المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نظم بحور العروض - مختصر متن الكافي في العروض والقوافي - ضمن «آثار المعلمي» - جـ ٢٠

[عبد الرحمن المعلمي اليماني]

الفصل: ‌نظم بحور العروض

‌نظم بحور العروض

ص: 353

طوِّلْ كلامَكَ في البحور ومُدَّها

وابْسُطْ تَفُزْ فيما ترومُ بِبَسْطة

وفِّرْ بَيانَكَ فيه وائتِ

(1)

بكاملٍ

يا كاملًا قَدْ نال أَوْفَرَ حِصَّة

(1)

في الأصل: «واعنَ بكاملٍ

» فضرب عليها وكتب فوقها .. «وائت

».

ص: 355

وإذا ترى أرْجَازَها فارْمُلْ ولا

تَهْزَجْ وصرِّحْ بالبيانِ وثَبِّت

بِسَريعِ مُنْسَرحٍ خَفيفٍ ضَارِعَنْ

أشْعَارَها فإذا اقْتَضَبْتَ اجْتُثَّت

ص: 356

قَارِبْ ودَارِكْ بالصَّلاةِ

(1)

مُسلِّمًا

أبدًا على طه النَّبيِّ المُخْبِت

(1)

في الأصل المخطوط: «ما استطعت مسلّمًا» فضرب عليها وجعل مكانها: «بالصلاة مسلمًا» .

ص: 357

ملحق

فوائد وتدقيقات لغوية من تعليقات الشيخ المعلمي

على "المعاني الكبير" وغيره

ص: 359

بسم الله الرحمن الرحيم

كان المعلِّمي رحمه الله تعالى يميز تعليقاته من تعليقات غيره بحرف (ع) عندما يختتمها أو بحرف (ي) أو يجمع بينهما، وكان يرمز بحرف (ح) كثيرًا، وقد اخترنا من هذه التعليقات ما له فائدة وصلة بالموضوع

(1)

، وتركنا الباقي للقارئ.

كتاب "المعاني الكبير" لابن قتيبة:

* في (ص 68) هامش (6): قال كرنكو: "رَفَه (بفتح أوله وثانيه) الوَبْل عنهَ. أي: زال عنه، دَجَن أي: غشيه غيم" اهـ.

قال المعلمي: "وفي اللآليء (رُفِّه) بضم فتشديد مع كسر، والأشبه أن يكون بفتح فتشديد مع فتح، والترفيه عن الشيء: التنفيس عنه كما في المعاجم" اهـ.

* وفي (ص 107) هامش (4): قال: "أوال: جزيرة في بحر البحرين ضبطها ياقوت بالضم، والبكريُّ بالفتح، وكذا وجدته في النقائض وغيره من المواد" اهـ.

* وجاء في (ص 112) هامش (2): قال المعلمي: "في النقل: ظؤر بضم ففتح بلا تشديد ولا يستقيم به الوزن، وفي الأمالي بالتشديد ولم أجده في المعاجم، وفي العيون: (أظؤر) ولا غبار عليه" اهـ.

(1)

ربما تصرَّفنا في الكلام تصرفًا يسيرًا إذا كان فيه طول واختصرنا منه ما يفيد.

ص: 361

* وفي (ص 188) هامش (8) عند قول ابن قتيبة: "كحمامة يهدد في صوته

إلخ". قال المعلمي: "في النقل (تهدهد) ويرده السياق، والحمامة يطلق على الذكر والأنثى" اهـ.

* وفي (ص 201) هامش (5) قال كرنكو: "كتب في الأصل فوق القاف (معًا) " اهـ.

قال المعلمي: "يعني أنه يصح النصب والجر وكذا حال نظائره الآتية لكن الرواية الجرُّ، بدليل قوله فيما يأتي: (وذيل)، (ومعتمد) "اهـ.

* وفي (ص 205) هامش (3) عند قول الشاعر:

وقلنا له هل ذاك فاستغن بالقرى

قال المعلمي: "إنْ لم يقع هنا تصحيف فكأنَّ التقدير: "هل ذاك مغنيك" فحذف (مغنيك) لدلالة (فاستغن) "اهـ.

* وفي (ص 209) هامش (2) عند قول الشاعر:

كلانا مضيع لا حراثة

إلخ

قال المعلمي: "في الخزانة عن هذا الكتاب: (لا خزانة)، وأظنه تصحيفًا".

* وفي (ص 223) هامش (2) قال كرنكو: "وفي شرح البطليوسي قال: سمعت أبا عمرو الشيباني يسأل يونس بن حبيب فقال: هكذا". قال كرنكو: "لعل هذا خطأ من البطليوسي لأن أبا عمرو كوفي، وابن حبيب بصري" اهـ.

فتعقبه المعلمي بذكر حادثة فيها معاصرة لا تمنع اللقاء بين كوفي

ص: 362

وبصري، فقال:"قد سمع أبو عمرو الشيباني من أبي عمرو بن العلاء البصري ــ كما في التهذيب ــ" اهـ.

* وفي (ص 270) هامش (6) عند قول الشاعر:

بالنفس بين اللُجَم العواطس

قال كرنكو: "شكل في الأصل بضمتين في المواضع كلها، والذي في معاجم اللغة: بفتح الجيم" اهـ.

قال المعلمي: "أقول ملخص ما في المعاجم أنَّ اللجم: بفتح اللام والجيم ما يتطير به وكصُرد وقُفْل: دويبة، وذكر صاحب القاموس الثلاثة، وقال شارحه عَقِب كلٍّ منها: "جمع لجمة" وراجع اللسان" اهـ.

* وفي (ص 271) هامش (3) قال كرنكو عند كلمة (لجم) أيضًا: "شكل في الأصل بضم بتشديد، والمشهور في الواحد اللجم بضم ففتح بلا تشديد، وفي الجمع بضم اللام والجيم" اهـ.

قال المعلمي: "أقول راجع ما تقدم قبل، وراجع اللسان، والذي يظهر أن مَن قال في هذا (لجم) بضمتين إنما أراد (لُجْم) بضم فسكون فثقَّل، فأمّا (لجم) بضم اللام والجيم أصالة فهو جمع لجام" اهـ.

* وفي (ص 296) هامش (1): قال كرنكو: "بالأصل: (حَجِل) بتقديم الحاء وكذا في التفسير" اهـ.

قال المعلمي: "أقول: ويأتي في التفسير أنه جمع (جحل)، وفي معاجم اللغة ضبط الجحل بفتح فسكون وأنّ جمعه (جحول) فلعل الكلمة في

ص: 363

البيت بضم الجيم والحاء تخفيف جحول كما خفف بعضهم (النجوم والحلوق والخطوب) راجع الأشباه والنظائر النحوية الطبعة الثانية (1/ 170) " اهـ.

* وفي (ص 303) حاشية رقم (1) بلغت نصف صفحة حقق فيها عن بيتين نُسِبَا للعرندس، والأخطل وأجاد في التعليق فراجعه.

* وفي (ص 305) هامش (2) عند قول الشاعر:

تسمع للجن فيه زيز يزما

قال: "ذكر أصحاب المعاجم (زي زي) بكسر الزاي وسكون الياء، وذكروا عن ابن الأعرابي: (زيزيم) كما في بيت رؤبة بكسر أوله وفتح ثالثه، ولم يذكروا: (زيزيزم) نصًّا إلا أنَّ في خطبة الصناعتين (ص 3): "

كما فعل ابن جحدر في قوله:

حلفت بما أرقلت حوله

همرجلة خلقها شيظم

وما شبرقت من تنوفية

بها من وحي الجن زيزيزم

وأنشده ابن الأعرابي

" وراجع نقد الشعر ص: (65 ــ 66) " اهـ.

* وفي (ص 311) هامش (4): عند قول الشاعر:

من آجن الماء محفوفًا به الشَّرَعُ

قال كرنكو: "بالأصل: محنوفًا به السَّرع" والإصلاح من اللسان (10/ 44) لعل المراد: (مخنوقًا) والله أعلم" اهـ.

