الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلواته على سيد المرسلين محمد وآله وصحبه أجمعين وسلم تسليما
أما بعد
فإن سائلا سألني عن السبب الموجب لترك الجهر بقراءة {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول الفاتحة وغيرها من سور القرآن في الصلوات بعد أن كنت أجهر بها
فكان الجواب أنني لما نشأت كنت على مذهب أخذته تقليدا إذ الصبي يكون مذهبه قبل التمييز مذهب أبويه وأهل بلده فكنت على ذلك حينا أعتقد صحتة جهلا مني بطرق الأحاديث التي هي المرقاة المتوصل بها إلى معرفة ذلك فلما رزقني الله تعالى من العلوم أجلها وأنفعها عاجلا وآجلا دعاني ذلك إلى تناول الصحيح مما ينقل عن
صاحب الشريعة ويترك ما سواه وذلك أني تتبعت هذه المسألة وأحاديثها للفريقين فلم أجد في الجهر في الصلاة حديثا صحيحا يعتمد عليه أهل النقل ولا أخرج منها في الكتابين الصحيحين الذين أجمع المسلمون على صحة ما أخرج فيهما حرف واحد يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر بها في الصلاة ووجدت الأحاديث الصحاح في ترك الجهر بها مخرجة في الكتابين وغيرهما من السنن المصنفة في الشريعة ثم إجماع الفقهاء على هذا الفعل وإنما جهر بها من
الأئمة المقتدى بهم الإمام أبو عبد الله محمد بن إردريس الشافعي رضي الله عنه وقوم ممن لا يعد الفقهاء خلافهم خلافا فكان ذلك هو السبب الذي دعاني إلى هذا الفعل
قال السائل: فإن جماعة من أهل النقل ممن يعرف بالحفظ والتقدم فيه يجهر بها.
قلت لا يخلو المحدث الجاهر بها من أحد قسمين إما أن يكون عَلم من النقد ما عَلم الحفاظ الأئمة المتقدمون من الصحيح والسقيم والمتصل والمنفصل والمرسل والمسند والمعدل
والمجروح وما يتعلق بأنواع الحديث التي جعلت سببا إلى معرفة الحديث أوْ لا ، فإن كان الرجل ممن عرف هذا كله وجهر بها فإنه متبع هواه مخالف للسنة وإن كان ممن وقع عليه الإسم مجازا فعذره عذر المقلد في هذا النوع ورضي بأن يقال سبق إلحاح
واعلم أن كل حديث جهر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة وقنت في صلاة الصبح بالدعاء الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي رضي الله عنه في الوتر وتشهد بتشهد عبد الله بن عباس وما أشبه ذلك من المسائل التي صح النقل بخلافها أو كان غيرها أولى وأرجح عند أهل الصنعة من الأخذ فإنه داخل في هذين القسمين [التي] تقدمت