدة أن نسبة حدوث مشاكل واضطرابات نفسية أقل بين الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا بالمقارنة بمن يرضعون صناعيًا، وحتى الآن لم يكتشف على الإطلاق أي شيء يضاهي لبن الأم هذه حقيقة علمية مؤكدة، مهما حاولوا لم يستطيعوا أن يصلوا إلى مضاهاته، لهذا تجد الشريعة الإسلامية نصت على أن حق الطفل في الرضاعة يثبت بمجرد ولادته، ولذلك كان هذا من

ص: 8

أوجب الواجبات على الأم، بحيث إنها تأثم بترك القيام بها من غير عذر مشروع خاصة إذا لم يقبل الطفل غير أمه يقول تعالى {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} (1) صيغة يرضعن هنا تدل على الوجوب، إحدى صيغ الوجوب هذه الصيغة {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ} [البقرة: 233] صحيح هي واخدة صورة الخبر لكن يراد بها الأمر والتكليف {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (233)} (2).

تلاحظون في الشريعة الإسلامية أنه كلما كان الإنسان ضعيفًا كلما كانت العناية به أوجب، لأن هذا الطفل لا يستطيع أن يعبر عن احتياجاته ولا عن حقوقه ولا أن يطالب به، فتجد الشريعة تهتم جدًا والوحي الشريف مليء بالنصوص في ضمان هذه الحقوق التي نتناولها للطفل، لأن هو في عالم آخر هو لا يدري بما يدور حوله فكيف ولا يستطيع أن يطالب، فالشريعة توجب وتلزم الآباء والأمهات بمراعاة هذه الحقوق هذه الدراسات والبحوث الحديثة أثبتت أن فترة عامين فترة ضرورية لنمو الطفل نموًا سليمًا، من الناحية الصحية والنفسية لكن نعمة الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة الإسلامية لم تنتظر هذه الأمة حتى تتعلم من تجارب البشرية على حساب مصلحة الطفل طوال هذا الأمد البعيد، إن فيه جانب من العلوم البشرية الوحي لم يتعرض لها اعتمادًا على الخبرة البشرية المتراكمة تستطيع أن تكتشف هذه الأشياء في كل مجالات الحياة أو العلمية، بالذات فتعطيه خبرة تراكمية لكن عناية الله سبحانه وتعالى بالأمة الإسلامية لن تنتظر حتى تتراكم الخبرة البشرية وتصل إلى ما وصلنا إليه.

(1) البقرة: 233.

(2)

البقرة: 233.

ص: 9

مثلا ًمن ناحية أهمية الرضاعة أو حق الطفل في الرضاعة أو كذا أو كذا بل نصت على هذه الحقوق حتى لا تنتظر الأمة إلى أن تصحى الأمم المتحدة من النوم وتقول حق الطفل في النسب، أو حق الطفل في الرضاعة، أو الوصاية بحليب الأم إلى آخره، فنص الله سبحانه وتعالى على هذه الحقوق وأمر بها ويقول هنا ولكن نعمة الله تعالى على الأمة الإسلامية لم تنتظر بهم حتى يعلموا من تجاربهم على حساب مصلحة الطفل طوال هذا الأمد البعيد، فالله رحيم بعباده وخاصة هؤلاء الصغار المحتاجين للعطف والرعاية، فلبن الأم هو منحة السماء لزائر جديد أطل على وجه الأرض.

الرازي المفسر الشهير وكان طبيبًا معروفًا علق على هذه العناية الكبيرة بهذا الطفل إلى الله تبارك وتعالى، قال إن هذه العناية تدل على أن الإنسان كلما كان ضعيفًا كانت العناية به أوجب، طبعًا هذا قبل منظمة اليونيسيف، والمنظمات الدولية ما تنتبه لهذه الأشياء فمبدأ الصحة العالمية فيما يتعلق بتغذية الطفل بالرضاعة، نص في المادة السابعة على أن الرضاعة من ثدي الأم جزء لا يتجزأ من عملية الإنجاب، وهي الوسيلة الطبيعية والمثلى لإطعام الرضيع والأساس البيولوجي والعاطفي الوحيد لنمو الطفل، حتى هم خصصوا يومًا عالميًا للرضاعة الطبيعية.

فننظر لهذه أحد المظاهر التي تبين سبق الإسلام في الرحمة بهؤلاء الأطفال، ويمكن كلمة الكلمة الشائعة التي يقولوها دائمًا الإسلام صالح لكل زمان ومكان، هذه كلمة فيها قصور، فنحن لا نأخذ الإسلام من أجل أنه صالح لكن نقول «إن الزمان والمكان لا يصلحان إلا بالإسلام» ، نظر المسلمون بعد أن نور الله قلوبهم بنور الإيمان إلى الرضاعة.