قال المعلمي: "أقول الذي في اللسان صحيح يريد الشاعر أنَّ القطا

ص: 364

يردن الماء، وقد نصبت حوله الشرع وهي الأشراك فكان الوجه أن يقول:"محفوفًا بالشرع" كما يقال: "الجنة محفوفة بالمكاره" ولكنه قلب" اهـ.

* وفي (ص 324) هامش (2) عند قول الشاعر:

مدبوغة لم تمرَّح

قال كرنكو: "أول البيت: "غدت في رعيل ذي أداوي منوطة** بلباتها"، وأنشده القالي (2/ 269) لرجل من غني، وروي "مربوعة لم تمرّخ" بالخاء، ولكن رواه صاحب لسان العرب (2/ 428) مع بيت آخر على روي الخاء بلا شك، فلا أدري أسرق الطرماح هذا البيت أم يكون من مصنوعات الأصمعي" اهـ.

قال المعلمي متعقبًا عليه بكلام يدل على رسوخ في التحقيق وسعة اطلاع على المصادر بقوله: "أقول الذي في الأمالي بيتان هذا أحدهما والقافية خاء معجمة قطعًا، والذي في اللسان (3/ 429) البيت وحده والقافية حاء مهملة حتمًا؛ لأنه في مادة (م ر ح) شاهدًا على التمريح، لكن في المزهر (2/ 149) فيما استدركه الزبيدي على كتاب العين "مرحت الجلدَ: دهنته، قال الطرماح

" وذكر البيت قال الزبيدي: "وإنما هو مرخت الجلد بالخاء المعجمة، والبيت من قصيدة قافيتها على الخاء المعجمة وبعده

" فذكر البيت الثاني بنحو ما في الأمالي، وظاهر القصة في الأمالي أن الأصمعي سمع البيتين من قائلهما الغنوي فيكون هذا الغنوي هو السارق لأنه متأخر عن الطِّرِمّاح، فالبيت بقافية الحَاء المهملة للطرماح وبالخاء المعجمة لذاك الغنوي، والأصمعي ثقة لا يتَّهم في مثل هذا، وقد يكون

ص: 365

البيت للغنوي، ولكن بعض الرواة أدرجه في قصيدة الطرماح لشبهه بها، وغيَّر قافيته والله أعلم" اهـ.

* وفي (ص 328) هامش (3) عند قول لبيد:

كحزيق الحبشيين الزُّجُل

قال كرنكو: "لم أجد البيت في ديوانه، والعجز في اللسان (13/ 322) وروى الزجل بضم ففتح وفسَّره بأنه جمع زجلة بمعنى القطعة، والصواب أنه جمع زَجِل، أي: الذي يرفع صوته" اهـ.

قال المعلمي: "أقول: لم أجد في المعاجم هذا الجمع ولا هو بقياس، والبيت بكماله في اللسان (ح ز ق) لكنَّ صدره: (ورقاق عصب ظلمانه) " اهـ.

* وفي (ص 349) هامش (1) عند قول أبي النجم:

ونَسْيَ ما يذكر

إلخ

قال المعلمي: "شكل في النقل بكسر السين وهو الأصل لكن لا يستقيم الوزن إلا بالتسكين، ومثله جائز في لغة كثير من بني تميم، وأبو النجم تميمي، وقد روي عنه نحو هذا التخفيف. راجع كتاب سيبويه (2/ 257)، وأدب الكاتب للمؤلف (ص 412) " اهـ.

* وفي (ص 349) هامش (3) عند قول الشاعر:

يفري الجلد من أنسائه

قال المعلمي: "شكل في النقل على أنه فِعْل ومفعول، والظاهر أنه فِعْل ونائب فاعله ــ كما جرى عليه في التفسير" اهـ.

ص: 366

* وفي (ص 356) هامش (4) عند قول ابن قتيبة: "وقال لقريش:

فقابئة ما نحن غدوا وأنتم

بني غالب إن لم تفيئوا وقوبها"

قال المعلمي ــ يحرر مسألة في النسب ويعترض على ابن منظور في فهمه للبيت ــ قال: "يريد ــ أي الشاعر ــ غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، وفي الجمهرتين: "بني عبد شمس أن تفيئوا"، وبنو عبد شمس من قريش، ووقع في اللسان: "بني مالك" فالمراد به مالك بن النضر بن كنانة، ولكنَّ صاحبَ اللسان فَهِمَ غيرَ ذلك فقال: "يعاتبهم على تحولهم بنسبهم إلى اليمن" فَهِم أن المراد قضاعة وهو خطأ:

أولًا: لأنَّ سياق القصيدة يوضح أنه يخاطب قريشًا.

الثاني: أن نسَّابي مضر يقولون في قضاعة: إنَّه ابن معدّ بن عدنان، وإنَّما تزوج أمّه مالك بن مرة بن زيد بن مالك بن حِمْيَر فنسب إليه، ونسَّابوا اليمن يقولون: إنَّه ابن مالك المذكور حقيقةً، فكيف يقول الكميت لقضاعة في صدر تثبيت أنهم من عدنان:(بني مالكٍ؟ ) " اهـ.

* وفي (ص 367) هامش (2) عند قول الكميت:

ومرصوفة لم تونِ في الطبخ طاهيًا

قال المعلمي: "في النقل: (تؤن) وهكذا في اللسان، وهو في اللسان صحيح لأن الكلمة عنده من ترتيب (أن ي) ولذلك أورد البيت فيها (18/ 51) قال: "آناه يؤنيه ايناءً أي:

قال الكميت

" فأمَّا المؤلف فهي عنده من تركيب (ون ي) ــ كما يأتي ــ فأصلُ كتابتها (تون) بلا همزٍ مثل توصي" اهـ.

ص: 367

* وفي (ص 367) هامش (4) على نفس هذا البيت عند قول ابن قتيبة: لم تون: لم تحبس: "شكل في النقل على أنه مبني للمفعول ــ فتأمل، وفي التاج (غ ر ر): "هذا على القلب أي: لم يؤنها الطاهي".

أقول: ولا أرى حاجة إلى القلب لأنه إذا أخرها وحبسها فقد أخرته وحبسته، فأمَّا على رأي المؤلف أن (توني) من الونى فالأمر أوضح؛ لأن الونى هو التعب والفتور، وهو إنَّما يلحق الطاهي. اهـ.

* وفي (ص 382) هامش (5) عند قول ابن قتيبة: فهم ينهون غيرهم عن مثل ما نزل بهم اهـ.

قال المعلمي: "كذا وينهون في البيت ليست من النهي بمعنى المنع والزجر، بل هي بمعنى الشبع والاكتفاء ــ كما مرَّ ــ ومثله في اللسان، فالوجه أن المعنى يصدرون أو يستغنون أو يعجزون عن أكل وعن شرب" اهـ.

* وفي (ص 399) هامش (1) عند قول الشاعر:

يهل ويسعى بالمصابيح حولها

قال كرنكو: "في النقل تبعًا للسان (نهل ونسعى) وبهامشه "الأصل ــ يهل ويسعى ولعله هو الصواب" اهـ.

قال المعلمي: "أقول ظاهر التفسير يوافق اللسان لكن إذا قرئ: (يهل ويسعى) بالبناء للمفعول استقام ويشهد له قوله في البيت الثاني (يمد) "اهـ.

* وفي هامش (3) من الصفحة نفسها قال كرنكو: "في النقل (تهل) وبهامشه: "الأصل يهل" بالبناء للمفعول" اهـ.

ص: 368

قال المعلمي: "والأولى في تصحيحه أن يكون ــ يهل ــ بالبناء للمفعول ــ كما مرَّ ــ" اهـ.

* وفي (ص 409) هامش (3) عند قول الشاعر:

يسط البيوت لكي يكون مظنة

قال المعلمي: "في اللسان والتاج: لكي تكون (؟ ) ردية" ولعل الصواب في هذه الرواية: (دريَّة) أو (دريئة) أي: سترة لبقية البيوت في الضيافة لأن بيته بالموضع الذي جرت العادة أن ينزله الضيفان فَيُقْرِيهم فَيدْفَعُ عن بقية البيوت الغرم واللوم" اهـ

وهذا تذوُّقٌ أدبيٌّ جميل.

* وفي (ص 417) في قول سلامة بن جندل:

كنا نحل إذا هبَّت شآمية

قال في كلمة (شآمية): "شكل في النقل والديوان بالرفع، وفي المفضليات واللسان (ج د ب) بالنصب وهو الوجه" اهـ.

* وفي (ص 424) هامش (6): عند قول الشاعر:

قرانا التقيا بعد ما هبت الصبا

قال عند (التقيا): "شكلت هذه الكلمة في النقل بفتح فكسر فتشديد، وذكرها صاحب التاج ولم يضبطها، وأحسبها بضمٍّ ففتح فتشديد تصغير (تقوى) " اهـ.

ص: 369

وفي (ص 429) هامش (5) عند كلام ابن قتيبة على بيت للشماخ قال فيه: "كأنه لامهم على السرف والتبذير

إلخ".

قال المعلمي: "الصواب أنها لم تلمه على إمساك ولا تبذير وإنما لامته على إتعابه نفسه في القيام بإصلاح إبله فاحتجَّ عليها بأن قومها كذلك يصنعون، تأمل سياق القصة وراجع شرح الديوان" اهـ.

* وفي (ص 432) هامش (6) عن كلمة (مأموسة) قال كرنكو: "كذا ورد في الأصل، والمعروف في معاجم اللغة بغير همز، وزعموا أنه معرّب، ويروى أيضًا (مأنوسة) بالهمز والنون لعله هو الأصل" اهـ.

قال المعلمي: "أقول في اللسان (أن س): (مأنوسة) وفيه (م م س): (ماموسة) وهو في خصائص ابن جني (1/ 422): (مأنوسة) وفي الشعر والشعراء وجمهرة الأشعار والمخصص (11/ 38) (ماموسة) بغير همز لكن في التاج (م م س) عن الصاغاني: "إن كانت غير مهموزة فموضع ذكرها هنا، وإن كانت مهموزة فتركيبه (أم س)" وهذا مجرد احتمال" اهـ.

* وفي (ص 440) عند قول ابن قتيبة: "والرباب: العهد وواحده: ربّة".

قال كرنكو: "هذا وهمٌ من ابن قتيبة ليس واحد الرباب: ربة، وقد ورد الربابة بمعنى العهد في شعر علقمة، ويقال إنَّه جَمَعَ ربًّا على رباب، ولعل الأصوب الأول" اهـ.

قال المعلمي متعقبًا: "أقول الذي يظهر من المعاجم أن الرباب بمعنى العهد: اسم مفرد، وعن أبي علي الفارسي أن جمعه (أربّة)، واستشهاد المؤلف بالبيت الآتي: "كانت أربتهم

" قد يشعر بأنه وقع في عبارته هنا

ص: 370

تحريف وأنه إنما قال: "والرباب العهد واحد أربة" أو "وهو واحد أربَّة" اهـ.

* وفي (ص 441) هامش (2) عند قول الأصمعي: "وما تصنع ثقيف بالخمر وعندهم العنب ولكنه عجب".

قال كرنكو: "قد ذكر ابن الكلبي في كتاب المثالب ــ وعندي نسخة غير كاملة منه ــ غير واحد من تجار الخمر بالطائف وأن بعضهم كان شريكًا لأبي سفيان في هذه التجارة" اهـ.

قال المعلمي: "هذا لا يدفع كلام الأصمعي، فالوجه أن يقال: أراد الشاعر المبالغة في إطراء تلك الخمر فجعلها تجلب إلى الموضع الذي هو من معادن الخمر وهو الطائف ويغالي بها، وإنما يكون ذلك لأنهم لا يجدون فيما عندهم ما يقاربها في الجودة" اهـ.

* وفي (ص 446) هامش (8) تحرير جيد وقوي يدل على معرفته بأوهام المعاجم المتأخرة، ففي كلمة وعس من قول الشاعر:

ترجع في عود وعس مُرِن

يقول المعلمي: "اضطربوا في كلمة (وعس) في هذا البيت، فحاصل كلام المؤلف أنها بمعنى المواعسة أضيف إليه الفاعل، فالقدح يواعس العرف أي: يواليه، وفي الاقتضاب: "يروى الأصمعي ــ عن عس عود ــ قال الأصمعي كأنه كان يشرب في قارورة فصيَّرها كأنها عود

ويروي غيره ــ عن عود وعس ــ وقال: أراد قدح زجاج، والزجاج يعمل من الرمل، والوعس: الرمل اللين الموطأ".

ص: 371

وفي اللسان والقاموس قول ثالث ــ أحسبه من حَدَس ابن سيده في المحكم حدسه من البيت بعد تغيير فيه ــ ففي اللسان آخر المادة: "والوعس شجر تعمل منه العيدان التي يضرب بها، قال ابن مقبل:

رهاوية منزع دفّها ترجع في عود وعس مرن

وزاد صاحب القاموس فصدَّر المادة بقوله: "الوعس كالوعد شجر تعمل منه البرابط والأعواد"، فَهِموا أنَّ البيت في وصف مغنيّة، وهذا من عيوب هذه المعاجم المتأخرة تورد المحدوسات في معرض المحققات ولم يذكر ابن دريد في الجمهرة ولا الزمخشري في الأساس أنَّ الوعس شجر، والله أعلم" اهـ.

* وفي (ص 449) هامش (1) عند قول الشاعر:

يا ليت شعري وأنا ذو عجة

قال المعلمي: "في النقل: (وأنا) وهو الأصل لكن لا يستقيم الوزن إلا بإبدال الهمزة ألفًا أو حذف الواو، ورواية اللسان: "وأنا ذو غنى"، ثم رأيتُ فيه (ان ن) في الكلام على (أنا) "وقضاعة تمدُّ الأولى: آن قلتُه، قال عدي:

يا ليت شعري آن ذو عجة" اهـ

* وفي (ص 450) في قول لبيد:

تضمَّن بيضًا كالإوز ظروفها

قال: "في النقل: (طروفها) بضم الطاء المهملة والفاء، والظاهر بالظاء المعجمة ويجوز ضم الفاء على معنى: "هي ظروفها" وفتحها على البدل أو البيان" اهـ.

ص: 372

* وفي (ص 450) هامش (3) عندما ذكر كرنكو أن ابن قتيبة تبع أبا العباس ابن المبرد في تغيير قافية بيت وأخذه من كتاب الكامل، اعترض عليه المعلمي بقوله:"ولد ابن قتيبة بعد مولد المبرد بسنتين أو ثلاث ومات قبله ببضع عشرة سنة" اهـ.

* وفي (ص 461) هامش (4) في تخريج أبيات حرملة بن حكيم الأربعة.

قال المعلمي ــ بعد تعليق كرنكو ــ: "والأربعة كلها في قطعة في المفضليات 71 ب 1 ــ 3 و 6، وفي المؤتلف للآمدي (ص 157) باختلاف يأتي بعضه، ونسبها المفضل لعبد المسيح بن عسلة، والآخرون لحرملة وهو قول محمد بن حبيب، وأبي محمد الأعرابي كما في الخزانة، وسبب الاشتباه أن كلا الرجلين يقال له: (ابن عسلة)، ولهم ثالث اسمه المسيب وهم إخوة، وعسلة أمُّهم على ما ظنه الآمدي، وجزم به المرزباني في المعجم (ص 385) " اهـ.

* وفي (ص 462) في قول أبي زبيد:

ثم لما رآه رانت به الخمر

وأن لا يريبه باتقاء

قال في لفظة (يريبه): "في النقل: "ترينه" وعلى حاشيته: "بالأصل زانت

يزينه" وكذا وقع (ترينه) في اللسان والتاج (ر ي ن) وكل ذلك تحريف، والصواب ما في الأغاني (11/ 24): "يريبه" ويعيّنه تدبر المعنى إذا المعنى: "أن المضيف لما رأى الضيف قد غلبت عليه الخمر وأنه لا يريبه باتقاء أقدم عليه فقتله" اهـ.

ص: 373

* وفي (ص 463) هامش (1) عند قول الشاعر: "يالقوم

إلخ".