وهذا شيء عجيب مما تتفرد به الشريعة الإسلامية، فالمسلمون لم ينظروا لهذا الأمر على أنه مجرد التوفير للغذاء للطفل، بل تسامى بهذا الأمر حتى اعتبرها الإسلام خدمة روحية، فيها من الأجر والثواب ما لا يعلمه إلا الله.

ص: 10

لذلك قال عمرو بن عبد الله لامرأته وكانت ترضع ابنًا لها التسامي في الرضاعة لأنها عبادة تحتسب فيها النية ويرجى منها الثواب من الله في الآخرة، وهذا شيء لا يمكن أن تقترب منه أبدًا أي شريعة أخرى على وجه الأرض إطلاقًا مهما ادعوا، وهذه خصيصة الإسلام، فيقول عمرو بن عبد الله لامرأته حينما كانت ترضع ابنًا لها قال لها لا يكون ارضاعك لولدك كرضاع البهيمة ولدها قد عطفت عليه من الرحمة بالرحم ولكن أرضعيه فتوخين ابتغاء ثواب الله، وأن يحيا برضاعك خلق عسى أن يوحد الله، ويعبده.

فانظر إلى النظر للمستقبل والاحتساب، إن هذا تعبد عبادة ولما نقول إنها عبادة ليس مسلم يستطيع إن هو يناقش في هذا أو يستغرب، لأننا متعودين إن الإسلام نظام يحكم الإنسان في كل حياته، ليس داخل المسجد فقط، لكن هو نظام حياة ولذلك يحظى الإسلام بقدر عنيف من العدوان من العلمانيين والليبراليين، وهؤلاء القوم والأديان والأخرى، والمذاهب الأخرى لأن هو متميز الوحيد في هذه الأشياء نظام حياة متكامل.

ليس هذا فحسب بل هو نظام حياة يستعصي على التحريف والتطويع، واللي بيحاول أن يطوع هو الذي يسقط في النهاية، أي واحد حتى لو ممن ائتمن على حراسة هذه الشريعة لو هو نفسه انحرف وحاد عن وظيفة حراسة الدين فهو الذي تطئه الأقدام، ويمحى، وينسى، ويبقى الإسلام حجة الله على العالمين.

هذا السر الحقيقة في الحرب الغريبة وبنشكر طبعًا مجلة المصور، على الدعاية الهائلة التي نفعلها للدعوة السلفية أخ جاب لي امبارح مجلة لا أانصحكم أن تشتروها، لأن طبعًا هم بيلاحظوا إن هذه الحملات تنشط بيعها، فبتنتعش فأهملوا فا عاملين ملفات توصل حوالي عشرين صفحة، وكلها كذب كذب على السلفيين، لكن الأمر اختلف الآن هل التشنيع الآن هيبقى مثل ما كان قبل هكذا، لأ لأن ولله الحمد فيه الآن منافذ للدفاع أو لبيان الحق، والناس بتحتك بالشيوخ السلفيين مباشرة، فيعرفون أنهم

ص: 11

ليسوا متخلفين بهذه الصورة يقول له ثلاثمائة شيئ أباحه الصحابه والرسول يعني حتى ليس متأدب في الترتيب حاطط الصحابة قبل الرسول صلى الله عليه وسلم، ثلاثمائة شئ أباحه الصحابة والرسول يحرمها السلفيون، عدادها ثلاثمائة حاجة السلفيون يحرمون كذا كذبًا على الله وافتراء عليه لأجل هذه الخصائص يحارب الإسلام ليتعصي على التحريف سيبقى حجة على خلق الله إلى أن يأتي أمر الله تبارك وتعالى.

فهذه من خصائص الشريعة الإسلامية السامية أشياء ليس ممكن الناس متخيلها عبادة مثل الرياضة البدنية، فيه حد يتخيل إنها عبادة لا يوجد في أي حضارة من الحضارات لكن في الإسلام عبادة من أرقى أنواع العبادات، ولذلك لو تتذكرون الكلام الذي تلوناه منذ زمن عن ابن القيم وهو يتكلم عن آداب المرتاض الشخص الذي يمارس الرياضة البدنية، تعلم الرماية، أو غيرها إيه الآداب، يقولها وهو رايح خارج من بيته، ورايح يتدرب، وإيه الآداب في داخل المكان لما يدخلوا يقول إيه وكيف يتعامل مع من يدربه مع زملائه، في هذا النشاط بيتكلم عنها عبادة قطعًا، عبادة بيتكلم على النية بيتكلم على الأذكار التي يقولها فهذه نوع من أنواع العبادة.