قال كرنكو: "بالأصل: (بالقوم) " اهـ.

قال المعلمي: "وشكل في النقل بكسرة واحدة تحت الميم وكذا في التفسير، وفي شواهد المغني (ص 219): "يالقوم" فإن صح فهو بالتنوين، وفي الخزانة (2/ 153) وشواهد العيني (2/ 157): "يالقومي" وهو واضح" اهـ.

* وفي (ص 470) هامش (3) عند قول كعب بن زهير:

بجس الندامى تترك اللب زانيا

قال المعلمي: "لا يخفى على الناقد نزول هذه القافية عن درجة كعب، فالصواب ــ إن شاء الله تعالى ــ: تترك (اللَّب ــ بفتح اللام أي: اللبيب) رانيا، وفي اللسان (ر ن ا): "الرنو: إدامة النظر مع سكون الطرف

يقال: ظل رانيًا

، والرنو: اللهو مع شغل القلب والبصر وغلبة الهوى" اهـ.

* وفي (ص 474) هامش (1) عند قول الشاعر:

ووطيد مستعل سيبُه

قال المعلمي: "كذا في النقل بهذا الضبط، وفي اللآليء: "ملك سَيْبه مستعمل"، ويفسر المؤلف ــ أي ابن قتيبة ــ الوطيد: بالملك، ولم أظفر به لغيره، والذي يقتضيه السياق مع تفسير المؤلف والبكري أن معنى هذا الشطر: وملك متتبع عطاؤه" اهـ.

ص: 374

* وفي (ص 478) هامش (2) عند قول المخبل:

وأشهد من قيس حلولا كثيرة

قال كرنكو بعد تخريج البيت: "وقال ابن بري: صواب إنشاده (وأشهدَ) بنصب الدال، قال كرنكو: ولكن ورد بالرفع في الشواهد كلها، وكذا أنشده ابن دريد في الجمهرة في عدة مواضع" اهـ.

قال المعلمي: "أقول: احتج ابن بري ــ كما في اللسان (س ب ب) ــ بأن قبل البيت:

ألم تعلمي يا أم عمرة أنني

تخاطأني ريب الزمان لأكبرا

فقوله: (وأشهد) معطوف على (لأكبرا) والنُّسَّاخُ والقُرَّاءُ كثيرًا ما يشكلون الكلمات بما يتبادر إلى الذهن" اهـ.

* وفي (ص 487) هامش (8) عند قول الشاعر:

إذا طرحت لا تطبي الكلب ريحها

قال كرنكو: "بالأصل لا يطبي" اهـ.

قال المعلمي: "أقول: ومثله في الخزانة (4/ 147) والذي في اللسان (لا تطبي)، وفي البيان والتبيين (3/ 64): (لم تطب) وبالتاء هو الأصل؛ لأن الريح مؤنثة لكن بالياء صحيح أيضًا لأن التأنيث غير حقيقي، والريح هنا بمعنى العَرْف، وقد فصل بينها وبين الفعل فاصل" اهـ.

* وفي (ص 491) عند قول الشاعر:

وإني إذا ما كان الأمر معلا

ص: 375

قال المعلمي: "ينبغي على هذه الرواية إسقاط الهمزة وفتح اللام من (الأمر) ليستقيم الوزن، والذي في اللسان: "إذا ما الأمر كان" اهـ.

* وفي (ص 499) هامش (1) على كلمة النهل قال كرنكو: "شكل في النقل بضمتين وكتب على الهامش: "بالأصل ــ النهل ــ بفتح النون والهاء كذا في اللسان" اهـ.

قال المعلمي: "أقول: نصَّ أئمة اللغة على أن ناهلًا يجمع على نَهَل بفتح النون والهاء" اهـ.

* وفي (ص 499) هامش (ب) عند قول ابن قتيبة: الغني ههنا تتميم في قول الشاعر:

ما للفقير والغنيّ طاقهْ

من صدقات قومه بناقهْ

عرَّف التتميم وكشف عن مغزاه في البيت فقال: "التتميم عند علماء البيان: زيادة على أصل الكلام يتم بها حُسن المعنى، فأصل المعنى هنا يتم بأن يقال: "ما للفقير طاقة .... " فزيادة: (والغني) تزيد المعنى حُسْنًا لما فيها من التصريح بعموم الحرمان، وذلك أن حق الصدقة أن تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم، فأراد هذا الراجز الشكوى من ظُلْم العُمَّال أنهم لا يعطون الفقير من صدقات قومه ثم تمم بذكر الغني دفعًا لما قد يتوهم أن ظُلْم العُمَّال إنما هو بإعطاء من لا يستحق فصرّح بأن ظلمهم هو بأن يأخذوها لأنفسهم فتأمل" اهـ.

* وفي (ص 503) عند قول عميرة:

فما بهم أن لا يكونوا طروقة

هجانًا ولكن عفَّرتها فحولها

ص: 376

قال عند كلمة "طروقة": "مثله في المفضليات، والذي في الشعر والعشراء: "أن لا تكون طروقة" وهو الصواب كما يعلم من التفسير، والمراد بالطروقة: الزوجة أو الزوجات ــ كما يقال للناقة: طروقة الفحل" اهـ.

وعند كلمة "هجانا" من البيت قال: "في الشعر والشعراء "كراما" وعليه فالبيت شاهد لمجيء "طروقة" للجمع كما يقال: ناقة حلوبة، وإبل حلوبة".

* وفي (ص 508) هامش (6) قال كرنكو في كلمة (شُمُس): "بالأصل (شُمْس) بسكون الميم وهذا خطأ؛ لأنه جمع شموس" اهـ.

قال المعلمي: "أقول: ليس بخطأ كما يُعْلَمُ من مراجعة المعاجم وكُتُبِ التصريف، ولكن الضمَّ أتمُّ للوزن" اهـ.

* وفي (ص 509) هامش (3) عند قول الشاعر:

بمنع الشكر أتأمها القبيل

قال ابن قتيبة: "والأتوم: المفضاة" اهـ.

قال المعلمي: "أتأمها من (ت أم)، والأتوم من (أت م) لكن لعل اتأم مقلوب عن (آتم) " اهـ.

* وفي (ص 513) هامش (2) عند قول ابن قتيبة: "وشربهم إذ ذاك الفضيخ".

قال المعلمي: "في النقل (الفضيح) بالحاء المهملة، والصواب بالخاء المعجمة، وهو: شراب يتخذ من البسر، ووقع في اللسان والتاج في مادتي (ف ض ح) و (ف ض خ) تصحيف وكذا في النهاية (ف ض خ)، وحاصل

ص: 377

ذلك أن ابن عمر سُئل عن الفضيخ وهو الشراب، فقال:"ليس بالفضيخ ولكنه الفضوح" فالفضيخ بالخاء المعجمة حتمًا والفضوح بالحاء المهملة جزمًا".

فانظر إلى هذا التحرير المتين.

* وفي (ص 523) هامش (3) عند قول ابن قتيبة: "وقال الراعي يهجو الحلال" قال كرنكو: "الحلال جدة دارم بن صعصعة وهي الحلال بنت ظالم التغلبية. انظر النقائض (ص 880)، وعاصم هو عاصم بن عبيد بن ثعلبة. انظر فهارس النقائض، ولم يكن عند ابن قتيبة علم بالنسب إذ جعل الحلال رجلًا" اهـ.

قال المعلمي: "أقول: بل الحلال هو الحلال ابن عاصم بن قيس النميري. راجع ما تقدم (ص 415) " اهـ.

* وفي (ص 545) هامش (9) عند قول الأعشى:

بأسحم داجٍ عوض ما نتفرق

قال: "في النقل: (ما يتفرق) وفيه في التفسير: (لا يتفرق) والمعروف: (لا نتفرق)، وفي الخزانة (3/ 218): "وجملة لا نتفرق جواب القسم، وجاء به على حكاية لفظ المتحالفين الذي نطقا به عند التحالف، ولو جاء به على لفظ الإخبار عنهما لقال: لا يفترقان"، وفي مغني ابن هشام في بحث (ما): "وإذا نفت المضارع تخلَّص عند الجمهور للحال".