نعم هي في الإسلام عبادة هذا هو الإسلام، لأن دين حياة لا يمكن أن يعيش أبدًا منفصلا ًعن الحياة، أتى ليقود الإسلام لا يمكن أن ينقاد لذلك، هم لا يجدوا سلاح غير الكذب حتى الغربيين الإسلام يغزوهم في عقر دارهم، وينتشر انتشارًا مدهشًا، فمش عارفين يعملوا أي مقاومة غير إن هم يشنعوا هم كمان دخلوا في أسلوب التشنيع والتعصب والحقد، فشوية يتكلموا عن الحجاب، كل شوية دولة تقول لك إجراء بمنع النقاب، هذا له دلالة هم لا يعرفون يتصرفوا كيف ليسوا قادرين يواجهوا الإسلام، مواجهة منصفة لأن الإسلام يستحيل أن يهزم في مواجهة علمية، فيها إنصاف يستحيل سواء بقى مع الليبراليين أو العلمانيين، أو غيرهم في الشرق، أو في الغرب، في الداخل أو في الخارج كلهم لا يستطيعون لكن لا يجرؤ أحد، أن يتناقش مناقشة حرة لكن ممكن يستغل منبر إسلامي مشهور ومنفتح على العالم إنه يكذب ويكذب يمكن الناس تصدق مع الإلحاح في الكذب.

ص: 12

لكن يبقى نور الله مرارًا نور الإسلام مثل الشمس يستحيل إن واحد يقول سأحجب نور الشمس عن الناس بإنه يمسكه هكذا في يديه هل يمكن واحد يقعد ينفخ من أجل أن يطفئ الشمس، وهذا هو المعنى {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) (1)} فاللي احنا بنشوفه هذا هو كراهية الكافرين للإسلام هذه مظاهر الكراهية لهذا الدين الحق {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)} (2).

فالذي نراه هو مظاهر الكراهية، التي أخبرنا الله بها مسبقًا ليس شيء جديد فماذا تفعل الكراهية وهذا الحقد، وهذا التحامل، وهذا الكذب، يعني ناس سلاحهم هو الكذب، أو القهر، لكن في نقاش علمي في أي قضية من القضايا، لا يستطيعون ولا يسمحون بذلك، وإنما هو مجرد التشنيع والتشهير والصد عن سبيل الله تبارك وتعالى.

فهذه الحقيقة من الوقفات المهمة جدًا إن الإسلام ينظر للرضاعة ليس بقى حق والكلام الذي يقال هذا لأ هذه عبادة، شيء أرقى بكثير جدًا يعني الأم وهي ترضع ولدها تحتسب النية، في ذلك فيما هو أكثر من ذلك هو أعجب، كما في الحديث الشريف وفي بضع أحدكم صدقة حتى أن الرجل إذا أتى أهله فهذه عبادة يثاب عليها كما شرح ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.

فهذا عمر بن عبد الله عبر عن هذا المعنى أعظم تعبير حين قال لامرأته وهي ترضع ابنه لا يكونن رضاعك لولدك كرضاع البهيمة ولدها يمكن اتكلمنا الأسبوع الماضي في موضوع فرويد عليه من الله ما

(1) التوبة: 32.

(2)

التوبة: 32 - 33.

ص: 13

يستحق حينما جعل إن الشهوة «شهوة النكاح» ، هي المحرك الأساسي والوحيد، وراء كل حياة البشر كلها.

يمكن داروين خلى الإنسان حيوان، مثل أي حيوان لكن ترقى في سلم التطور المزعوم، فرويد جعله أحط من الحيوان لأن الحيوان، الدوافع التي تحركه يعتبر دافع الشهوة رقم (3)، لكن أولاً أول دافع وأقوى دافع عند الحيوانات هو الأمومة غريزة الأمومة والأبوة والعواطف ناحية أولادها لكن، رقم (3) هي هذا الجانب أو هذه الغريزة، هو خلى الإنسان أحط من الحيوان، حيث جعل الدافع الأول: هو هذه الشهوة فقط.

فيعني من تكريم الإسلام لهذا الإنسان أيضًا أنه يرفع شأنه إلى هذا الحد الذي ذكرناه، هنا يقول لها لا يكونن رضاعك لولدك كرضاع البهيمة ولدها، طبيعي أن الإنسان أرقى من الحيوان والإنسان ميزته إنه يستطيع أن يحتسب، الحيوان لا يصلح يتعبد من أجل أن هكذا بنتكلم عن موضوع القبول والرضا، الناس تقول لك القبول تقبل ابنك تقبل مش عارف إيه.

نحن عندنا مصطلح أقوى بكثير تقبل نعبر عنه في الإسلام بالرضا، الرضا عن الله الرضا بقضاء الله لأن لازم معاها حسبة فتبقى عباده، لكن القبول إذا حصلت حادثة يبقى تتقبل الأمر الواقع إلى آخر، هذا الكلام الذي يقولون.

التقبل هذا مثلا إنسان حصل عنده كارثة مصيبة موت شيء، من هذا فالتقبل هو بالضبط يساوي سلو البهائم، يعني الدابة إذا ضربتها بالسياط بتقدر تعترض تصبر أم لا تصبر.

طيب الإنسان إذا حصل له ابتلاء يصبر، لكن الفرق بين صبر المؤمن وبين البهيمة، الحسبة، الإنسان عنده قلب وعنده عقل يحتسب لوجه الله {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)} [البقرة: 155 - 156].

ص: 14

فاحتساب الأجر عند الله على هذا الصبر هذا الفرق بين البهيمة، وبين الحيوان، وبين الإنسان، الحيوان ما يعرفش يتحسب فالتقبل، الذين هم ينادون الناس به هذا إحنا بنعبر عنه بكلمة أرقى بكثير جدًا التي هي كلمة إيه «الرضا» .. الرضا بقضاء الله سبحانه وتعالى واحتساب الأجر فيما تصبر عليه، فهنا نقول لا يكونن رضاعك لولدك كرضاع البهيمة ولدها، يعني أنها ترحمه بالفطرة لأن هذه جزء من الرحمة، التي جعلها الله بين خلقه حتى إن الوحش أو الحيوان يرفع رجله عن الطفل بتاعه الصغير إيه من أجل أن يرحمه نوع من مظاهر الرحمة عند الوحوش، المسلمة لا تستوي مع البهيمة في عملية الإرضاع الدافع فقط الفطري، لأ فيه ما هو أعظم وأرقى وهو التسامي بعملية الإرضاع هذه إلى حد كونها عبادة يحتسب فيها الثواب والأجر من الله سبحانه وتعالى، لا يكونن رضاعك لولدك كرضاع البهيمة ولدها قد عطفت عليه من الرحمة بالرحم، ولكن أرضعيه تتوخين ابتغاء ثواب الله وأن يحيا برضاعك خلق عسى أن يوحد الله ويعبده.

من منطلق حرص الأمة الإسلامية على تجسيد هذه التوجيهات القرآنية والنبوية بشأن الطفولة تسابق الأفراد والجماعات والحكام على توفير حق الرضاعة للأطفال، ومساعدة أمهاتهم من خلال توفير التغذية المناسبة لهن، فكثر في المجتمعات الإسلامية إبان ازدهار الحضارة الإسلامية، كثرة العطايا والأوقاف المتعلقة بهذا الشأن منذ فترة مبكرة من تاريخنا، من أوائل الإشارات التي أوردتها مصادرنا عن عناية الدولة الإسلامية بالمواليد عند ولادتهم تعود بنا إلى العصر الراشدي، بمناسبة.

أيضًا العودة إلى العصر الراشدي، سفهاء من أعداء هذا الدين كثير في هذا الوقت يتجرأوا أوي ويبدأوا يتكلموا وبعضهم يكون منافقًا تعرفه في لحن القول، قد يكون جبانًا لا يستطيع أن يذكر كلمة الإسلام، لكن يختبئ وراء بعض العبارات يعني بعضهم بيجهر بلا استحياء ويقول عايزين يحكمونا بقوانين نزلت من أربعة عشر قرن، هذا كفر صراح كفر بواح وصف الشريعة الإسلامية بأنها شيء متخلف يلمز ويلحن في القول، يقصد في ذلك شريعة الإسلام، إيه الشريعة التي نزلت من أربعة عشر قرن فنحن عندنا خصيصة أيضًا من خصائص هذه الأمة، إن غيرنا إذا تخلى عن عقيدته وعن ماضيه

ص: 15

يترقى وهذا الذي حصل مع اليابان مع الغرب يعني الغرب لما تخلى عن النصرانية وفصل الدين عن الحياة، ترقى لأن عقيدته كانت تشله وتجذبه للقهقرة.

فاليابان نهضت لما ودعت عبادة الإمبراطور إلى آخره الغرب كله اقترن النهضة الصناعية الثورة الصناعية بالفصل بين الدين والحياة العلمانية، لكن المسلمين يعاملون من الله سبحانه وتعالى معاملة خاصة معاملة استثنائية لماذا لأن الله سبحانه وتعالى قال {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10)} (1)، فيه رفعتكم، ومجدكم، وعلو شأنكم، ما دامت الأمة امتن الله عليها بالقرآن الكريم وبسنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم فهذه نعمة هي أعظم نعمة على الإطلاق فإذا كفرت بهذه النعمة وأعرضت عنها فلا بد أن تعاقب بأن تكون في ذيل الأمم.

فعندنا الموضوع بالعكس إذا نتمسك بديننا نكون أعلى أرقى الأمم، حينما نتخلى عنه ونكفر بهذه النعمة ونجحدها نرجع إلى الوضع الطبيعي الوضع الذي كان فيه العرب كانوا في مؤخرة الأمم في ذيل الأمم، وهذا ما صرح به أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه حينما قال «أنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بهذا الدين فمهما ومهما صيغة شرط وهي صيغة عموم، فمهما نبتغي العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله» .