قال المعلمي: "وعلى هذا فلا تصح هنا لأن المعنى نفي التفرق في المستقبل" اهـ.

ص: 378

* وفي (ص 552) هامش (4) عند قول الشاعر:

ولم يوائم لهم في رتبها ثبجا

قال كرنكو: "رواية اللسان: "في ذبها"، ورواية التاج: "في دينها" اهـ.

قال المعلمي: "أقول: بل الذي في التاج: "في ذبها" أيضًا، وسيفسر المؤلف الكلمة بقوله: "الإصلاح" ولم أجد الرتب ولا الذب بمعنى الإصلاح، ومما جاء بمعنى الإصلاح (الرأب ــ والربّ) " اهـ.

* وفي (ص 568) عند قول المحاربية:

وعلق المنطق منها بذلق

كلب لها قد عودت مس الخنق

قال: "شكل في النقل (علق) بضم العين وتشديد اللام و (بذلق) بفتح اللام (كلب) بالرفع و (عودت) بالبناء للمفعول، والأقرب (علق) بفتح فكسر (بذلق) بكسر اللام (كلب) بالجرّ (عودت) بالبناء للفاعل، والمعنى: أن منطقها سقط فعلق بكلب اسمه: ذلق قد عودته أن تخنقه" اهـ.

* وفي (ص 576) عند قول أبي النجم:

عيرًا يكد ظهره بالأفوق

قال: "شكل في النقل بضم كاف "يكد" وفتح راء "ظهره" أي: أن العير هو يكد ظهره، والصواب ــ إن شاء الله تعالى ــ (يكد) بالبناء للمفعول و (ظهره) بالرفع نائب فاعل" اهـ.

ص: 379

* وفي (ص 576) هامش (2) عند قول الشاعر:

عيرًا يكد ظهره بالأفوق

قال: "ظاهر التفسير أن هذا جمع (فواق) ولم يذكره أهل المعاجم" اهـ.

* وفي (ص 579) هامش (2) عند قول الشاعر:

إذا أنفض الذهلي ما في وعائه

قال المعلمي: "في النقل (انفد) وعلى هامشه: "في الأصل ــ انفض" قال: وهو صحيح أيضًا قال ابن دريد في الجمهرة (3/ 98): "أنفض القوم زادهم إنفاضًا فهم منفضون: إذا أفنوه".

فإنْ قيل: الأكثر يجعلونه لازمًا (انفض القوم: إذا فني زادهم)؟

قلتُ: وعلى هذا يكون الشاعر ضمَّن (انفض) معنى (أفنى أو أنفدَ) اهـ.

* وفي (ص 613) هامش (1) عند قول الشاعر:

سِخالًا يعاجى بالتراب صغارها

قال: "في النقل: "سجالًا، ولم أجد له وجهًا، فأما السخال فأولاد الشاء استعير هنا لأولاد الجراد أو القردان" اهـ.

* وفي (ص 613) هامش (4) عند قول الشاعر:

ملعونة تسلخ لونًا لونين

كأنها ملتفة في بردينْ

قال المعلمي: "في النقل: "لونًا عن لونين" وكان كتب أولًا: "عن لون" وكتب على الهامش: "بالأصل ــ عن لونين" ثم صحح على ما في الهامش،

ص: 380

وأقول: هو مخل بالوزن، ولا يمتنع أن يصح "تسلخ لونًا لونين" على تضمين "تسلخ" معنى "تجعل" أو نحوه، وفي المخصص (8/ 172) في صفة الجراد: "ثم تسلخ فتصير فيها جدة سوداء وجدة صفراء

" وراجعه" اهـ.

* وفي (ص 623) هامش (7) عند قول الشاعر:

وما ضَرَب بيضاء يسقي ذنوبها

قال كرنكو: "رواية الديوان (دبوبها) وفسَّره بنور" اهـ.

قال المعلمي: "أقول: في اللسان (د ب ب): "دبوبها" وذكر أنه موضع وذكره ياقوت في معجم البلدان، وقال: إنه موضع في جبال هذيل واستشهد بهذا البيت، قال: ويُرْوى "دبورها" جمع دبر وهو النحل رواهما السكري، أمَّا دبوب بمعنى النور فلم أجده وذكروا أنَّ "الذنوب" موضع هكذا جاء معرفًا في شعر عبيد وبشر الأسديين" اهـ.

* وفي (ص 640) عند قول الكميت:

وعطفت الضباب أكف قوم

على فتخ الضفادع مرئمينا

قال: "شكل في النقل بتخفيف طاء (عطفت) ورفع (الضباب) ونصب (أكف) والصواب: بتشديد الطاء للوزن ونصب الضباب، ورفع (أكف)؛ إذ المعنى: أن أكف قوم جعلت الضباب تعطف على الضفادع وترأمها" اهـ.

* وفي (ص 657) هامش (3) عند قول الشاعر:

في كل عضو جرذان أو خزز

قال المعلمي: "شكل في النقل بكسر الجيم وسكون الراء وتنوين النون

ص: 381

ولا يستقيم الوزن إلا بضم الجيم وفتح الراء وكسر النون بلا تنوين تثنية جرذ" اهـ.

* وفي (ص 668) هامش (3) عند قول ابن قتيبة: "وضب السحاء".

قال: "بالأصل "السحاء" بفتح السين، والمعروف في كتب اللغة بكسرها" اهـ.

* وفي (ص 678) عند قول جرير:

يقول المجتلون عروس تيم

شَوى أم الحبين ورأس فيل

قال: "نقل في اللسان (ح ب ن) مثله عن ابن بري لكن رواه قبل ذلك "سوى أم الحبين" وقال: "أراد: سواء فقصر ضرورةً"، وشكل في اللسان بتنوين (سوى) ورفع (أم)، وأرى الصواب بالتخفيف والإضافة، والمعنى: سواءها ــ أي وسطها ــ سواء أم حبين، أي: أنها ضخمة البطن وكذلك أم حبين، فأمَّا الشوى فاليدان والرجلان" اهـ.

* وفي (ص 679) هامش (4) لما تحدَّث عن كلمة (وهبين) وأفاد أنه حبل من حبال الدهناء وضبط (الحبل) بقوله: بفتح الحاء المهملة وسكون الموحدة

قال: "وقد كثر في المعاجم وغيرها تصحيف حبل وحبال، بجبل وجبال فليتنبه لذلك" اهـ.

* وفي (ص 682) هامش (3) عند قول ابن قتيبة: وقال جرير:

وقد يقرض العث ملس الأدم

قال كرنكو: "هذا الرجز ليس في ديوانه".

ص: 382

قال المعلمي: "أقول هو من المتقارب" اهـ.

* وفي (ص 685) هامش (6) عند قول الشاعر:

لا تأمرني ببنات أسفع

قال: "شكل في النقل بفتح الراء، والوجه كسرها ليوافق الرواية المشهورة: لا تأمريني، ونقل عن البكري: "أن هذا رجل أمرته امرأته أن يبيع إبله ويشتري غنمًا".

* وفي (ص 688) هامش (1) و (2) في قول الشاعر:

وسوداء من شاء الموالي سمينةٌ

يبكَّى عليها أسود الرأس ذيُبها

قال عند كلمة: (يبكَّى): "في النقل "يمكو" ولا وجه له" اهـ.

وقال عند كلمة (أسود .. إلخ): "قال في النقل: "دبيبها" وهو تحريف، وقوله: "أسود الرأس ذيبها" مبتدأ وخبر" اهـ.

* وفي (ص 690) هامش (6) عند قول الشاعر:

يدعونني بالماء ماء أسودا

قال: "في النقل "أسود" وعلى هامشه: "بالأصل أسودا"

أقول: "وهو صحيح على الحكاية" اهـ.

* وفي (ص 695) هامش (9) عند قول الشاعر:

فلو أنَّ شيئًا فائت الموت أحرزت

عماية إذْ راح الأرحُّ الموقَّفُ

قال: "في النقل (أدراج) وشكل الكلمتين بعده بالجرّ، وإذا كانت قافية

ص: 383

البيت الثاني مرفوعة فالظاهر أنَّ هذا مثله ويستقيم ذلك بما صحّحتُه" اهـ.