هذا الواقع هذا قانون، والواقع يلمس ذلك الواقع احنا عددنا كبير جدًا الآن غثاء كغثاء السيل، مليار وربع تقريبًا لكن مع ذلك لسنا قادرين على أن نحرر المسجد الأقصى، ونخرجه من أيدي هؤلاء الأنجاس اليهود لماذا، لأننا تخلينا عن الإسلام ونبحث ما زال في جحر الضب عن مخرج لهذا الذل الذي نحن فيه فالقانون والقاعدة ما زالت تعمل لأن هذا قانون سنن لا تتخلف أبدًا لماذا، لأننا تخلينا عن ديننا وبحثنا في غير الإسلام وحاولنا مرارًا وتكرارًا ولا نبوء إلا بالخيبة، والفشل، جربنا الاشتراكية، وجربنا القومية، وجربنا كل هذه الأشياء، ولا جدوى، «أنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بهذا الدين» {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ

(1) الأنبياء: 10.

ص: 16

وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (1) فلا يمكن أن تكون لنا عزة إلا في الإسلام إطلاقًا، وما تبقى لنا من الإسلام على المستويات الفردية هو هذا الذي جعل للأمة كيان ووزن الآن فقط، دون المستويات الأخرى، مع ضعف هذا الوضع لكن مع ذلك هو الذي يجعل العالم كله يخاف، ويرتعد من المسلمين رغم الهوان الذي هم فيه، فكيف لو فعلاً تمسكوا بدينهم.

الأمم الأخرى ترتقي لما تتخلى عن عقيدتهم، لكن المسلمون لما يتخلوا عنها يرجعون إلى حيث كانوا، تأثير البيئة البيئة العربية الجهل التخلف التقهقر فلم يخرجوا من ذلك إلا بالرجوع إلى عقيدتهم.

هذه دلالة الواقع التاريخي، فهذا بالنسبة لكثير من الناس يتجرأون ممن يسمون أنفسهم بالليبراليين والناس ليست فاهمة يعني إيه بيحسبوا كلمة هكذا منورة الليبرالية ليبراليزم التي هي الحرية، التحرر بس تحرر من نوع خاص التحرر من جميع القيود، وبالذات قيد الدين.

الليبرالية تعني التحرر من القيود وخاصة في مقدمة القيود الدين، هذا معنى الليبرالية، هم معذورين في الغرب لما طلعوا الليبرالية من أجل أن عقيدة فاسدة، تفليس وشرك ووثنية وصكوك غفران وكراسي اعتراف إلى آخره، وتخلف ورفض للعلم، ومعاندة للعلم، فبالتالي صحيح إن هم رفضوا الدين الباطل، ولم يبحثوا عن دين الحق، هذه قصة الغرب، رفض الدين الباطل فكان المفروض يبحث عن الدين الحق، لأ هم عمموا أحكامهم على كل الأديان بما فيه دين الإسلام.

وهذا أشد الظلم الذي وقع لأنهم لو درسوا الإسلام وعرفوا الإسلام ما كان والله أعلم يحصل ما حصل، فا بيحاولوا يفرضوا نفس النظم عندنا، فصل الدين عن الحياة لأن الدين يعادي العلم، الدين يصادم الحقائق العلمية، الدين يؤخر، الدين يفرق الناس، إلى آخره فالببغاوات عندنا يكرروا نفس الكلام، ويفخروا يقولوا أنا ليبرالي، أنا علماني، ويتصور إن علماني معناها علم، ولا علاقة إطلاقة بكلمة العلمانية بالعلم إطلاقًا، ليس هناك أي علاقة بينهم لكن لأن الكلمة كلمة مستوردة أما ترجموها حصل

(1) المنافقون: 8.

ص: 17

خلط كبير، فبعضهم هي أدق كلمة أن يقول اللادينية secularism يعني العالمانية، بمعنى وأدق إن احنا نقول العالمانية أفضل نسبة إلى العالم العالمانية يعني نسبة إلى هذا العالم الدنيوي، بغض النظر عن الآخرة والغيبيات كل هذا ما لناش دعوة به.

فالعالمانية يعني النظام الذي يسود الحياة مع فصل الدين، فالدين هذا يبقى مثل الذي يحب فاكهة، هذا ما بيحبش الثانية الألوان، الأزواق الخاصة فالدين هذا شيء شخصي، فا هذا ينفع مع النصرانية، مع البوذية، لكن في الإسلام لا يمكن أبدًا أن يعد الإسلام قضية شخصية بين العبد وربه، فالليبراليين الببغاوات يكررون نفس الكلام في موضوع فصل الدين عن الحياة، لا يريد أخوض كثير في الموضوع لكن الحقيقة الكلام له شجونه وبتحصل استفزاز كثيرة في الإعلام مثل ما واحد يقول لك عايزين يرجعونا يحكمونا بقوانين من أربعة عشر قرنًا هذه خيبة إن يقول هكذا هذا إنسان

كالعيس في البيداء يقتلها الظما

والماء فوق ظهورها محمول

يعني ربنا أكرمك بالإسلام وبالقرآن وتكفر بهذه النعمة وتطعن في شريعة الله وتطعن في شريعة الله، فهذا بمناسبة إن احنا لما نرجع للعصور الأولى إحنا رجوعنا للعصور إنها ليست رجعية، بالعكس كلما اقتربنا من العصور التالية كلما تسامينا، هذا نحن ليس رجوع للوراء هي ارتقاء وارتفاع وسمو إلى منزلة السلف الصالح والصحابة والتابعين وتابعيهم من القرون الخيرية.

فهذا ارتقاء ليس رجوعًا للوراء فهما عندهم أي حاجة يأخذها من الرجوع للوراء هذا ممكن لكن في الشرائع الوضعية، الناس بتترقى لكن تقول هكذا مع شريعة إلهية فمادمت تعتقد أنها شريعة الله كيف تصفها بالتخلف أو الجمود إلى آخره، وهو السائد في الساحة الثقافية هو البلطجة، هذا التعبير اللائق بالوضع الذي يحصل واحد بيحتكر أجهزة الإعلام أو الصحافة أو كذا وعنده قدرة جيش مجند للكذب والافتراء فما يضيع الفرصة.

ص: 18

لكن يستحيل هؤلاء الناس يتعاملوا بإنصاف مصفحين ضد الإنصاف، وبيحاولوا دائمًا يقول لك السلفية الوهابيين السلفية دول يظهر أن حاجة هكذا طالعة، هكذا نبات غريب طالع في حين أن السلفية، لا يهمنا الاسم لا يهمنا أبدًا التمسك باسم السلفية لسنا كغيرنا تتعبدنا الألقاب واللافتات ليست لنا أي شأن بالأسماء، لكن الجوهر المضمون إيه هل السلفية تفرق الأمة لو بتفرق يبقى لا نريد كلمة سلفية، بس إيه الجوهر الجوهر للدائرة العظمى هي دائرة الإسلام الدائرة الكبيرة في داخل هذه الدائرة الواقع يقول ومن قبل ذلك «النَّاسُ تَخْتَلِفُ إِلَى َثلَاٍث وَسَبْعُوْنَ فِرْقَةٍ كُلُّهَا فِيْ النَّارِ إِلَاّ وَاحِدَةٍ» (1).

فكما تقول أنا مصري وسكندري أقول لك أنت بتفرق المصريين هكذا أنت بتفرق الأمة، هذا ما فيش تناقض لأن أنا فعلاً سكندري هذه الصفة الخاصة، لكن الصفة الأعم هي الإسلام، فكانت كلمة مسلم كفاية أوي أوي في القرون الأولى أو في القرن الأول في عهد الصحابة قبل ظهور الفرق، فمسلم خلاص كفاية {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ} (2).

لكن بعد ما وجد الفرق التي أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم وحصل تفرق في أصول الدين شيعة، وجبرية، وقدرية وجهمية إلى آخره فهنا لم تعد كلمة إسلام كواقع كافية في الدلالة على المنهج بتاع الإسلام، لكن بنقول مسلم من أهل السنة والجماعة، ليس هناك تعارض إطلاقًا ليس تفرقة، وإن كان لابد فهي تفرقة مطلوبة، لأن محمدًا فرق بين الناس جاي يفرق بين الناس على أساس الحق، فلما يبقى هو مسلم ومتبع لمنهج أهل السنة والجماعة لو هو على طريقة الصحابة رضي الله عنهما، يبقى لا تفرق هذا من أجل أن يميز إن كان من الفرق الضالة أو من الفرقة الناجية التي هي أهل السنة والجماعة بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل أن

(1) رواه ابن ماجه من حديث أنس رضي الله عنه (صححه الألباني).

(2)

الحج: 78.

ص: 19

هكذا أهل السنة والجماعة لا يصلح توجه لهم سؤال متى نشأت هذه الفرقة مستحيل، ليه لأن هو هذا المجرى الرئيسي الذي يكون فيه نهر كبير، وفيه روافد.

فالمجرى الرئيسي هو الإسلام وأهل السنة والجماعة كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية هم نقاوة أهل الإسلام، فهم مسلمون بل هم في قمة المسلمين علمًا وعملاً إلى آخره، فلذلك ليس تعارض بين كلمة سلفي أو سميها ما شئت ليس مهم الاسم المهم المحتوى، إنه على طريقة الصحابة والتابعين في فهم الكتاب والسنة والعمل بهم، فهذه معنى السلفية سميها بقى سلفية أهل السن والجماعة أهل الحديث سمي ما شئت ليس مشكلة الأسماء المهم المحتوى، ولذلك الفرق الضالة لا تجرؤ على المناقشة المنصفة أيضًا ليه لأن الميزة الأولى والعظمى للسلفية هي منهج له نسب، له نسب له سند كل عقائد أهل السنة والجماعة مدونة في كتب الأحاديث والكتب التي صنفت في مسائل العقائد، فلذلك بنتحدى بهذه الأسانيد أي فرقة ضلت وانحرفت عن منهج أهل السنة والجماعة.