* وفي (ص 698) هامش (2) في أبيات ابن مقبل التي منها:

رخص ظلوفيَّةٌ إلا المنا ضَرَعُ

قال: "كذا ولعله: "علوفته إلا المُنى ضرعُ" أي: طعامه أن يضرع إلى أمه فترضعه إلا أن يتمنى تمنيًا إشارة إلى تشمم الطلا للمرعى كأنه يأكل منه"اهـ.

وفي قوله:

كما حفا الوقف للموشية الصنع

قال: "أخشى أن يكون الصواب "حنى" كأنه شبه انعطاف المهاة بحني الصانع للسوار" اهـ.

* وفي قول ابن قتيبة: والصنع: الرفيق من الرجال اهـ.

قال كرنكو: "في النقل الرقيق (بقافين) من الرحال" بإهمال الحاء، وعلى الهامش:"كذا بالأصل وأظن أن المؤلف أخطأ خطأً فاحشًا فإن الصنع الحاذق من الرجال، والوقف: السوار" اهـ.

قال المعلمي: "وقد علمت الصواب، وفي اللسان (رفاق): "والرفيق ضد الأخرق"، وفي تهذيب الألفاظ (ص 166) وامرأة صناع ورجال صنع ونسوة صنع الأيدي وهو الرفيق بالعمل".

قال المعلمي: "وما وقع في اللسان والتاج في تفسير الصناع: رقيقة اليدين، تصحيف، والصواب: رفيقة اليدين" اهـ.

ص: 384

* وفي (ص 702) هامش (3) تحرير لغوي نفيس، ففي قول حميد يصف ظَبْيةً:

تجود بمدريين قد غاض منهما

قال: "في النقل "بمذريين" بإعجام الذال، وكذا في التفسير ويأتي لذي الرمة: "ينحى لها حدّ مذرى"، وكذا يأتي: "بأطراف مذريين لم يتفللا"، وهناك أيضًا للطرماح: "يتقي الشمس بمذريه" وأصلح في النقل في هذه المواضع الثلاثة بإهمال الدال، والمدرى والمدراة ــ بكسر الميم وسكون الدال المهملة وفتح الراء فيهما ــ القرن وقد يستعار لغيره، فأمَّا بفتح فسكون فكسر فياء مشددة فلم أجد في المعاجم مادتي (درا) و (ذرا) ما يحل الإشكال حتى رأيت في اللسان (م د ر): "والمدرية (بفتح الدال) رماح كانت تركب فيها القرون المحددة مكان الأسنة، قال لبيد:

فلحقن واعتكرت لها مدرية

إلخ"

فتبعه صاحب التاج (م د ر) ثم قال: "قال الصاغاني: والصواب مدْرية ــ بسكون الدال ــ أي محددة وموضع ذكره في المعتل" فاستفدنا أنه يقال للقرن ونحوه: "مُدْرى" بصيغة المفعول وبإهمال الدال، لكن وقوع الكلمة في الأصل بنقط الذال في هذه المواضع كلها مشكك، والله أعلم" اهـ.

فانظر إلى هذا الجَلَد في البحث والتُّؤَدةِ في التحقق من المسألة.

* وفي (ص 704) هامش (1) عند قول الشاعر:

فقلت عليَّ الله لا تذعرانها

ص: 385

قال في لفظ الجلالة: "شكل في النقل بكسر الهاء، فإن صح فهو مما شذَّ من إبقاء عمل الجار بعد حذفه" اهـ.

* وفي (ص 719) هامش (5) عند قول كرنكو: والهاجن ههنا الخالص اللون مثل الهجين اهـ.

قال: "أقول: لم أجد الهاجن بمعنى الخالص اللون" اهـ.

* وفي (ص 744) هامش (1) عند قول الكميت:

يبحث التُّرب عن كوارع في المشـ

ـرب لا تُجشم السقاةَ الصفيرا

قال: "في النقل: "تجشم (بفتح فسكون) السقاةُ (بالرفع) وهو مخل بالمعنى إذا المعنى أنها لا تكلف السقاة أن يصفروا لها" اهـ.

* وفي (ص 774) هامش (2) عند قول ابن قتيبة: "والملاحين: المخاصمين" اهـ.

قال المعلمي: "في النقل (الخياطين) وعلى هامشه: "لم أقف على هذا المعنى للملاح" قال رحمه الله: أقول: وأنا فقد تعبت في البحث، وآخر ما تحصل لي هو الذي أثبته اهـ.

فانظر إلى قوله: "وأنا فقد تعبت في البحث" يدل على طول أَناةٍ في العلم مع صدق التحرّي، ولعله في بحثه لتلك اللفظة قد أخذ منه وقتًا غير يسير واستنفد جهده وطاقته ــ رحمه الله ــ من أجل البحث عن الحقيقة.

* وفي (ص 796) هامش (2) عند قول ابن قتيبة: "يقول هو الذي حذَّلها وأبكاها

".

ص: 386

قال المعلمي: "لم أجد حذَّل بمعنى أحذل في معاجم اللغة".

* وفي (ص 819) هامش (2) عند قول ابن قتيبة: وقال حكيم بن معيَّة:

إني إذا ما طارت الزنابر

ولقحت أيديها عواسر

قال المعلمي: "حكيم بن معية راجز إسلامي كان في زمن جرير كما في الأغاني (7/ 44) والخزانة (2/ 311) ولم أجد رجزه هذا ولا أثق بضبطه ولا يبعد أن يكون: "إني إذا ما طارت الذبائر" أي: الصكوك المذبورة أي: المكتوبة يقدمها الخصوم عند المخاصمة ويرفعون أيديهم بها "ولُقِّحت (بضم وتشديد بكسر) أيديها" أي: بالصكوك" اهـ.

* وفي (ص 843) هامش (9) عند شرح ابن قتيبة لبيتي النابغة:

فإن كنت لا ذا الضغن عنّي منكلا

ولا حلفي على البراءة نافع

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة

وهل يأثمن ذو أمّةٍ وهو طائع

قال المعلمي: "قول النابغة: "حلفت

" البيت متقدم على قوله: "فإن كنت

" وبعد هذا: "ولا أنا مأمون

" البيت، وبعده: "فإنك كالليل

" وهذا جواب قوله: "فإن كنت" وقوله: "فلم أترك لنفسك ريبة" يحتمل وجهين:

الأول: لم أترك لنفسك ريبة في اليمين فإنني أبلغت فيها وصرحت.

الثاني: أنه خبر عما يجب لا عما وقع كأنه قال: حلفت وأنا ذو دين فينبغي أن لا تبقى في نفسك ريبة" اهـ.

ص: 387

* وفي (ص 844) هامش (1) عند قول ابن قتيبة في الأبيات السابقة: قال بعضهم (لا) في قوله: "ولا حلفي" حشوٌ. اهـ.

قال المعلمي: "ليس هذا بشيء".

* وفي (865) عند قول صخر بن الجعد:

أليس حبولًا أنها لا تهيدني

وأني كجناب بها لا أهيدها

قال عند كلمة (كجناب): "شكل في النقل بفتح الجيم هنا، وفي التفسير وعلى هامشه: "بالأصل: كحنات" والذي يظهر من المعاجم أنه بضم الجيم" اهـ.

* وفي (ص 865) هامش (11) عند كلمة (جناب) قال: "شكل في النقل بفتح الجيم هنا، وفي التفسير وعلى هامشه: "بالأصل: كحنات". والذي يظهر من المعاجم أنه بضمِّ الجيم.

* وفي (ص 890) هامش (9) عند قول أوس بن حجر:

بأرعن مثل الطود غير أشابة

تُناجِزُ أولاه ولم يتصرّم

قال: "في اللآليء: "تناجز" بفتح التاء والجيم والزاي: فعل ماضٍ وتفسير المؤلف يقتضي أنه بفتح التاء والجيم وضمّ الزاي، أي: تتناجز، فأمَّا على ما ضبط هنا (يعني بضم التاء وكسر الجيم وضم الزاي) فالمناجزة: القتال الحاسم فيكون معنى البيت: أنَّ أولى الجيش تقاتل وتفتح قبل أن تصل بقيته، ولا يخفى أن هذا أبلغ" اهـ.