لما أحد العلماء المعاصرين صلى الله عليه وسلم إمام جليل من أئمة الفقه في مصر طبعًا الشيخ محمد أبو زهرة صلى الله عليه وسلم تكلم كلام يعني كان شديدًا في حق السلفية، فيه ملاحظات شديدة عليه لكن هو في كتابه «تاريخ المذاهب الإسلامية» الجزء الثاني المذاهب العقائدية والسياسية لما تكلم عن السلفيين، يقول إيه «يريد هؤلاء السلفيين أن يعودوا بنا في فهم أدلة الكتاب والسنة إلى فهم السلف الصالح وأن نترك علم الكلام والفلسفة

الخ»، فهذه ما فيش شهادة في تزكية هذا المنهج أعظم من هذه الشهادة مع احترامي للشيخ وبندعوه إن ربنا يغفر له لأن هو كان إنسانًا مخلصًا إن شاء الله نحسبه كذلك في الدفاع عن الإسلام وبذل الكثير، وإمام من أئمة الفقه والأصول إمام كبير الشيخ أبو زهرة صلى الله عليه وسلم لكن مع ذلك هو مخطئ في هذا فهذا مدح ليس ذم:

فبرائه الحسناء قلنا لوجهها

كذبا وزورا إنه لدميم

ص: 20

فليس بالدعاوى لكن لا يناقشنا أحد، على فكرة نحن على ما عليه السلف لأن معانا الأسانيد، لكن هم أضافوا للدين حينما تأثروا فلاسفة اليونان، بهذه الأفكار الوافدة، فدعوتنا ليست جديدة، يعني السلفيين يقولون نحن متمسكين بالكتاب والسنة بفهم السلف، التانيين يقولوا لا لازم ننفتح على الثقافات الأخرى ووصل بهم الأمر كما تعرفون عند الصوفية إلى اختراع أصول غريبة تمامًا عن منهج الإسلام، هذا بقى غير الشيعة والضلال المبين الذي وقعوا فيه يقولوا لعل من أوائل الإشارات التي أوردتها مصادرنا عن عناية الدولة الإسلامية بالمواليد عند ولادتهم تعود بنا إلى العصر الراشدي وبالتحديد إلى عهد الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي كان يفرض لكل طفل فطيم، يفرض العطاء يعني مرتب مرتب، كل سنة لأي طفل بيولد بس يكون طفل الذي يولد ويفطم بدأت بكدا الأول يعني الطفل أول ما ينفطم يحتاج أكل ونفقة وكدا إنه كبر، ففرض له من بيت المال مرتب سنوي، فرض لكل طفل فطيم.

لكنه عندما تبين له أن هذا الإجراء أضر بالأطفال من جراء تعجيل الأمهات لفطام أطفالهن طمعًا في تعجيل العطاء، يعني عرف إن الأمهات بدأت تفطم الطفل بدري من أجل أن تلحق تاخد المرتب هذا فلما علم ذلك أن هذا الإجراء الذي أراد به الإحسان إلى الأطفال تحول إلى إضرار بالأطفال لأنه يحرم الأطفال من حقهم في الرضاعة، هنا عدل أمير المؤمنين رضي الله عنه عن قراره وأخذ يفرض العطاء لكل مولود يولد في الإسلام.

طبعًا موجود الآن في البلاد الأوروبية أعرف إنه في ألمانيا الطفل بيتولد طبعًا يا فرحة الأسرة لأن الدولة الشعب عاد ينقرض يكرهون الزواج، يحبوا أولاد الآخرين لكن هم لا يريدون مسئوليات خالص، وبالتالي ففيه انقراض للجنس الآري الألماني، فالدولة بتشجعه تشجيع غريب جدًا على كثرة النسل، الطفل بيصرفوا عليه لما كانت في ألمانيا كنت أسمع من الأخوة عن هذه الأشياء، دخل عجيب مرة قابلت أخ مسلم لبناني عايش في المدينة اسمها (زل) الأخ هذا عنده أولاد كثير جدًا، لا يعرف إذا كان

ص: 21

واصل مثل 30 ابن أو حاجة مثل هكذا وعايش في رغد من العيش مستوى مادي عالي جدًا ليه، لأن هو يظهر كان واخد الجنسية فبالتالي كل ما يجيب طفل .. فالمسلمين أكثر ما يستفيدون في هذا، لأن الدخل بيرتفع جدًا لأن الطفل لا يستهلك لكن هو مصدر رزق وفير لهم، فالشاهد إن هذا كان موجود في الدولة الإسلامية في العصر القديم فنحن نترقى لما بنرجع لهم ولا لما بنرجع لوراء رجعيين مثل ما كان عبد الناصر كان بيسمي الإسلام رجعية، الرجعية يعني الإسلام أيامها هذا ليس رجوع هذا أو التقهقر هذا دفاع عن مستوى السلف الصالح صلى الله عليه وسلم.

تفصيل خلفيات هذا القرار الذي ترويه لنا المراجع الإسلامية، أنه في ذات ليلة هو كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه برفقة الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه كانا يحرسان تجارًا قدموا المدينة النبوية، فاستمع عمر رضي الله عنه بكاء صبي فتوجه نحو الصبي فقال لأمه اتقي الله وأحسني إلى صبيك، ثم عاد إلى مكانه لكن الطفل لم يتوقف عن البكاء، فعاد إلى أمه ثلاث مرات ومنها علم أن سبب البكاء هو تعجيل الأم فطامه لتأخذ العطاء، قالت له إن عمر يعمل عطاء لما الطفل ينفطم من أجل أن هكذا هي عجلت بالفطام فقال عمر رضي الله عنه متأسفًا على قراره السابق، «يا ويل عمر كم حمل من وزر وهو لا يعلم» ثم أمر مناديه فنادى لا تعجلوا أولادكم بالفطام فإنا نفرض لكل مولود في الإسلام، وكتب إلى الآفاق بذلك، أما عن مقدار العطاء الذي فرضه أمير المؤمنين رضي الله عنه للمواليد الجدد طبعًا لا تتوفر إحصائيات أو معايير لكن كان العطاء عمومًا يتناسب طرديًا مع الغلاء والرخص في الأقاليم المختلفة، كان عطاء الطفل في العراق مثلاً مائة درهم وجريبان، في كل شهر عبارة عن مكيال قدر أربعة أقفزة جمع قفيز والقفيز: القفيز في مصر يعادل 16 كيلو جرام، فيبقى الجريب الواحد يساوي: 64 كيلو هذا الجريب الواحد فكان بيعطي الطفل مائة درهم وجريبين يعني 128 كيلو جرام للطفل هذا في العراق.

سأل الفاروق رضي الله عنه خالد بن عرفطة العذري عما ورائه في العراق، وقال خالد تركتهم يسألون الله أن يزيد في عمرك من أعمارهم من شدة حبهم لأمير المؤمنين رضي الله عنه ما وطئ أحد القادسية إلا وعطاؤه الفاني

ص: 22

أو خمس عشرة مئة، وما من مولود ذكرًا كان أو أنثى إلا ألحق في مئة وجريبين في كل شهر مائة درهم وجريبان.

حصل تطور في عطاء الأطفال، في عهد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه إذ أخذ هذا العطاء ينمو مع نمو الطفل يعني العطاء، الذي فضل لعمر كان كل سنة أو كل شهر بالصورة هذه ثابت.

كان عثمان بن عفان كلما نمى الطفل زاد هذا العطاء فعند ولادته يكون له عطاء حتى إذا بلغ سنة تضاعف هذا العطاء، فيروى أن امرأة كانت تتردد على منزل عثمان رضي الله عنه فافتقدها ذات يوم فسئل أهله عنها فأجابوه بأنها ولد الليلة غلامًا فأرسل إليها خمسين درهمًا وثوبًا فضفاضًا، وقال لها هذا عطاء ابنك وهذه كسوتك فإذا مرت به سنة رفعناه إلى مئة.

وكان أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يفرض للمولود بمجرد ميلاده مئة درهم أو عشرة دنانير أيضًا، أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه كان يطلب من رؤساء وأشراف القبائل بأن يبلغوه بالمواليد ليفرض لهم، ليس هذا فحسب بل كان يرسل مناديًا هل من مولود ليفرض له، يمشي في الشوارع ينادي هل فيه ولد في هذا الشارع أو الحي مولود حتى يفرض له العطاء.

وقال أدهم ابن محرز إني أول مولود في الإسلام بحمص وأول مولود فرض له بها، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل ضمن الدستور الحضاري الإسلامي الإنفاق على الطفل قبل أن يولد يعني وهو جنين من خلال الإنفاق على أمه، وهذه موجودة في القرآن الكريم إن الأم الحامل يكون لها حق في النفقة، ولذلك الذي يوضح لنا المسألة لو أم ناشز هي ناشز على زوجها، ولكنها حامل تسقط نفقتها، إحنا معروف النشوز يسقط النفقة، لكن لو كانت حاملاً لا لا تسقط النفقة مع أنها ناشز، لكن يجب أن ينفق عليها زوجها لأنها حامل.

من واجب الرجل الذي طلق زوجته الحامل الإنفاق عليها أثناء الحمل وتستمر عملية الإنفاق ما لم تتزوج يقول تعالى: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (1) وقال تعالى: {وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ

(1) البقرة: 233.

ص: 23