ص: 388

* وفي (ص 909) هامش (5) عند كلمة (يجين) من قول الشاعر:

حواسر لا يجين على الخدام

قال: "في النقل (يجئن) بضم فكسر فهمزة ساكنة، وعلى هامشه: "بالأصل يجبين" بضم أوّله. أقول: سيفسر المؤلف الكلمة بقوله: "يرخين" فالكلمة من مادة (ج أى) مثل "رأى" و"نأى" ففعل الإناث من الثلاثي منها "يجأين" مثل "ينأين" فإن خفف صار "يجين" بفتح أوله وثانيه مثل: "يرين"، ومن باب الإفعال "يُجْئين" مثل: "ينئين" فإن خفف صار "يُجين" بضم أوله مثل "يُرين"، فأمَّا "يجئن" فلا وجه له وإن وقع كذلك في اللسان (ج أى) فإنه من تصرّف النساخ لجهلهم بالتصريف. والله أعلم" اهـ.

وهذا فهم دقيق منه لفن الصرف، ومعرفة بما يقع في المعاجم من تصحيف أو أغلاط.

* وفي (ص 929) هامش (7) عند قول أبي النجم:

وذو دخيس أيد الصواهل

من طبق طمّ ومن رعابل

قال: "كذا في النقل هنا وفي التفسير، وكان كتب أولًا: "رعائل" بالهمز ثم أصلح بالباء، ولم أر في المعاجم "رعائل" وهو أوفى بالمعنى لأن الرعلة: القطعة من الخيل، والرعيل القطعة من الخيل متقدمة. والله أعلم" اهـ.

* وفي (ص 965) هامش (6) عند كلمة (هيخت) أفاد أنه في النقل شكل الفعل بفتح الهاء والياء المشددة، وكتب عليه "صح" والفعل في لسان العرب أيضًا مشكول كذلك قال: لكن السياق هناك يقتضي أنه بضم الهاء

ص: 389

وكسر الياء المشددة مبنيًّا للمفعول لأن ابن منظور قال: "هيخ الطباخ الهريسة: أكثر ودكها" ثم ذكر البيت الوارد فيه الفعل وقال ــ أي ابن منظور ــ: "وهيخت أنيخت وهو أن يقال لها عند الإناخة: هيخ هيخ أخ أخ

إلخ".

قال المعلمي: "فالإناخة وقول: "هيخ هيخ" ودعاء الفحل للضراب كلها من فعل الإنسان فهو المنيخ والقائل والداعي، والفحل مُنَاخٌ مَقُولٌ له مَدْعوٌ فتدبّر، ووقع في اللسان في هذا الموضع "أحلامها" وذكر البيت في (خ ل م) وفيه (أخلامها) وفيه "وهُيِّجَت" بالبناء للمفعول وبالجيم، والتصحيف والتحريف في طبعة اللسان كثير فلا يركن إلى نقطه وشكله" اهـ.

وهذا يبين أن المعلمي رحمه الله له تتبُّعٌ على طبعة لسان العرب ولا يبعد أن تكون نسخته الخاصة بها تصويبات وتصحيحات واستدراكات.

* وفي (ص 1016) هامش (4) عن قول الشاعر:

تُبادرنا إساءتُه فجئنا

من الأفواج نبتدر المئينا

قال عن الفعل (تبادرنا): "كذا وأحسب الصواب "تَبادَرْنا" بفتح التاء والدال وسكون الراء (إساءتَه) بالنصب، ويأتي ما فيه" اهـ.

وفي قول ابن قتيبة عند شرح البيت: "من قولك: أسوت الجرح".

قال المعلمي: "كذا ولم أجد في المعاجم "الإساءة" من (أس و) وإنما هي من (س وأ) بمعنى الإفساد فإن صح ضبط "تبادرنا اساءته" على ما في النقل فالمعنى أنَّ إفساد ذاك الفجع يسابقنا فسبقناه، أي: تداركنا الأمر قبل فساده، وإنْ كان على ما ظهر لي فكأنه على حذف مضاف يكون مفعولًا

ص: 390

لأجله والتقدير "خشية إساءته" وراجع ما ذكره المؤلف (ص 78) من النصف الأول" اهـ.

* وفي (ص 1042) هامش (2) في قول الشماخ:

وذاق فأعطته من اللين جانبا

كفى، ولها أن يغرق السهم حاجز

قال عند كلمة (ولها): "شكل في النقل بفتحتين فوق الهاء على أنه مصدر قوله: "ولهت" وقد مشى هذا الوهم على أحمد بن الأمين الشنقيطي شارح ديوان الشماخ، وإنما الواو واو الحال، واللام حرف جر، و"ها" ضمير القوس، يريد: إنها وإنْ أعطته من اللين جانبًا فإن لها جانبًا آخر حاجزًا عن أن يغرق، فتدبّر" اهـ.

* وفي (ص 1088) عند قول الشاعر:

له جذمة من ذي الفقار اغتصابها

قال عند (اغتصابها): "أخشى أن يكون الصواب "اعتصى بها"، وفي اللسان (ع ص ي): "فلان يعتصي بالسيف أي: يجعله عصًا" يعني: يكون له كالعصا لغيره" اهـ.

* وفي (ص 1102) هامش (7) عند قول الشاعر:

وجلد أبي عجل وثيق القبائل

قال عن (وثيق): "شكل في النقل بكسر القاف وبفتحها، والظاهر على تفسير المؤلف الكسر على أنه نعت لقوله: "أبي" فإنه نكرة إذْ لم يقصد بقوله: "أبي عجل" أن تكون كنية، وإنما هي بمنزلة "أبٌ لعجل" ولذلك

ص: 391

فسَّره المؤلف بقوله: "ثور" ولو عدّها كنية لقال: "الثور" فأمَّا الفتح فإنما يأتي على أن يكون قوله: "وثيق" نعتًا لقوله "جلد" ــ كما يأتي التنبيه عليه في الحاشية" اهـ.

* وفي (ص 1136) هامش (2) عند قول الشاعر:

على وقر أندابه لم تغفّر

قال كرنكو: "بالأصل: "تعقر" بضم التاء وفتح عين مهملة عليها علامة الإهمال بعدها قاف، وكذا في التفسير" اهـ.

قال المعلمي: "أقول: ولم أجد "تغفر الجرح

" في المعاجم، وإنّما في أفعال ابن القطاع: "غفر (كفرح) الجرح

" ونقله في التاج والله أعلم".

* وفي (ص 1170) هامش (2) عند قول ابن قتيبة: "الحوالس جمع حلس وهو قدح له أربعة أنصباء".

قال المعلمي: "كذا ولم يذكر هذا الجمع في المعاجم ولا هو بقياس" اهـ.

* وفي (ص 1224) هامش (6) خَطَّأ كرنكو ابنَ قتيبة بقوله: "هذا خطأ من ابن قتيبة فإنهم قالوا: أفعلوا في الأزمنة إلا في الربيع، فإن العرب تقول دخلوا في الربيع، وأربعوا: إذا أخذوا ربعًا" اهـ.

فَدافَعَ المعلميُّ بقوله: "أقول: في كتاب الأفعال لابن القطاع (2/ 5) عن ابن القوطية: "وأربعنا صرنا في الربيع"، وفي المخصص (15/ 17): "وأربع القوم: دخلوا في الربيع، ونحوه في مختار الصحاح والقاموس واللسان وغيرها" اهـ.

ص: 392

كتاب "أمالي اليزيدي":

* في (ص 22) هامش (5) عند قوله: "ويُروى القريتين بالنصب والرفع

إلخ".

قال المعلمي: "كذا في الأصل والصواب "القرنتين" ــ المتقدم آنفًا ــ وإنما أعاده لبيان أنه روي بفتح القاف وضمها، والأوائل يعبرون عن الفتح بالنصب، وعن الضم بالرفع على خلاف اصطلاح المتأخرين" اهـ.

* وفي (ص 36) هامش (2) عند قول اليزيدي شارحًا قول الشاعر: "حالك غير أسود" قال: "يقول: الدم أحمر إلى السواد، وليس بأسود محض، ويروى حالك اللون أسود" اهـ.

قال المعلمي: "هذا التركيب مثل قولك: "هذا الشيء شديد الحمرة ليس بأحمر، وشديد الصفرة ليس بأصفر وهلمَّ جرًا، وتناقضه ظاهر إذْ معنى الحلكة في اللغة: أشد ما يكون من السواد، كما أن الفقوع أشد ما يكون من الصفرة، فالحالك الشديد السواد ــ فالحالك والقاني والناصع والناضر والفاقع ينعتون بها للتأكيد ــ فيقولون: أسود حالك وأحمر قانيء، وأصفر فاقع، وأخضر ناضر، كما قالوا: أمس الدابر: أي الذاهب الماضي لا يرجع أبدًا، قال في التاج (د ب ر) وهذا من التطوع المشام للتوكيد لأن اليوم إذا قيل فيه أمس فمعلوم أنه دَبَر لكنه أكّد بقوله: الدابر" وهذه الرواية لم يذكرها أبو تمام في حماسته ولا شارحها التبريزي ولا الأصمعيات، ولما ذكرها اليزيدي اضطر إلى تأويلها بما لا وجود له في معاجم اللغة فإنهم لم يفسروا الحالك بأنه الدم أحمر إلى السواد، وإنما فسروه بأنه الشديد السواد كما تقدَّم" اهـ.

ص: 393

* وفي (ص 61) هامش (6) في قول الشاعر:

وعلمتْ ذاك مع الجراء

قال متعقبًا الميمني: "والجراء: من قولهم جارية بينة الجَراء ــ بفتح الجيم ــ من الجراءة وهي الشجاعة" قال: وما في تعليق السمط من أن الجراء جمع جرو سبقُ قلم" اهـ.

* وفي (ص 76) هامش (3) عند قول اليزيدي: "وسمعتُ أبا جعفر يقول: يقال: بتكت يده وبتلتها، ونضكتها وتررتها وجذمتها وصرمتها: كلُّ ذلك إذا قطعتها".

قال عند كلمة (ونضكتها): "كذا في الأصل ولم أجد هذه المادة في اللسان والتاج، ولعلها تصحفت عن متكتها، ففي القاموس وشرحه (م ت ك): والمتك بالفتح القطع كالبتك" اهـ.

* * *

كتاب "إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم" لابن خالويه

* في (ص 8) هامش (2) عند قول الشاعر:

رُجْمَ به الشيطان في هوائه

قال: "تسكن الجيم هنا ليستقيم الوزن، ومثل هذا كثير في الشعر كقوله: "لو عُصْر منه البان والمسك انعصر" اهـ.

* وفي (ص 71) هامش (5) عند نقل ابن خالويه قراءة قتادة لقوله تعالى: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بمُسيطَر} بفتح الطاء.

ص: 394

قال المعلمي: "غريبةٌ هذه القراءة، فقد جاء في التاج ما لفظه: "وفي التهذيب سيطر جاء على فيعل فهو مسيطر، ولم يستعمل مجهولاً فعله، وننتهي في كلام العرب إلى ما انتهوا إليه" اهـ.

* وفي (ص 169) هامش (2) عند قول ابن خالويه: "قال أهل الكوفة: الشيء لا يضاف إلى نفسه".

قال المعلمي: "المنقول في كتب النحو عن الكوفيين الجواز بشرط اختلاف اللفظ فقط، والمنع وتأويل ما ورد مذهب البصريين".

* وفي (ص 231) هامش (3) عندما ذكر ابن خالويه لغات (كفو) ولم يستقصها.

قال المعلمي: "وخلاصة ما في كتب اللغة أنه يقال: كفء بسكون الفاء مع تثليث الكاف، وكفؤ بضمتين، وعلى هذه اللغة قد تُخفَّف الهمزة إلى الواو فيصير (كفو)، وكفاء ــ بالكسر والمدّ ــ، وكفيء كأمير" اهـ.

* * *

كتاب التنكيل:

وفي التنكيل (1/ 406) عندما اعترض الكوثري على الإمام الشافعي في تفسيره "الفهر" الوارد في قول عمر رضي الله عنه: "كأنهم اليهود قد خرجوا من فهرهم" فسَّره الشافعي بالبيت المبني بالحجارة الكبار، ويعترض الكوثري قائلاً:"موضع عبادتهم أو اجتماعهم ودرسهم مطلقًا سواء كان في بنيان أو صحراء".

ص: 395

قال المعلمي: "وقوله ــ أي الكوثري ــ: "مطلقًا

" لم أجدها في كتب اللغة والغريب، وراجع مفردات الراغب ليتبيَّنَ لك كثرة الكلمات التي يطلق تفسيرها في كتب اللغة وحقُّها التقييد" اهـ.

* وفي السياق نفسه (ص 407) لمَّا أوضح المعلمي تفسير الفهر، وأنَّ الشافعي قال تفسيره باجتهاده وهو مقبول من مثله قال:"وهذا لا يدل على عدم فصاحته، فإنه ليس من شرط الفصيح أن يعرف معاني جميع الألفاظ العربية، فقد كانت تخفى على بعض الصحابة معاني بعض الكلمات من القرآن فيجتهدون، ويقول كلٌّ منهم ما ظنه فيختلفون، ويخطئ بعضهم، وليس ذلك من عدم الفصاحة في شيء، ويتأكَّد هذا إذا كانت الكلمة أصلها من غير لغة العرب كهذه فإنها نبطيّة أو عبرانية، ولا لوم على العربي الفصيح أن يخطئ في معرفة كلمة غير عربية، وقد قال بعض الفصحاء: "لم تدر ما نسج اليرندج بالضحى" فزعم أن اليرندج: ثوب ينسج. وقال آخر: "ولم تذق من البقول الفتسقا" فزعم أن الفستق بقل، ولذلك نظائر معروفة" اهـ.

* وفي مسألة قول الشافعي: "ماء مالح" واعتراض الكوثري عليه يتعرض لها المعلمي بالبحث، وينقل كلام الأئمة ثم يقول:"والحاصل أن قولهم: "ماء مالح" ثابت عن العرب الفصحاء نصًّا وثابت قياسًا، لكن أكثر ما يقولون:(ملح) ولما غلب على ألسنة الناس في عصر الشافعي: مالح، أتى بها الشافعي في كتبه؛ لأنه كان يتحرَّى التقريب إلى أفهام الناس

إلخ.

* وعند قول الكوثري معترضًا على الشافعي: "ثوب نسوي" قال الكوثري: "لفظةٌ عامية".

ص: 396

قال المعلمي: "هذا أيضًا لم يذكر ما يثبته عن الشافعي، ثم إنْ كان نسبةً إلى النساء فهو الصواب ــ كما قال سيبويه وغيره ــ وإنْ كان نسبة إلى (نسا) وهي البلدة المعروفة فهو القياس، وقول ياقوت: "والنسبة الصحيحة إليها نسائي، وقيل: نسوي ــ أيضًا ــ وكان من الواجب كسر النون" فيه ما فيه" اهـ.

* وعند تحدثه عن المجاز ذكر قاعدة نفيسة في هذا حيث يقول رحمه الله كما في التنكيل (2/ 54): "ومجيء الكلمة في موضع أو ألف موضع أو أكثر مجازًا بقرينته لا يسوغ حملها على المجاز حيث لا قرينة، وهذه كلمة "أسد" كثر جدًّا استعمالها في الرجل الشجاع مع القرينة حتى لقد يكون ذلك أكثر من استعمالها في معناها الحقيقي، ومع ذلك لا يقول عاقل إنه يسوغ حملها على المجاز حيث لا قرينة، وهذا أصلٌ قطعي ينبغي استحضاره، فقد كثر تغافل المتأولين عنه تلبيسًا على الناس

إلخ".

ص: 397